نص مسرحي: “شهاب وسر الكتاب” / تأليف: حسين علي صالح

الشخصيات

ـ شهاب

ـ الكتاب

ـ الجهل

ـ الاب

 

المشهد الاول

( داخل غرفة شهاب غرفة نوم طفل منضدة أو رحلة حسب توفرها)

(موسيقى مناسبة لمؤثر جهاز الكتروني  وإضاءة ملونه على الطاولة يجلس شهاب تحت الطاولة دون ان يظهر منه شيء يدخل الأب )

الاب : شهاب اين انت يا ولدي ؟ ما هذا مالذي يفعله هذا الولد؟ لقد اتعبني بكثرة حبه للاختراعات ولو كان يهتم بوجباته المدرسية اكثر من الاختراعات لكنا في احسن حال

صوت شهاب : انطلق ايها الجهاز واحملني الى عالم المستقبل

(نسمع صوت انفجار مع دخان كثيف )

الاب : ما هذا مالذي حصل ؟ شهاب اين انت يا ولدي ؟

(شهاب يخرج وهو يلبس قناع مع بدله فضائيين )

الاب : ما هذا من انت عفريت يا الاهي اين ولدي شهاب شهاب شهاب

شهاب : توقف مكانك انتظر لحظة

الاب : ايها العفريت اين ولدي.. شهاب اين انت ؟

شهاب : انا العفريت وقد ابتلعت شهاب

الاب: ماذا ولدي شهاب يا حسرتي عليك يا ولدي

شهاب : توسل بي وانا سأعيد اليك ولدك

الاب  : ارجوك ايها العفريت انه ولدي الوحيد اتوسل اليك ان تعيده الي .. شهاب يا ولدي شهاب

شهاب : حسننا انتظر سوف يأتيك شهاب في الحال (يعمل اصوات وينزع القناع ) مرحبا ابي

الاب : من شهاب ؟ ما الذي فعلته يا ولد

شهاب : كنت امزح معك يا ابي

الاب : وما هذا مالذي حصل ؟

شهاب : كنت اقوم بتجربة لصناعة آلة تنقلني الى المستقبل ولكن الظاهر ان التجربة فشلت مره  اخرى ولكنني في النتيجة سأنجح

الاب : يا ولدي يا شهاب كم مرة قلت لك ان تهتم بواجباتك المدرسة اولا ثم تمارس هواياتك في وقت فراغك

شهاب : ولكن يا ابي

الاب: كفا لا  اريد ان اسمع اي كلام ايها المشاكس هل اتممت واجباتك المدرسية

شهاب : نعم يا ابي

الاب :اذا لماذا لا تنام ؟ عليك ان تنام مبكرا لتصحو مبكرا بكل نشاط وحيوية وتذهب الى المدرسة

شهاب : في الحقيقة يا ابي اريد ان اقرأ هذا الكتاب المهم الذي يتحدث عن السر الذي يجعلنا نعرف من خلاله مستقبلنا

الاب : اي مستقبل .؟

شهاب : بابا انا لدي امنية وارغب بتحقيقها

الاب : دعك من الاماني الان واذهب الى فراشك ونم

شهاب : فقط اسمعني يا ابي

الاب : حسنا ماذا تريد؟

شهاب : اريد ان اصنع جهازا ينقلنا الى المستقبل

الاب : ماذا تقول يا ولدي لقد جربت وفشلت قبل قليل وهذه ليست المرة الأولى دعك من هذا اللعب واهتم بواجباتك المدرسية وعندما تكبر كن ما تشاء هيا اعطني هذا الكتاب واذهب الى النوم

شهاب : ولكن يا ابي انا استعرت هذا الكتاب من صديقي احمد لهذه الليلة فقط ولابد ان اقرأه  الآن

الاب : اسمع كلامي يا بني ولاتكن عنيدا  هيا اعطني هذا الكتاب

شهاب : ولكن يا ابي .

الاب : قلت لك اعطني الكتاب

شهاب : حسناً يا ابي تفضل  .. ولكن دع الكتاب بجانبي

الاب : كلا في الصباح الباكر سأعطيك هذا الكتاب . هيا يا حبيبي تصبح على خير .. (يخرج الاب )

شهاب : تصبح على خير يا ابتي .. اه ماذا سأفعل يجب ان اقرأ هذا الكتاب واكتشف التجارب العلمية التي ستقيدني في صنع آلة معرفة المستقبل ..اه كم اتمنى ان احقق حلمي في صناعة هذه الآلة  .

(  يقوم بفر دولاب الهواء الموجود على الطاولة مع موسيقى مناسبة للدخول في عالم الخيال )

 

المشهــــد الثانــــي

(تتغير الإضاءة .. الى اجواء حالمة مع موسيقى مناسبة .. يدخل الكتاب العملاق)

الكتاب : شهاب .. صديقي شهاب

شهاب :.من؟ من انت ؟

الكتاب : انا صديقك الكتاب

شهاب : ماذا ؟ الكتاب

الكتاب : نعم انا الكتاب وقد جئت اليك كي اساعدك في تحقيق امنيتك في صناعة الآلة التي توصلك الى المستقبل

شهاب : ماذا تساعدني ؟ هل انت جاد في كلامك ؟

الكتاب : نعم .. هيا انهض يا صديقي وابدا العمل

شهاب : يا لسعادتي اخيراً سأحقق حلمي

الكتاب : هل انت مستعد . ؟

شهاب : نعم في اتم الاستعداد

الكتاب : جيد يجب ان يكون عندك الاستعداد النفسي والعقلي لعمل الشيء الذي تحبه .

شهاب : وانا لدي هذا الاستعداد .. ولكني اكره الكتب المدرسية وواجباتها واحب التجارب العلمية

الكتاب : لا .. هذا غير صحيح يا صديقي .. الكتب المدرسية هي الاساس وهي التي توصلك الى ما تحب وما تريد ان تكتشفه

شهاب : حسناً ما تقوله صحيح والآن كيف ستساعدني في هذه صناعة  الآلة؟

الكتاب : اولاَ عليك ان تستدعي خمسة من اصدقائك الحاضرين . ونعمل معهم التجربة

شهاب : اصدقائي الحاضرين ؟ واين اجدهم ؟

الكتاب : في القاعة. فقط انظر بهذا الاتجاه وستجدهم بكثرة لا انهم جاؤوا يتفرجون عليك وينتظرون منك ماذا ستفعل؟ .

شهاب : (يلتفت الى الجمهور ) ما هذا .. نعم .. مرحباً اصدقائي انا صديقكم شهاب الذي سيخترع لكم جهاز تستطيعون من خلاله معرفة مستقبلكم بمجرد ان تدخلوا به .

الكتاب : حسناِ الآن ادعوا خمسة من اصدقائنا لنعمل معهم التجربة .

شهاب : هيا يا اصدقائي من منكم يريد المشاركة معي في تجربة معرفة المستقبل

( يأخذ خمسة من الاطفال الجالسين في القاعة )

الكتاب : كيف حالكم يا اصدقائي .. انا صديقكم الكتاب الأطفال .. مرحبا

الكتاب: الآن أريد من كل واحد منكم أن يقدم نفسه ويقول لي ماذا يريد ان يكون في المستقبل.. ولكن بصوت عالي حتى يسمعه الجميع

(يبدأ الأطفال بتقديم انفسهم وذكر امنيتهم فيما يصبحون في المستقبل )

الكتاب : حسنا الآن تعالوا وادخلوا  بين صفحاتي وأقرؤوا ما كتب فيها

شهاب : حسنا هيا يا اصدقائي

(موسيقى مناسبة)

الكتاب : أحسنتم  أحسنتم  يا اصدقائي

شهاب : والآن ماذا سنفعل ايها الكتاب أين الآلة التي سنصنعها؟

الكتاب : لا تستعجل انتظر قليلاِ

(موسيقى دخول شخصية ودمية  الجهل )

الجهل : ما هذا ماذا تفعلون؟ ( يخرج لهم من خلف الكتاب )

(يهرب الجميع باستثناء الكتاب )

شهاب : من انت ؟ وماذا تريد وكيف خرجت لنا ؟

الجهل : انا يا اصدقائي صديقكم .. واريد ان العب معكم

شهاب : ولكن من انت .

الجهل : نعم انا من يعطيكم الراحة والسعادة ويوفر لكم الالعاب الجميلة ويبعدكم عن القراءة والمطالعة ووجع الرأس هيا دعونا نلعب

شهاب : نلعب ؟.. نلعب ماذا ؟

الجهل : نلعب الأشياء التي نحبها

شهاب : ولكن هذا ليس وقت اللعب أننا الآن نعمل تجربة جديدة نستطيع من خلالها ان نعرف مستقبلنا

الجهل : لا يا صديقي  اللعب ليس له وقت محدد دعك من هذا الكلام  اي مستقبل تتحدث عنه  عش حياتك الآن وتمتع بوقتك ولا  تفكر

شهاب : ولكنك لم تقل لنا من انت ؟

الجهل : هل تحزرون من انا؟.

الكتاب : انا اعرفك جيداً

الجهل : تعرفني ؟

الكتاب : نعم اعرفك جيدا انت عدوي اللدود الذي أحاربه دوما بعلمي وافكاري

الجهل : حسنا ًمادمت تعرفني تنحى جانبا ودع الاصدقاء يحزرون من انا ؟

الكتاب : أصدقائي هل تعرفون هذا الكائن المزعج انه نقيض العلم  هل تعرفون ما هو نقيض العلم؟

شهاب : عكس العلم ؟

الكتاب : نعم ( بعد ان يسال الاطفال الذين يقفون معه على المسرح )

شهاب : انه الجهل

الجهل : نعم انا الجهل ماذا هناك ؟

شهاب: ما هذا انه يمتلك عقلا كبيرا

الكتاب : نعم يمتلك عقلا كبيرا جدا الى انه لا يعمل لا نه خمول وتعود على الراحة والكسل وعدم التفكير

شهاب : ولماذا تسجن عقلك بهذا القفص وتقفل عليه ؟

الجهل : هذه ميزتي التي امتاز بها انا املك العقل ولكني اغلق عليه لكي لا يخرج من هذا القفص حتى لا اتعب نفسي بما يدور حولي من علم ومعرفة فأنا احب الراحة واللعب والنوم

الكتاب : هذا يعني انك جاهل ولأتفقه شيء من العلم والمعرفة

الجهل : فقط ابتعد انت عني وانا سأكون بخير

الكتاب : بل انت من يبتعد عنا لا أننا لا نحبك

الجهل : اسمع ايها الكتاب دعنا نلعب قليل انا والاصدقاء ثم  نسألهم وهم يختارون بيني وبينك انا فقط سأخذ من وقتهم قليلا لنلهو ونلعب العابا يحبونها (ماذا سنلعب؟) اه سنلعب لعبة البو بجي

الكتاب : يا اصدقائي اتركوا هذه الالعاب الخطرة ودعونا نكمل التجربة هيا تعالوا معي

الجهل : بل انت من يتركنا اننا نريد ان نستمتع بوقتنا بهذه الالعاب الجميلة

الكتاب : انها العاب خطرة ولا تنفعنا بشيء ارجوكم يا اصدقائي ابتعدوا عن الجهل

الجهل : ( الى الاطفال ) هل ستلعبون معي ام تذهبون مع الكتاب؟

الكتاب : تعالوا يا اصدقائي لنبتعد عن الجهل ( يأخذ الاطفال جانبا )

الجهل : اسمع يا صديقي شهاب دعك منهم ولنلعب انا وانت خذ

(يخرج من حقيبته مسدس ويعطيه الى شهاب )

(ينسحب الاطفال والكتاب من المسرح )

شهاب : ولكن

الجهل : دعنا نلعب قليلا ولنرى من يفوز في الآخر انا ام انت ؟

شهاب : انا شهاب الذي يحب النجاح والفوز دائما سأنتصر عليك

الجهل : هيا لنبدأ

(موسيقى مع بدء اللعبة)

( يرمي عليه ويصوبه في خده )

شهاب : اي لقد اصبتني لقد اصبتني في خدي كدت ان افقد عيني

الجهل : لقد انتصرت عليك هيا لنكمل اللعبة

شهاب : لا لن العب هذه العاب الخطرة بعد الآن هيا ايها الجهل اذهب ودعني مع صديقي الكتاب

الجهل : (يضحك) ولكن اين الكتاب لقد غادر هو واصدقائك وتركوك وحدك؟

شهاب : ماذا ؟.. كيف يغادر ولم نقوم بعمل التجربة انه وعدني ان يساعدني

الجهل : يا صديقي دعك من التجارب والقراءة والمدرسة واقضي وقتك في اللعب والهرج والمرج ما رأيك ان نلعب لعبه جديدة

شهاب : كلا هذا غير صحيح .. لقد خدعتني بألعابك الضارة و سرقنا الوقت وذهب منا الكتاب بسببك انت ايها الجهل .. كيف حصل هذا كيف خدعتني؟

الجهل : انا لم اجبرك على شيء انت من اختار ان يكون مع الجهل ويهجر الكتاب

شهاب : اخرج من هنا ايها الجهل هيا اخرج انا لا احبك .. يجب ان اجد صديقي  الكتاب .. هو من يعلمني ويرشدني الى الطريق الصحيح

الجهل : كما تحب  ولكن تذكر لو خرجت ستخسر كثيرا  انا من يوفر لك السعادة والراحة والالعاب الجميلة المسلية . وانا صديقك الذي يحبك اكثر من الكتاب

شهاب : كلا انت لست صديقي .. انت من يوفر التخلف والفشل والكسل. والكتاب من يوفر العلم والمعرفة والمستقبل  هيا اخرج من هنا .. اخرج اخرج

الجهل : حسننا كما تحب لا ذهب الى شخص اخر يكره الكتاب ويحب الجهل وداعا ( يخرج )

 

المشهــــد الثالــــــث

(يعود  شهاب في مكانه الذي كان يجل فيه ببداية المشهد )

شهاب: انا نادم على ما فعلت يا صديقي الكتاب ارجوك ان تأتي وتساعدني اين انت…اين انت ؟

صوت الكتاب : اعلم يا صديقي ان مستقبلك معي انا الكتاب اقرأ ثم اقرأ ثم اقرأ وتمعن بين سطور الكلمات حينها ستنجح وتكبر وتصنع مستقبلك الذي تحب يا صديقي اختراعك الذي تريد ان تعرف من خلاله مستقبلك هو الكتاب انه اجمل واروع وافضل اختراع يجب ان تهتدي إليه الم تسمع المقولة التي التي تقول وخير جليس في الزمان كتاب

شهاب : نعم ..نعم هذا صحيح

( موسيقى مناسبة تتغير الاضاءة ويظهر وهو جالس في مكانه )

الاب : شهاب .. شهاب الم تنم لحد الآن؟ لماذا يا ولدي الم اقل لك يا ان تنام مبكرا لتصحوا مبكرا وانت بكامل النشاط والحيوية ما بك هل انت غاضب لا اني اخذت منك الكتاب

شهاب : لا يا ابي كيف لي ان اغضب منك ولكني غفوت قليلا وذهبت في عالم آخر ورأيت فيه الكتاب وقد ارشدني الى الطريقة التي تدلني على المستقبل

الاب : وما هذه الطريقة ؟

شهاب : انتظر قليلا وشاهد بعينك هذه الطريقة

( يطلب من مجموعة من الاطفال في القاعة الصعود الى المسرح ويوزع عليهم كتب يقفون بشكل مناسب كما يراه المخرج  يفتحون الكتب ويقرؤون فيها مع صوت اغنية لها علاقة بالكتاب واهميته في حياتنا )    

خــــــــــــــــــــــــــــــتام

**********************

 ** حسين علي صالح ( 7/7/2022)

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت