بالمغرب: حدث المهرجان ولجنة التحكيم / أحمد طنيش
المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء، FITUC
عاش المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء، وتعايش مع أجيال ومجايلات فنية لأكثر من ثلاث عقود حتى أمسى مؤتمرا فوق العادة وملتقى دوليا للحوار المسرحي بين طلبة الجامعات الدولية مع الانفتاح على المحترفين عبر المعمور، كما ترسخ هذا المهرجان بمعتاده المهرجاني في ذاكرة الفعل المسرحي، الذي يميزه ويجعله قبلة دولية في الزمان والمكان، إلى أن وصل دورته 34 في سنة 2022.
حافظ المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء، خلال كل دوراته على تفاعل المحترفات التكوينية، والندوات العلمية، لأن للجامعة بعد أكاديمي وتربوي يعطيها خصوصياتها ولم ولن تتنازل عنه، كما يقدم المهرجان تكريمات وتوقيعات للكتب انفتاحا على المحيط الفني والثقافي والإبداعي. وبالأساس يحافظ المهرجان على عروضه المسرحية المقترحة من جامعات العالم والتي تقدم تجربتها وبحتها وجديدها فتتلاقح الإبداعات كما شبيبة العالم، ومن تم كان التأثير المشهود على الساحة الفنية والثقافية وكان الأثر، ولأن مركز المهرجان وصورته الفعلية وهويته تكمن في العروض المسرحية، فالأمر يعود لعدة أسباب، أولها أن العروض تخرج للناس وذلك تنزيلا لانفتاح الجامعة على محيطها، وعلى جامعات العالم بل إن هذا الانفتاح يراهن على تكريم الدار البيضاء فيتوزع عبر جغرافيتها شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، ويحتفي مع مسارح البيضاء ومع جمهورها ومرتاديها، ومن طموح المهرجان أن ينفتح على جهة الدار البيضاء ـ سطات ككل، غير أن الأمر بين يدي مدبري الشأن الثقافي والفني في هذه المدينة، ثاني مميز للمهرجان، انفتاح العروض المسرحية المهرجانية الجامعية على تجارب العالم ومدارس المسرح واتجاهاته واجتهاداته وهو تكوين مسرحي يتم عبر تلاقح الإبداعات وتأثيرها على بعضها البعض، وفرصة للاطلاع على تجارب العالم وانفتاحها على ذاتها والآخر، ويزكي هذا فقرة مناقشة العروض في منتصف الليل بإقامة المهرجانيين، وهي فرصة أخرى للتكوين والانفتاح على المختبرات الإبداعية لجامعات العالم والتعرف على كيفية إعداد وتحضر العروض المسرحية، وفق التكوين والتجربة والرؤى..
ولأن العروض المسرحية الجامعية هي المحور والهوية للمهرجان، من تم تأتي قيمة لجنة التحكيم التي تتكلف بمهمة التقييم، وبالتالي تتويج الفائزين بجوائز المهرجان من الجائزة الكبرى وأحسن إخراج وأحسن تشخيص إناث وذكور تم جائزة البحث، ويزكي هذا التتويج، تقرير اللجنة الذي تعتبره اللجنة المنظمة تتويجا لعملها التنظيمي ككل، كون العروض المسرحية مرت من عدة قنوات، إذ بعد استقبال المشاركات يأتي دور اللجنة العلمية التي تختار وفق شروط علمية تتوافق وشعار المهرجان بشكل من الأشكال، ولها علاقة بالخط العام الفكري والجمالي والإبداعي للمهرجان، تم تصل الاختيارات إلى لجنة الفرز تم لجنة البرمجة وفق خصوصيات كل عرض مسرحي على حدة، وصولا إلى التلقي وما بعد التلقي الذي تؤشر عليه لجنة التحكيم .
هذا وتختار اللجنة المنظمة لجنة تحكيم دولية ممثلة بأعضاء من داخل المغرب وخارجه، لهم البعد المهني والأكاديمي وتعدد التخصصات ويتصفون بالاستقلالية، ويتم الحرص على أن تكون لجنة التحكيم لا تنتمي إلى الجامعات والفرق المشاركة في المسابقة. وقد جاء اختيار لجنة تحكيم الدورة 34 وفق هذه المقاييس والمعايير، إذ ننتظر تقييمهم في حفل اختتام فعاليات المهرجان الدولي للمسرح الجامعي يوم الخميس 28 يوليوز 2022، بمسرح مولاي رشيد، في الساعة السادسة مساء.
رئيس اللجنة لهذه السنة في الدورة 34، فنان ومغني مغربي، ذ.فهر الكتاني، الرئيس المؤسس لاستوديو الفنون الحية الدار البيضاء، المغرب، نائب رئيس اتحاد الصناعات الثقافية والإبداعية (CGEM) سفير العمق الإفريقي للثقافة، والأعضاء ممثلون بالفعاليات التالية: ذ.فتيحة بناني أستاذة الأدب الفرنسي، والنقد الأدبي كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك الدار البيضاء، ومن نفس الكلية الأستاذ الجامعي، ذ.خالد لحلو، رئيس شعبة الدراسات الإنجليزية، تم الكاتب والإعلامي والناقد المسرحي، ذ. الطاهر الطويل، وتعذر الحضور على المؤلفة والمخرجة عضو اللجنة، ذ. سيرين الأشقر، لبنان/فرنسا، بسبب إجراءات كورونا التي ما تزال تؤثر بشكل من الأشكال على الفعل والتفاعل الثقافي والفني والمهرجاني، الأمر الذي عاشته كل الدول التي حضرت بأشكال مختلفة.