ندول المعرفة والحركة البينية بين الوجود والمعنى / أ.د محمد كريم الساعدي
في حياتنا أشكال متنوعة من الأشياء التي لها تأثير مباشر في تشكيل البنى العقلية والوعي لدينا، ولكل شيء نحاول أن نشكله في حياتنا داخل الوعي بوصفه صورة لهذا الشيء الذي من الممكن أن يكون له أثر كبير في رسم صورة الفهم، وعملية بلورة مفاهيمنا تجاه الأشخاص والأحداث والصور، وحتى تجاه تبني قضايا مفصلية في حياتنا العامة أو الخاصة . إنَّ من بين الضرورات المعتمدة في هذا الطريق هي طبيعة ومضمون المبنى الفكري والعقلي، الذي ينتج عن هذه القضية في رسم ماهيات الأشياء في ذواتنا، وكيفية إطلاق الأحكام المتبناة فيما بعد، نحو أيّ تصور ما ، لذلك علينا أن نوجه آليات الفهم في داخل الوعي؛ من أجل ربط القضايا مع مصاديقها الخارجية، حتى يستقيم المعنى المراد الوصول إليه، هذا بالنسبة للذات الفردية عند الشخص المتلقي، أما بالنسبة للمجموعة فمن المؤكد أنه سيكون هناك اختلاف أو اتفاق في كليات المعنى، أو بعض من جزئياته في المعنى المراد الوقوف عنده، أو تبني معان أخرى تظهر عن الموضوع ذاته، إذا تعددت الرؤى والمفاهيم لهذا الشخص الواعي أو ذاك، حسب وجود الشيء وعلاقته بالكينونة عند الكائن ذاته ومراحل انتاج صيرورة الوعي لديه، ويقول (هيدجر الفيلسوف الألماني): ” إن الوجود الإنساني هو حوار مع العالم … ليس الفهم بادئ ذي بدء إدراكًا ، ولكنه جزء من تركيبة الوجود الإنساني”(1) بين وجودين وجود إنساني ووجود الشيء ذاته، يتشكل حوار العالم بوصفه حوار مصغر يعكس كمية الحوارات المتعددة التي تنبعث من الملامسات الفكرية بين أطراف هائلة تشكل الوعي الإنساني العام، فالوعي الجمعي لا يقتصر على أفهومات جانبية لا ترتكز على مباني عامة في تشكيل الوعي البشري على مر التاريخ وآفاقه المتعددة والمتداخلة فيما بينها، حتى تشكل فهماً ممتداً في رسم ملامح الوجود الإنساني وشيئياته المتداخلة والذائبة في الفهم الممتد عبر مراحل الزمن، وهنا يأتي الإدراك الذي هو سمة من سمات الانتقال بالوعي من الجزئيات إلى الكليات التي يتقبلها كل وعي ذاتي بحسب صيرورته التي تناغم أفعاله مع الكينونات التي أصبحت تشكل (الدازاين) على وفق الوعي الهيدجري .
إنَّ المعايير التي تشكل حياتنا كيف انطلقت في فضاءاتها وأصبحت ظواهر عامة من الممكن أن نقيس عليها هذه العلاقة بين الوعي والشيء؟ وما هي الأطُر العامة التي تنسق هذه المسافة بينهما؟، وما هي طبيعة هذه العلاقة التي أصبحت معياراً انسانياً ناتجة من طبيعة المسافة ذاتها مع الشيء؟. وعودة أخرى إلى (هيدجر)، الذي ينتقل ” إلى مسألة الكائن والواقع البشري مركزاً على العلاقة الإنسانية وهذه العلاقة هي علاقة الكائن – هنا أو الكائن – في – العالم … وأن الآخر ينطرح أمامي يشكلني وبما أنه كائن من أجلي وإنني كائن من أجله ، فالمسألة هي في الاعتراف المتبادل بوعي قائم أمام وعي الآخرين ، هذا الوعي الذي يظهر أمام وعي آخر في العالم ويتجابه معه”(2). إن هذه الأطر التي تشكل طبيعة الوعي بالشيء (كائن آخر بشري / كائن أخر غير بشري) ،أو كائن من الممكن أن يكون موضوعاً في داخلي، أو حتى أي شكل آخر لا يمكن أن نصفه في آنيته كونه قد يكون خيالاً أو حلماً، وكل هذه الأشياء الماثلة أمامي تشكلني وأشكل معها وجودها في مسافة معينة قد تتصف في الثبات في صورتها الظاهرة، أو متحركة في ذاتها من دون أن ندركها ظاهراً، لكن الوعي بها في علاقة ممتدة بين كائن وآخر لا بد أن تنتج عملية مؤطرة من الفهم الذي يرسم في أقل تقدير بطبيعة العلاقة المتحركة مع الآخر. إن ما يسميه (هيدجر) بـ(من أجلي) و(من أجله) هذه العملية هي أول الأطر التي تحدد العلاقة وطبيعتها، وهل هي مفروضة في الوجود وصيرورته؟، أم هي حتمية في كينونة الأشياء ذاتها واكتمال فعل التكوين فيها وفينا أيضاً؟. أم هي إرادية في الاختيار حتى يتكون معنى الأشياء وحدود المسافات البينية بين وعي الكائن والشيء المشكل لحدود هذه المسافات؟. وكذلك بين الوعي بالكيفية والافتراض هل تنطلق مسافة أخرى في الوعي وما يكدسه من معاني متجاذبة بين الاثنين؟. أم هل يوجد جاذب أصلاً لكلا الطرفين تبنى على أساسه العلاقة أصلاً؟. من هذه الجدلية التي تشكل معاني الأشياء وصورها في وعينا في باطنها وظاهرها، وفي حركتها نحو الاكتمال، وفي كينونتها التي من المفترض بفعل التغير الجبري نحو القادم والتزحزح عن الثبات، الذي لا يدوم بفعل تقادم الأشياء والأفعال والأحداث التي تغير كل شيء أمامها مهما كان ثباته، وهنا يصور (أدموند هوسرل الفيلسوف الألماني مؤسس الفينومنيولوجيا)، بأن العملية بين الكائن واكتمال كائنيته في الآخر، لا بد من وجود محركة من طرف لآخر حتى تكتمل الكينونة في صورتها الأولى ومن ثم تتلاشى إلى كينونة أخرى حتى ولو بعد حين من الثبات ، وهنا يصور (أدموند هوسرل) هذه الحركة بالآتي ” إن الوعي ينزع إلى عالم الأشياء فيدركها ويعطيها معنى من المعاني، حتى يتحول هذا العالم من حالة الكينونة إلى الظهورة ، أي إلى المعنى ، إلى الوجود”(3). للقارئ أن يسأل في هذا المفهوم، والكيفية التي يظهر بها إلى الوجود، هل أن تعدد المعاني تشكل وجودات متنوعة ومختلفة ومتخالفة أحياناً ، ومتوافقة أحياناً أخرى؟. وهل أن حالة الظهورة هي من تسمح للآخر على وفق المسافة بين الوعي والشيء أن يشكل معناه في هذه المسافة القابلة فيها للظهور؟، وهل الوجود يأتي في لحظة الظهور فقط ؟، أم تكون بداياته بوصفه وجود هي في عملية النزوع نحو الشيء ذاته؟. نحن في هذا المجال نريد أن نصل إلى المعنى الذي يعد المؤطر لهذه العلاقة والمسافة بين الوجود الأول والوجود الثاني، والوجود الناتج في لحظة الظهور بين الوجودين، وما هي شكل المسافة التي لا بد أن يقع فيها فعل الظهور واكتمال الكينونة حتى يصبح وجوداً ثالثاً؟، ليس بمعنى دمج الوجودين مثلاً (كالسيارة والسائق)، بل (فعل الحركة المتشكل من وجود السياقة بينهما). وهل هذا المثال البسيط يؤكد على الإطار العالم للوجود بمعناه الأوسع الذي يشمل وجودات أكبر تشكل كينونة أمة بعينها ولحظات ظهورها في التاريخ ، وكما هي الظهورات السابقة للأمم السالفة في الحضارات القديمة ، وأيضاً في الحضارات الحالية والأمم التي بَنَتْ مجدها في الوقت الحالي .
إنَّ في موضوعة الظهور والاكتمال للوجود يصاغ معنى واحد في نهاية هذا الظهور ، وقد تصاغ عدة معانٍ لهذا الظهور أيضاً ، قد يُتفق عليها وقد يخُتلف فيها، فالاتفاق قد يصيغ فكرة الظهور ومدى التماهي معه حتى يظهر ويشكل معنى ما متفق عليه ، مثل النجاح بعد الدراسة ، لو كان المعلم متفق مع عائلات التلاميذ أن طريقة الدراسة التي تصل بأبنائهم نحو النجاح تتطلب أن تكون على وفق الطرائق الدراسية المعينة، التي لا بد للأهل أن يسهموا فيها حتى يكون النجاح هو النهاية الطبيعية، هنا سيكون الاتفاق على النتيجة مؤكدا، والمعنى سيكون موحداً من وراء هذا العملية، بينما قد يختلف على مثال آخر كأن يكون عملية توزيع نسب التصويت على المقاعد يشكل ضرراً ببعض من يشترك في هذه العملية، هنا سيكون المعنى المتحقق من هذه العلمية مختلف عليه، أي ستكون هناك عدد من المعاني التي تظهر من هذا الوجود الظاهر بسبب هذه العملية يؤدي إلى اختلاف المعنى عند كل طرف من الأطراف.
ويمكن أن نخرج من هذين المثالين بمفهومين هما :
- التوافق من أجل إنتاج المعنى (إيجابية الظهور للعالم).
فالمثال الأول تضمن عملية تشكيل وعي إيجابي نحو الشيء الذي تم النزوع إليه، وهنا من الممكن أن نطلق على هذه العملية الأولى في الظهور وكيفية تشكيل المعنى فيها بالظهور الإيجابي (التوافق الإيجابي للظهور )، أي (إيجابية الظهور) هو نتيجة انتاج وجود متفاعل نحو هدف معين يتفق على تفعيل جميع العاملين عليه؛ من أجل الوصول إلى تضمين متفق عليه، وهنا تكون المسافة القائمة بين الوعي والشيء – على وفق تصنيفات الكائن السابقة – تكون المسافة مستقيمة الشكل قائمة على انبساطية العلاقة بين الوعي والشيء (الدافع/ النتيجة).
- عدم التوافق في إنتاج المعنى (سلبية الظهور للعالم).
في المثال الثاني قد تكون عملية تشكيل الوعي فيها الكثير من عدم الوضوح، أو عدم التطابق في الرؤية تجاه الشيء، مما يولد عملية غير منتظمة في العلاقة بين الوعي والشيء المراد تقصده والانزياح إليه، ومن الممكن أن نطلق على هذه العملية (عدم التوافق في انتاج المعنى)، وهذا المفهوم (سلبية الظهور) هو عدم إنتاج وجود ظاهر من الممكن أن يؤدي إلى معنى نتيجة محددة وبناء مسافة واضحة بين الوعي والشيء ذاته، وهنا المسافة لا تؤدي إلى الشيء ذاته؛ بل تؤدي إلى عدة طرق متباعدة عن المعنى المحدد، والإطار العام هنا لا يحدد المسافة والعلاقة بين الوعي والشيء للوصول إلى ظهور واضح في الطريقة التي يمكن أن تنتج عن مسافة واضحة الدلالة في المعنى عند الظهور، من خلال بلورة صيغة كائن لديه انزياح نحو الشيء في صيغته التي تعطي للظهور حدوده، من دون الابتعاد عن المعنى المراد تحقيقه في بناء هذه المسافة الدالة عن الرؤية المتقصدة للشيء ذاته وللكائن بوعيه المتقصد، تكون العملية التي تربط بينهما قابلة للإفادة من الجهد المتقصد في طبيعة التوجه نحو الشيء. وهنا هل أن هذه العملية هي من أجل الوصل في قصدية الوعي إلى الشيء ذاته، من دون أن نحدد ما لهذه القصدية من تخطيط مسبق على العملية التي انطلقت بقصديتها من لحظتها الآنية ؟. وهل نعتقد أن لكل وعي في لحظة الانطلاقة من أجل ظهورة معينة، هي لحظة انتباه من دون أن يكون فيها التخطيط مسبق لحاجة قد تدفع هذا الوعي إلى البحث في مدياته عن شيء ما؟ ، أو كائن ما خارج ما هو متوفر من تصورات في داخل حدوده الفعلية التي شكلت بعده في المساحة المعرفية التي من الممكن أن تكون بحاجة إلى بعض الفضاءات والأفق الأخرى؛ من أجل الوصول إلى غايات معينة هو بحاجة لها ؟. وهل أن هذه المسافة هي تضاف الى الوعي في لحظة تقصده؟، أم إلى الشيء ؟، أم لكليهما معاً ؟. ومن يحدد المستفيد في هذه الحالة؟، هل هي لحظة تكاملية كما يرى (هيدجر)، أي أن العملية هي (من أجلي / من أجله) ؟، أم أن العملية هي في إطار ظهور الأشياء في الوعي (الوعي بالشيء)؟ كما عند (هوسرل) ، أم أن العملية مقتصرة في حرية وجودية الكائن وخياراته (الحرية في الوجود)؟ كما هي عند الفيلسوف الفرنسي (سارتر)، أم هي في تأكيد وجود الأشياء التي تؤكد ذواتنا ولولا الأشياء ما كانت لذواتنا وجود (الشيء موجود وذواتنا تتقصده)؟، كما هي عند الفيلسوف الفرنسي (ميرلوبونتي). وهل أن العملية تكمن في التحديد والتأطير لهذه الحدود المعرفية ذات الأبعاد الفكرية والجدل في (أينية) الحدود ومبتدأها الفعلي؟، وما منطلقها في الرسم المعرفي؟، ومن أين يبدأ؟، وأين ينتهي؟. وهل هذه المسافة المعرفية هي نفسها التي تجادل عليها (أفلاطون ) و(أرسطو) في أيهما يتبع الثاني في تأكيد الأصالة ؟، وأيهما ظل الآخر في تأكيد الوجود ؟ .
إنَّ التحديد في أسبقية كل طرف على الآخر تقع كلها في هذه المسافة التي تشكل في الكائن الباحث عن مراحل تكامليته الآنية والمتغيرة حسب الفهم الصحيح والادراك والوعي، وأيضا الخبرة المتولدة من ممارسة اختبار هذه المسافة في تكوين مدلولات جمالية ذات أطر معرفية شكلت معيار عند من عرفها وخبرها، لذلك فالشخص الذي يعتقد بمثالية الأشياء في تحديد أطر فهمه لها والوصول إلى معانٍ كامنة في وعيه المتأني في فهم الأشياء، يكون قادراً على الانزياح في إطار (هوسرلي) يحدد طبيعة هذا المسافة في تعاليه للفهم . أما من ينزاح إلى أن من يحدد له طبيعة هذه المسافة في إطار حدود معينة يرجع في تحديدها المعرفي للأشياء، بوصفها ظهور للوعي في توجهه القصدي لها، في حال ظهورها يكون في الطرف الآخر من المعادلة ألا وهي مادية الأشياء في مفهومها (الميرلوبونتي) في تحديد أسبقية المحدد لهذه المسافة . وأما من هو باحث في وجود هذه المسافة التي تعد في قياسها هي من تعطي لكلا الطرفين وجوداً ظاهراً في المعرفة الإنسانية يجعل من (الدازاين الهيدجري) هو محل انطلاقة في مسك المعرفة من الوسط، من دون الركون إلى أحدهما على حساب الآخر ، وأخيراً في الحرية التي تؤكد منبع وجود الإنسان في الاختيار على أي صورة يكون، في هذا المسافة المعرفية هي من تجعل من هذا الإنسان خارج أطر الصراع المعرفي بين الطرفين ووجودهما معنى، لأن هذا الاختيار هو من يحدد حقيقة (سارترية) الانتماء في شكل الظهور وتشكيل المعنى في هذا التكوين المعرفي.
إنَّ الذات والموضوع (الوعي/ الشيء) والمسافة المعرفية، وأسبقية الظهور في سلبيته وإيجابيته، والمعنى المتشكل، وتحديد الاختيار (لمن الأسبقية)، وغيرها من المرتكزات المعرفية كلها توضح مدى الاختلاف في تشكيل هذه الأطر، التي توضح حجم وطبيعة الفهم والإدراك في هذه الجدلية الكبرى، التي انطلقت معها أفكار وفلسفات حاولت إثبات أحقية وأسبقية ظهور (وجود مَن / معنى مَن) على الآخر في هذه الاشكالية الكبرى، لكن بعضهم يراها تنطلق في إطار المتعة القائمة على اختلاف التفكير حتى في الاتجاه الواحد كما هو في الوعي والشيء بين كبار فلاسفة الفينومينولوجيا وانزياحاتها الوجودية . فهذه المتعة تؤكد على التأرجح بين الوعي والشيء، أو الذات والموضوع، وهنا يرى (روبرت ياوس) الباحث في مجال الخبرة الجمالية في هذه المسافة المعرفية بين الوعي والشيء إن” التأكيد ليس فقط على الحركة التقدمية والتراجعية بين الذات والموضوع، ولكن أيضاً على الوحدة الاساسية للاستمتاع بالفهم وفهم المتعة . وللمتعة كلمات أخرى يجب ألا تنفصل عن وظيفتها العملية الموجهة للإدراك (…) إدراك يعتمد على ما يمكن للمرء أن ينجزه بشكل من العمل يحاول ويفحص لغرض جعل الفهم والانتاج متوحدين” (4).
إنَّ عملية المتعة في فهم وإدراك هذه المعضلة في التحديد من حيث الأولويات والمسارات في هذه الرؤى المختلفة وكيفية الظهور، تجعل من هذه العملية محركاً أساسياً في إنتاج حركة الصراع الفكرية حول الموضوع ذاته، كون هذا الحركة مستمرة في خلق شكل المفاهيم المستقبلية التي يكون عليها شكل حركة المستقبل المعرفية وما هي طرائق انتاج المعرفة، كون أن كل تيار يخلق في داخله حراك آخر يطور من أساليب إنتاج معرفة متقدمة داخله على حساب الرؤى المتصارع في الدفاع عن الآراء في تأكيد أحقية الظهور في الوجود والمعنى في هذه المسافة المعرفية .
الهوامش
- تيري أيغلتن: مقدمة في النظرية الادبية ، ترجمة ، أبراهيم جاسم العلي ، بغداد : دار الشؤون الثقافية العامة ، 1992 ، ص70- 71.
- غسان يعقوب، وجوزيف طبش : سيكولوجية الاتصال والعلاقات الانسانية ، بيروت : دار النهار للنشر ، 1979، ص:145
- نفسه، ص: 143
- روبرتسي هول: نظرية الاستقبال ، مقدمة نقدية ، ترجمة : رعد عبد الجليل جواد ، اللاذقية : دار الحوار للنشر والتوزيع ، 1992، ص:94