بالمغرب: الأسبوع القادم…مسرحية “الجايحة 19” تحط الرحال بمسرح بن مسيك بالدار البيضاء

عاش العالم إبان تفشّي فيروس “كوفيد – 19” أزمة خانقة انعكست بكل تجلياتها على جميع المجالات ومن بين هذه المجالات الإبداعية المسرح باعتباره أكثر الفنون قربا من الجمهور، من خلال تفاعله العيني مع المتلقي. الشيء الذي دفع فرقة “فركانيزم للفنون والثقافة والتنمية”، إلى تحويل ما عاشه العالم والمغرب على وجه الخصوص إلى عمل مسرحي يمتاز بالجدة والأصالة، من خلال اقتباس نص “نهاية اللعبة”، لصموئيل بيكيت ومغربته.

لا يتوفر وصف.

حيث تدور أحداث المسرحية داخل غرفة مغلقة الجوانب مرتفعة الجدران وقاتمة لا تتوفر على أي مؤشر عن الحياة، وراكدة لا تتسم بالحركة والتغيّر. فبكثرة ما تمتاز الأحداث بالرتابة تحوي في طياتها على نموذج حياة واقعية عشناها جميعا وفق رؤية إخراجية معاصرة للمبدع محمد فركاني طبع بها مسار أعماله طيلة عقد ونيف من الزمن. بغية فهم راهن البشرية ومستقبلها، فوجودها قدر لا مفرّ منه فلا وجود لأي فرص لأشكال أخرى من الحياة سوى هذا العبث التي تتسم به.

لا يتوفر وصف.

يستحضر مخرج العمل المسرحي “محمد فركاني” الواقع الذي فرضته الجائحة على المجتمع بكل تصنيفاته، لاسيما خلال فترة الحجر الصحي، من خلال عائلة ممتدة تتكون من الأب والابن والجد والجدة، تجد بذلك نفسها “فجأة داخل فضاء زمكاني غير محدد اكتسحته الجائحة، وأتت على الأخضر واليابس فيه، فلم تبق شيئا غيرهم في ذلك الفضاء المغلق، ليظل سبيلهم الوحيد للعيش هو التمسك ببعضهم البعض، فيكتشفوا كل صغيرة وكبيرة عنهم ضمن محاولات يائسة للشخصيات لقتل الملل، لدرجة الاعتياد على كل الأفعال والسلوكات اليومية داخل عجلة لا تتوقف عن الحركة والدوران، قبل أن يصبح الملل روتيناً ودائماً في ظلّ غياب هدف أو خريطة طريق.

لا يتوفر وصف.

تم عرض العمل المسرح في معظم مسارح المملكة المغربية حتى النائية منها، ولقى استحسان الجهور لدرجة تكسير أفق المخرج نفسه، فطبيعة العرض تستلزم جمهورا مثقفا واعيا ناقدا، يملك معرفة تخول له فك شيفرات ورمز العمل المسرح، بداية بالنص مرور بكل من تفرد الشخصيات، الملابس، المكياج، السينوغرافيا، المؤثرات الصوتية ضمن قالب إخراجي معصرن. كل هذه العناصر استطاعت أن تخلق لنا كلا متناغما، خاصة وأنه تعبير صارخ عن تيار العبث بصورة مختلفة ومتميزة.

فبدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل ـ قطاع الثقافة ـ وبشراكة مع المسرح الوطني محمد الخامس وبتعاون مع مسرح بن مسيك، تقدم  فرقة فركانيزم مسرحية “الجايحة 19” مساء يوم الثلاثاء 22 نوفمبر 2022 ابتداء من الساعة السابعة مساء بمسرح بن مسيك بالدر البيضاء.

“الجايحة 19” عن مسرحية “نهاية اللعبة” لصامويل بيكيت. دراماتورجيا وإخراج: محمد فركاني. تشخيص كل من: الرياحي بادي، ياسين حرمود، هند ضافر،وأنس بنزعيون. سينوغرافيا: حنفي فركاني. إضاءة: أناس تكنكوت. ملابس: نادية همام. محافظة عامة: زكرياء و حمداوي. إدارة الإنتاج: منال فركاني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت