مسرحية «نصراني ف تراب البيضان» لفرقة أدوار للمسرح الحر بكلميم تتوج بالجائزة الكبرى لمهرجان هوارة الدولي للمسرح في دورته السابعة/ عبدالحق ميفراني
توجت مسرحية «نصراني ف تراب البيضان» لفرقة أدوار للمسرح الحر بكلميم بالجائزة الكبرى لمهرجان هوارة الدولي للمسرح في دورته السابعة، والذي استضافته مدينة اولاد تايمة، اقليم تارودانت، فعالياته والتي نظمتها جمعية منتدى أنفاس للثقافة والفن بمناسبة عيد المسيرة الخضراء من 2 الى 5 نونبر 2022، بشراكة مع جماعة أولاد تايمة والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وحصدت أدوار للمسرح بكلميم، الى جانب الجائزة الكبرى للمهرجان، جائزتي أحسن دور ذكور للممثل الشاب المتألق أيوب بوشان (مناصفة)، وجائزة أحسن نص مسرحي (الفنان عبداللطيف الصافي).
وشارك في هذه الدورة، التي عقدت تحت شعار “دورة الإنبعاث”، وحضرها ثلة من المسرحيين والفنانين الإعلاميين، عددا من الدول، في المسابقة الرسمية، بعد عملية فرز الترشيحات التي بلغت 34 ملفا، أشرفت عليها لجنة انتقاء متخصصة. وشارك في هذه المسابقة الرسمية، كل من مسرحية ”حياة المامون” لشركة ستيلو برود من فاسو، ومسرحية ”خيطنا” من اكاديمية الندى بإنزكان، ومسرحية ”نصراني في تراب البيضان” لفرقة أدوار من كلميم، ومسرحية “لومبالاج” لفرقة سوار من شيشاوة. كما خصصت الدورة عروض شرف، من داخل وخارج المغرب، وهي مسرحية”SABATO” لمنتدى أنفاس للثقافة والفن، ومسرحية ” صراخ الجثة ” لفرقة مسرح الرحالة من الإمارات العربية المتحدة، ثم مسرحية ” Liando la Magia Parda” من اسبانيا.
وتنافست هذه الفرق، على جوائز عدة أهمها الجائزة الكبرى للمهرجان، تحت اشراف لجنة تحكيم تتكون من المخرج المسرحي مولاي الحسن الإدريسي، والممثلة فاطمة الزهراء أحرار، والدكتور إبراهيم أودادا. كما عرفت الدورة، الى جانب العروض الشرفية، تكريم مجموعة من الوجوه المسرحية العربية، منهم الممثل المغربي حسن عليوي، والفنان العراقي الكندي عبد الرحمان ماجد درندش، والمخرج القطري سالم المنصوري والفنان الفلسطيني محمد حسين قاسم. وشهدت الدورة السابعة، التي تروم الى تعزيز الحوار الفني والثقافي عبر المسرح وخلق مزيد من الاشعاع والتنمية، تنظيم ورشات فنية وثقافية لأبناء مدينة أولاد تايمة والنواحي، وتنظيم ندوات فكرية وأنشطة موازية.
وشكلت محطة أولاد تايمة، نهاية جولة مسرحية «نصراني ف تراب البيضان» لفرقة أدوار للمسرح الحر بكلميم، والتي حظيت بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل، قطاع الثقافة، واحتضنت عروضها كل من: قاعة العروض والندوات بإقليم أسا الزاك، مدينة الدارالبيضاء، ضمن فعاليات مهرجان الدار البيضاء الدولي للمسرح الأمازيغي في دورته الخامسة، والجديدة ومراكش وتزنيت. وشهد عرض أدوار للمسرح الحر بمهرجان هوارة الدولي للمسرح في دورته السابعة، والذي استضافته مدينة اولاد تايمة، تفاعلا لافتا من الجمهور الذي حج متعطشا للفرجة المسرحية.
مسرحية فرقة أدوار للمسرح الحر بكلميم، “نصراني ف تراب البيضان”، أعدها وأخرجها الفنان الوادنوني عبداللطيف الصافي، واختارت الفرقة هذه المرة إعداد عرض مسرحي عن نص “خمسة أشهر لدى البيظان” لكاميل دولز، والتي تراهن، من خلاله، على اللغة الحسانية والعربية. والتئم فريق عمل من الكفاءات الفنية من الجنوب، الفنان عبد اللطيف الصافي، معدا ومخرجا، والفنان عبدالعزيز نافع في المحافظة العامة وإدارة الخشبة، فيما سهرت على إعداد سينوغرافيا العرض الفنانة أسماء هموش، ويشرف على الإضاءة والموسيقى الفنان ابراهيم عجاج، فيما يدير التواصل والعلاقات العامة الكاتب المسرحي والاعلامي عبدالحق ميفراني.
المسرحية، يقوم بتشخيص أدوارها ثلة من الفنانين الشباب، تألقوا في العديد من العروض المسرحية وتوجوا بالعديد من الجوائز، وهم على التوالي: أيوب بوشان، مصطفى اكادر، حمادة أملوكو، إبراهيم بنرايس. وتحكي المسرحية عن كاميل دولز والذي “لم يأبه لتحذيرات كل من التقاهم في لانزاروطي، فعقد العزم على تحقيق حلم طالما راوده و هو النزول بسواحل الصحراء متخفيا في هيئة مسلم. لكن قدره، بعد أن وطأت قدماه أرض الصحراء وأصبح وحيدا في عالم تطوقه مجموعة من الاساطير والتراجيديات، استحال الى تجربة مريرة اثر سقوطه بين يدي مجموعة من “البيظان” الذين سلبوه كل ما يملك وعذبوه واقترب من الموت مرات عديدة..”.
وانطلقت رغبة المخرج عبداللطيف الصافي، أولا في الإعداد للنص الدرامي، على الاشتغال على النص الأدبي “خمسة أشهر لدى البيظان”، في المقام الأول، من قوة كاتبه في التحدث عن مغامرته وعن مجتمع الرحل في أرض “البيضان” الذي يستكشفه بإصرار تتوزعه الرغبة و الرهبة. كاميل دولز كباحث انتروبولوجي ومغامر، اهتم بكشف الجوانب الخفية في حياة الرحل بالصحراء المغربية أواخر القرن التاسع عشر.
أحداث مسرحية “نصراني فتراب البيظان” ليست فقط أحداثا حقيقية بل هي ولادة جديدة ومتجددة للذاكرة تدعونا الى استحضار مفهوم “الهوية” واستعادة نبض الحياة في الصحراء على خشبة المسرح وترتيب العلاقات الاجتماعية والإنسانية، انطلاقا من جدلية الآنا والآخر ومن ثنائيات الرفض والقبول والموت والحياة والاستقرار والترحال والحقد والحب. وتراهن فرقة أدوار للمسرح الحر بكلميم على تحقيق فرجة مسرحية قريبة من وجدان الجمهور في أقاليمنا الجنوبية، وهي بحث مسرحي متجدد، يحاول جاهدا انفتاح المسرح المغربي على جماليات تلامس تجربة المسرح الحساني في الجنوب، والتي بدأت تترسخ أكثر السنوات الأخيرة.