بالمغرب: محمد الجم: المهرجان الوطني الأول لمسرح الشباب يسعى لإعادة الاعتبار لهذه الممارسة الرائدة
أكد الفنان والممثل المسرحي، محمد الجم، أن المهرجان الوطني الأول لمسرح الشباب (جائزة محمد الجم للمسرح- الدورة العاشرة)، الذي تنطلق فعالياته يوم غد الثلاثاء، بالرباط، يسعى إلى إعادة الاعتبار لمسرح الشباب الذي شكل ممارسة رائدة في مجال أبي الفنون بالمملكة.
وأوضح الجم في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المهرجان الذي تنظمه (جمعية أصدقاء محمد الجم للمسرح) بمعية وزارة الشباب والثقافة والتواصل، تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، يشكل استمرارا للتجربة التي سبق للجمعية أن خاضتها في مجال المسرح المدرسي التي شكلت مشتلا للمواهب الفتية في هذا المجال.
وقال الجم، وهو الرئيس المؤسس لجمعية أصدقاء محمد الجم للمسرح، إن تجربة الجمعية في مجال المسرح المدرسي حققت تراكما ونضجا جعلا القائمين عليها ينتقلان اليوم إلى مستوى آخر من العمل عبر استهداف فئة الشباب على مستوى الجمعيات ودور الشباب في مختلف جهات المملكة، وتوفير الفرصة لهم للتعبير عن مؤهلاتهم ومواهبهم، وتطويرها.
وأشار في هذا الصدد، إلى أن دور الشباب ظلت لفترة من الزمن فضاء لاكتشاف المواهب المسرحية من خلال احتضانها لعشاق مسرح الهواة، قبل أن يتراجع دورها وتصبح مهجورة في هذا المجال، مؤكدا أن الجمعية تهدف اليوم إلى إحياء هذه التجربة وتجديد الوصل مع النهضة التي كان يشهدها مسرح الشباب في مختلف مدن المملكة.
وأبرز أن إقصائيات الدورة الأولى من المهرجان الوطني لمسرح الشباب كشفت بالفعل عن تعطش فئة الشباب واليافعين لإبراز مواهبهم، حيث عرفت “إقبالا منقطع النظير”، سيما بعد الركود الذي عرفه القطاع بسبب جائحة كوفيد-19، مشيرا إلى أن جميع جهات المملكة ممثلة في نهائيات هذه الدورة. وعرفت الإقصائيات الإقليمية لهذه التظاهرة مشاركة 207 فرق مسرحية، فيما تبارت خلال الإقصائيات الجهوية 72 فرقة أسفرت نتائجها عن تأهل 12 فرقة مسرحية تمثل كل واحدة منها جهة من جهات المملكة.
وحسب الجم، فإن ما يميز هذه الدورة هو كونها تعرف تنوعا على مستوى لغات الأعمال المشاركة، بما في ذلك اللغة العربية واللغة الأمازيغية، والحسانية، مشيرا في الوقت ذاته إلى حضور فرقة مسرحية لذوي الاحتياجات الخاصة من مراكش ضيف شرف على الدورة.
وبخصوص الآفاق المستقبلية للدورة، قال الجم إن الطموح هو مواكبة هؤلاء الشباب الهواة من خلال برنامج تكويني متكامل سيتم إطلاقه خلال السنة المقبلة. ولم يفت السيد الجم أن يبرز حضور شخصيات وازنة في لجنة تحكيم هذه الدورة التي يترأسها الباحث والكاتب المسرحي، عبد الكريم برشيد، وتضم في عضويتها كلا من الفنانين عبد الإله عاجل وفاطمة الجبيع وهاجر الحمدي وبوسرحان الزيتوني والصحافية أمينة غريب.
ومن جهة أخرى، قال الجم إن هذه الدورة التي تنظم تحت شعار “الشباب دعامة للنموذج التنموي الجديد”، ستكرم وجوها فنية معروفة بكونها سباقة في مجال مسرح الهواة بالمملكة، وهم الفنانة نجوم الزوهرة والفنانان إبراهيم وردة والمختار الملالي.
وينظم حفلا افتتاح واختتام الدورة الأولى للمهرجان الوطني لمسرح الشباب بمسرح محمد الخامس (يومي 10 و13 ماي على التوالي)، بينما تقدم العروض المسرحية المتنافسة في قاعة باحنيني بوزارة الشباب والثقافة والتواصل- قطاع الثقافة بالرباط. وتتوزع جوائز المهرجان على “الجائزة الكبرى”، وهي مساهمة من الفنان محمد الجم (20 ألف درهم)، وجوائز التأليف، والإخراج، والسنوغرافيا، والتمثيل-ذكور، والتمثيل-إناث، وجائزة الأمل.
وتأسست جمعية أصدقاء محمد الجم للمسرح سنة 2012، وكانت تحمل اسم “أصدقاء محمد الجم للمسرح المدرسي”. ومنذ ذلك الحين، وضعت الجمعية نصب أعينها الاهتمام بجيل المستقبل “إيمانا منها بالدور الذي يلعبه المسرح في تنمية شخصية الطفل وتوعيته وإكسابه المهارات التواصلية بممارسة هذا الفن”.
وبعد عشر سنوات من العمل في خدمة المسرح المدرسي، تم تحويل المهرجان الوطني للمسرح المدرسي إلى المهرجان الوطني لمسرح الشباب، مع الاحتفاظ بالأيقونة المؤسسة ذاتها “جائزة محمد الجم”.