نص مسرحي: “ انتظــار” / تأليف : ناصر العزبي

مسرحية قصيرة

 

الشخصيات

زينب

الأم راضية

الجدة

نجوى

الأستاذ

الأب

الريس

رجل1

رجل2

 

المسرح مقسم إلى منطقتين

منطقة الرجال : الأب – والريس – رجل1 ، رجل2

( البحر  في العمق )

منطقة البيت: وهي المنطقة الأساسية

زينب – الأم –الجدة –الصديقة

ويراعي عدم تداخل من بالمنطقتين مع أماكن الأحداث

 

المنظر العام: نافذة  تطل على الفنار، أريكة اسطنبولي

 

(رائحة البحر…صوت مراكب وحركة بحر..غناء صيادين.. يبتعد الغناء تدريجيا )

 (الجدة تجلس على الأريكة، الأم واقفة تنظر من النافذة إلى الخارج، زينب الطفلة.. باركة على ركبتها ناظرة إلى أمها)

 

زينب : برضه واقفة ياامّا .. ؟!

الجدة : دي حياتنا يابنتي ..

البنت : انتظار!

الجدة : في مواسم الجر، ومواسم الشنشلّة تمون رجالتنا المراكب، وتطلع البحر

البنت : واحنا نفضل عالبر نستناهم ؟!!

الجدة : فيه إللي بيرجع بعد شهور في مواسم الرجوع، وفيه إللي بيرجع بعد سنين …

الأم   : (ملتفته) وفيه إللي..

وارديـن عـلى البـاب ده

وارديـن مافيـش فــايــده

فيه اللي راح ولا جـاش

وإللي انكتب له وعــاش

عدا ولا عداش.. نار الانتظار قايده

(  تتحرك البنت تجاه الأم الواقفة امام النافذة  )

البنت : لسّاك واقفة يااما .. ؟! انا باكره الانتظار

الجده : دي حياتنا يا بنتي

الأم   : شايفه يا زينب القمر.. ؟!

البنت : اكتمل

الأم   : والليلة دي اكتملت فيها انوثتك ..ما النهارده انتي عروسة.. يعني صِرتي حاجه تانية.

الجدة : ودنيتك إللي كانت.. بكرة برضه هتبقى دنيا تانية، وقوام قوام تدِّوري .. وخراط البنات يخرطك

(الأم تتحرك تجاه الجدة .. زينب مستمرة في رقصتها)

زينب : “حالمة “ دنيا تانية ..أجري فيها وابقى حرة ..

الجدة : بنت ناصحة وطبعها حامي

زينب : يبقالي رأي ويكونلي كيان ..

الأم   : السكينة سرقاها

زينب : وأحقق كل إللي أنا عايزاه

الجدة : مش طالعة لينا .. مش زِّيي ولا زِّييك

الأم   : العلام هينصِّحها وهيوعيها

الجدة : العلام هيفسدها

الأم   : طالعة لخالها

الجدة : ياما حذرتك ياراضية

( زينب ـ الطفلة ـ أثناء رقصتها الحالمة تستدعي حوارا لها مع خالها )

ــ  صوت البنت تضحك  ــ

صوت الخال : عايزك يازينب بنت حِركة.. تكوني لخالك

صوت زينب : ياريت ياخال أكون زّيّك  .. !

صوت الخال : ما يهمكيش من أي شيء ولا أي حد.. لا تخافي ولا تتحرّجي من شيء..                وكل ما هسافر في حتة هجبلك حاجة عنها، كتب وصوّر ومجلات.. ولما أكون موجود هافتحلك الدش تشوفي العالم واللي فيه، الدنيا كلها تبقى قدامك؛ كل أحداث العالم وكل العادات اللي فيه

زينب : (مستمرة في رقصتها) مش كفاية يا خال، أنا عايزة ألف العالم بنفسي.. واطير.. وأطير..

الجـدة : خالها غوّاها ياراضية.. ياما قولت؛ لكن كلامي راح في الهوا، خالها اللي عمره متنطط علينا ومش عجباه عيشتنا …

الأم : فعلا يانينة.. مش كل حاجة البنت لزما تشوفها، مش كل حاجة البنت لزمن تعرفها ..

الجـدة : فين خالها دلوقت ؟! .. هج اليونان ولسه مارجعش .. !

الأم    : أسئلتها كتير يانينة

الجـدة : فوِّقيها .. ونبهيها

(الطفلة زينب مستمرة في رقصتها الحالمة …. ــ رباعبة غنائية على لسان زينب المقبلة على الحياة والحالمة  بالحرية والانطلاق ــ ..

يــابحر يــامـالــح .. زهــر الأمـل طـارح

ولاِّ انت مش دريــان ؟!

الحـلـم غـطــانـي .. أبــو قـلــب إنســانـي

لفيــت معــاه بــلدان

طايره بألف جناح .. طايلة سمـا الأفـراح

أم النـجــوم ألــوان

(.. أثناء الأغنية تكبــر البنت..ومع نهايتها تقترب الأم من زينب التي تحاول جذب أمها للتحليق بها معها في حلمها .. )

زينب : نفسي انطلق .. واسبح واطير .. واعوم في الفضا

الأم   : “لاتجاريها في حلمها ” بس برضه فيه حاجات اتربينا عليها

زينب : قوليها

الأم   : م الليلة دي ..، زِّي مابقيتي عروسة ولك كيانك، بقت العيون حواليك .. بقت كتيرة بترصدك

زينب : يعني أيه ؟!

الأم   : م الليلة دي كل شيء محسوب عليك

زينب : مش فاهمة قاصدك ؟!

الأم   : تاخدي بالك من حياتك

الجدة : تصرفاتك

الأم   : خطوتك

الجدة : رمّشة عنيك

الأم   : صوتك مايعلاش في المكان

(تتحرك زينب تجاه النافذة في عدم استيعاب … )

الأم   : وقفة الشباك مش بحرّمها عليك..إنما لزمن تعرفي بإنها برضه هتصير بالحساب

ــ تخرجــان ــ

يا جـزيـرة  الحـلــم   يا آخــر أمـل ليـّـه

قولي لفـنـارك : في نــورك قلبي وعنيه

على صدري هلبي وترسي وتل م الحيرة

أمتى مراكبي هترسى جاوبي يا جزيرة ؟

ماسكــة بإيـدي ودرسي هـلال وبنـديـرة

حوّليه رملـة وحشتف وف راسي جنـيّـة

(مع نهاية الرقصة تعود زينب لهدوئها واحساسها بذاتها حيث  تلتقي بصديقة لها .. )

نجوى  : أفكارك جريئة .. !

زينب  : أنت إللي مكتفة نفسك..عيشي واتحركي، أنت من يوم ما جيتي الكلية ما مشتيش إلا معايا.. إتعرّفي عالناس واعرفي الدنيا

نجوى :لأ يا زينب..أنا مش زّييك جريئة كده.. بتتكلمي مع كل إللي في الجامعة.. وبتناقري الدكاترة، يمكن عشان ما بقيتي في سنة رابعة وبقيلك أيام وتخّلّصي

زينب  : لأ .. أنت بتعملي زّي ما قالولك .. ما بتمشيش غير معايا وبس، أمي ونينتي يوم ما جيت الجامعة قالولي ما أمشيش غير مع إللي من البلد بتاعتنا وبس، خايفين عليّ .. زّي م اتقلك تمام .. لكن؛ أنا لما جيت؛إ تعرّفت على كل إللي في الكلية، وكل إللي في الجامعة عرفوني .. مش زّي ما بتقولي عشان ما بقيللي أيام وأخلص الكلية،لأ ، لما كنت في سنة أولى برضه كنت باتناقش مع الأساتذة وباختلف معاهم .. أنت عارفة يانجوى أنا نفسي في أيه ..؟ .. نفسي أسافر .. أروح لكل مكان .. نفسي أحقق حاجات كتيرة، نفسي أكمّل.. أخد دكتوراه..أطلع بعثة وألِف في العالم واروح أمريكا وكندا واليابان.. نفس أزوور ألمانيا.. بس أنا هابدأ باليونان إللي كل أخواتي وأبويا راحوها، وبعدها الِف العالم بحاله ماتقصقصوش الجناح لاحزن واموت جنبه

ده ف  كـل طّلـعت صباح باحلـم أرفـرفـ به

قولتولي سـت المـلاح .. زورتوني بالتفاح

سفينـتــي والمــلاّح ؛ غـطسـوا ولا قــبـوا

(تواصل حديثها إلى صديقتها)

