بالمغرب: بيت الفرجة فضاء ثقافي لحوار الفنون والثقافات بطنجة
يواصل المركز الدولي لدراسات الفرجة رهانه العملي القائم على تقريب الفنون والثقافات من كل الشرائح الاجتماعية والفئات العمرية عبر شراكة منتجة مع وازرة الشباب والثقافة والتواصل- قطاع الشباب هدفها الأسمى جعل الثقافة سلوكا يوميا لدى الشباب بوصفها أداة حقيقة لتنمية الإنسان ودفعه نحو مواطنة حقيقية تحترم الخيال والإحساس والذوق والانتماء إلى الجمال الطبيعي الذي تسعى الفنون إلى تمريره عبر كل الوسائط المتاحة. فما أحوج ثقافتنا اليوم، إلى ربطها بتاريخها الرمزي الذي أسهم في تشييده نخبة نيرة من الباحثين والفنانين الذين جعلوا من الفن أداتهم الأولى في التعبير عن هوامشنا الصغيرة وتفاصيلها الشائكة بروح واحدة تعزز من أهمية التفكير النقدي المنتج الذي كان ولا يزال هدفا محوريا في البرنامج العلمي للمركز في علاقته بالمسرح ودراسات الفرجة من دون تهميش الإبداع الذي يظل دافعا وحرضا على إنتاج السؤال الخاص..
لهذا، يحرص بيت الفرجة في سلسلة “لقاءات” على التواصل مع رموز الحركة المسرحية الوطنية والعربية والدولية لإقامة فضاء يدخلنا في قلب معركة ربط الأجيال بعضها ببعض، فلا غرابة أن يكون تاريخ الحركة المسرحية بشمال المغرب من خلال شخصية الباحث والمبدع رضوان حدادو الذي كرس حيواته لخدمة هذا الأفق الفكري والثقافي بوصفه لحظة ثقافية ومعرفية حقيقية للحفر في هذا التاريخ المشرق بالعروض والأبحاث والنصوص، فلا يمكن الحديث عن تاريخ الحركة المسرحية بشمال المغرب من دون استحضار الأعمال والمقالات والكتب الذي تشهد المكتبة المغربية على غناها ومساحات الإبداع التي حتما ستشكل محاورته شهادة حية على ذاكرة تستحق أن تؤرشف وأن تكون ديدننا للإقامة في المستقبل.
كما أن الدكتور فاضل سوداني يمثل واحدا من الباحثين العراقيين الذين فتحوا الممارسة النقدية العربية على فلسفة البصريات التي جعلها معيارا نقديا للاقتراب من تجارب مسرحية عالمية وعربية سواء أفي أعمال شكسبير أو غيرها بعد خبرة طويلة في مشاهدة العروض ونقدها بهذه الخلفية المعرفية التي تشكل اليوم أحد مفاتيح الممارسة المسرحية مغربيا وعربيا.. إننا أمام رؤى متعددة تتضافر جميعها في جعل الملتقي قريبا من اهتماماتها النقدية المعاصرة، وفي الوقت نفسه جعل فضاء بيت الفرجة بحسنونة في قلب طنجة فضاء مفتوحا للتربية على قيم الفن والحرية والجمال والمواطنة.