بالمغرب: مسرحية “عبث” تختتم “الليالي المسرحية” بتحناوت / عبد الرحيم محلاوي

في إطار فعاليات اليوم الثالث والأخير من “الليالي المسرحية” في دورتها الأولى بمدينة تحناوت والتي أشرفت على تنظيمها جمعية خشبة الحوز من 16 الى 18 رمضان 1444 الموافق لـ 7 الى 9 ابريل 2023 بدار الشباب حمان الفطواكي بتحناوت.
والتي حملت اسم الأستاذ ابراهيم ايت سعيد مدير الثانوية التأهيلية بئر انزران بتحناوت، والذي كان له الفضل العميم على عدد من الفعاليات التي شقت طريقها الفني أو المهني بنجاح، وتم خلال اليوم الختامي تكريم الأستاذ ابراهيم ايت سعيد بحضور السيد باشا مدينة تحناوت وعدد من الفعاليات الثقافية والجمعوية والمنتخبين .
وبعد ذلك تم تقديم مسرحية “عبث” لفرقة سوار للثقافة والفن بشيشاوة، والتي تناولت حالة الاغتراب التي عاشها “انس” زمن الحجر الصحي، وانطلاقا من السؤال/القفل، حيث يردد انس : “بغيت نفهم” ، وانطلاقا من هذا السؤال المحوري حاول انس استرجاع كل حكاياته رفقة زملائه مع الاستاذ، وما كان يعانيه الأستاذ جراء محاولاتهم السخرية والتهكم من تصرفاته، كل ذلك كنوع من الذكريات المفتقدة، فهو الآن مضطر لتلقي دروسه عبر الوسائط الاجتماعية، ومحاصرا في البيت بين ثنايا الانترنيت وأزرار الحاسوب، ومع توالي الأيام وعدم القدرة على الاستيعاب والفهم أثناء تلقيه بالانترنيت، الشيء الذي يظهر افتقاده لحضور الأستاذ في العملية التعليمية التعلمية بشكل واقعي وذاتي وليس عبر العالم الافتراضي، من أجل اكتساب المعرفة وفهم دروسه وعيش حرارة اللقاء والتواصل بدون وساطات وحرقة السؤال.

لا يتوفر وصف.

إن العرض المسرحي يعتبر نوعا من التأريخ لتأثير جائحة كورونا على المجتمع بشكل عام وعلى العملية التعليمية التعلمية، وهو دعوة لتثمين اللقاءات الحقيقية التي لا يمكن أن تعوض باللقاءات عبر وسائط تكنولوجية، وهو انتصار لرجل التعليم الذي تتعدد أدواره ، فهو وسيط بين المتعلم والعلم ، ومربي و…
وفي ختام العرض يعترف أنس باشتياقه لأستاذه ويعبر عن اعتذاره له عما بدر منه سابقا، لأن نعمة دور رجل التعليم لم ولن يعرف قيمتها إلا بعد أن افتقدها.
وقد ساهمت التقنيات في ابراز الحمولة الفكرية والنفسية للعرض، بحيث أن موسيقى كناوة التي تم استخدامها كتمويج موسيقى تحيل إلى الجدبة كنوع من التطهير النفسي، وعملت السينواغرافية التي شكلت من سبورة سوداء كتبت عليها عدد من المعادلات الرياضية والرموز العلمية التي يقف أمامها الممثل/ التلميذ غير قادر على فهمها في غياب الأستاذ/الوسيط – المنقذ، ومجسم للأستاذ بوزرته البيضاء التي ظل أنس يحن إلى الاقتراب منها، ورمز دائري كبير يحيل إلى متاهات الوسائط، والذي عمل على تضييق خشبة المسرح، كإحالة على الحصار الذي تعيشه الشخصية واحتوائها. أما بالنسبة للاضاءة فقد ركزت البؤر الضوئية على الحالات الانفعالية والنفسية للشخصية والحدث الدرامي المتنامي.
لقد ارتكزت الرؤية الاخراجية على التنويع في القوالب المستخدمة في العرض ما بين التمثيل والتشخيص والانشاد والموسيقى والانسجام بين قطع الديكور والتشخيص، أما الأداء التمثيلي فقد كان مقنعا بفعل انفعالاته وقفشاته التي كانت تنسجم مع الشخصية وحضوره القوي على الخشبة .

لا يتوفر وصف.
المسرحية من تشخيص : أنس محسن
ألحان توزيع موسيقي : عصام اكشيري
سينوغرافيا : محمد سالم احميمد
الملابس : مجدولين بجي وبهيجة مشعل .
تاليف واخراج : نور الدين فوينتي
وقد سبق للعرض أن شارك في العديد من اللقاءات والمهرجانات وحصل على جائزة أحسن تشخيص ذكور وجائزة أحسن إخراج بالمهرجان الجهوي للمونودرام الاقصائيات الجهوية – الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مراكش آسفي.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت