عروض مهرجان بغداد الدولي الثالث… عرض وتعريف / حيدر عبدالله الشطري
اعلن مهرجان بغداد الدولي المسرحي الثالث والذي سيعقد في بغداد للفترة من 20 الى 28 تشرين الاول 2022 الى انتهاء لجنة مشاهدة العروض من اختيار الملفات المسرحية التي تقدمت للمشاركة في المهرجان .
ولغرض التعرف على هذه العروض والتعرض الى نبذة مختصرة عنها قمنا ببحث نظري ميداني من اجل ان نسلط الضوء على الفرق التي قدمتها واماكن عرضها ومؤلفيها ومخرجيها وممثليها وكذلك عن المجاميع الفنية التي عملت على تقديمها وعن الافكار والمواضيع التي تناولتها وكذلك الاساليب الفني التي قدمت بها …حتى يتسنى للمتابع والجمهور الذي يسعى الى مشاهدة هذه العروض ان يتعرف على طبيعتها وبعض الملاحظات التي تخصها…
اولا: العروض الاجنبية
– اخراج (فرنسا ) Violette Dore مسرحية Le Paquet
وهي من تأليف فيليب كلوديل وإخراج فيوليت دوريه وهو كاتب ومخرج فرنسي، ولد في 2 فبراير 1962 بدومباساد سور مورتو تمثيل الفنانين فيليب رينيه ، كلارا رينيه وقدمت المسرحية على المسرح الحرفي سانت إتيان وكان زمن العرض 70 دقيقة.
ويتحدث العرض عن الانسان باعتباره قيمة انسانية كبرى ويتناول الجسد الذي يستوعب روحه ويحمل ذكرياته واحلامه وافراحه وكل امراضه التي يعاني منها …ثم يتناول العرض نظير ذلك الانسان او قرينه الذي يرافقه في مسيرته الحياتية ويشاركه فيها فتارة يدفعه للعيش واخرى يعيقه وبذلك يتعرض هذا العرض الى طرح معاناة الانسان في ذلك والذي يعاني من الاضطراب والازدواجية …حيث يصور العرض ماذا يوجد في هذه الحزمة وهو عنوان العرض التي تتشكل في هذا الجسد الانساني .
ـ خراج (اوكرانيا ) Oleksandr Kovshunمسرحية Caligula
وقد تم إنتاج المسرحية من قبل مسرح الدراما الأوكراني الأكاديمي الحكومي في خاركيف وهي من تأليف البير كامو وإخراج كوفشون أولكسندر والذي تخرج من معهد خاركيف للفنون بدرجة علمية في (1986) وقد قدم ورشة عمل فنان الشعب لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية يوجين ليسينكو. التحق بقسم الإخراج المسرحي مرة أخرى ، وتخرج من جامعة خاركيف الوطنية.
وتختلف عروض المخرج دائمًا في قراءة المؤلف ويعمل على تقديمها بمغايرة فنية باهرة لذلك اتسمت عروضه بالإبهار والتوافق المسرحي المتجانس وهو كمخرج يحب التجربة ويعتمد في تقديم عروضه على تناول الأعمال الدرامية الكلاسيكية ويتحول احيانالتقديم الأعمال الدرامية العالمية الحديثة باهتمام.
غرس أولكسندر نص كامو بالكثير من المشاهد الساخرة والمشوشة ، ليخلق واقعًا منحرفًا ، عالمًا مأساويًا أكثر ذهانًا مما هو مرعب ، بينما يصبح بطل المسرحية إمبراطورا متعطشا للدماء وهو رمزًا للجنون ومتأصلة فيه القوة والضعفوالطموح والخمول ومحاطًا بالمجانين ويتم التعامل مع هراء كاليجولا وتصوراته وسلوكياته المشوهة من قبل المخرج على مستوى فني عالي ، مما يجعل بطل الرواية موضوع تعاطف الجمهور في مناسبات عديدة في المسرحية.
قدم العرض بأسلوب العبث واعتمد العرض على الاستفادة من عناصر العبث والجنون ، وقد صور الشخصيات من جوانبهاالنفسية التائهة والمضطربة .
وقد قدم هذا العرض في مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي وقد تحصل على الجوائز التالية
الجائزة الكبرى للمهرجان وجائزة أفضل مخرج وجائزة أفضل دور رجالي.
ـ مسرحية ( بلجيكا ) Turba اخراج Sarah Deppe
ويعتبر هذا العرض من العروض التي تعتمد الجسد والرقص التعبيري وقد عملت المخرجة سارة ديب على نقل تجاربها في فن الرقص وتقديم هذا العرض بأسلوب الرقص الدرامي الذي يميز عروض هذه المخرجة والتي تقدم اعمالها بطريقة الورشة المسرحية وبالتعاون مع اعضاء الفرقة المقدمة للعرض .
ـ مسرحية (روسيا) Road – اخراج Lidia Kopina
وقدم هذا العرض لأول مرة في 19 اكتوبر سنة 2020 في موسكو، وهو من اخراج ليديا كوبينا التي تخرجت من جامعة سانت بطرسبورغ للثقافة والفنون عام 2006 .وهي ايضا ممثلة سينمائية وموسيقية في فرقة الروك افيفا …وهي المؤسسة لشركة ليديا كوبينا المسرحية المستقلة عام 2013 .
وتشتغل المخرجة في الاعتماد على طريقة مبتكرة في تقنيات الجسد والتركيز على الجوانب النفسية للمثل وقد قدمت من خلال هذا الاسلوب الكثر من الاعمال المسرحية.
ويتناول هذا العرض فكرة المسير نحو تحقيق الاهداف رغم كل المعوقات التي تصادف الانسان في الوصول الى مبتغاه.
و هنا يمثل الطريق الذي هو عنوان المسرحية المسار الذي يجب ان تسير عليه الشخصيات و عليها ان تعبده لكي تسير عليه وكأنها تمشي في حقل مفتوح… تسير الشخصيات عبر مئات المسارات خلال حياتها اليومية للعثور والوصول الى المكان الذي تنتمي اليه و لكنها اي الشخصيات تصادف الكثير من المحطات التي تختلط فيها جميع الطرق وتتشابه و على الانسان ان لا يفشل في تمييز الشخص الذي يرافقه دون الاخرين .
ويجسد العرض لحظة الانتباه و الاستيقاظ في عودة الشخصية الى نفسها وفي هذا العرض تحاول ان تجسد المخرجة معرفة طعم الحياة والموت من خلال كل خطوة تخطوها الشخصيات وكل حركة تؤديها. حاول الممثلون بعد جهد كبير في اطلاق امكانياتهم التمثيلية في العثور على الدافع الذي من شأنه ان يحدد الشخصية في بحثها عن الاجابات انها شخصيات تسير مع مخاوفها و رغباتها و انتماءاتها.
يصور لنا العرض و من خلال كل ما تقدم ان يدخلنا في واجهة المرايا لكي نرى حقيقتنا الداخلية بوضوح فبدلا من البحث عن الطريق الصحيح و الوحيد للمسير نحو الاهداف التي نبتغيها حاول العرض ان يركز على الشخص الذي يسير على الطريق و الذي يستطيع ان يميز ماهو الطريق الذي يمشي عليه .
حاول العرض خلق مساحة للتفكير عند المتلقي ففي كل صور او تشكيل مسرحي هناك رمزية خاصة للعقل الباطن البشري و يطرح العرض ذلك في البحث عن طريقة فك هذه الشفرات من خلال تجاربهم الخاصة و وعيهم الذاتي .
اجتهد صانعوا العرض ان يؤكدوا لنا ان الطريق هو مجرد مسار و لا توجد طرق صحيحة او خاطئة و ان عملية البحث في ذلك تمكننا من تعلم اشياء جديدة عن نفوسنا في كل خطوة نسير فيها على ذلك الطريق.
ـ مسرحية عندما تنتهي تسقط – اخراج عبد الهادي الجرف (إيران)
وهي من تأليف واخراج عبد الهادي جرف وتقديم فرقةشمايل والتي هو مديرها ايضا .
لقد تناول هذا العرض قضية خلق آدم وتدمير الأرض وخلقها مرة أخرىوهو يصور الجرائم الذي نقوم بها نحن البشر على الأرض وقداستغرقت كتابة نص هذه المسرحية ما يقارب اربع سنوات تخللتها اوقات كثيرة من البحث والتقصي في احاطة هذا الموضوع الشائك وقد استغرق الأمر 7 أشهر لممارسته والمشاركون في إنتاج هذا العمل المسرحي هم 12 ممثلا .
لقد تم دعم العرض من قبل دائرة الفن للثورة الاسلامية وقدم العرضبالشراكة معهم.
إن هذا العمل هو المسرحية الأولى التي تم قبولها من محافظة خوزستان وباللغة العربية في مهرجان فجر الدولي للمسرح.
وقد كان منتجي هذا العرض هم أول مجموعة فنية إيرانية ناطقة بالعربية تسافر إلى الخارج وتشارك في مهرجانات شمال إفريقيا المرموقة وقد شاركت بمهرجان جندوبة في تونسقد حظيت بإحدى جوائز مهرجان السلام للمسرح العربي .
ثانيــا : العروض العربية
ـ مسرحية أي ميديا – بسام السليمان – (الكويت) عرض شرفي
وهي مسرحية كلاسيكية مستوحاة من مسرحية ميديا من تأليف الكاتب الكبير يوربيدس واخراج الفنان الكويتي بسام السليمان وبدأت العروض على مسرح المدينة في بيروت .
وقد قدمت الكويت وفي مبادرة مسرحية كسرت عصرا يكاد يكون متوحشا يعيشه اللبنانيون واصطحبتهم إلى دراما على خشبة تنتشلهم من دراما الحياة اليومية عبر مسرحية آي ميديا
يمزج البسام أساطير الإغريق بالحداثة ويقدمها في قالب درامي يحاكي منظومة القمع وعصر الاستبداد , وتظهر في المسرحية ميديا كفتاة مهاجرة عربية مثقفة مسيّسة وتجد نفسها في خلاف عميق مع العالم من حولها, وتتحول نقمة ميديا إلى صرخات استحالت انتفاضة عارمة بمجرد وصولها إلى مخيمات اللاجئين .
وتدور أحداثها حول امرأة ساحرة تعيش غريبة ودخيلة على مجتمع يظلمها ويدفعها إلى انتقام شرس ويتجسد هذا الانتقام على المسرح عندما تقتل ميديا أخاها وتقطع جثته كي تتمكن من الزواج من حبيبها جاسون، لكن جاسون هذا يتركها وحيدة غريبة مع أطفالهما الثلاثة ليتزوج من ابنة الملك كريون طمعا في المال والجاهولا تلبث ميديا أن تحضر لانتقام رهيب من زوجها فتدمر المدينة وتقتل أطفالها الذين يعلق عليهم والدهم آمالا عريضة .
تمكن البسام من ربط خيوط التاريخ ببعضه البعض إذ أن وقائع ميديا لن تبتعد كثيرا عن نسختها اليونانية في عمق بنائها الدرامي لكنها تتأثر بالحداثة ووسائل التواصل والتطورات الإنسانية السياسية الآنية.
ويرتفع البسام على الخشبة إلى وضع سريالي فائق التراجيديا ويعمل على خلق فضاء مسرحي يتحرر فيه من قيد القصة الأصلية. وتطلق ميديا تغريداتها التي تتحول إلى صرخات إنسانية تضامنية مع اللاجئين وبمجرد وصولها إلى مخيماتهم .
وتلعب الفنانة السورية المقيمة في فرنسا حلا عمران دور ميدياويشارك في العمل أيضا أعضاء فريق التنين الموسيقيين علي حوت وعبدالرضا قبيسي من لبنان والسينوغراف إيريك سواييه ومهندسة الصوت ماتيلد دوسييه من فرنسا ومدير الإضاءة سمير شعراوي من مصر والممثل ومدير الإنتاج أسامة الجامعي من تونسأما سليمان البسام وإضافة إلى كتابة النص وإخراجه فيلعب عدة أدوار في العمل مثل دور المؤلف الموجود على الخشبة والزوج الغادر جاسون والملك كريون. فيما يجسّد التونسي أسامة جامعي دور أغاديز .
هذا العمل بثلاث جوائز رئيسية بمهرجان قرطاج … البسام بجائزة أفضل نص مسرحي… وفازت الفنانة حلا عمران بجائزة أفضل ممثلة عن ذات العمل… وإيريك سواييه على جائزة أفضل سينوغرافيا
وقال مخرج العرض أنه اعتمد في أعماله على خلق فرق مشتركة من بلدان عربية ومن الغرب ومزج عناصر من خلفيات وتجارب مسرحية متعددة. وأضاف أنّ لا هوية وطنية للمسرح بل هوية فنية مطلقة عابرة للحدود .
ـ مسرحية البائع المتجول – اخراج المعتمد المناصير (الأردن)
وهي من إعداد الدكتور عمر نقرش عن مسرحية (موت بائع متجول) للكاتب الأميركي أرثر ميلرإخراج المخرج الشاب المعتمد المناصير.تدور أحداث المسرحية حول قضية البطالة بين الشباب وضرورة التماسك العائليوضرورة وحدة الأسرة التي تتعرض للتفكك والانحلال وعلاقة الاب والام ببعضهما وبالأبناء وعلاقة الاخوة مع بعضهم ومحاولات الانتحار واتسم العرض بالرمزية والتي تلقي الضوء على قضية الفقر والطموح ضمن بعدين مختلفين فالأول يكون بالعائلة وما ينتج عنه من تفكك وتناقضات في وجهات النظر والثاني في الاستغلال والطمع وما ينتج عنه من ازمات اجتماعية .
ـ مسرحية عائشة 13 اخراج سامي النصري (تونس)
والمسرحية من تأليف رياض السمعلي واخراج سامي النصري وتمثيل هاجر حمودة وميساء ساسي وفوزية بدر وأصالة نجار ونور قمري ومهذب الزميلي ومحمد شعبان ومحمد بوزيد وسينوغرافيا ايمان الصامت وموسيقى كريم لثليبي .
وقدمت ضمن فعاليات مهرجان مسرح التجريب بمدنين.
المسرحية تنتصر للنساء وحقوقهنّ فهن يصنعن الألم ويمنحن الأمل، حالمات وقويات لكنهن منذ الولادة يتعرضن إلى العنف الأبوي والمجتمعي فقط لأنهن إناث، إلى حكايات المرأة وآلامها يعود سامي النصري في مسرحيته (عايشة13) و يترك للنسوة مساحة للتعبير فيتحدثن عن العنف الأبوي والعنف المجتمعي والعقلية الذكورية التي تنتصر للذكر وحقوقه على حساب الأنثى، في كل الشخصيات ستجدك تشارك أحداهن في ألم ما، الشخصيات كانت صادقة والممثلات حقيقيات أتقن الانتقال من شخصية إلى أخرى بكل تركيباتها النفسية والذهنية، فالمرور من العقل إلى الجنون تجربة صعبة.
في مصحة للأمراض النفسية تدور أحداث العمل، المكان في المسرحية عدة أمكنة واحد ثابت هو فضاء المصحة وآخر متخيل حسب كل نزيلة، فهو البحر حينا لعاشقة البحر والحب وهو معامل الاسمنت وزنازين داعش للهاربة من تنظيم الدولة الإسلامية وهو غرفة مغلقة تسكنها الموسيقى الكلاسيكية وصور (فان غوغ) للكاتبة النسوية، فالمكان يرتبط بذكريات المرضى، يرتبط بالجانب العاقل فيهنّ ليتحوّل حسب الحالة النفسية المتناولة .
الشخصية الرئيسية عائشة تدور حولها الحكاية وفي النهاية يكتشف المتفرج أنها صانعة الحكاية منذ البداية هي المريضة النفسية التي تفوقت على الطبيب وإدارة المصحة وغادرت بعد إسقاطهم في هوة الجنون والشكّ، عائشة الشخصية أنموذج لنساء كثيرات امنّ بالحرية والكتابة، شغفن بالعلم والقراءة وتوغلن في الطب النفسي قراءة وممارسة حدّ الإصابة ببعض جنون .
ـ مسرحية هاراكيري اخراج حسين عبد علي (البحرين)
وهي من تاليف واخراج الفنان البحريني حسين عبد علي وعرضت في 29 مارس 2022 على مدى ثلاثة أيام احتفالاً باليوم العالمي للمسرح .وهو من بطولة باسل حسين، دانة آل سالم، محمود الصفار. وسينوغرافيا حسين عبد علي ومحمود الصفار، وإضاءة: علي حسين ميرزا، وتمت إدارة الخشبة من قِبل علي الشعلة .
ويتناول العرضويهتم بقضايا المرأةويتطرق إلى قصة هاراكيري وتعتبر المرأة في هذا العرض بمثابة بوابة الدخول نحو قراءة النفس الإنسانية وأبعادها وطرح أسئلته حولها، باعتبار المرأة هي الأقدر على تحفيز هذه الأسئلة التي تلقي بظلالها على الفرد ومحيطه، وبالتالي تخلق له متكآت رئيسية لمعرفة ذاته والبيئة التي يعيشها.
وفي هذا العرض تحجز فتاة في مقتبل العمر، وهي الفنانة دانه آل سالم، ليلة فندق بعد أن تكالبت عليها مشقة الحياة والظلم، ومن خلال تبادل الحديث مع أحد الموظفين في الفندق تكشف قصتها عن الكيفية التي تحوّلت فيها من فتاة عادية إلى أخرى تميل إلى العزلة، وبذلك تسلط الضوء على دور وسائل التواصل الاجتماعي الرئيسي في تعزيز حالة العزلة والانطواء عند الفرد، وما تقوم به من عملية تفكيك لبُنى التواصل بين أفراد المجتمع، على نقيض ما يحمله اسمها كوسيلة للتواصل الاجتماعي اما تسمية هاراكيريفتعني قطع الأحشاء بالترجمة الحرفية من اللغة اليابانية، وهذا الفعل كان معروفاً لدى مقاتلي الساموراي عندما يلجؤون لتفادي الوقوع في أيدي العدو أو لمسح عار الهزيمة، حيث يقوم ببقر بطنه بنفسه بواسطة سيفه .
ـ مسرحية كلب الست اخراج فراس أبو صباح (فلسطين)
وهو من تأليف علي عبدالنبي الزيدي واخراج الشاب فراس أبو صبّاحوتمثيل خالد المصو في دور الجد والممثل اليافع سليم نبالي والممثلة الشابة هديل تكروري…وهو الإنتاج الجديد لمسرح وسينماتك القصبة في رام اللهوقداستطاع المخرج تحويل نص الكاتب إلى مسرحية بملامح كوميدية تترك بلا شك علامة لدى من يشاهدها فعلاوة على الضحكات التي لم تنتزع قسراً بأسلوب التهريج والاعتماد باقتدار على كوميديا الموقف في تناول موضوع مؤلم وحساس وذي بعد وطني فإنها مسرحية الاكتشافات الإبداعية على أكثر من مستوى.
وتتناول المسرحية حكاية طاهية تأتي بحجة مساعدة الفقراء في الحي وتبدأ من منزل الجد وحفيده إلا أنها سرعان ما تبدي نواياها باضطهاد أصحاب البيت بعد مقتل كلبها ودفنه في المطبخ متأثراً بوجبة من سم الفئران كان وضعها الاثنان للتخلص من الفأر الأخير في المنزل فتجبرهما على الصوم سبعة أيام مقابل عدم التسبب بسجنهما وتساوم الحفيد على شراء المنزل قبل أن تعود وتجبرهما بعد أن يرفضا البيع بالصوم لسبعة أيام أخرى بذريعة وفاة أنثى الكلب حزناً على رفيق دربها لتكون النهاية المفتوحة على كل التأويلات .
ـ مسرحية شاطارا اخراج امين ناسور (المغرب)
قدم العرض بالشراكة مع مسرح محمد الخامس
وهي من اخراج ودراماتورج الفنان امين ناسور وتأليف الكاتب المسرحي سعيد ابرنوص السينوغرافيا لطارق الربح ، تصميم الملابس نورا إسماعيل وكان في التشخيص هذا العرض المسرحي كل من أمل بنحدو، قدس جندول، شيماء العلاوي، بمصاحبة في الأداء و الغناء للفنانة ثيفيور و الأداء الموسيقي للعازف إلياس المتوكلأما الفريق الفني و التقني فيتكون من كل من عبد الرزاق أيت باها في الإنارة رضا التسولي في تصميم الفيديو، فاطمة حموشة في تنفيذالملابس عبد الحليم سمار و عمر أيت شعيب في المحافظة العامة، محمد أمين البنوضي و كريم اعمو في تقنيات الصوت، محمد الحقوني في التوثيق، احمد سمار في تنفيذ الديكور
وقد تحصل العرض على عدة جوائز من بينها الجائزة الكبرى لمهرجان القاهرة للمسرح التجريبي في مصر لدورته الــ 29 دورة المخرج العالميبيتر بروك
وحصل أمين ناسور أيضًا على جائزة الإخراجو توج العرض المسرحي بجائزة أخرى وهي جائزة الانسجام الجماعي لكل أفراد العملوترشحت الممثلة مونية لمكيمل لأفضل تشخيص في المهرجان.
تتحدث موضوعة المسرحيةشاطارا عن قصص ثلاث نساء هاجروا إلى الضفة الأخرى قسرا يبحثن عن الخلاص المنشود فيجدن أنفسهن في ملجأفــربيعة مغربية هاجرت في حاويةوشاني من جنوب الصحراء هاجرت بدون هاوية وتاليا من الشرق الأوسط هاجرت هروبا من الحروب وحكم العشائر.
ثلاث نساء يتحدثن بثلاث لغات العربية والفرنسية والأمازيغية يجمعهن مصير واحد ويبحثن عن تغيير أوضاعهن .
ـ مسرحية جي بي اس اخراج محمد شرشال (الجزائر)
وهو فكرة واخراج محمد شرشال وهو عرض ذوحس كاريكاتوري مفرط في السخرية الغروتسكية المسخية السوداء ويؤسس مخرج العرض هذه التجربة المسرحية الاستثنائية المغايرة نصا وخلقا .
إنها رحلة المسخ البشري والاجتماعي في عالمنا العربي منذ النطفة الأولى وصولا إلى أقنة التدجين حتى غياب بوصلة الوعي حد متاهة الرؤية وانعدام ملامح الكائن في شتى تكويناته العضوية والمادية والمعنوية والرمزية، إنها رحلة الانقياد نحو الكارثة، حيث لم يعد الحلم مسعفا لنقل الكائن من حالاته المفككة الهشة والمهشمة وأول بؤر التكوين الحية القابلة للتحول الخلقي السوي.
لقد تمكن خالق التجربة محمد شرشال من أن ينسج بفكره المتوقد ومخيلته الجامحة عرضا قادرا على استنطاق كل تفاصيل وتضاريس ارتحالات المسخ البشري والاجتماعي المتباينة والحائرة والمضطربة والمتأرجحة، وذلك من خلال استثماره لكافة تقنيات اللعبة الغروتسكية، كالدمى المشوهة والأقنعة المزيفة والأجساد الفولاذية والصحف الجدارية الوهمية وأقنة الخلق المدجن والساعة اللازمنية، لتصبح جميعها وتتكثف في رحلة خارج الزمن وخارج السياق البشري والإنساني .
إنها اشتغالات بحثية إخراجية عميقة في قراءة الأزمنة المسخية .
حصدت المسرحية جائزة القاسمي لأفضل عرض مسرحي عربي في مهرجان الهيئة العربية للمسرح بدورته الثانية عشر التي أقيمت في العاصمة الأردنية عمان وقد تم عرضها على خشبة مسرح قصر الثقافة في افتتاح أيام الشارقة المسرحية في دورتها الثلاثين .
ـ مسرحية لقمة عيش اخراج محمد الرواحي سلطنة عُمان
مسرحية لقمة عيش قدمت كتعاون بين فرقة مسرح الدن للثقافة والفن ونادي سمائل .
المسرحية اخذت عن نص (بلاليط) للكاتب البحريني جمال صقر واخراج محمد الرواحي ودراماتورجيا وإخراج محمد سعيد الرواحي وتمثيل كل من (سالم الرواحي وأحمد الرواحي وأحمد الصالحي وخميس البرام ووليد الدرعي ومحمد الرواحي وحيان اللمكي) في الإضاءة محمود المخرومي وفي الأزياء والملابس محمد الكليبي وفي المكياج منال العامرية وإدارة الخشبة أنمار البكري .
ويطرح العرض العديد من القضايا التي تتعلق بالزواج والرواتب وغلاء الأسعار والانتخابات وعدد من القضايا الأخرى التي كانت حديث الساعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي في قالب كوميدي بعيد عن الإسفاف والابتذال وبطريقة مبتكرة إخراجيا وراقية في آلية طرح الفكرة وآلية التطرق لها ومحاولة تلمس مواقع العلاج .
لقمة عيش حكاية بسيطة لمواطن (ع) نسميه اصطلاحاً المواطن العربي الذي يقضي أيامه في البحث عن لقمة عيشه، وفي متاهة استبداد السلطة من حوله. السلطة بكافة أشكالها وفروعها والتي تستحوذ على كل شيء؛ وتقبض أيضاً على مخيلة هذا المواطن(ع)، الذي لا يبغي من حياته سوى ملئ جوفه، ولا يسمح له أن يشغّل عقله في أسئلة وجودية كثيرة كانت ستوصله إلى اكتشاف كيمياء الفساد والفاسدين، وتدخله أتون الرفض لما حدث ويحدث ليس في واقعه المعاش فقط. وإنما في تحولات تاريخه الطويل الذي نقله من سيء إلى أسوأ .
شاركت مسرحية «لقمة عيش» في مهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي .
وكانت مسرحية «لقمة عيش» قد نالت جائزة أفضل عرض مسرحي متكامل أول على مستوى السلطنة في مسابقة إبداعات شبابية لعام 2017 والتي نظمتها وزارة الشؤون الرياضية، كما حصل العرض على جائزة أفضل مخرج للمخرج محمد سعيد الرواحي. وقدم العرض قبل أشهر في جامعة الشرقية وجامعة نزوى وفي ولاية سمائل .
ـ مسرحية اخر مرة اخراج وفاء طبوبي (تونس)
هو عمل نص وإخراج وفاء الطبوبي وبمساعدة إسماعيل المحضاوي في الإخراج وأداء كل من مريم بن حميدة وأسامة كشكار وإنتاج فنون التوزيع وشركة الأسطورة للإنتاج .
قام العرض على اسلوب اللوحات فكل لوحة قائمة بذاتها وشخصياتها وحدثها الدرامي إذ اختلف كل مشهد عن سابقه ولاحقه، عرض ثنائي (ديودراما) جسّد من خلاله كل من مريم بن حميدة وأسامة كشكار الصراع الأزلي بين المرأة والرجل الناجم عن العزلة والخوف والشك والملل. فالمسرحية انقسمت إلى ثلاثة فصول، المشهد الأول تحدث عن علاقة المرأة بالرجل في العمل، فيما أبرزت الوضعية الثانية علاقة الأم بالإبن، ليكون الفصل الأخير في علاقة الزوج بالزوجة، وهي علاقات صراع ثنائي بين الجنسين تتأرجح بين اليأس والأمل، الاتصال والانفصال والتواصل والتقاطع ، علاقات قامت على تكرار نفس الخطأ مرارا وتكرارا وهذا ما يدل عليه اسم العمل آخر مرة وهي عبارة يردّدها الشخص للتعبير عن ندمه ليعاهد نفسه بعد ذلك بعدم إعادة نفس التجربة مع شخص ما أو موقف معين أو أسلوب محدد .
آخر مرة عمل بمثابة المرآة التي تعكس الصراع الأزلي اللامتناهي بين المرأة والرجل أرادت وفاء الطبوبي من خلاله أن تغوص في أعماق الجوانب النفسية والاجتماعية لكليهما وتكشفها للمشاهد لنقد المجتمع وتعرية هذا الواقع المليء بالعنف والكراهية .
عمل أرادت من خلاله وفاء الطبوبي الولوج إلى أعماق المسكوت عنه في عالم المرأة والرجل عبر التطرق إلى عدة قضايا أبرزها العنف المسلّط على المرأة بشتى أصنافه في العمل وفي البيت وفي الأماكن العمومية رغم ريادتها في المجتمع لكنها لم تحض بالمساواة مع الرجل .
آخر مرة أداة للصراع الثنائي بين الهو والهي وهو صراع لا متناهٍ يتكرّر باستمرار رغم اقتراف الخطأ نفسه .
وتحصل العرض على جائزة العمل المتكامل في أيام قرطاج المسرحية سنة2021
ـ مسرحية المنديل… اخراج بسام حمدي…(سوريا)
العرض فكرة و اخراج بسام حمدي .يدمج الفنان بسام حميدي بين مفهومي الزمان والمكان في عرضه البصري الراقص (المنديل) جامعاً بين العمارة والديكور والنحت والغرافيك من جهة، وبين فنون الشِّعر والرقص والتمثيل والغناء من جهةٍ أُخرى، منجزاً بذلك مكاناً وسطاً بين فنّي السينما والمسرح من خلال ما يشبه “بيرفورمانس”. إنها حكاية رجل وامرأة أعميين يعيشان مع الطبيعة لحظات رومانسية حميمة، لا تلبث أن تُسلب منهما بعد أن تعود إليهما حاسة البصر، لتنقلب حياتهما رأساً على عقب، وتدبّ الخلافات بين العاشقين خاجيك كجه جيان وسماح غانم واللذين قاما بأداء الشخصيتين رقصاً على مدى أربعين دقيقة، مجسّدين مفارقة درامية تمثّلت في نعيم العمى ولعنة البصر في عالم يضجّ بالحروب الكونية والأوبئة والنزاعات المسلحة، حيث ينعم العميان بالسلام والحب، ويتخبط المبصرون في جحيم من صور القتل والدمار والدم .
قدم العرض في مساحة من التجريب بين الجسد والشاشات الثلاثية الأبعاد التي زرعها مخرج العرض بين عمق وأرضية الخشبة، وبتواصل تقنية الـ “ثري دي” التي نجح من خلالها في تقديم مستويات عدة للعبته البصرية المتحركة .
ـ مسرحية كافيه اخراج سامي الزهراني (السعودية)
المسرحية من تأليف فهد الحارثي، سينوغرافيا وإخراج سامي الزهراني، وتمثيل بدر الغامدي، ممدوح الغشمري، عبدالإله السحيمي، عبدالرحمن المالكي، مطر السواط، سامي الزهراني، ديكور صديق حسن، إضاءة مهند الحارثي، صوت عدنان الخمري، تجهيزات فنية عبدالله دواري، مساعد مخرج محمد العصيمي .
يذكر بأن المسرحية التي كتبها فهد ردة الحارثي ناقشت مجموعة من القضايا والهموم المجتمعية من خلال شخصياتها التي تظهر على الخشبة .
وتطرقت المسرحية إلى الصراع الذي يعيشه المثقف والفنان والأديب وشعورهم بالتهميش من قبل المجتمع الذي أصبح يركض خلف مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، وما تسببه من انتشار ظواهر سلبية عديدة .
ـ مسرحية ليلة القتلة… اخراج صبحي يوسف (مصر)
العرض من اعداد و اخراج يوسف صبحي تاليف خوزية ترييانا
حوّل المخرج صبحي يوسف، بمساعدة فريق عمله، المخرج المنفذ وليد الزرقاني، مهندسة الديكور والأزياء سماح نبيل، ومصمم الإضاءة إبراهيم الفرن، صالة الجلوس كما يفترض، وبطريقة السهل الممتنع إلى حلبة مصارعة، أو ملاكمةحلبة يبدأ فيها الصراع بين الأخوة كلعبة من أجل التنفيس، لا أكثر، لكنه ومع مرور مخزون الذكريات المؤلمة التي جسدها الأولاد يتعاظم ويتفاقم حد التمرد، ومن ثم التمرد على التمرد،ليصل إلى القتل المعنوي، لكل ما هو ساحق ومهين لإرادة الفرد البسيط .
ـ مسرحية المركب… اخراج شرح البال عبد الهادي (ليبيا)
تاليف سلام الصكر واخراج شرح البال عبد الهادي وتمثيل عز الدين الدويلي ويقين عبد الجواد .
