بالمغرب: بالصور… اليوم الدراسي حول (البنيات التحتية الثقافية رافعة للتنمية) جمعية مدارات للثقافة والفنون بتنسيق مع فناني مراكش ومثقفيها/ بالفرجة
يأتي تنظيم هذا اليوم الدراسي الذي جاء في ظرفية مهمة يُعيد العالم فيها ترتيب أولوياته بعد سنتين من الوباء العالمي الذي حَكم على المنظومات الصحية والاقتصادية والاجتماعية بطرح أسئلة كبيرة حول الجدوى من الوجود الإنساني نفسه، في هذه الظرفية حُكم على قطاعات كبرى بالتوقف إلى حين، وتوقفت عجلة الحياة وتوقف المثقف والفنان أيضا ليسال نفسه عن أهمية هذا المنتج الذي يقدمه للمجتمع وللعالم، لن ننكر أن الجهات الوصية في بلدنا الحبيب قدمت بدائل ثقافية في حدود المتاح، سادها الرقمي والافتراضي، السؤال المطروح اليوم ما موقع الفن والثقافة من مجتمعنا عامة، ومن نموذجنا التنموي الجديد، يشكل المغرب اليوم رقما صعبا في العالم، ويحقق الاستثناء مرة بعد مرة اقتصاديا وسياسيا وديبلوماسيا، ويسير على خطا تابتة في مجال الحريات والمساواة وتكافؤ الفرص بين أبنائه ومكوناته الاجتماعية، يبقى ما يهمنا اليوم وهو المجال الثقافي، هنا والآن الثقافة والفن بمراكش الحمراء.
أولا وقبل الخوض في أي كلام لابد من تثمين مجهودات المجلس الجماعي في ولايته الجديدة التي تراهن على تثمين تراث المدينة والنهوض الثقافي والفني بها، وثانيا لابد من الشد بحرارة على يد المديرية الجهوية لوزارة الثقافة والشباب والتواصل مراكش اسفي لما تقدمه للمدينة من خدمات يعود أحيانا القصور فيها إلى ضعف الميزانية المخصصة لها. لكننا ولغيرتنا على المدينة لابد أن نقف وقفة تقييم وتقويم ومساءلة للذات عن مكامن خلل المنظومة الثقافية لا لشيء إلا لنجعلها رافعة حقيقية لتنمية الوطن.
لماذا هنا والآن؟ لا شك أن المتتبع للشأن الفني والثقافي يعرف ما نعانيه من شح في فضاءات العرض الفني بالمدينة الحمراء، فواقع الحال يُظهر كيف أن سينيمات المدينة أغلقت أبوابها عقودا من الزمن، قاعات العرض الفني معظمها لا يستجيب لخصوصيات بعض الأنواع الفنية، ومسرحنا الكبير الذي يعد واجهة تستقبل زائر مراكش كأول صرح معماري أمام المحطة الطرقية للقطار وهو المسرح الملكي يعاني من اختلالات هندسية لا تجعله يلعب الدور المنوط به، مما جعل كل الفنانين يوجهون ابداعاتهم وعروضهم لمسرح دار الثقافة الداوديات وخاصة القاعة الكبرى، لماذا هذه القاعة دون غيرها الأمر مرده إلى توفرها بشكل أكثر من غيرها بالمدينة على شروط العرض من حيث المساحة والهندسة والآليات، لكن ما الذي حدث، الذي عرفته القاعة هو اغلاق استمر لأربع سنوات دون أن نعرف ما يحدث ولا ما مآلها ومصير الأشغال فيها، فبينما نحن لا نرى غير أروقة وجدران عالية تنضاف الى دار الثقافة الداوديات، فالقاعة أغلقت دون تفسير من المؤولين ودون تحديد آجال للفتح، وهو الأمر الذي طال قبل الوباء.
ليس لنا بالمدينة الا قاعة المحاضرات الصغرى بدار الثقافة الداوديات لتقديم عروضنا المسرحية والفنية، والمركبات التي يتم انشاؤها هنا وهناك تنشأ دون مشاورات أهل الميدان مما يجعلها تخالف المعايير الخاصة بالعروض الفنية المختلفة، لماذا هذا الإغلاق أولا؟ ولماذا تجاهل خطاباتنا بمعرفة معلومات عن تاريخ الفتح وتقدم الأشغال؟ لماذا نواجه بالصمت الرهيب من المسؤولين، مع الإشارة إلى أطرنا النضالية لا من النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية ولا من الفيدرالية المغربية للفرق المسرحية المحترفة كلها راسلت المديرية الجهوية للثقافة والولاية دون مجيب، ما دفع بنا إلى الإحساس بتهميش الفعل الثقافي ودفعنا لأخذ مجموعة من الخطوات لتسريع وثيرة البحث عن إجابات شافية كان أولها
- هاشتاغ حلو القاعة الكبرى الداوديات مراكش
- فيديوهات شاركت فيها كل فعاليا المدينة
- بلاغ للرأي العام موقع من فعاليات المدينة جمعيات وأفراد
- وهذا اليوم الدراسي الذي تنظمه جمعية مدارات بتنسيق مع فعاليات المجتمع المدني في الشأن الفني.
تجدر الإشارة أنه وعلى خلفية الأحداث الأخيرة قدمت الفيدرالية المغربية للفرق المحترفة المسرحية فرع مراكش التماسا للسيد وزير الثقافة والشباب والاتصال، كما قدمالفرع الإقليميللنقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية جوابا مفتوحا للسيد الوزير، وتفاعلا أيضا مع هذا قدمت البرلمانية عزيزة بوجريدة سؤالا في قبة البرلمان حول نفس الموضوع.
نحن هنا لنجعل من الشأن الثقافي والفني مسؤوليتنا جميعا، نحن هنا لنحتج بسلمية وفنية ورقي على خلل وتعثر في تدبير المرفق العمومي الثقافي، ولكن لنجد حلولا ، ونجد مخاطبا يحترمنا كفئة لها خصوصية حساسية خاصة جدا، نحن مثقفوا وفنانوا المدينة الحمراء من حقها علينا أن نوصلها للعالمية ليس فقط بشمسها ومآثرها وأطعمتها، ولكن بفنها وثقافة أهلها، ومهارتهم في شتى صنوف المعرفة والفن.