بتونس: اختتام مشروع وصل بعرض مسرحية الغرفة 106 لشباب صواف والحرايرية

بأسرار الغرفة 106، وحكاياتها الشبابية، التي اختزل فيها شباب منطقة الحرايرية بالعاصمة وصواف بزغوان على ركح المسرح، ظاهرة العنف وحلول القضاء عليها، معاً، اختتم ظهر اليوم الاحد مشروع “وصل” الذي تنفذه جمعية تونس الغد ضمن برنامج “معا” الممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بالشراكة مع رئاسة الحكومة.

واعتمادا على قصة وسيناريو المسرحية، وتحت المؤثرات الضوئية والتوظيب الركحي وتوجيه المخرج، حوّل أبناء المنطقتين، واقعهم الحقيقي المعيش، الى ركح مسرح دار الشباب بفوشانة التي احتضنت قاعة العروض بها اللقاء الاختتامي، حيث ضمّنوا في ادوارهم، تجربتهم مع ظاهرة العنف كسلوك مؤذ للآخرين سواء كان جسديا، أم نفسيا أم لفظيا، وتطرقوا اليها من مختلف زواياها وأسبابها..
فمن غرفة منسية تغرق في التهميش، في مستشفى غير محدد المكان ولا الزمان، أدت بطلات المسرحية وهن شابات صواف والحرايرية أدوار نساء معنفات داخليا داخل عائلاتهم ومحيطهم، انهكهن الايذاء المعنوي والانتهاك الخارق لحقوقهن ولذواتهن ولأجسادهن المتعبة، وفق تأكيد كاتبة المسرحية سنية إسكندر لوات..
غرفة حوّل المخرج شكري قايد المنشط بدار الشباب بالحرايرية ظلامها الدامس ونورها الخافت الى بصيص امل في غد أفضل وفي تصور لأشكال مقاومة العنف المادي والرمزي المسلط على المرأة، محركا تارة مشاعر الألم والياس بداخلهم انارة وايقاعا، وطورا توقهن الحارق الى مغادرة الغرفة، دائرة التمييز والتضييق الخانق ..

امتزجت شعاعات الاضاءات الركحية، بمعاني النص المسرحي ورؤى وتطلعات الشباب حول كيفية القضاء على العنف ونشر ثقافة نبذ العنف لتكون إحدى الحلول التي استنبطوها للغد، والتي اثمرتها سلسلة الدورات التكوينية والتدريبات التي شملت عديد الشبان والشابات منذ جانفي 2022، بالمنطقتين وفق تأكيد رئيسة مشروع “وصل” ريم الطرابلسي لوات.
وأضافت الطرابلسي ان البرنامج شمل تدريب وتكوين عدد من الوسطاء من الجنسين بتنمية مهارتهم الحياتية وتعزيز معارفهم، وقد مر بثلاث مراحل أساسية انطلقت بتشخيص الوضعية مع الشباب وجمع المعلومات حول أسباب العنف والتطرف العنيف في المنطقتين عبر تشريك جميع الأطراف من شباب الجهة وعائلاتهم والإطار التربوي والهياكل المحلية الرسمية.
وتواصل وفق تصريحها، بمرحلة جمع المعطيات وتحليلها وفق نقاط التلاقي والشبه ونقاط الاختلاف بين المنطقتين ذات الخصائص المختلفة، وكانت هذه النقاط تمهيدا للمرحلة الثالثة والأخيرة التي وقع فيها وضع الحلول الممكنة للظاهرة وذلك عبر الوسائط الفنية والثقافية، وتشريك الشباب فيها حتى ينقلها الى المجتمع ويؤثر بها.
من جهته أكد رئيس جمعية تونس الغد شكري الفيضة ان تناول إشكالية العنف والتطرف العنيف اتخذ ابعادا متعددة وليست الثقافة فقط عبر القرافيتي والمسرح وغيرها من اشكال التعبير الفني، بل اجتماعي أيضا تركز على تنمية مهارات الشباب الحياتية المتعلقة بالثقة بالنفس وتكوين الذات والتواصل، مع تمكينهم في مجال الادماج الاقتصادي والمهني، وتصحيح مساراتهم نحو استنباط الحلول وبعث المشاريع واختيار المسالك الملائمة مع تطلعاتهم وامكانياتهم.
وأشار الى ان الاشتغال على هذه الظاهرة عبر الثقافة والفن وبتشريك الشباب، يأتي لمزيد نشر الوعي بثقافة نبذ العنف والتعريف الواسع بمفهوم الحريات السليم واحترام الاخر، وهو يتماشى ومبادئ واهداف جمعية تونس الغد التي تدعم التماسك الاجتماعي لدى الفئات الهشة وفي المناطق المحرومة، وتعمل على تكريس حس المواطنة والتوقي من التطرف العنيف عبر التوعية والإدماج الاجتماعي والاقتصادي.
يشار الى ان “معا” هو برنامج تنمية مجتمعية مدته سبع سنوات وينفذ بالشراكة مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لتمكين الشباب في المجتمعات المهمشة والمستبعدة في تونس من فرص لتغيير واقعهم نحو الأفضل، وقد تركزت تدخلاته على إعادة تأهيل وتجهيز المساحات المجتمعية، وتوفير التدريب وورشات العمل اللازمة لتحقيق مشاريع مستدامة.
و يعمل البرنامج مع 46 منظمة وجمعية من المجتمع المدني منها جمعية تونس الغد. وتساهم هذه المنظمات والجمعيات في تصميم وقيادة مشاريع تنموية إيجابية ومبادرات مجتمعية تجمع الآلاف من الشباب والشابات الذين يعملون مع بعضهم البعض من أجل تحسين مجتمعاتهم المحلية.

عن: وات

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت