مسرحية: “ما تبقى لكم” بين عوالم غسان كنفاني وتحديات عبد المجيد الهواس/ بشرى عمور
انعقد صباح الأمس بمقر إقامة الدورة 13 لمهرجان المسرح العربي بالدار البيضاء (10 ـ 16 يناير 2023) تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والمنظمة بمبادرة من الهيئة العربية للمسرح وبتعاون مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، مؤتمر صحفي لمسرحية: “ما تبقى لكم” لفرقة مسرح “أفروديت” دراماتورجيا وإخراج: عبد المجيد الهواس، التي ستعرض مساء اليوم بمسرح محمد السادس وهي ضمن العروض المتنافسة على النسخة 10 لجائزة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي.
بعد تقديمه لمحة موجزة عن تاريخ الفرقة وعن ريبرتوارها، أوضح مخرج العرض (الهواس) أن المسرحية مستوحاة من رواية غسان كنفاني وقد حافظ على نفس عنوانها الأصلي لكنه استنبط منها قراءة دراماتورجية ركحية بالدارجة المغربية كلغة شاعرية بسيطة لتكون رسالة قريبة موجهة للجمهور المغربي وكذا العربي بمختلف ثقافاته سعيا إلى استقطاب أكبر شريحة للتجاوب مع اللغة إلى جانب حضور الممثل والتقنيات والوسائط الفرجوية الأخرى وتوظيف نص موازي إلى ما تم تقديمه في الرواية دون نسيان البحث الدقيق في تاريخ فلسطين وفق كل الحضارات التي مرت بها. لجعل القضية الفلسطينية ذاكرة متداولة بين الأجيال. وهذا ما تراهن عليه الفرقة في اشتغالها على هاجس القضايا المرتكنة على عبق التاريخ والعمق الإنساني.
وفي توضيحات بعض ممثلي “ما تبقى لكم”، ذكرت (سلمى مختاري) أن الشخصية تفرض على الممثل أن يكون على قدر عال من المعرفة والقابلية على إغناء العرض، فشخصية (الصحراء) التي تؤديها في العمل هي شخصية فنتازية. أما (قدس جندول) ارتـأت أن تبدأ بالتعرف على عوامل غسان كنفاني والتغول في أعماق نصوصه ثم مدى تحدي (الهواس) في استخدامه اللهجة المغربية كلغة أساسية للعرض. كما كانت لإدارة الممثل (رضى بناعيم) اثرا قويا في اقتناص ملامح الشخصيات ومدى انصهارها. وصرح (أبو بكر أيت يحيى/ حنظلة) ان شخصيته لم تكن من شخصيات (كنفاني) بل بعثت من وحي الدراماتورج الذي خلق شخصية جديدة استحدثها من تصوراته. بينما أكد (انس العاقل) على ضرورة توفر الممثل على وعي دراماتورجي حتى يتفهم مقصودية اشتغال المخرج على هذا النص، ويستدرك تصوراته وتحدياته على استخراج ما وراء النص الأصلي وكيفية تكييفه مع ثقافة غير تلك التي راهن عليها (غسان) في روايته.
يجب التذكير، فإلى جانب الممثلين اعلاه هناك أيضا عبد الرحيم تميمي. وفي الأداء الصوتي سلمى مختاري. السينوغرافيا والإنارة: هدى الحامض، والازياء والمؤثرات البصرية: عبد المجيد الهواس، إدارة الممثل:رضى بناعيم، الفريق التقني كل من: خالد الإدريسي العمراني وأبو بكر أيت يحيى. وفي إدارة الإنتاج والتواصل: رشيدة لكحل. المسرحية بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل.