مهرجان الأردن المسرحي وفضاءات التجديد/ محسن العزب
وهذا ما يؤكده حجم المشاركة العربية وزخم برامجها وندواتها، والتفاتها إلى تكريم عدد من رواد الفن الأردني، هم: (زهير النوباني، ويوسف الجمل، ونبيل نجم، وقمر الصفدي)، وما يتيحه المهرجان بين الفنانين العرب من خلق حالة تشاركية، والتشبيك مع المؤسسات والهيئات الثقافية والمجتمع المدني.
فيما أكد الروائي هزاع البراري، أمين عام وزارة الثقافة ورئيس اللجنة العليا للمهرجان، أن هذا المهرجان ينطلق من كل ما هو جديد، مشعلاً قناديل الإبداع، وموسعاً مساحات الجمال وفضاءات التجديد والابتكار، وسط حضور لافت لتجارب الشباب المتألق، وبمشاركة مسرحية عربية متنوعة متعددة المدارس والاتجاهات، ليكون المهرجان مساحة حقيقية لتمازج التجارب المسرحية المحلية والعربية، وميداناً للتلاقي الفني والفكري على مختلف المستويات، إذ تشكل الندوة الفكرية والندوات التعقيبية والورش التطبيقية، حالة احتفاء بالمسرح بكل مكوناته، وإعلاء قيم الحوار، وبناء معرفيات جديدة في الحركة المسرحية العربية، مضيفاً أن الجوائز تعود للمهرجان بغية تعميق الاحتفاء بالإبداع المتميز، وتعميق التنافس الجمالي الراقي.
ويحتفي المهرجان بكوكبة من ضيوفه العرب، من أصحاب التميز المسرحي والحضور اللافت، منهم: (د.أسامة أبوطالب، وانتصار عبدالفتاح، ومحسن العزب من مصر، ويوسف الحمدان وكلثوم أمين وخالد الرويعي من البحرين، وعمر الجاسر ود.سامي الجمعان، وسامي الزهراني من السعودية، وهشام كفارنة من سوريا، ورياض السكران ومظفر الطيب من العراق، وبوسلهام ضعيف وبشرى عمور ود.سعيد كريمي من المغرب،
ود.مرشد بن راقي عزيز من سلطنة عمان، ووفاء طبوبي، ويوسف البحري، وسيرين قنون، من تونس، وجميلة الزقاي، ونوال مسعودي من الجزائر، ومن لبنان؛ د.جان قسيس، وراندا أسمر، ومن فلسطين المخرجة إيمان عون، والمخرج إيهاب زاهدة، ومن الجزائر المخرج محمد شرشال. وتكونت لجنة التحكيم من: د.مخلد الزيودي رئيساً، ود.جان قسيس، ويوسف البحري، وكلثوم أمين، ود.سعيد كريمي مقرراً.
فيما أكد نقيب فناني الأردن محمد يوسف العبادي، تراكمية واستمرار المهرجان بدوراته، والتي أوشكت على الثلاثين دورة، وبرامجه والخبرات التي ترسخت عبره، وتداركه الأخطار، فهو تظاهرة عربية كبيرة ومدعاة للفخر، مضيفاً أن المهرجان تجربة فريدة من نوعها، حيث تولي وزارة الثقافة اهتمامها الخاص به، لما له من قيمة ثقافية وفنية على الصعيدين المحلي والعربي، وهو أحد العلامات الفارقة في المسيرة الثقافية والفنية الأردنية، حيث تتمازج ثقافات وفنون الدولة المضيفة، والدول المستضافة، لتشكل حالة إبداعية حضارية.
وأكد المخرج عبدالكريم الجراح، مدير المهرجان، قائلاً: (إن المهرجان موسم للفرح، وهو العيد السنوي للمشتغلين بالمسرح، وكرنفال محبة عربي محلي، وجسر فني بين المسرحيين الأردنيين والعرب، فهو منبر شامل لجميع الفنانين الأردنيين، من جيل الرواد إلى جيل الشباب، وإننا في كل دورة نسعى لتقديم المدهش والمغاير، وإلى إبقاء المسارح نابضة بالإبداع والتلاقي، لنعبر إلى عوالم جديدة ومحطات أخرى. والمهرجان مختبر مسرحي حقيقي، حيث يوفر للدارسين من طلبة الجامعات، عروضاً احترافية وورشاً تدريبية مكثفة، وندوات تقييمية، ولقاءات مع فنانين وأكاديميين، ما يشكل لهم إضافة معرفية ومسرحية، وفرصة للمشاركة تعزز حضورهم الفني المبكر).
تنافست سبع دول عربية بعروضها المسرحية الشبابية المدهشة، الأردن بأربعة عروض هي: (عرض طبلة، فكرة وإخراج هشام سويدان، وتخريف ثنائي، سينوغرافيا وإخراج وفاء رمضان، وفاصل زمني، تأليف وإخراج محمود زغول، والطوافة، تأليف رشا المليفي، وإخراج شفاء الجراح، ومن مصر مسرحية ليلة القتلة، تأليف خوزيه تريانا، إخراج صبحي يوسف، ومن السعودية مسرحية كافي، تأليف فهد ردة الحارثي، إخراج سامي الزهراني، ومن العراق مسرحية خلاف، نص وإخراج مهند هادي، ومن المغرب مسرحية بيرندا، إخراج أحمد أمين ساهل، ومن الجزائر مسرحية اهنا ولهيه، تأليف تيشوداد، وتمثيل وإخراج فخرالدين لونيس، ومن الكويت مسرحية الطابور السادس، دراماتورج فلول الفيلكاوي، وإخراج على البلوشي.
وقد حصد العرض المغربي (بيرندا)، إخراج أحمد أمين ساهل، جائزة أفضل عمل متكامل، وحاز العرض العراقي (خلاف) جائزتي التأليف لمهند هادي، وأفضل ممثلة سهى سالم، بينما حصدت مصر عن عرض (ليلة القتلة) جائزتي السينوغرافية لإبراهيم الفرن، وأحسن ممثل شاب لياسر مجاهد، مناصفة مع الممثل الأردني محمود زغول عن عرض (فاصل زمني)، فيما حازت المخرجة الأردنية الشابة شفاء الجراح، جائزة أحسن إخراج مناصفة مع المخرج الكويتي علي البلوشي، عن عرض (الطابور السادس). وكانت جائزة لجنة التحكيم الخاصة من نصيب المؤلفة الأردنية رشا المليفي عن عرض (طوافة)، تشجيعاً ودفعاً لحركة التأليف المسرحي النسائية، حسب حيثيات وتوصيات لجنة التحكيم.
وشهد المهرجان العديد من الفعاليات الثقافية والفنية، كالندوة الفكرية التي طرحت موضوعات مهمة تخص الشأن المسرحي العربي، ومواكبته للحظة العالمية الراهنة، وجاءت محاور الندوة الفكرية التي نسقها د.فراس الريموني، وقدم بعضها المخرج نبيل نجم، كالآتي: المسرح والديمقراطية/
د. أسامة أبوطالب، عزلة العمل المسرحي من زاوية النظر الدراماتورجية/ يوسف البحري، المسرح العربي بين التنوير والتثوير/ د.جميلة الزقاي، المسرح العربي ودوره التنويري/ د.مرشد بن راقي عزيز، المصباح السحري للعرض المسرحي… كيمياء التوهج والانطفاء/ د.رياض السكران، التقاطع بين السياسي والفني/ بوسلهام ضعيف، المسرح والتمرد/ د.عدنان مشاقبة، المسرح المواجه/ إيمان عون.
كما شهدت أروقة المهرجان، العديد من النقاشات والعصف الذهني، عبر الندوات التقييمية للعروض، من الضيوف العرب والأردنيين من مختلف الأجيال، منهم: (د.علي الشوابكة، د.مظفر الطيب، نصر الزعبي، د.رياض السكران، مرام أبوالهيجا، كاتب السطور، تيسير نظمي، هشام كفارنة، يوسف الحمدان، خالد الرويعي، راندا أسمر، وفاء طبوبي، سيرين قنون، عماد الشاعر، د.سامي الجمعان، كاشف سميح، أسماء مصطفى، زيد خليل مصطفى، وباسم عوض… وغيرهم بما يعود من النفع المعرفي والجمالي على الحضور والمشاركين من الشباب.
ومن جانب آخر، شهدت الورش الفنية التدريبية، حضور عدد كبير من طلبة الجامعات الأردنية، قام بالتدريب فيها كل من: (المخرج المصري انتصار عبدالفتاح، وكان عنوان ورشته المسرح الصوتي، والمخرج السوري هشام كفارنة، وكان عنوان ورشته إعداد الممثل، والمخرج الجزائري محمد شرشال، وكان عنوان ورشته الإخراج المسرحي)، وكان ثلاثتهم على موعد وتنسيق من إدارة المهرجان معهم، لاستكمال مابدؤوه من تدريبات في قادم الأيام.
عن: مجلة الشارقة الثقافية