تدورالاحداث حول رجل (عازف عود) وامرأة (معلمة)، تجمعهما ظروف الحرب والإرهاب والخوف إلى مركب مهجور لا يصلح للملاحة، ولكل منهما قصته وظروفه التي جاءت به إلى هناك
و قد حقق العرض المسرحي “المركب” للكاتب العراقي سلام الصكر، الذي يرصد مظاهر الحياة الاجتماعية والسياسية في ليبيا خلال الفترة الأخيرة، نجاحا كبيرا خلال عرضه في أكثر من دولة عربية منها الأردن وتونس.
ثالثـــا : العروض المحلية
مسرحية خلاف اخراج مهند هادي
العرض من تأليف واخراج (مهند هادي) وتمثيل ( هيثم عبد الرزاق ، سهى سالم، مرتضى حبيب، حسين أمير، علي صباح ، رسول زيد، أسامة خضر) إضاءة ( محمد رحيم ) ديكور ( محمد النقاش) إدارة مسرحية (علي عادل السعيدي) وقدم العرض على خشبة مسرح الرشيد .
يتحدث العرض عن سيده يسارية الاتجاه تفقد ولدها بعد سفرة الى اسطنبول لن نتوقف عند هذه المدينة المفتوحة للعالم فجميع المؤامرات الدولية اما تبدأ منها او تنتهي عندها وقبلها كانت اثينا وقبرص والان تلك المنطقة والتي لها قرابة مع جنان السماء . يظهر صوت الراوي ليقص لنا قصتها مبتدأ بذكر اسمها امل ساردا لنا حالتها الروتينية كأي امرأه تعيش لوحدها في بيت ورثته عن والدها منتظره عودة ابنها الذي لم يعد.
امل تتحدث بعقيدتها اليسارية وتناقش وتتهجم على افكار ابنها كاميلو المنتمي لعالم الحوريات والبحار وشعوب من الاسماك يوم كان واقفا على الساحل نادته حوريه واخذته بعيدا.وهو يرد عليها بقسوة وينعت افكارها بتهكم انها نظريات فقط انا بجانب بعيد من ضفتك انا المعارض لعقيدتك يحتدم الحوار لنجد ان مامن ثورة بالعالم الا وقامت على هرم من جماجم .
كانت هناك تشكيلات مشهديه تتداخل مع الشخصيات الرئيسية الام وكاميلو والام والمحقق تلك الشخصيات تتناغم بحوارها مع مايقوله كاميلو دلالة على اتباع الفكر الداعشي .
ـ مسرحية طلقة الرحمة اخراج محمد مؤيد
عرف عن المخرج محمد مؤيد اشتغالاته المسرحية التي تستند على تقديم عروضه بأسلوب الرقص الدرامي الذي يقوم على الحركة ولغة الجسد بوصفها لغة مصاحبة للغة اللفظية التي يستخدمها البشر، بمعنى أن العرض لا يفصل الكلمة عن الجسد، لكن الجسد فيه لغة أساسيّة، ويستخدم النص من دون الاشتغال على الحكاية أو السرد داخله، بل بالاشتغال على ما يسمى (الاختزال) ليصل إلى حدود الرمز.
وكانت عروض محمد مؤيد قد ركّزت على المحن التي عاشها العراق جراء الحروب والاحتلال والاقتتال والتطرف الطائفي والسياسي.
أسس المخرج محمد مؤيد فرقة الرقص التعبيري عام 2010، وتولى تدريب أعضائها، وجلّهم طلبة في معهد الفنون وكلية الفنون في بغداد.
ولعدم توفر اي معلومات عن عرض (طلقة الرحمة ) حاولنا ان نوضح الاسلوب الذي دائما ما يشتغل عليه المخرج محمد مؤيد في تقديم عروضه والذي نتوقع ان يكون هذا العرض امتدادا لعروضه السابقة التي قدمها والتي عرف من خلالها كعروض تستند في تقديمها على اسلوبية خاصة تميز بها هذا المخرج .
ـ مسرحية انا وجهي اخراج عواطف نعيم
تأليف واخراج الدكتورة عواطف نعيم، تمثيل الفنانة شذى سالم سمر محمد شيماء جعفر .سينوغرافيا الدكتور علي السوداني، ادارة المسرح سلام السكيني، اضاءة عباس قاسم، داتا شو عصام كاظم، همام حسن لموسيقى والمؤثرات التعبيرية، ضياء عابد
يجسد العرض معاناة المرأة اينما كانت وتعدد الوجوه التي تستخدمها في الحياة سواء وجوه سياسية، اجتماعية، عائلية، وكل ما تعانيه هذه المرأة لتصل الى وجهها الحقيقي…تتجسد بشخصية المرأة الواحدة التي تعبر عنها ثلاثة شخصيات.
(انا وجهي) تعبر عن معاناة المرأة بصورة عامة والعراقية بصورة خاصة وهي تبحث عن وجهها الحقيقي طوال هذه السنين تبحث عن الذات، الفكر، العقيدة، البحث عن الحرية والمساواة، الخير ونبذ الشر، تبحث عن نفسها في ظل هذه المتاهات التي يعيشها البلد، تبحث عن وجهها الحقيقي لنشر العدل والحرية و مساواتها مع اخيها الرجل للمطالبة بالحرية والديمقراطية والحب والسلام وهذا ما رسمته ملامح وجه المرأة العراقية ووجدت وجهها الحقيقي في ساحات تشرين تقف جنبا الى جنب مع اخيها الرجل ليرسما وجهيهما معا بدماء الشهداء للمطالبة بالعدل والسلم والسلام بعيدا عن القتل والدمار وعن غد مشرق يعم بالأمان لينعم العراق بفرح دائم .
ـ مسرحية 25 ريختر اخراج علاء قحطان
تأليف واخراج علاء قحطان
يتناول العرض وجع العراق منذ السبعينات حتى اندلاع هذا الحراك الشعبي من خلال شخصيتين هما راقصة (تؤدي دورها الممثلة وعارضة الأزياء زمن الربيعي) ورجل (يؤدي دوره ياسر قاسم)، وتجري أحداثه في أحد ملاهي بغداد التي كانت تعمل عام 1970، حيث تذهب الشخصيتان إلى ذلك المكان لاستذكار حياتهما فيه واستعراض أوضاع العراق خلال أربعين سنة .
مسرحية 4:48 اخراج مهند علي
للكاتبة الانكليزية سارة كين ، اخراج مهند علي ، وتمثيل مجموعة من طلبة قسم الفنون المسرحية ،
يصنف نص العرض على انه مساحة من العقل لا يرغب اي منا زيارته، فالكمَد والقلق والاضطراب هو السمة الابرز فيه .
ـ مسرحية أمل اخراج جواد الاسدي
مخرج العرض د. جواد الاسدي هو من سلالة المسرحيين الرواد، الذين اعطوا للمسرح العراقي هويته الوطنية التقدمية، وكانت تجاربه البكر تحمل سمة التجريب الأصيل والعطاء الزاخر بالمعرفي الذي يسعى لخلق جمهور مسرحي متنور.
وهو صانع الرؤى الذي يجد جنته في المسرح… لذلك رأيناه لا يتعامل مع مسرحياته بوصفه مخرجاً او مؤلفاً او سينوغرافياً او ممثلاً حسب.. وانما هو يأخذ مسرحياته بوصفها كتلة كلية واحدة لا يتخلى عن ادق اجزائها.
وبما ان مخرج العرض هو ايضا كاتب النص لذلك نراه نصوصه تقع تحت سطوة الاخراج بمعنى انها أي كتاباته تنبثق من الرؤيا الاخراجية من ناحية بناء المشاهد وجماليات السينوغرافيا وكأنها كتبت لكي يقوم بإخراجها بتلك الحرفة الواسعة التي تتيح له هدمها بالعمل مع ممثل خلاق للذهاب الى شراكة بروفات تفتح الافق نحو كتابة نابعة من التمرين اليومي.
وعن اختيار المخرج د. جواد الاسدي للمثلين الذين يقدم بهم اعماله وكيفية التعامل معهم فأنه قبل ان يختار الممثل يقوم داخل التمارين باعادة تركيب ادوات وروح وجسد الممثل بالاعتماد على شغفه ورغبته في درجات تحول ادائه الى لغة تمثيل لا تشبه ابداً اشتغالاته مع مخرجين آخرين، وهذا الامر يحتاج الى شراكة روحية وايمان متبادل، في صيرورة البحث عن ممثل آخر داخل الممثل نفسه، وعدم السماح في ان يكون اداء الممثلين الذين يعمل معهم مصنوع او رتيب او قديم او ميت.
نكتفي بالحديث بهذا الايجاز عن اسلوب د. جواد في كيفية تقديم اعماله المسرحية وما اعرف عنه في هذا المجال لعدم توفر اي معلومات عن عرضه المسرحي ( امل ) الذي ينوي تقديمه في مهرجان بغداد الدولي الثالث.
وبعد معرفة العروض التي ستشارك في مهرجان بغداد المسرحي الدولي الثالث تبين ان هناك خمسة عروض اجنبية من دول ( فرنسا, اوكرانيا, بلجيكا, روسيا, ايران ) وهو ما يمثل نسبة 21% من نسبة العروض المقدمة …وان عدد العروض العربية والتي بلغت ثلاثة عشر عرضا من دول ( الكويت, الاردن, البحرين, فلسطين, المغرب, الجزائر, سلطنة عمان, سوريا , السعودية, مصر, ليبيا, تونس ) وبواقع عرض واحد لكل دولة ماعدا تونس التي ستشترك بعرضين مسرحيين وهو ما يمثل نسبة 54% اي اكثر من نصف العروض المقدمة في المهرجان .
وكان عدد العروض المحلية هو ستة عروض مسرحية وهو ما يمثل نسبة 25% من عدد العروض المقدمة في المهرجان .
ومن الجدير بالانتباه ان الكثير من هذه العروض كانت قد شاركت في مهرجانات سابقة وقدمت على مسارح اجنبية وعربية ومحلية مهمة وان اغلبها قد تحصل على جوائز كبيرة في مسابقات قد اشتركت بها كونها عروض قدمت بأساليب حداثوية وتجريبية متقدمة وحاولت التعرض في اغلبها الى مشكلة الانسان المعاصر وتعرضه للقهر والظلم والعبودية وبحثه الدائم عن الخلاص والتغيير .
وهكذا سنكون امام عروض مسرحية متنوعة ومهمة وجديرة بالمشاهدة لأنها تمثل احدث التجارب العالمية في المسرح والتي تسعى وزارة الثقافة العراقية متمثلة بدائرة السينما والمسرح وكوادرها الحريصة والمخلصة دوما الى استقطابها وعرضها على مسارحها وانها لفرصة عظيمة للجمهور المسرحي العراقي الذي سيشاهدها .
فشكرا لكل الجهود التي عملت على انجاز هذا المهرجان والذي سيكون نقطة مضيئة في مسيرة المسرح في العراق .