زينب : مش عارفه ليه رغم سواد الليل لسّاني باهوى السهر، رغم شدة البرد مش عارفة ليه بأعشق البحر والليل..والفنار، حتى ولو كان القمر موجود برضه ماكنتش باتكلم إلا مع الفنار (تتحرك تجاه الفنار) الفنار كان ديما ونيسي الوحيد ” للفنار” باستمد منك الآمان .. نورك بيونسني وبينسيني وحدتي .. ، أما باقف قدامك بتروح مني رعشة البرد واحس بالدفا ( يأتي إلى سمعنا من بعيد  صوت لغناء صيادين يعلو تدريجيا .. ) الشباك ده عمري ما حبيته؛ حتى من قبل ما يحطولي فيه القضبان دي .. أمي ياما وقفت وراه تستنى أبويا .. كنت أحس بخوفها مالبحر لوغاب أبويا عن ميعاده واتأخر..كنت أقف معاها وانتظر.. الفنار ده كان تملي قريّب مننا؛ وكان لما يبعت نوره لبعيد كنا نطمن.. مش فناروبس، لأ، ده كان واحد مننا.. مالعيلة .. أرتبطنا بنوره وبحركته .. كان عنينا إللي بنفتش بها جوه البحر.. الصيادين كمان كانوا يعشقوه، يسترشدوابه..وأما يشفوه كأنهم شافوا الجميع ..البيوت والولاد والحبايب . كانوا ساعات يقربوا مالشط لكن مايجوناش البيوت .. كانو يواصلوا رحلتهم ويرجعوا البحرتاني بعد ما شافوا الفنار واطمنوا.. يسألوه وكان يسمع لهم .. ويحملوه رسايل توصل لنا ..

نجوى : أنـا يـا زينب ..

زينب : ” تقاطعها “  سيبني أكمل  “متوجهه  بكلامها للفنار” إرتبطت بك..بس مش زّي مارتبطت أمي بك.. أنا إرتباطي بك مختلف .. كنت في صغري أهرب من أمي وأجيلك .. ، أسهي الجميع وأطلع سلمك.. وأبص منك للناحية البعيدة إللي بتبعت ليها نورك..كنت أحاول أثبت نورك ..عايزاك تنورلي هناك ..هناك..وأفضل أبص للنور البعيد..عايزاه يوديني للبر إللي ياما سمعت عنه وعيني مش قادره تلمحه (تـأخـذها اللحظـة إلى رقصتها الحالمة )

الأب  : “من مكانه بالبحر” قلنا تتجوز ياراضية

زينب : يعني يا مّـا لزمن م الجواز ؟!

الأم   : الواحده منّـا .. يلزمها راجل

زينب : م أنت يـا امّـا قدمنا أهه .. عمري ما حسيت بإنك عايزه راجل

الأم   : قصدك أيه ؟

زينب : فين أبويا ..عمرنا ما حسينا إنك عايشه بيه ..عمره سايبك ..كان معظم العمر مبحّر

الأم   : العيشة صعبة يابنتي..وهو يعني كان نفسه يفارقنا !

زينب: عمرنا ما حسينا إنك محتاجاه

الأم  :(لنفسها) )) ده بيتهيالك..اوده إللي باين مني ليكم (لزينب) أنتي لسه صغيرة ومش عارفه حاجة

زينب: أنتوا إللي مش فاهمني خالص

الأم  : فيه أيه يا بت ..ايه حكايتك ؟

 (تنطلق راقصة في أداء حركي عصبي..تتذكر فتره قريبه من الماضي)

صوت زينب : شايفه يا اما القمر

صوت الأم   : بدر التمام

صوت زينب : شايفة يا اما البحر

صوت الأم   : زرقه هاديه وموجه ناعمة

صوت زينب :عايزه أروح وأسبح في موجه ..وأبعد بعيد..بعيد

زينب : نفسي احلم ..نفسي أحقق..نفسي يا اما اكون واكون

الأم   : بكره هتكوني بالعريس

زينب : وانا يااما مش ممكن اكون الا بيه ؟!

الأم   : انتوا الاتنين حاجه واحدة

زينب : برضه يااما ما جاوبتيش ؟! أنا مش ممكن أكون إلا بيه؟!

الأم   : قصدك أيه ..انا يا بت مش فاهماك

زينب : مش عايزة يا ما الجواز

الأم   : انت بتحوريني ليه.. ! فيه أيه يا بت .. ؟ إنطلقي

زينب : يااما ليه مش عايزين تفهموني

الأم   : نفهم ايه ؟! وانت ليه عايزه تعيشي غير عيشتنا ..عمرك محسسانا بإننا حاجة وانت حاجة تانية ..من يومك وليكي حاجات غريبة أبوكي إللي ما قعدش معاك غير قليل كان ما بيحذرني إلا منك  .. طول حياتك وانت ساكته ..كان كلامك دايما قليل لكن تصرفاتك مجنونة .

الجدة : تنزلي البحر في ديسمبر وفي يناير، واما بيجي الصيف تبصي كتير للسما وللفنار

الام  : لما تسمعي صوت المراكب تجري للشباك وتقفي لحد ما يغيب الصفير، وان ما غابش أو حتى عدت مراكب تانية ؛ تفضلي واقفة وما تسيبي مكانك حتى ولو كان يوم بحاله

الجده: واما تيجي مواسم النوارس تجري ليها .. النوارس نفسها عادت بتتعرف عليكي .. وان ما رحتلهاش في مكانها بتجيلك لحدك، عند شباكك ..او عالشط المالح  اللي قصادك

الأم  : تطلعي الفنار وتثبتي نوره وتسرحي لبعيد.. مش ممكن انسى اليوم ده .. يوم اصحاب المراكب ما جيتنا واتخانقوا معانا بسبب عملتك دي

الجدة: كل ستتات البلد تقف وتنتظر في مواسم الرجوع مالبحر..وانت واقفه على طول ..واقفه منتظرة في مواسم السروح ومواسم الرجوع ..

الام : وحتى لو مافيش مواسم ..واقفة، سواء فيه حركة مراكب أو مافيش ..فيه حاجه مش فاهماها فيك يابت ..!

زينب: انتوا اللي مش قادرين تفهموني

الام  : وانتي فيك إيه غيرنا مش قادرين نفهمه

زينب: ايه يصير لو اكون مختلفه عنكم …؟! فيه حلم جوايا نفسي احققه

الجده: يا اما حذرتك يا راضيه من تصرفاتها وحريتها الزايدة..المجأرة طبع فيها ..بنت نقرتيه ..عايزه تعيش عالم مش عالمها . شفتي نتيجه افكار خالها ..

زينب: وايه يكون يا نينه لو ..

الجدة: (مقاطعه لها ) مش راح تكوني ..بالافكار دي عمرك ما هيكون لك وجود .. الافكار دي ظاهرها ناعم لكن الحقيقه غير كده

زينب(يقاعات موسيقيه متوترة ..تهرب الي استاذها او تستدعيه) ماعدت فاهمه يا استاذي شئ ..الارتباك حواليا في كل حاجة..في حياتي وفي افكاري وطموحي

الأستاذ: اهلا يازينب ..انتي تلميذتي النجيبة وبابي مفتوح ليكي في اي وقت

زينب : جيت لك يا أستاذ ..هربت منهم وجيت لك أسالك، زيّ ما كنت باهرب زمان و اروح للفنار وأطل منه .. ماعدت فاهمه شئ ..الارتباك اصبح مالينيستاذستاذ

الاستاذ: مش بس النهارده يا زينب .. انت كده من زمان ..ايام ماكنتي في الجامعه برضه كنتي كده..كنا بنشوفك في الكليه بشكل وسلوك..وكان زمايلك يحكولنا انك في بلدك شكل تاني .

زينب  :عايزه اعيش واعرف كتير وانطلق ..مش عايزه ابقى زيّهم

الاستاذ: إنك تنفتحي عالعالم يازينب ده شئ جميل..مابنرفضوش..لكن اللي بنرفضه انك ما تكونيش

زينب  : مش فاهمه ..وضح يا استاذي

الأستاذ: إللي وافد علينا عشان يغيّر..واحنا طبيعي يستحيل نكون له طين سهل تشكيله ..ليه احنا كمان منشكلش .احنا بماضينا نكون ومن غيره ما نكونش..

زينب : بس أنا ..

الأستاذ: رتبي الأفكار يا زينب ..افهميها واستوعبيها، واللي منها يناسبك طبقيها وبطريقتك نا ..لقبؤقثب

(إيقاعات موسيقيه متوترة تعود خلالها للجده والأم)

الجدة : احنا قيمتنا في عادتنا وفي طباعنا وفي التقاليد اللي عشنا عليها

الأم   : انك تشوفي العالم يا زينب ده شئ ، وانك تحاولي تقلديه ده الخطر

زينب : وايه يكون يا نينه لو …

الجدة :هتبقي مسخه لو قلدتي حد .. وليه همه ما يقلدوكش

الأم   : يهديكي المولى يا بنتي ..وافقي .. ومن بكره نجيلك بالعريس

زينب : يا اما انا ..

الأم   : انتي ايه .. ! لساك عايزه تقولي ايه ؟!

الجدة :(مقاطعه) بنتك مجأرة يا راضيه..عايزه تعيش عيشه الاجانب. اسمعي ؛.. اخر كلام .. كلام ابوها؛ جوزيها..وعريسها عندي ((للبنت )) ابن عمك العريس وانتي حره (تخرج )

زينب: يااما افهميني

الأم  : مش لياقتك.. قلتيها كتير..أهه برضه ابن عمك وانت يعني بنت مين..بصي لحقيقتك..أبوك يادوب صياد صغبر ..أرزقي يعني

زينب: يا اما انا لسه قدامي الزمن

الأم  : بيتهيألك يا بنتي..الزمن ده اسرع منه مافيش..وانتي يا ما رفضتي..والعريس ده يا بنتي لقطة

زينب: طب سيبوني اختار بنفسي

الأم  : ياما سيبناكي يا زينب والزمن أهه ؛ بيجري بيكي

زينب: مش ضروري ماالجواز..ليه مصرين تهزموني

الأم  : نهزمك ازاي يابت ؟!

زينب: ليه مصرين تقيدوني بالعريس ..ما تسيبوني

الأم  : انت بنت زي البنات، والعريس ستر ليكي (تخرج)

زينب: (لنفسها) ومين قال اني مش زي البنات..مين قل اني محلمتش زيهم ..بالعريس ..وبدبلة الخطوبة والطرحه، وامشي جنبه ايديه في ايدي، وان خلابي يلفني بايديه ويضمني ..عايزاه جنبي ..محتاجاه يشاركن حلمي.. رفضي يا اما مش للجواز ولا العريس..انا بس رافضه الانتظار..رافضه اخوض حياه ارتبط فيها بعريس تحرمني منه الظروف..أبقى ارمله وهو عايش..رفضاه قيد..رافضه أكون تابع وبس .. انتوا ليه مش عاوزين تفهموني

(نسمع تصفيق الصيادين لينقلنا الى البحر)

الريس: ايه قولك ؟

الأب  : القول قولك ياريس

الريس: عندي عريسها

الأب  : انت ريسنا والبنت بنتك جوزها

الريس: وانت غالي وبنتك غاليه علينا .. والعريس مش غريب

الأب  : اقرا فتحتها من غير ما تقولي هو مين

زينب : ( في مكانها ) بس ده يا اما مسافر من زمان .. من سنين

الجميع: تتجوزيه

زينب : طب أشوفه

الأم   : لما ييجي تبقي تشوفيه

الأب : نقرا فتحتها عليه

الريس: وان حكمت نبلغه ونكتب كتابها

الجدة: تلبس الطرحة وتنتظر لحظة رجوعه

زينب : أمتى ؟!

الأم  : أما يأذن المولى هيرجع

الجدة : لبسوها التوب .. وتقف زينا ..

(الأم والجدة يلبسناها الطرحة ..هي ترفض الامتثال ..إيقاعات زار)

لا زار ولا هزار ولا جاوي في المباخر

البحــر ما لوش قـــرار متـوّه البـواخــر

يـانـا يـاانت يـاانتظار ..

.. والعبــرة بـالأواخـــر

( المكان خالي إلا من زينب الواقفة أمام النافذة )

زينب : واديني أهه وقفت نفس لواقفة انتظر.. وقفت نفس الواقفة يانينة..كنتي عايزة تسلسليني بأي حاجة.. ليه كنت عاوزة تقيديني.. تفتشيلي عاللي يتحكم في عمري وفـ  مصيري.. واديني أهه .. وقفت نفس الواقفة يا أما..ارتبطت بالعريس إللي ما شوفته، وإللي لسه للآن باستنى أشوفه فين أنا دلوقت ؟! مش عارفة ، فين طموحي.. فين الآمال إللي ياما بصيت عليها من هنا. نفسي أعود تاني بضفيرة.. أفتح الباب واهرب وأرووح للفنار..أطلع السلم واحرك النور البعيد.. أيه هيجرى؟! ..التوب هيربطني؟ هيقيد حركتي؟! ما أظنش..البنت هي هي البنت.. فرق السنين مش راح يغير من ملامحي..واد احنا دلوقت في ديسمبر.. جسمي حن لموج البحر تاني.. للشط وللنوارس وللـ .. فنار (تتحرك في مشهد ختامي حالم ـ فنتازي ـ مع إضاءة الألترا..تتخلص من الطرحة.. تفك قضبان النافذة وتستخدمها كقضبان تصل بين النافذة والفنار وتسير عليها في طريقها إلى الفنار…)يصاحب ذلك مؤثرات مع وجود بعض التعليقات التي تصل الى سمعنا..

أصوات: جيل ماهوش منا ..جيل ماهوش زينا، خالها سمم أفكارها م الليلة دي كل شيء محسوب عليكي ..أنا مش بجيب اللوم عليك ..أنتوا جيلكم له ظروفه وده سلونا ، بحلوها وبمرها صمدت سنين

يغـوور السجــن لو كان حتى في جنينه

حلمي يانينه اتسرق ولا برسى على مينا

وادينـا فـي اديــنا بـدال الـدبلـة جمـرايه

قمراية الغربة يانا بقت خوصة في جبانة

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت