بالمغرب: هذا المساء هذا المساء… المركب الثقافي سيدي بليوط يستقبل مسرحية “عنقود الريح”/ بشرى عمور
بدعم من وزارة الشباب والثقافة والرياضة وبتعاون مع مسرح الأكواريوم، تقدم فرقة أثر للفن والثقافة عرضها المسرحي: “عنقود الريح” مساء اليوم الخميس 16 فبراير الجاري ابتداء من الساعة الثامنة مساء بالمركب الثقافي سيدي بليوط بالدار البيضاء.
“عنقود الريح” مشروع إنتاج الفرقة لموسم 2022، وهو عرض درامي إجتماعي باللهجة المغربية، تأليف: أنس العاقل، دراماتورجيا وإخراج: نعيمة زيطان، تشخيص لكل من: فريدة بوعزاوي ومنصف القبري. سينوغرافيا وفيديو: أمين آيت حمو، الملابس:فريدة بوعزاوي، تأليف الموسيقي: محمد حلوة، تنفيذ الموسيقى: أسماء هموش، إدارة الإنتاج: عواطف زيطان. المحافظة العامة: محمد عسيلة، العلاقات العامة والتواصل: خديجة براضي.
خلال ساعة، ستدور أحداث النص المسرحي “عنقود الريح” داخل منزل عتيق ويحمل قيمة تاريخية، تقطن بداخله أسمهان أستاذة تاريخ متقاعدة عن العمل، وتعيش في عزلة عن العالم بسبب مرضها، بينما يقوم أخوها الأصغر خليل بالسهر على رعايتها. لقد ورثا المنزل عن أبيهما الذي ترك لهما وصية تتضمن شرطا مفاده ألا يباع المنزل إلا بعد تراضيهما، بينما يحظر بيعه للغرباء. إن المسرحية تعرض من خلال المواقف الدرامية صراعا بين جيلين مختلفين، جيل يقدر الرأسمال اللامادي ويثمنه ، وجيل لا يفكر إلا بمنطق القيمة المادية وقيم الاستهلاك، لكنها أيضا مفعمة بالمشاعر الإنسانية. إنها قصة أخ وأخت، الأخ الذي ينذر حياته من أجل رعاية أخته المصابة بمرض الزهايمر، إذ تميط اللثام عن معاناة أهل المريض ومحيطه، لكنها يمكن أن تكون أيضا قصة وطن يمثله المنزل، حينما يصبح لكل شيء ثمن ، فإن الأوطان تباع للغرباء بالتقسيط!
ماذا تبقى لامرأة تدعى أسمهان بعدما تلاشت الذاكرة؟! ذاكرة ماض وحاضر، وتيه نحو مستقبل تغيب معالمه. كيف لها أن تستنشق رائحة التاريخ في فضاءاتها الرحبة التي أثثتها أشجار الياسمين ذات زمن، وترنيمات عود أمها في بعض المساءات الدافئة، ثم تلك اللوحات التي شهدت عن ماضي بيت عتيق، في زقاق مدينة قد تكون صغيرة، لكن أسمهان تراها جميلة تختزل كل الحياة…. إنه تاريخها! تستيقظ اسمهان، تبحث عن ” الخليل” أخيها الحاضر في اليومي، والغائب في الذكرى، ثم تتساءل عن ” الخليل” الحبيب السراب، ذلك الذي تردد أمواج البحر رسائله وقصائده… تحتسي قهوتها الصباحية، وتتراكم لديها الأسئلة: سؤال الحب، سؤال العائلة، سؤال التاريخ، سؤال الذاكرة…إلى أين يسير العالم عندما نفقد بعضا أو كلا من أشيائنا؟!! ” عنقود الريح” أو “البراني” عمل مسرحي مدته ساعة من الزمن، لكنه يعد بتساؤلات كبيرة بحجم الإنسان. ما الذي يتبقى من إنسانيتنا حينما يتحول اليقين إلى سراب؟!! وما الذي يحدث حينما تتحول الذاكرة إلى مرآة مكسورة؟!! إننا نجمع شظاياها في كل مرة، لكننا في نهاية الأمر لا نحصل إلا على بقايا صور تمثل أشلاء الذاكرة!