نص مسرحي: ” حلم واحد مجنون” / تأليف: طنطاوي عبدالحميد طنطاوي
قالت السيدة كونديزا رايس في عام 2005م: “ 50% من المعونة الأمريكية تم توزيعها على منظمات غير حكومية بعيدا عن عين الحكومة المصرية !!!!!!”
الشخصيات:
ـ مدير المؤسسة
وديع : الوكيل الأول – أحد مساعدي المدير
عبوده : أمين المخازن – عجوز يتحرك بصعوبة
مندوري : عامل صاحب جثة ضخمة متعثر في كلماته
غريب : عامل نحيف صاحب قامة طويلة
الدادة : ذات عباءة سوداء غالبا وملفوغة القوام
د سلمى : باحثة إجتماعية تعمل مؤقتا بالمؤسسة عزباء
نهاد : أخصائية إجتماعية
بهيجة: أخصائية إجتماعية
تهاني : أخصائية إجتماعية
المبارك : أحد أبناء الإصلاحية … ضخم الجثة ثرثار
مدكور : مدرس التربية الرياضية
شخصيات مساعدة
الأولاد 1، 2 ، 3 ، 4، ويمكن زيادة الأعداد
المأمور – الجندي – الأمين
المشهد الأول
(في حجرة مترامية الأطراف، مجموعة من المكاتب المنتشرة في أرجاء الحجرة، تبدو ولا مكان فيها لقدم،الجدران مزينة بأشكال متنوعة ومختلفة منها آيات قرأنية، أبيات من الشعر مكتوبة بخط جميل ، صور لقادة وزعماء من عصور مختلفة، لا يبدو أن هناك أحد حضر حتى اللحظة، تدخل د سلمى يبدو عليها بأنها صغيرة في السن، تجلس علي أحد المكاتب، تقلب في حقيبتها تبحث عن شيء ما، تستخرج بعض مما داخل الحقيبة الخاصة وحتى تعثر على قلم أحمر، تجلس وتفتح حقيبة أوراق وتستخرج أحد الملفات وتقلب فيه ، تدخل الدادة )
الدادة : صباح الخير ست الستات والدكتورة اللي نورت المؤسسة كلها
سلمى : صباح الفل يا داده
الدادة : يوم ما جيتي قالوا دكتورة.. قلت فرصة الكشف هيبقى بلاش بس نقبي طلع على شونة …
سلمى : ( تنظر إليها وتبتسم ) حظك كده يا داده
الدادة : والنبي واللي نبى النبي نبي.. العيان لما يبص في وشك يشفى … د حتى كلمتك دوا
سلمى : ربنا عنده العفو.. بس ياريت يا داده تكوني حنينة شويه على الأولاد والبنات.. دول غلابة ومحرومين
الدادة : (تتقدم وتصب القهوة في الفنجان وتضع كأس الماء أيضا، لكن يبدو أنها مستاءة من كلام الاستاذة فقد انقلبت سحنتها) والنبي أنت طيبة وقلبك أبيض.. أنا قلت لك وخلاص وزي ما قالوا اللي دماغه في رأسه يعرف خلاصة
سلمى : شكرا يا دادة.. والكبار قالوا الدين النصيحة
الدادة: لينا رب اسمه الكريم يا دكتورة.. بس أنت إيه اللي رماك علي الهم.. أنت مكانك مش هنا خالص … العيال ولا البنات كلهم ولاد حرام لموهم من الشارع
سلمى: (تضع القلم وتنظر إليها وكأنها تستدعيها أن تستكمل الحديث بعد أن رسمت ابتسامة عريضة على وجهها ) حرام عليك يا داده.. وهما ذنبهم إيه… دول مساجين من غير ذنب.. مجني عليهم..أوعي تتكلمي عنهم كده تاني
الداده : حقك عليا يا ست الدكتورة … إن شاالله يتقطع لساني لو
سلمى : سلامتك وسلامة لسانك
الداده : أنت لسانك بينقط عسل … وبنت ناس … بس صعبانه عليا
سلمى : وأنت ليه أشتغلت هنا كلنا بنشتغل … وبناخد على شغلنا أجر وربنا يبارك
الداده : أنا ست ومكسورة الجناح.. قلت أشوف حته تتوايني مفيش وأدور على لقمة عيش حلال.. وإيه اللي يرميك على الغلب
سلمى : غلب ليه بس … الحمد لله على كل حال
الداده: والنبي لأحكي لك وأفضفض لحسن أنا هطرشق من أجنابي يرضيكي يا ست البنات….المعكسات في الرايحه والجاية.. يعني أقعد في البيت وأقفل الباب ولا أشم حتى شوية هوا.. دأنا يا دوب من البيت للمدرسة ومن المدرسة للبيت.. يرضيكي كل من هب ودب يلقح كلام عليا
سلمى : بالطبع لأ … م أنت حلاوتك باينه يا داده
الدادة: (تدور حول نفسها بينما سلمى يعلو وجهها الدهشة) إلهي يجبر بخاطرك.. هو ده اللي مطمع الرجاله فيا؟ (متباكية ) أحلف لك ولا ليك عليا يمين يا هانم من ساعة جوزي ما فيص وساب الجمل بما حمل وأنا شلت الهم، أنا يا هانم طول ما أنا ماشية كنت أقول يا أرض اتهدي ما عليك قدي (تتمشى وتتراقص وسط استغراب سلمى ) وهو مات وشبع موت وأنا اتهديت من البيت والشغل والعيال دبريني أعمل إيه ؟
سلمى: في إيه يا داده ؟
الدادة : في اللي حاصلي … دبريني يا بنت الأكابر
سلمى: مفيش مشكله … اتجوزي
الداده :( تضرب صدرها بيدها ومندهشة ) يا عار الشوم
سلمى : هو حرام
الداده : الناس كانت تأكل بوشي عيش
(طرقات على الباب ويدخل المبارك ويتجه مباشرة صوب سلمى فتعترض طريقه الداده )
الدادة : أطلع بره يا مبارك الست الدكتوره مش فاضية
المبارك : بلا دكتورة بلا بلا أزرق … أوعي من سكتي
الداده : أنا عارفة لسانك بينقط سم..اتلم وأتكلم كويس..والله أرقع بالصوت وأجيب لك مندوري
سلمى: ليه ده كله يا داده .. تعالى يا مبارك.. أتفضل أقعد
المبارك : أنا مش جاي أقعد … أنا بقول لك ما تحطنيش في دماغك
الداده: أنت حر هطول لسانك أنا مش هسكت.. لحسن
سلمى: من فضلك يا داده.. القهوة بردت.. تشرب إيه يا مبارك إذا كان فيه ليمون.. هاتي واحد ليمون لمبارك
الداده: إن شا الله يطفحه.. لمون.. قولي واحد سم سادة
سلمى: (بضيق ) لو سمحت بسرعه يا داده
الداده: (وهي خارجه ) هو إيه اللي بيحصل ده ؟
سلمى : أتفضل أقعد يا مبارك.. أنت إنسان كويس … ممكن
المبارك : أنا مش ناقص كلام لا يودي ولا يجيب.. أنت ما تحطنيش في دماغك في الرايحه والجاية …
سلمى : موافقه … بس أنت غايب من أربع أيام
المبارك : أنا المدير مش بيسألني … جايه تسأليني أنت
سلمى : أعتبرني أختك
المبارك : الحمد لله مقطوع من شجرة ولا ليا خال ولا عم
سلمى : كلنا بشر … كلنا أخوات
المبارك : يا دكتوره … ما لكيش دعوه بيا …
سلمى : بتقضي يومك إزاي
المبارك : بلقط رزقي … ولا حرام
سلمى : مش حرام … والفلوس بتوديها فين؟ وبتبيت فين
المبارك : ببات في المخروبة دي.. والفلوس بتاعتي وأنا حر فيها
سلمى : أنت إنسان قلبك كبير.. أصحابك حكوا ليا أن فلوسك مش ليك وأنك بتجيب لهم كل طلباتهم … بيقولوا عنك كبيرهم والبطل اللي بيحميهم.. وأيدك بأيدهم في أي مشكلة.. أنت إنسان محترم ومؤكد ربنا هيكافئك
المبارك : (تغيرت لهجته) كلهم غلابة وما لهمش حد.. أصل كلنا في الهم سوا.. أعمل إيه؟ دول بيناموا ودموعهم على خدهم.. وربنا رزقنا بناس لا بترحم ولا تسيب رحمة ربنا تنزل.. عيال وبنات أغلب من الغلب عارفه يا دكتوره لو سبتهم هيكلوهم
سلمى : مين ؟
المبارك : متسألنيش (ينتصب واقفا مع دخول الداده) سلام
الداده : يا بنت الناس ما عملهوش كده.. دا أصيع خلق ربنا.. دا مفيش حد بيملا عينه ولا حتى مدير الاصلاحية.. خلي بالك (تتصنع البكاء ) أنت لسه صغيرة والكبار قالوا.. يا ما آمنة للرجالة يا مآمنه للمية في الغربال.. د مش صغير دا راجل وكل الرجاله عينهم زايغة وما يملاش عنيهم غير التراب ….دا لولا مندوري في المدرسة ما كنش حد يقدر يوقفه … دا قطر .. دعيال ولاد حرام
سلمى: حاضر يا داده… بس علشان خاطري بلاش ولاد حرام
(تدخل المدرسات تباعا وكل منهن ابتسامتها فوق وجهها وهي تلقي تحية الصباح، أغلبهن في حركة دائبة داخل الحجرة، هذه تسحب كراسات وهذه تجلس وتصحح، وأخرى تعد أدواتها، تنظر سلمى لساعة يدها وتستقيم من مجلسها وتهم بمغادرة القاعة )
نهاد : على فين حبيبتي …؟
سلمى: نشوف الدنيا وأخبرها
نهاد : ريحي روحك اللي نبات فيه نصبح فيه.. والحكايات هيه هيه احنا بنشتغل في مكان ما يجيش من وراه غير الهم والغم
سلمى : يبقى نسمع الحكايات
نهاد : حكايات لا تسر عدو ولا حبيب..أصلك لسه صغيرة وتراب الحكايات الوسخة ما عماش عنيك…. هتسمعي حاجات كتير..المدير الراس الكبيرة.. كل همه يسمع اللي داير واللي بيتحكى دا كفاية جاسوسه اللي شغال.. دا يسمع السقطة واللقطة وجري على البيه المدير.. وفيه ناس بتقول أن له أكتر من عين مرشقهم جوه الإصلاحية بيلقطوا كل حاجة
سلمى : جاسوس!!! مين ؟
نهاد : الواد الأهطل … مندوري
سلمى : دا طيب وغلبان
نهاد : كلام في سرك … شغال هنا وفي البيت … وكمان حارس له
سلمى : صحته مسعداه
بهيجة : بس تصدقي واد قلبه حامي.. بيغير حتى على المدرسات دا في يوم طردت واد من الورشه … الواد كان هياكلني واتنرفز وبقى يبص ليا من فوق لتحت واتحول للرجل الأخضر وأنا قلبي وقع وسط رجليا.. وكان هيهب في المدير لما جه.. الواد مندوري جه يجري وشاله شيل.. لولا المدير قله سيبه كان كسر له ضلوعه
(مع خروج سلمى يدخل مندوري العامل بحجمه الضخم وكلماته شبه المتعثرة رغم أنه عال الصوت دوما )
مندوري : أنتم مفيش وراكم شغل.. يلا قوموا شوفوا أكل عيشكم
(يختفي … يضحكون ويتحركون وتتبقى تهاني وبهيجة )
تهاني : دكتورة قال
بهيجة : بس محترمة وباين عليها بنت ناس
تهاني: دي منفوخه فيها وعاملة بنت بارم ديله
بهيجة: ربك والحق لسانها ما بيطلع العيبة..لا تعرف تقعد تجيب في سيرة فلان ولا علان … في حالها وشغلها
تهاني: بس المدير ما بيطقهاش ولا تنزلوا من زور ..أنا أطقست وعرفت السبب.. أتريها يا أختي عايزة أوضه خاصة مكتب زي المدير.. ولما يشوفها يبقى قرب يفرش الأرض تحت رجليها رملة
بهيجة : يا شيخة حرام عليك … حتى المدير بيحترمها و
تهاني: والله أنت طيبة.. كلام في سرك عارفه السبب إيه إنها بتتبرع بمرتبها كله للمؤسسة من يوم ما جت..وأنت عارفه صاحبنا ما يملاش عينه غير التراب..وبطنه واسعه ومؤكد له نصيب
بهيجة : اللي سمعته إنها بتدور على مساعدات للمؤسسة
تهاني: احنا أولى … دعيال أخرتها السجن …
المشهد الثاني
( مكتب مدير المؤسسة، القاعة فسيحة ومكتب فخم والمدير يجلس على كرسيه الدائري خلف المكتب، فوق المكتب فنجان من القهوة وكأس من الماء، تمتد يد المدير فيسحب علبة دواء ويخرج منها حبة واحدة، يلقيها في جوفه ويحتسي بعدها قليل من الماء ويعقبها بتلذذ بالغ شفطة من القهوة، المدير ينبش في أحد الأدراج العلوية للمكتب ويستخرج مجموعة من الأوراق، يضعها أمامه يرتدي نظارته الطبية ويبدأ في تصفح الأوراق ويشير عليها بقلم أحمر بخطوط، ينهمك في القراءة تماما يقف ومحدثا نفسه بعد أن يقرع جرس المكتب)
المدير: يعني لو زياره ولا اتنين في الشهر بيتي يخرب.. أشي شكولاته وأشي ساقع.. ولازم نقدم لمسؤول الوزارة حاجة تقفل عينه علشان ما يشوفش بمزاجه…وزي ما بيقولوا أطعم الفم تستحي العين.. إيه… قدر ومكتوب
مندوري : (يدخل العامل وبنشاط شديد) آمر معاليك
المدير: يا بني حرام عليك … إيه معاليك دي
مندوري : آمر جنابك
المدير: يا ابني يا حبيبي..أنا مش ناقص (رافعا يديه ) لا معاليك لزماني ولا (ضاربا وسطه) ولا جناباتك.. لا فوق ولا تحت ولا حتى على الجنب..قولي يا أستاذ كفاية عليا..أحب على رأس اللي خلفوك يا مندوري
مندوري : ولا تزعل نفسك …يامعالي …جناب ….الأستاذ …..المدير
المدير : أنا نسيت..أنا كنت عايزك ليه؟..حاسس إنك سببب مباشر أنت سبب الزهايمر اللي ركبني يا مندور
مندوري: (مصفقا ودائرا حول نفسه..وكأنه يبحث عن شيء مفقود) ممكن ندور عليه سوا.” مغنيا “ وجلاب الهوا جلاب
المدير: (حابسا ضحكاته ) أربط يا ابن المجنونة …
مندوري : أضحك … سيب خشمك ياخد براحه ف الضحك … أنت نكته
المدير : بتقول إيه يا حيلة أمك ؟
مندوري : بيقولوا يا معالي البيه الباشا جناب المدير..أضحك على روحك قبل الناس ما تضحك عليك
المدير : والله ليه حق.. الواد اترقي.. من فراش بقى فليسوف..(بصوت واضح ) تستحق اللي جرالك
مندوري : تقصد إيه ؟
المدير: (كاتما ضحكاته ) له حق مدرس التربية الرياضية
مندوري : (ثائرا ) د يستحق الضرب بالنار …. والله لولاك أنت …
المدير :( يكتم ضحكه ) بتكرهه …. من يوم ما سواك
مندوري : ما تفكرنيش..آه. دا ورم جتتي ( يصمت ويبتسم) عارف يا معالي البيه الباشا جناب المدير … دا راجل نخاع وكلهم ما يفرقوش عنه.. كل دقيقة يقول للعيال خلي روحك رياضية.. ما تزعلش.. وكلام كتير ما يزقيش ميه ولا يبل زور . أنا جبت ليهم الشاي بأيديا دول إلهي يتقطعوا ..قعدت جنبهم وهو بيحكي مع عبودي أفندي اللي ماسك المخازن ..أنا رميت ودني وخبطت ف ودني وهو بيقوله.. أنا مرتي ما بتخلفش..أنا اتسحبت من لساني وقلت له استعين بصديق.. عبوده كان هيفرس من الضحك وهو بص ليا من فوق لتحت ونصب طوله ورمى كباية الشاي وعينك ما تشوف النور. شلاليت..بكوسه..روسيات بالدماغ.. كل حته في جتته بتضرب..سواني الله لا يسامحه.. والأستاذ عبودي لا اتهم ولا حتي قله كفاية.. سابه وهو ما صدق.. عمل فيها دكر عليا ..أقوله عيب..أنا أيدي تقيله.. ما سكتشي وأنا استحملت وأمري لله … وأنت لا جبت ليا حق ولا مستحق
المدير: أنت غلطان والغلط راكبك … كلمتك عيب تتقال
مندوري : ما كله بيستعين بصديق هو أنا كفرت.. وفي التلفزيون بيقولوها عيني عينك..هو أنا غلطت؟
المدير : (متذكرا ) افتكرت.. الأستاذ مدكور ,,,أنا عايزه دلوقتي
مندوري : أنت لسه قايل بعضمة لسانك…. احنا واقعين في بعض
المدير : خلاص أنا قلت … بسرعة … بالأمر
مندوري : دا راجل حمقي ودايما يقول وأنا شغال ما أعرفش أبويا…وأنا لساني ما بينطقش معاه بكلمة ولما أشوفه بأدير وشي الناحية التانية ..أنا خايف لأقل عقلي بعقله…وأنا حالف لأجيب داغه الأرض
المدير : عيب كده … يللا أنا أمرتك … وبسرعة
مندوري : ماشي يا مع…
المدير: ( بسرعة مقاطعا ) يلالا …
مندوري: (خارجا ) هقوله.. وإن مارضيش يجيي معايا. هكتفه وأجيبه غصب..هشيله شيل وأجيييييييبهه
المدير: دا واد أهطل ممكن يعملها (يعود للجلوس علي مكتبه ويقلب بعض الأوراق ..طرقات علي الباب) ادخل..ادخل ( تدخل سلمى) اتفضلي يا دكتورة .. اتفضلي يا وش السعد
سلمى : شكرا معالي المدير
المدير : أنا قريت كل تقريرك.. ربنا يبارك فيك.. بس أنت واثقة في الموضوع ده.. د حاجه تفرح وهتغير وش المؤسسة خير هيعم على العاملين.. دالعيال هتتمرغ في العز.. بس الواحد خايف يا دكتورة العيال دي مش وش نعمة وعيال ما لقتش حد يربيها.. أنا بحط أيدي على قلبي وأنت قاعده معاهم.. ببقى خايف عليك.. ما أنت زي بنتي.. يا بنتي احنا معانا أزيد من خمسمية قنبلة شديدة الإنفجار.. أزيد من كه مقاطيع بنربيهم ومش هيطمر فيهم.. اللي زي دول يتخاف منهم مش عليهم.. اتعاملي معاهم بحرص
سلمى : اطمن معاليك.. دا صميم شغلي.. وأنا أعرف إزاي أتعامل معاهم.. وهما إن راحوا ولا جم بني آدميين ولهم حق
المدير : إلهي يكتر من أمثالك عموما أنا بعت أجيب أهم ناس معانا في المؤسسة.. ونشوف اللي هنعمله قبل اللجنة ما تطب علينا
سلمى : زادك الله رفعة ورقيا
( طرقات ويدخل وديع وفي أعقابه يتوافد أربعة من الموظفين بالمؤسسة.. يطالبهم المدير بالجلوس)
المدير: أولا باسمكم وباسم إدارة المؤسسة نشكر الدكتورة سلمى على سعيها الدؤوب لرفع شأن الإصلاحية …ولازم نشوف حل.. فرصة حلوة جدا لو كانت صح.. هتتولى الموضوع كله هيئة دولية مشهود لها بالكفاءة وبالمشاركة مع مؤسسات تعليمية وثقافية عالمية مثل السيسكو. وكمان اللي هينفذوا المشروع يابانيين حقيقي … جايين من اليابان ورا المشروع.. يعني هيبقى انقلاب في العملية الإصلاحية..محتاجين نركز في الموضوع ده.. فيه خير كتير للجميع كل العاملين في المؤسسة.. بالاضافة أن فيه أفكار جديدة لو وفقنا ونفذناها
وديع :(ضاحكا) واكل نفسك قوي كده ليه.. هو أنت هتكسب إيه دأنت يا دوب كام شهر وتقعد تتسهرا على القهوة وما تلقيش حاجة تعملها يا مدير
المدير: اللفظ سعد يا وديع … يمكن أقدر أخدمك أنت والزملا
وديع: أنت خدت على خاطرك يا راجل.. ما أنت عارف أخوك وديع طول عمر كلامه دبش وبتتحمله … أنت حبيبي يا مدير
عبودة : خلاص يا مدير… اعترف انه بيحدف طوب … والمسامح كريم
وديع : اطلع أنت منها يا عبودة … تحط فيها أسفين تولعها نار
تهاني : يا جماعه احنا احنا متجمعين هنا ليه ؟
سلمى : للمصلحة العامة
تهاني : الله ينور عليك يا دكتورة (تتحرك من مكانها وكأنها تفكر وتطرح سؤالها ) يا ترى كل الناس هتوافق على عملية التطوير دي؟ ممكن تكون ضد أفكار ناس تانيه صح ولا غلط ؟
وديع : بصي يا هانم أقدر أحلف لك وأقطع دراعي من لغلوغه أن كله هيعمل فرح وهيرقص ليل ونهار
عبودة : كلامك غلط
وديع : أنا عارف يا عم عبوده أن كلامي مش عم ينزلك من زور
المدير : يا جماعه عايزين نشوف المصلحة فين.. بكره أنا ماشي وأنتم هتبقوا المسؤولين.. تعالوا نعمل الصح زي زمان
وديع : البيه بيقول كلامي غلط فين الغلط . كل العالم النهارده بيدور على قرش زياده. ودي حكاية هيبقى فيها ورق أخضر الناس بتجري وراه جري.. كله هيكسب.. حتى العمال هيكسبوا والعيال هتتمتع.. هيتنغنغوا ويعيشوا في عز ما شفهشي
تهاني : وقف هنا.. الله ينور عليك مش عارفه ليه فيه فار بيلعب في عبي
سلمى : خير يا أستاذة
تهاني : مش عارفه ليه فيه حساسية جوايا من المؤسسات الغريبة اللي جايه تحت مسمى مساعدة… ممكن أكون غلطانه لأن بتخيلهم جواسيس وما يهمهمشي مصلحة بلدنا قد ما يهمهم يخدموا بلادهم على حسابنا … سامحوني …
سلمى: على مستوى المحافظة يمكن إحنا المؤسسة الوحيدة اللي تم إختيارها.. وأنا كتبت تقرير كامل شافي وافي لمعالي المدير بكل المستجدات اللي ممكن تحصل..يصراحة كده الخوف عمره ما يطور . لازم يبقى عندنا الشجاعة ونحاول ولسه الموضوع مجرد كلام . وطبعا الاختيار ده أولي لأن هيتم زيارة لمسؤولين من البنك الدولي الممول للمشروع ده.. أنا من خلال معارفي في الوزارة شبه أخدت موافقة السيد مساعد الوزير
تهاني: بحس بخنقه أول ما أسمع كلمة البنك الدولي
المدير: الموضوع ده عايش جوانا من واحنا أطفال من أيام عبدالناصر (ضاحكا) الدنيا النهارده اتغيرت يا أستاذة … لازم نجاري الجو اللي حوالينا . يمكن عملية فيها خير.. حال المؤسسة مايل. يمكن يتعدل ولو بنسبة
تهاني: (زفرة قوية) يمكن … موافقة
عبودة : (ضاحكا) طبعا هيقلبوا في جتتنا وأشكالنا ويشوفوا مين ينفع ومين ما ينفعشي.. كده غلط … ياخدونا في قلب بعضينا وكأنها شروه واحد اشتراها … علشان عيب قوي يستبعدوا حد
وديع : أيوه أطمن فيه كشف هيئة
عبوده : أنا صاغ سليم يا حبيبي
وديع : قول الحقيقة ممكن يركبوا لك طقم أسنان
عبوده : أنا مستعد قدام اللي قاعدين كلهم أمص عود قصب من الزعزوعة للجدر . وممكن أعضك وأسيب فيك أثر
المدير : يا جماعه في عرضكم .. عايزين نفكر سوا. مؤكد لازم هييجم ويشوفوا الشروط تنطبق على المؤسسة ولا لأ
سلمى : لازم نفكر بهدوء.. ونشوف الصح إيه.. طبعا هنعرف اليوم اللي اللجنة جايه فيه.. هنقول لكل الزملا
وديع: (ضاحكا) اليوم ده كله هيكون بيلمع (تنظر له تهاني ) قصدي كله بيلمع رجاله وستات يا هانم (ينظر لعبوده ) واللي مسلم النمر يعزل بدري بدري
عبودة : أشهد يا مدير … أهه هو اللي بيجر شكلي
تهاني: اللي يحب واحد يلاغيه … بيلاغيك
وديع : عبودة دا حبيبي … دا عشرة عمر … اتولدنا في يوم واحد
عبودة : أنا حبيت أغير تاريخ ميلادي بسببك ما رضيوش
وديع : هنطلع معاش سوا (ضاحكا) إلهي تطلع ما تعرفش تنزل تتعلق بين السما والأرض يا شيخ
عبودة : بعدك أنا قاعد علي قلبك
المدير : يا جماعة في عرضكم.. احنا في إيه ولا في إيه هتبقى أهم حاجة دلوقتي أن موضوع الهيئة الأجنبية سر مخفي وتاني حاجة لازم نعملها نعمل اجتماع للجمعية العمومية للمؤسسة في الاجتماع نبلغهم بالزيارة وأهمية الظهور بمظهر مشرف لأنهم جايين يقيموا الإصلاحية.. والبركة في الدكتوره ما تغفلشي عينها وتعرف المعاد وكل المستخبي
سلمى : ياريت ماتنساش أن لازم نظهر أمام الناس بتوع برة الحقيقين أننا دعاة للحرية والحب والخير … لازم نظهر قدامهم ملامح للديمقراطية داخل المؤسسة..تفعيل دور الجمعيات ومشاركة أولاد الإصلاحية في تلك الأفعال
وديع: نشف كلامك شوية مع بتوع الأنشطة والمجالات يا سيادة المدير الزراعة تخلى المؤسسة في خلال الفترة الجاية حاجة تفرح الستات بتوع المزيكا يدربوا العيال على عزف بعض القطع الموسيقية.. دا احنا هنعمل قلبان في الإصلاحية.. ممكن نعمل يونيفورم خاص بالعمال يعني الواد الطحش الفيل اللي أسمه مندوري … ولا الوليه الكشك المتحرك ديا . المظهر العام مهم جدا …
(ينفرج الباب ويدخل مندوري حاملا مدكور مدرس التربية الرياضية على كتفه وسط دهشة الجميع )
مندوري : طلباتك أوامر يا معالي المدير.. بس هوه رأسه ناشفه وما كنش عايز ييجي… وسيادتك أمرت أجيبه وهو قدام منك
المدير: أنت مجنون إزاي !!!!
مندوري : الناس بتقول أربط الحمار مطرح ما يحب صاحبه
المدير: بتقول إيه يا غبي ؟
مدكور: (بتردد ومحاولا الهجوم على مندوري) أنا هربيك
عبوده: (كاتما ضحكاته ) أنت غلطان من ساسك لرأسك يا مندوري
تهاني : اللي عملته دا عيب
مندوري : ليه … بس أنا بنفذ الأمر
مدكور : والله يا مندوري … قطع عيشك من المؤسسة دي على أيديا
المدير : لازم تعتذر للأستاذ مدكور
مندوري: ليه أنا غلطت فيه ولا.. دا في يوم سواني ضرب ولا رفعت عيني فيه.. يضرب ويستريح وأنا حاطط في خشمي بلغة قديمه وساكت..يومها ما حدش قاله عيب ولا قله يعتذر ليا .. أنا جبته شايله فوق كتفي متسلطن زي الباشا … والله حرام
تهاني: أيوه اللي عملته غلط … ده في مكانة المدير بالظبط
مندوري: بقول وأنا شلته فوق أكتافي
وديع : عارف له حق يوم ما لطشك
مندوري: والله ولا ليك عليا يمين.. أنا حاشني الشديد القوي.. أنا كنت هخليه ينسى اللبن اللي شربه من …. أمه
المدير : بس … أنت غلطان وأنا هتصرف
مندوري: وه هو لما تقع البقرة تكتر سكاكينها.. ما خلاص مدكور بيه حبيبي وتاج رأسي وأهه (يتجه ناحيته ويقبل رأسه فيدفعه مدكور للخلف ) طب أعمل ايه تاني أكتر من كده.. يعني أروح أشتري كفن وأسحبه فوق أيديا وأجي لسيادته.. برضه مستعد أشيل كفني وبعد كده أنا عمري ما غلطت ولا لساني يعرف يطلع العيبة هتركبوني ذنوب ليه.. أنا بأعمل زي ما تقولوا .. ويوم ما سواني ضرب كان بيتكلم هو وعبوده بيه وبيشكي له أن مرته مش حامل وأنا اتسحبت من لساني و كل اللي قلته استعن بصديق (يضحكون حتى مدكور وتخبئ تهاني وجهها وتضحك أيضا ومندوري يضرب كفا بكف) لا حول ولا قوة إلا بالله .. هو أنا غلطت.. .ما جورج بيقولها كل ليلة في التلفزيون ولا حد اتعصب ولا قاموا ضربوه … يعني حلوه منه ووحشه من حنكي أنا … والله دا ظلم …
المدير : عارف طريق بيتكم … غور في داهية
مندوري: يعني رفدتني يا باشا … هو أنا علشان غلبان يتاكل حقي
وديع: روح أقعد بره يا مندوري دلوقتي
مندوري: بس أنا واخد على خاطري منكم كلكم والله لولا خاطر المدير ما كنت خليت حد عرف له طريق جرة أنا كنت ناوي أجيب أجله وربنا بيحبه..الأستاذ عبوده جه وحلف عليا.. أنا كنت خلاص همسك في بلحة زوره ومش هسيبه إلا وروحه طالعه قي أيديا .. والشيطان شاطر وبكلمة الأستاذ عبوده هرب الشيطان ….الحمد لله
مدكور : أنت راجل محترم يا مندوري … وابن ناس
مندوري: إلهي يجبر بخاطرك يا راجل يا طيب
المدير : روح الوقت يا مندوري
مندوري: ورحمة أبويا من هن ورايح.. اللي هايتكلم هو حر.. دول عاملين زي الغنم بيتلموا حولين بعض ويخافوا من الديب وأنا مصيري هبقى ديب.. وأنا حذرت وياريت في الاجتماع تقول الكلام ده بالفم المليان يا سيادة المدير.. أصل أنا فاض بيه.. أنا حاطط لساني في خشمي ورابطه كويس. كفاية كلام من اللي يسوى واللي ما يسواش (ينهي كلامه وهو خارج ولم يؤد التحية المعتادة )
المدير: حقك عليا يا مدكور.. أنت عارف إن عنده ربع طاقق..والموضوع مش هيعدي
مدكور: ولا يهمك يا سيادة المدير
المدير: الكل عرف أننا في انتظار زيارة من هيئة دولية.. نبهنا على الكل ومدام تهاني نبهت على كل المدرسات …
تهاني: واحدة مدرسة بتسألني صح الزيارة دي وراها مكافأة شهر كامل شامل … أنا قلت احتمال شهرين كمان
سلمى: الموضوع لو تم فيه مكافأت كبيرة للكل.. أنا واثقة جدا في كلمه بأقولها.. حتى الوزارة هتكسب من ورا العملية دي. كلهم منتظرين المشروع ده بفروغ صبر
عبودة : آه يا خوفي من الكبار في الوزاره ليكونوا سنوا أسنانهم وساعتها هيكلوها والعة.. وأحنا ممكن لا نشوف أسود ولا أبيض ويا دار ما دخلك شر
سلمى : ما تخفشي أنا فاهمة اللعبة كويس.. واللي جايين من بره يعرفوني معرفة شخصية.. يعني هنكون في الأمان ولا تخفشي …
عبودة: الله ينور عليك يا دكتورة.. يعني نتغدي بيهم قبل ما يفكروا يتعشوا بينا.. دا شغل دكتره ولا بلاش
وديع : كله تحفيز للناس إنها تشتغل.. ودا احتمال قائم جدا واحنا ما بنكدبش.. بس تيجي اللجنة وتشوف وتقول
(يدخل صبيان وكل منهما يحمل شجرة نخيل صغيرة بين يديه ومن خلفهما موظف وكأنه يدفعهما بعصاته … فيدخلا)
المدير: (بضيق) ما لهم العيال دول ؟
الموظف : النهارده بيسرقوا شجر صغير والله أعلم بكره هيسرقوا ايه؟ طبعا ما هما تربية ملاجئ يعني ممكن يتودكو لغاية ما يسرقوا الكحلة من العين … دول يا يتحبسوا يا يترموا بره في الشارع
المدير : حاضر … حاضر
سلمى : أنا هتصرف معاهم بعد إذن معالي المدير
الموظف : اتصرفي يا ستي براحتك.. أنا عملت اللي عليا …سلام (يخرج)
المدير : ليه يا ابني أنت وهو
صبي1 : يا باشا أحنا بنخدم المكان.. هي دي أخرتها . عجيبه والله .. قالوا لنا أن ربنا قال الحسنة الواحدة بعشرة أمثالها… أحنا ما سرقناش ..
المدير: أخرص أنت (لصبي2) هو الواد ده أساس الخطية
صبي2 : حاسب يا باشا.. بلاش بخ الكلام الحلو ده.. اللي يوقع اللقمة من الحنك.. ايه هو ده
المدير: يا واد اتكلم عدل … أنتم لازم تتحبسوا
صبي2 : إحنا مش حراميه.. ايه هو ده الراجل بتاع الزراعة.. قال لنا فيه زيارة جايه من الوزارة وعايزين نبان بصورة حلوة قدامهم. قال همتكم يا رجالة.. وبصراحة احنا بنحب الإصلاحية مش بيتنا وعايزين الصورة تطلع حلوة …
سلمى : سمعت يا معالي المدير … سمعتم يا سيادة الوكلاء …. دا أحنا اللي بنرتكب الخطأ …
تهاني : لازم يتعاقبوا كل واحد منهم مسحوب من لسانه …
عبوده : هو الشجر ده جابوه منين ؟
وديع : اسمها سرقوه يا أستاذ
صبي1 : استلفناه من مشتل مديرية الزراعة.. والناس لبعضيها…النهارده عندي وبكره عندك…وزي ما بيقولوا شيلني وأشيلك
صبي2 : الناس لبعضيها يا باشا
سلمى : أنتم غلطانين … ولازم تتعاقبم …
صبي1 : احنا بنساعدكم وأنتم تدوناعلى قفانا..لا ما يصحش عيب..وبعد كده احنا واخدينهم سلف وبعد الزيارة هنرجعهم مكانهم..يعني ديتها أسبوع ولا أسبوعين بيقولوا خير كتير جاي وهيعم على الكل مش عليكم لوحدكم..قلنا ايدنا بأيدكم ونعمل حاجه … والأيد البطالة نجسة
سلمى: (واقفه) بعد إذن معالي المدير والإذن من الزملاء.. أنا هاخد الولدين دول وأشوف الحكاية إيه بالظبط
المدير: اتفضلي يا دكتورة (تخرج ومعها الصبيين) يا جماعة افهموني.. الدكتورة ايدها طايلة وعارفة روحها بتعمل إيه.. لازم نستفاد من دماغها.. بتكتب لجهات عليا بره البلد خالص وبياخدوا بكلامها … مصيركم تتأكدوا بعنيكم..دي لو كانت في مكان تاني كانوا مسكوا فيها بأيديهم وأسنانهم
عبوده : طب أنا اسناني واقعة
وديع : الدكتورة تبلغهم يركبولك طقم
المدير: نقطونا بسكوتكم أنتم الاتنين
تهاني: أنا تحت أمر الإدارة والزملا ومستعدة بأي تكليف
وديع : أدي الستات ولا بلاش … تمام يا أستاذة
مدكور : قلبنا على قلب بعض صح … هو دا الكلام
المدير: أتفضلوا استريحوا … وقولوا اقتراحاتكم
نهاد : بص يا معالي البيه المدير.. أحنا مش أقل من الزملا الرجالة.. راسنا براسهم وزينا زيهم…مستعدين لكل حاجة.. يهمنا أن المكان يظهر بصورة تفتح النفس …
تهاني : أنا نسيت أقول لسيادتك يا معالي المدير..هما اتفقوا أن يقوموا بالأكل المطلوب والذي منه
نهاد: مش الأكل بس.. حتى شكلنا.. يعني من غير كسوف…حاجة تفتح النفس … نيولوك
بهيجة : المهم الميعاد أمتى… يبقى النيولوك مرة واحده وخلاص …
عبودة : يا جماعة ريحوا نفسكم … نخلي لنا مبدأ ” كن مستعد ”
وديع : والنبي كلامك حكم يا أستاذ عبودي
عبودة : يارب ما يكونش ورا كلامك كلام تاني
وديع : عيب يا راجل … أنا اللي في قلبي على لساني
المدير : يا جماعة لغاية اللحظة دي احنا ما نعرفش الزائر ده من أي جهة ولا عارفين لها معاد.. الدكتورة هتعرفنا
بهيجة : طبعا هما أجانب
نهاد : ما دام أجانب لازم يبقى فيه خطة عمل تهوسهم خطة ما تخرش المية … ساعتها هيوافقو لنا على كل حاجة نطلبها وزيادة
مدكور : خطة إيه.. هو احنا هنعمل ماتش كورة وهيلزمنا مدرب يحط الخطة اللازمة.. عارفة يا أستاذة … أنت تبقي قلب هجوم معتبر …
نهاد : شكرا يا أستاذ مدكور أنا عارفه إنك بتقدر المواهب
بهيجة: الخطة تتغير وفقا لنوعية الزائر.. يتغير الطبيخ ونوعية الأكل مثلا يعني لو أجانب دول ما لهمش في المسبك.. بيأكلوا مشويات أو مسلوق
عبودة : عود خفيف مش تخين ولا مربرب
وديع: حسب خبرتي المتواضعة ومادام جت سيرة الأكل.. يبقى نلعب في الجديد عليهم واللي يجري ريقهم.. صدقوني دول أساتذة في الأكل بس من غير عك.. يعني حمام.. خليكم في المحشي بكل أنواعه حيواني وغير حيواني
عبودة 🙁ضاحكا ) أول مرة يقول حاجة صح … صح يا ستات
تهاني : المحشيات فعلا
نهاد: لأ طبعا .. دول ما يعرفوش محش الكرنب ولا ورق العنب ولا
بهيجة: (ضاحكة ) علشان كده تلاقيهم معصعصين زي حلاتي.. أنا في مرة واحده قريبتي وصفت ليا أن المحشي أهم حاجه بتخن.. قلت لها بأكله والله قالت يبقى أنت بتأكليه رفيع مش مليان … ومفيش فايده
تهاني: (ضاحكة) واحنا في البعثة.. عملنا محشي وشطشطناه أنا مش قادره أنسى منظر مستر ريتشارد وهو بياكل..وفي الآخر طلب مننا نلف له كام صابع وخدهم وتواهم جوه شنطة وكان فرحان بصورة غريبة
نهاد :(تحاول أن تتكلم ولكن يغابلها الضحك وتضع يها على فمها) لازم تظهر العادات والتقاليد الراسخة أمام الأجانب.. هما بيحترموا قوي الحاجات اللي فيها أصالة سواء كان أكل أو شرب أو ملابس أو حتى ألعاب خاصة بالأهالي
وديع : أنا أؤيد كلام الأستاذة تهاني.. واللي أعرفه إنها سافرت بلاد أروبية وفاهمه الناس دي كويس …
مدكور 🙁بتأفف وساخرا) يعني نقدم لهم أكلة كوارع ومعها فتة كوارع
بهيجة : لا … لا … بلاش كلام فاضي … كوارع إيه
عبودة : أنا مع موضوع الكوارع
مدكور : عشمان ترم عضمك.. عموما الكوارع لا يعلى عليها بالنسبة لظروفك الصحية
المدير: يا جماعة قفلوا على السيرة دي..الناس دي معدتها ما تستحملش.. الواحد يأكل من هن وبعدها يفرد الأربعة زي ما بيقولوا … احنا في غنى عن المشاكل … خلينا في المفيد
وديع: والله ريقنا جري والواحد بطنه صوصوت.. ما فيش يا سعادة المدير أفيد من الكوارع
المدير : فضوها سيرة علشان نشوف المهم … احنا جايين ليه ؟
تهاني: متفقين أن أيدنا بأيد الزملا.. وأن اللي ما يقدروش يعملوه هما نعمله احنا
نهاد : صح الكلام .. أنا شايفه أن الأكلات الشعبية مهمة وتحسس الزائر أن أحنا لينا دور كبير في الأصالة … وأن أحنا حضارة سبع تلاف سنة …
المدير : عايزين ننتهي من موضوع الأكل … علشان نشوف الأهم
مدكور 🙁ضاحكا ) جاع …والجوع كافر
نهاد : ربكم والحق أنا قاعدة متخيلة المنظر قدام عنيا . جنب أوضة المعمل.. خيمة وكأنها خيمة رمضانية.. جوه منها بوفيه مفتوح.. شوية أكلات شعبية تفتح النفس يعني محاشي منبار على حمام.. كشري ما يضرش.. ياسلام على فتة الكوارع ولا طشة الملوخية … ومننساشي كمان طبقين بصارة
عبودة : أنا حاسس أن الأستاذة بهيجة ما فطرتش .. عماله تمص في ريقها
بهيجة : والنبي صح … مفيش نفس
مدكور: أصلها بتحلم …والحلم مش حرام يا جدعان
المدير: احنا بنهرج.. يا جماعة حرام عليكم.. مش ناقص إلا قدرة فول وكام فحل بصل وشوية فلافل وما يضرش مسقعة كمان
تهاني : (ضاحكة ) على رأي المثل أطعم الفم تستحي العين
بهيجة : الله ينور عليك سيادة الوكيلة.. هما هيشوفوا الأكل ده دماغهم هتضرب في العالي.. هيقولوا على المؤسسة مثالية واللي عاملين فيها كمان … هما يدقوا الأكل بس وهينغنغونا
المدير: الرأي شورى.. أنتم أبديتم استعدادكم.. بس بلاش نزودها قوي …
نهاد : أنا مع رأي سيادة المدير.. بلاش نأفور الموضوع.. الأهم النيولوك.. منظرنا يبقى فيه
بهيجة : (مقاطعة) لو كمان كام منديل بأوقيه
المدير: والدادة تجيب وياها ملاية لف بالمرة ومفيش مانع باقي العاملات كل واحدة تحزم وسطها بملاية …. فيه الأهم يا جماعة
نهاني: الله أفكارك مدهشة سيادة المدير… من المحلية نصل للعالمية
عبودة: فيه حاجات تاني مهمة..النظافة . تنفيذ أفكار الحرية والديمقراطية.. مفيش حد يمسك عصاية.. ممارسة الرياضة.. الجمعيات داخل الإصلاحية ومشاركة الطلاب..لمظهر العام مهم
المدير : خلو بالكم فيه موضوع مهم.. بيقولوا المساحة المتاحة لكل نزيل.. يعني مساحة الإصلاحية تتناسب وعدد النزلاء… فيه مساحات للعب للأكل للنوم… دي من الأساسيات
مدكور: ودي نحلها إزاي
وديع : كل مشكله ولها حل … ربنا يوفقنا ونبقى من حلالين العقد
عبودة : قول يا أبو العريف
وديع : سهلة … أجازة مفتوحه وهما ما يصدقوا
المدير: أجازة … أجازة إيه
وديع : ما تضايقش نفسك … الضغط يترفع عليك وتفيص
المدير : بتقول إيه ؟ … إيه أفيص دي …
وديع : مش قصدي أنت عارف إني بخاف عليك.. بس مش قصدي.. خايف الضغط يترفع عليك ما تعرفش تنزله
مدكور : والنبي قصده زي ما قال خير يا باشا (ضاحكا ) عارف حكاية الراجل اللي كان خايف من الموت
عبودة : ماله
مدكور : كان بينام جنب السلم
المدير: (محاولا حبس ضحكاته وبكلمات متقطعة) عارفها..علشان كل ما تطلع روحه يطلع السلم وراها ويجيبها (يضحكون … يصمتون ) والعمل دلوقتي … هنعمل ايه ؟ … ركزوا شوية
مدكور : كل عقده ولها حلال يا باشا .يا باشا هما بيهربوا طبيعي طول النهار وبيسرحوا يلقطوا رزقهم من الشوارع واللي بالي بالك.. نغمض عنينينا ونسيبهم يروحوا براحتهم هتلاقي نص العيال بره.. يعني مش باقي غير النص الغلبان وأغلب البنات..الباقيين نظبطهم ونروقهم ويبانوا بصورة حلوة تفتح النفس.. وندربهم كويس
وديع : احنا نعمل استعدادنا من الأول.. وناخد قرار للجمعية العمومية بالموافقة على تسريح أي عدد من المشاغبين في الإصلاحية… يعني تاهت ولقيناها.. وهما العيال ما هيصدقوا.. منهم عيال بتطلع من صبح ربنا ما بترجعشي إلا ساعة النوم عاملينها لوكانده أولاد ….
المدير:جمعية عمومية وناخد قرار بتسريح العيال.. أنتم بتقولوا إيه دي جريمة.. إيه يا وديع.. الموضوع ده سري للغاية
وديع : ولا تزعل من غير قرار جمعية عمومية
مدكور: سيب الموضوع ده عليا
المدير: هتعمل إيه فهمني
مدكور: هدي النو الأخضر للمبارك
المدير: وبعدين
مدكور: هيسوقوهم قدامه ولا الغنم.. وهم ما يصدقوا
عبوده : كلام زين … عمليه مظبوطه ما تخرش الميه
المدير : أنتم ناسيين أن الدكتورة بقت قريبة للعيال دي قوي …يعني ممكن يحكوا لها عن كل حاجة
وديع : سيادتك ناسي أن الدكتورة في التوقيت ده هتكون مسافرة تستقبل الوفد واللجنة اللي جايه
المدير: جت ومعاها اللجنة وسألت عن العيال دي فين هنقول إيه ؟
مدكور : يعني خدهم الغراب وطار.. زي كل مرة اتمسكوا واتقبض عليهم وفي انتظار الفرج.. واللجنة تاخد يومها ولا يومينها وتتكل على الله وهما هيرجعوا تاني … هيرحوا فين يعني
عبودة : هو الخوف من واحد صاحبنا ما تتبلش في بقه فوله … ممكن
وديع : قصدك مين ؟
عبودة : قصدي الستات مع بعض بيحبوا يتسهروا
تهاني : يا أستاذ عبودة عيب كبير اللي أنت بتقوله
وديع : مفيش فايده فيه دايما مسحوب من لسانه
عبودة : حقكم عليا … أنا غلطان … المهم نحل المشكلة اللي احنا فيها
وديع : نحلها مش نغلط في بعض … عيب … أنت كبير
المدير : خلاص يا جماعة … عايزين نخلص من الهم ده
تهاني : إهدا أنت بس يا سيادة المدير … كل شيء هيتحل
نهاد : مطلوب مننا نحط أعصابنا في تلاجة … المهم النيولوك
المدير : يا مثبت العقل والدين يا رب
نهاد : هو أنا قلت حاجه غلط
المدير : العفو يا بنتي أنت عمر بقك ما طلع الغلط …مش قصدي
بهيجة: متهيأ لي إننا وضعنا الخطوط العريضة لاستقبال الزوار فيه أي حد هيضيف حاجة
( دقات علي الباب ويدخل مندوري )
مندوري: يا مدير أنت استغنيت عني خلاص … رفدتني
المدير : استنى شوية بره دلوقتي
مندوري : رجلي نملت من كتر الوقفة … أنا ما أعرفش أقعد ساكت
المدير : طب روح أعمل أي حاجه دلوقتي
مندوري: (خارجا) طيب الست الدكتوره عايزاني وانا رايح لها
مدكور : روح إلهي تروح ما ترجع
وديع : لازم حد يفطم الواد ده.. دا ممكن يلخبط الدنيا.. ويحط أبو قرش على أبو قرشين.. دا مخه مهوي
المدير : أنا حاطط إيدي على قلبي منه
عبودة :(ضاحكا) تخيلوا لو عيناه مسئول الأمن يومها.. جبنا له طقم قيمه وسيما . تخيلوا سعادته ووقفته زي الرهوان وكمان بيدي تعظيم سلام للداخل والخارج
نهاد : ياي … شكله هيبقى تحفه … هيجنن … ولا سلفستر ستالوني
المدير: قفلنا … خلاص … يللا كله يشوف شغله
المشهد الثالث
(ستارة رقيقة وإضاءات عكسية وحديث دائر بين أشباح لا تتضح صورتها أو ملامحها الشخصية … موسيقى تنساب هادئة في البداية ثم ملتهبة ويدوي من خلالها مارشات عسكرية وتتداخل معها موسيقات جنائزية)
شبح جالس: (صوت أجش وحجم يبدو ضخما ) لازم نعرف إننا عايشين ببركة جدنا القاتل القتل استمرار للحياة.. يعيش من يستحق الحياة. يرسم فوق وجه الدنيا لوحات العشق المصبوغة بالدم لا يهم.. الموت إن لم يكن اليوم فالغد أليس كذلك ويتساوى الكل.. ليبق على قيد الحياة من يسير في ركبنا.. من يستحق
(تتحرك الأشباح حركة دائرية تقف لتصفق وتعود للحركة )
جميعا : أحاديثك تنبض حقا وصدقا …
شبح1 : الطيب الوضع الطبيعي له يموت أو يعزل من الدنيا ويدور على مكان تاني فين هو حر.أحنا بنحافظ على حياتهم اللي يستحقوا يعيشوا في الدنيا.. دول لو سيبناهم هيأكلوا بعض..بنحميهم من شر نفوسهم .. عنينينا تبقى مفتوحه على الآخر
شبح 2 : وننادي بالحرية والديمقراطية بعلو صوتنا . نحارب اللي يقف في طريقها.. إحنا أرباب الحرية والعدل و المساواة
شبح1 : الخوف إنهم يفكروا ولا يفتحوا عنيهم.. والديمقراطية اللي عمالين نكتبها فوق سبورة الدنيا نكتبها وندعي لها ونألف فيها بدل الكتاب ألف .. كل واحد يعرف حدوده أولها فين وآخرها فين.. اللي يطلع بره الخط المرسوم له يتعاقب.. الالتزام بأفكارنا شرط أساسي اللي يعترض يبقى مجنون وكافر كمان بالله
جميعا : أيوه كافر وبأيدينا نحدفه في جهنم
شبح2 : والكافر لازم يا خد جزا ءه…أيوه.. العقاب وارد.. وحتى آدم لما خرج عن الخط المرسوم له ربنا عاقبه وطرده من جنته ..من الآخر كل واحد يمشي على الصراط والصراط احنا نحدده.. اللي يقع في جهنم يتشوي.. بالذات في بلاد الناس فيها متغيبة بسحر كلام الدين..دين البشرية واحد.. بندعي ليه ليل ونهار..لازم يتحكموا بقوة وبأيد من حديد.. نقول إخاء ومساواة
شبح3 🙁ضاحكا بقوة ) لا .. أيدينا لازم تبقى حنينه.. اللي يبكى نمسح دموعه بمناديل المحبة المبلولة بالسم اللي ياخد نور عنيه …سيبقى أعمى ما يشوفش بعدها غير إن أحنا أصحاب الفضل والحضارة وأحنا… مثال الرحمة والحب والإنسانية
شبح4 : كل الناس سواء
الجالس : احنا اللي نقول.. لكن ليس كل الناس سواء.. التقييم وفق قواعد منصوص عليها في دستورنا المخفي.. نحن نقرر ونقول ونعلن في فضاءات الكون المختلفة.. الحرية الإخاء المساواة يوم تؤمن بذلك فآهلا بك عضوا في خدمة حكومة العالم الخفية اليوم والمنتظرة غدا حكومة العالم كله.. فكرتنا نحو إستعادة المجد القديم.. الاستعداد للي جاي
شبح1 : علي كل منا أن يعرف كيف يقوم بعمل جلسات المحبة الكاذبة واستعادة الثقة للمقهورين والمظلومين وإستعادة حقهم من الظلمة في أي مكان في الدنيا..لازم يخرجوا من حالات الجمود للثورة.. لازم يطردوا الجن اللي نايم جوه عقولهم اللي بيرعبهم ومسبب لهم الانهزامية.. لازم يعرفوا أن الموت أفضل من حياة بلا أمل.. الانتقام ليس عيبا..التحرر من سلطة الأقوى والمسيطر والمستبد..من أكثر من تعرضوا للإضطهاد الأنبياء والرسل .. أنتم رسل للعالم أنت شعلة الثورة والتغيير.. أنتم قلب العالم ولازم نخرجه ونطهره ونعيده لمكانه الصحيح..علينا إيقاظ الروح
شبح5 : ليعم الدمار والخراب كل بلاد الدنيا التى لا تقتنع برؤيتنا.. وليكن الدمار بأيدينا وبصورة غير مباشرة
الجالس : وثيقتنا بالدم مكتوبة.. كل إنسان وقع عليها برغبته وبمحض إرادته..مفيش واحد مجبر عليها.. يبقى اللي يخرج عن القواعد يستحق إيه؟
جميعا : الموت … الموت …
شبح3 : لكن للعضو العامل منا نقتله بأيدينا ونحفظ دمه في بوتقة وكأس العشق لمحفوظ في أعلى مكان ولا يعلمه إلا الأستاذ ومن يحظى بالدرجة الأعلى في سلم الدرجات المعروفة وما فوق الرتبة الثانية والثلاثين
شبح 1 : قتل مستحق
الجالس : لا أدري كيف يخرج بعد أن وصل لتلك الدرجة لقد تخطى الدرجات الثلاث من الأولى تلميذ مستجد فزميل الصنعة والثالثة والأعلى البناء المعلم…إننا نمشى في النور ولا نغفل استخدام الكتاب وهو علمنا الخاص والزاوية وندرك بها درجات ومسافات واتجاهات البشر من حولنا أما الفرجار فكلنا في دائرة واحدة . منهم نحدد كيف نمشي ونحدد الأهداف السامية العظمى استعدادا للغد القادم بإرادتنا . تحفزنا وتدفعنا للأمام القوة الخفية التي نتسلح بها
شبح 2 : ساعة أن تركب الزاوية فوق الفرجار ستتكون نجمتنا.. ملاذنا.. وهذا سرنا الأعظم لا نبوح به ولا نذكره في العلن
الجالس : نمنح أبطالنا قوة خارقة (ضاحكا) أحدهم يوما بقوته الخفية وبعصاه قتل خمسة آلاف إنسان
شبح3 : السيطرة على العالم هدفنا
شبح2 : الأديان والمتشبثين بالدين حجر عثرة أمام تحقيق أحلامنا
الجالس : لنقصي الأديان جانبا ولنقضي عليها.. أونستغل ما يحشو عقولهم عن الدين ونفجره بحنكة ومهارة .. أعدادنا قليلة وستذوب بينهم وتضيع أحلام قادتنا ومفكريا على طول التاريخ.. أعدادنا لا تتجاوز العشربن مليونا على مستوى العالم أجمع … لنبدأ بتمويل حملات التشكيك في الأديان.. بعدها تنطلق ثورات الداخل وتحمل آفاق أفكارنا من الإخاء والحرية والمساواة.. خطوط عمل تمشي بصورة متوازية لتصب في بحر واحد وأفكارنا تتحقق يوم نركب السفينة ويرتفع موج البحر ليغرق هؤلاء الكفرة المرتدين
شبح4 : الباب مفتوح فديننا هو دين الإنسانية جمعاء ، فليأت الكل من مختلف بقاع المعمورة ومن أي الأديان.. نحن الغد.. لكن علينا أن ندعو وعدم التلبية كفر وفي تلك الحالة علينا أن نشيع الفوضى فلا يعرف أيهمو موضع رأسه من قدمه ويصير الشك متغللا في النفوس ولنعيد الترتيب من جديد.. هم يحتاجون لاستعادة النظام فليكن وفق المنظومة التي نفرضها في تلك اللحظة
( يعم الظلام ما وراء الستارة الرقيقة وتخرج سلمى وهي تدعك عينيها وكأنها لتوها مستيقظة من النوم )
سلمى: ليس حلما فأنا كنت معهم ..أفكار كلها الحب والخير.. كم تمنيت أن يحيا كل الناس سواء.. عشقت فكرة الإخاء والتسامح.. أفكار وآمال رائعة حقا… هل تلك الحقيقة المجردة أم خلفه تتوارى أفكار أخرى..أنا من ذهبت بقدمي بدافع الحب والإنسان.. لم يجبرني إنسان على المشاركة والعضوية.. أنا في حيرة من أمري.. أنا على صواب أم أرتكبت خطيئة بالتسرع والانضمام..؟ أصبحت مكلفة بالسير وفق منظومة موضوعة من قبل الأساتذة والخروج عنها مصيبة كبرى..أصبح دمه مباح.. لا تراجع.. التخطيط لثورات وحرائق لكنها تقول لرفع الظلم وإحقاق الحق.. أنا مؤمنة بتلك الأفكار (باكية ) أنا في قمة الندم
صوت: الندم يدمر الحياة
سلمى : (وكأنها تمسح دموعها وتبتسم ) ليس ندما بالمعنى الصحيح
صوت : فالندم مرض ومن يمرض به فالموت أولى به
سلمى: أنا مؤمنة بكل قوانين وأفكار محفلنا.. الإخاء فكل البشر سواء إنتماء لأب واحد وأم واحدة ونفس واحدة فلم الفرقة بين الأخوة.. فليتساوى كل البشر.. ولتكن الحرية نبع حياة وأفق لغد مشرق لكل الناس
صوت : عليك أن لا تستسلمي لمن يشوه الصورة لنا.. إنا دعاة خير (ضحكة عالية) هل تعرفين نيرون؟
سلمى : نعم من حرق روما أليس كذلك ؟
صوت : هذا جرم كبير وخطأ فادح.. فنيرون عندما أشعل النيران في روما ..وجلس ينظر إلى الحريق حتى تأتي عليها كلها.. كان مهموما بأن يعيد ترتيب بنائها من جديد وفق جماليات هندسية ومعمارية جديدة … لكنهم ظلموه ولم يستوعبوا أفكاره التي سبقت عصره.. هذا حكم البشر السريع … حريق وفوضى وغد مرتقب أفضل
” تخفت الأصوات والأضواء تدريجيا حتى يعم الظلام ”
المشهد الرابع
(يبدو المشهد واضحا في قسم الشرطة ، مجموعة من أولاد الإصلاحية في قفص ويبدو في الأمام المبارك وعلى وجهه علامات ضرب ظاهرة وأثار دماء وثيابه رثة كالمعتاد وممزقة ، يجلس أحد الجنود برتبة مساعد أو أمين شرطة على مكتب منهمكا في أخذ شكوى أحد المواطنين ، تدخل سلمى ، يحاول المبارك أن يختفي بدفع الأولاد أمامه ويبدو أنه جلس في أرضية الحجز )
المواطن : يا سعادة الباشا … بنتي أختفت
المساعد : من أمتى ؟
المواطن: النهارده الصبح
المساعد : يعني ما كملتش 24 ساعة.. روح وبعد أربع وعشرين ساعة تعالي يا حبيبي وبلغنا واحنا نعمل اللازم
المواطن :( باكيا ) حرام أروح لمين ؟
المساعد : الله يا ست …. (مستدركا ) روح دور عليها وزي ما قلت لك
المواطن : دورت … أعمل إيه ؟
المساعد 🙁غاضبا) يعني أنط لك البحر أجيب غزيرة.. أتفضل وريني عرض أكتافك أحنا مش فاضيين … خلوا بالكم من عيالكم (مشيرا للقفص) أهه آخرت عيالكم .. يلا خلينا نشوف شغلنا (يخرج المواطن باكيا لاطما ..ينظر لسلمى متأملا فاحصا ثم يقف وتتغير لهجته) أيوه يا هانم تحت أمرك (تنظر ناحية القفص) ما تبصيش كتير مش من مصلحتك أنا خايف عليك
سلمى : ليه ؟
المساعد :(مبتسما ) لحسن تكوني حامل
سلمى : ليه ؟
المساعد : جايز تتوحمي
سلمى : أنا آنسة
المساعد : آهلا يا ستي آنسه.. طلباتك.. قولي مالك.. شفتيهم وجالك خرص ..عايزه إيه افتكري براحتك وأنا هقعد أتملى في شكلك يا ست آنسه
سلمى: (مشيرة للقفص) أنا جايه علشانهم
المساعد 🙁ينظر لها بأرتياب) علشان مين ؟
سلمى : دول
المساعد : دول ولدتهم القطة وسابتهم في الشارع وكل شوية نلمهم
سلمى: عملوا إيه ؟
المساعد: ما تسأليش.. قولي ما عملوش إيه.. دول كل وساخة الدنيا اللي ما تعرفهاش بيعملوها … الله يلعن أبو اللي خلفوهم
سلمي : حرام
المساعد : صعبانين عليك قوي … خديهم يا ستي
سلمى: ما أنا جايه أخدهم
المساعد : تاخدي مين ؟ دول يأخدهم ربنا ويريح الدنيا من أشكالهم وعمايلهم
سلمى : حرام … ما لكش أولاد
المساعد : زي دول … يا شيخه حرام عليك … دأنا كنت أبيعهم في سوق الكلاب
سلمى : دول بشر حرام عليك
المساعد : هو أنت جنسك إيه ؟ نقول تور يقولوا احلبوه.. أنت جايه تعرفينا شغلنا ولا إيه
سلمى : أنا بني آدمه
المساعد : من البلد دي
سلمى :أيوه … وممكن تعتبرني من أي بلد في الدنيا …
المساعد : (على وجهه الدهشة بادية) يعني ممكن تكوني من بره !!!!
سلمى : ممكن … تعرف تقرأ ولا
المساعد : أنا واخد دبلوم أيام ما كانت الدبلومات بقيمتها ما يغركيش
سلمى : (تمتد يدها بجواز سفر إليه، يقلب فيه وينظر إليها)
المساعد : أنت مصرية ومعاك كمان جنسية تانية … إيه كل البلاد اللي سافرتيها ديا هو أنت إيه بالصلا على النبي.. يا ست هانم .. لا مؤاخذه اللي ما يعرفك يجهلك.. أنا عرفتك أنت من الجماعة بتوع حقوق البشر … اتفضلي أقعدي يا هانم . أنا هستأذنك أكلم البيه المأمور هيتبسط قوي بمعرفتك وبيتكلم إنجليزي لبلب … هيفيدك أكتر مني.. أستريحي وتحب تشربي إيه؟ (يعدل من هندامه ويرتدي قبعته ويشد عليها ويعطي تحية عسكرية لسلمى ويولي وجهه خارجا )
(تتجه سلمى ناحية القفص، الأولاد أغلبهم يبدو على وجههم أثار للضرب ولا يزال المبروك مختبئا خلفهم)
سلمى : ليه ؟ عملتوا إيه ؟
ولد1 : عملنا معملناش بيمسكونا … بيصدونا صيد ولا كلاب السكك
سلمى : ليه ؟
ولد1 : من غير ليه.. مزنوقين في عيل يلبسوه قضيه ممكن.. سريقه مش لاقيين الحرامي يشيلوا واحد مننا الشيله.. ممكن تقولي كده أحنا محطوطين على الرف ساعة ما يزنقوا يسحبونا … هو ده اللي حاصل
سلمى : وأنتم إيه اللي خرجكم؟ أنا بسألكم … حد منكم يجاوبني … جاوبوني
(تنفرج فتحة نتيجة لتباعد أجسادهم.. يكشف المنظر مشهد المبارك وهو جالسا ويخبئ رأسه بين ساقيه)
سلمى : آه كنت متأكده إنك السبب.. أنت اللي ساعدتهم وخرجتهم.. حرام عليك هو ده اتفاقنا سوا .. أنا قلت لك أنا أختك وأختهم.. اللي عايز حاجه يسألني وأنا هحاول بكل طاقتي أشوف طلباته.. أنتم بتكرهوني … أنا قاعده مخصوص علشانكم … أنا ممكن أسافر وأشوف
ولد3 : (باكيا ) احنا بنشوف الخير اللي في الدنيا فيك … متسبناش
المبارك : (واقفا ) أش عجب أنت … ما الدنيا كلها رميانا
سلمى : هو ده اتفاقنا سوا … أنا اعتبرتك
المبارك :(مقاطعا) وأنا ما وعتدكيش.. كل اللي قلته احنا تربية ملاجئ.. أحنا أسوأ ناس على وش الأرض ..أحنا لا حد يبكي ولا يخاف علينا .. جيت أنت.. هتعملي إيه ؟ اللي بتقوليه في النهار بيجيي الليل والعفاريت تركبنا من الناس اللي معانا.. يسوونا علي كل شكل ولون… حاجات تتحكي وحاجات ما تتحكيش … ارحمينا وأرحمي نفسك.. سبينا احنا طبيعي ميتين بالحيا وعمر الدنيا ما هتضحك في وشنا
ولد2 : (صوت أجش) أمنيتي إني أحرق البلد كلها بناسها بعيالها بأمنها بالذات .. تبقى كوم تراب …
ولد3 : ياريت تخرب ونقعد على تلها… أنا خايف عليك أنت
سلمى: وأنا كمان خايفة عليك مش أنت لوحدك أنا خايفة عليكم كلكم (هامسة) وأنا قلت لكم أنا معاكم زي ما بيقولوا بالباع والدراع
ولد4 : أنا مش قادر أصدق أوداني.. أنت بتقولي كلام غريب.. بتعطفي علينا..وبتقولي إن أحنا أمل بكرة وإننا أحنا اللي هنغير الدنيا.. وإن.. وإن.. وإحنا أساسا ما حلتيناش حاجه..أحنا لا لينا أهل ولا لينا ناس … احنا جينا الدنيا غلط … احنا محكوم علينا بالإعدام من يوم ما أتولدنا
سلمى: وأنت فيك إيه ناقص عن كل البشر اللي حواليك.. بص وشوف.. أنت إنسان ولك حقوق ربنا شرعها خدها لما تجيك الفرصه بس
ولد4 🙁ضاحكا) أحنا نبته غريبة.. نبته شيطاني.. نبص ليه ونتعب حالنا ليه احنا عارفين أصولنا ونهايتنا هتكون يا سجن يا قتل (بتحد وحماس) أنا عن نفسي لو جتني الفرصة هقتل قبل ما أتقتل.. بس تيجي الفرصة يومها هولع في كل حاجه قدام عنيا … كل الناس
سلمى : ليه ما نخدش حقنا
جميعا : إزاي
سلمى: لو فاكرين أتكلمنا قبل كده … أنتم بتنسوا
ولد3 : أنا عن نفسي مش ناسي وبحلم بكلامك … ببكرة
مبارك : بتحلم أمتى ؟ بالليل وأنت ما بتلاقيش حد يمسح دمعتك ولا بتصرخ من الضرب فوق جتتك من اللي بيحصل لك وما يتحكيش … أتكلم
ولد3 : نفسي أعيش
مبارك : تعيش كلب من كلاب الشوارع اللي ما لهاش صاحب.. أوعي تفتكر روحك كلب من كلاب الناس الكبارة
سلمى : أنت إنسان.. زيك زي كل البشر اللي حواليك.. بأيدك أنت وهما تصنعوا بكره بأيديكم … تقولوا كلمتكم من غير خوف.. تهزوا أكبر رأس موجوده في البلد
مبارك : والنبي حلي عن نفوخنا.. احنا استوينا وجتتنا نحست.. اتعودنا على قلة القيمة.. اتعودنا على الضرب.. الذل مربوط بينا بحبل لا بسلاسل مكلبشه يعني كلبوش.. يعني هنفضل خدامين.. أنت أدي لك سنة بتقولي الكلام ده (ينظر لزملائه) شفتم حاجه أتغيرت.. مشيتوا في الشارع من غير خوف.. نمتم ليله من غير كوابيس …
ولد4 : أنا حطيت كلامك حلقة في ودني … عايز أعيش بكرامه يا أموت
سلمى : هو ده الصح برافو
ولد1 : أنا خايف
ولد4 : أقتل الخوف … أنت منتظر إيه من الدنيا
ولد3 : يا نعيش زيهم يا نحرقهم بالحيا … أنا حفظت الكلمة دي من الدكتورة وكل ما أنام ترن في ودني.. ويضيع النوم من عيني
سلمى : أنا ما أنكرش..لازم الثورة اللي نايمة جواكم تصحى..لازم تأخدوا حقكم بدراعكم.. لكن فيه حاجه اسمها استعداد وإعداد
ولد4 : وساعة الجد مش هنشوف وشك.. بتبخي كلام حلو.. كداب (يسرع ويغلق فمه ثم يطبق بكلتل يديه على رقبته )
مبارك : أوعاك يوم تغلط بكلمة في حق الدكتورة … هأقول لكم كل حاجه
سلمى : مش وقته يا مبارك
ولد3 : أنا ما أنكرش أن حياتنا أتغيرت من يوم ما جت.. ناسيين ساعات كنا بنام من غير عشا … كنا بنهرب نلقط رزقنا علشان نسد جوعنا.. ولا الأكل المعفن البايت.. وغصب عننا فيه مننا أكله لما الجوع شد عليه ولا راح مستشفى ولا يحزنون.. غسلنا معدته بحقنه شرجية وكان هيموت … دا مش واحد دأكتر من عشرة ولا عشرين على الحال ده … بعد ما جت ظروفنا أتعدلت
ولد1 : أنا ساعات بأبقى بردان وبترعش.. لما أشوفها وكأن النار ولعت في جتتي أقوم جري … لو كلمتني بحس إني بني آدم وفيه حد بيخاف عليا … أوعي تسيبينا
سلمى : مبارك لازم تسمع كلامي.. أنا بحذرك ذنب الأولاد كلهم في رقبتك رتبوا أموركم وأبعدوا … وأنا من ناحيتي بحاول أوفر لكم كل اللي تحتاجوه..هانت كلها أيام وهتنزل المساعدات زي المطر هتأكلوا شربوا وهتلبسوا أحسن لبس …
ولد4 : أمتى بس يا ستنا.. يومها يا مات العبد يا عتقه سيده.. عايزين الدنيا تضحك في وشنا ولو مرة … عايزين نحس إن أحنا بني آدميين ساعدينا نعيش … وخدي روحنا بعدها
سلمى : (هامسة) هتعيشوا وتفرضوا رأيكم.. وكلهم هيعملوا حسابكم المهم تبقوا أيد واحده.. ما تخلوش الموت يعشعش جواكم …
مبارك: أنت غبتي كتير.. وهما كانوا بيدفعوني كل يوم أخرج مجموعة من الأولاد ويطلبوا مننا نبيت بره … ونرجع منين ما نرجع
ولد3 : ساعات كنا بنعمل المشكلة علشان يبيتونا في القسم.. طبعا هنا لحد هيسأل فينا ولا هيفكر رحنا فين
مبارك : خلاص فاض بينا
ولد3 : وكلنا معاك … مستعدين للموت
(في نفس اللحظة يدخل المأمور وهو يمشي على أطراف أصابعه يبدو إنه أستمع لأحاديث الأولاد من سلمى )
المأمور :(مصفقا) إيه يا أستاذة.. فتحاها على البحري.. والصيع دول بياخدوا رأيك في الحرق و… إيه الحكاية ؟ العيال دول مش هيشوفوا الشارع.. دي جايه عليهم توصية كمان.. وأنا سمعت بأوداني إنهم إرهابيين كمان.. سنة اللي خلفوكوا سوده (ضاحكا) هو مين اللي خلفوكوا.. أنتم نبت المفروض يتقلع من جدره ولا يبقى له أثر يا كلاب يأ أولاد الكلاب (لسلمى ) وأنت جايالهم بوصفك إيه ؟ الست الحنينة … الإنسانية هتطق من عنيك … جبت لهم لقمة يطفحوها بالسم الهاري
سلمى : أنا جايه أخدهم
المأمور: (ضاحكا ) يا سلام … إيه الثقة دي يا هانم
سلمى : هما محجوزين ليه ؟
المأمور: أتفضلي يا أستاذه وريني عرض أكتافك بالسلامة
سلمى : يبقى هستنى معاهم
المأمور : الله أكبر … البلد مش ناقصة … اتفضلي يا هانم
سلمى :هيمشوا معايا
المأمور :(مصفقا ) الله … الله … سمعين يا صيع … ما يجيبها إلا حريمها
سلمى : أرجوك أنا مسؤولة
المأمور : آهلا يا ست المسؤولة … اتفضلي من غير مطرود
سلمى : أنا مش هتحرك من هنا
المأمور : هرميك معاهم
سلمى : موافقة
المأمور : أنا بحذرك دول مش بشر عاديين.. ممكن يأكلوك أكل (هامسا) وأنت تستحقي (صائحا) العيال دي مشفتش لحمه طعمه
سلمى : بتقول إيه ؟
المأمور : طيب تعالي أقعدي معايا في المكتب ونتفاهم سوا
سلمى : مش منقولة من هنا
المأمور : يا عسكري هات للست كرسي وخليها تقعد تتملى في وشوش لصيع دول.. أنا في المكتب (لسلمى) براحتك زي ما أنت عايزه وأنا في المكتب بعد ما تفكري وتحسبيها صح تعالي وهتعذريني وتعذري الأمن كله (متحركا وللجندي) هات ليا القهوة المظبوطة هناك وشوف بنت الناس دي تشرب إيه … خلي عينك مفنجلة
الجندي : (يؤدي التحية ) تمام يا أفندم
(يتحرك المأمور ومن خلفه الجندي خارجين، سلمى تتحدث في المحمول لكن بصوت هامس، يأتي الجندي بمقعد لها، تضع يدها فوق سماعة الهاتف ولا تتكلم )
الجندي : تشربي إيه يا هانم ؟
سلمى : شكرا (يخرج الجندي فتواصل الحديث) أيوه أيوه في قسم الشرطة أنا بطلب من سيادتك أنك ترفع الموضوع للوزير أو أي حد من مساعدينه.. محجوزين من غير حتى محضر ما يتكتب لهم..فين حقوق البشر.. لازم الأولاد دول يأخدوا حقهم .. أنا مش سكت لا جوه ولا بره (تصمت مع دخول الجندي)
الجندي: يا هانم الباشا بيحذرك يا تقعدي من غير كلام يا تروحي.. يا ريت يا ست هانم تتبعي الكلام د الباشا أيده سم .. دا ممكن قلم من يده ينسيك أسمك
سلمى : أنت أتجنيت
الجندي : حقك عليا … أنا شايف أنك بنت ناس ومش حمل بهدلة
مبارك : عارف يا دلدول الباشا يوم ما حد يرفع أيده على الهانم أنا أقطعها له
الجندي : أتنيل على عينك دأنت أكتر واحد بتتنفخ وما تقدرش تفتح عينك قدامه.. بتفتح جعارتك ولا كلب جوه بير مزنوق.. أسكت وحط لسانك جوه خشمك لحسن تتنفخ أنت واللي يشدد لك
مبارك : مصيرها تتعدل آخد تاري منك ومنهم يا كلب الحكومة
الجندي : أنا بحذرك يااللي ما لكش أصل ولا فصل
سلمى : (صارخة في الجندي) أنت مجنون … إيه اللي بتقوله
الجندي : وه . وه.. دي عمرها ما حصلت.. دا أسمه إعتداء على جندي في نوبة عمله.. والله لأدفنك وياهم جوه التخشيبة.. صنف واطي دا أنا أحترمتها وبقولها يا هانم (يدفع سلمى أمامه حتى تدخل التخشيبة)
مبارك: ليه بس تأذي نفسك (للجندي) مصيرك يوم تقع تحت إيدي … أبقى شوف مين ينجدك
ولد3 : أتلم بقى يا حضرة الصول
الجندي : بتهددني أنت كمان.. ليلة اللي خلفوكو سوده.. أسود من قرن الخروب..يمين بالله اللي هيقول كلمه زياده هو الجني على نفسه
سلمى : خلاص يا شباب
( يدخل المأمور في نفس اللحظة )
المأمور : (يبدو غاضبا) فيه إيه ؟ مظاهرة ولا إيه ؟
الجندي : العيال الصايعة دي نسيوا نفسهم والست هانم بتساعدهم
المأمور : مين دخلها جوه ؟
الجندي 🙁يضرب تحية ) أنا يا معالي الباشا
المأمور : طلعها خليها تغور من وشنا
سلمى : أنا مش هتحرك من هنا
المأمور : يعني إيه ؟
سلمى : هخرج أنا وهما
المأمور : روحي أنت دلوقتي
سلمى : بقول لحضرتك رجلي على رجلهم
المأمور: اللي بتعمليه غلط عليك
سلمى : وأنا مستعدة
المأمور : يا بنتي العند يسبب الكفر.. تعالي أقعد أنا وأنت ونشرب فنجان قهوة سوا في المكتب واللي أنت عيزاه هيكون
ولد1 : لو مشيتي هينفخونا
سلمى : أنا مش هخرج إلا أنا وأنتم
المأمور : يا بنت الناس حطي دماغك في رأسك.. أنا ممكن
( يدخل أمين شرطة ويبدو عليه الأضطراب وهو يقول )
الأمين : زيارة في الطريق من النيابة ومعاهم مفتش الداخلية يا معالي الباشا هنودي العيال دي فين ؟
المأمور : بسرعة طلعوهم بالعافية هما والكبيرة بتعتهم
الأولاد : مش طالعين
المأمور: أنا بحذركم ودا آخر إنذار لكم … اخرجوا على رجليكم أحسن لكم
سلمى : أحنا مش طالعين
الأولاد : (يهتفون) مش طالعين مش طالعين ولو ضربونا بالنبابيت
المأمور: (يهمس للأمين) نفذ الأمر
الأمين : تمام يا فندم (يخرج المأمور ويصرخ الأمين) حرس القسم جمع (يدخل مجموعة من الجنود مسلحين بالعصي ويرتدون الخوذات والدروع بأيديهم ويتحركون في المكان بخطوة منتظمة) جماعة قف … (يفتح باب التخشيبة ) هجوم
(يخرجون وبينهم سلمي وهم يحمون رؤوسهم ووجوههم أيديهم …. لا يضربونهم ويبدو إنها أوامر المأمور )
المشهد الخامس
(في حجرة مدير المدرسة، المدير متحركا في جنبات الحجرة وبيده عصا سوداء من العاج يقلبها في يده مبتسما ، يخرج من جيب بدلته الحديثة علبة يقلبها ويضحك بقوة يتحرك في زهو بادي متأملا نفسه وخطواته )
المدير: (محدثا نفسه ) عصاية من العاج ولا في أيد الوزير نفسه، وكمانأدوية مقويات وحبوب، إيه العز دا كله، الفلوس نازلة ترخ الحمد لله هنجهز آخر بنت ونجوزها ويا دار ما دخلك شر.. إيه العبد في التفكير والرب في التدبير.. كلام حريم.. الله يرحمك يا أما
(طرقات على الباب ويدخل عبوده يتحرك بخفة ورشاقة غير معهودة ويرتدي حلة لا تتناسب وعمره، ينظر إليه المدير متأملا من شعر رأسه لأخمص قدميه ، ويطلق صفيرا طويلا)
عبوده: (ضاحكا ) إهههههه …صح الكحكة في أيد اليتيم عجبه
المدير : حقيقي عريس يا صاحبي … خمسة وخميسة
عبودة: سيبك أنت يا معالي المدير.. البت الدكتورة دي إلهي يعمر بيتها من يوم ما حطت رجلها والخير نازل في ديلها، أنا عمري ما صدقت كلامها، عارف فيه حاجات جاية أنا سايبها جوه كرتينها خايف أفتحها ، وحاجات غريبة وأجهزة غالية بيقولوا حتى في الجمارك نفسها ما بيفتحهاش، أنا سايبها لغاية ما أطلع معاش أسلمها ويا دار ما دخلك شر، جبت لسيادتك التلاجه الصغير في المكتب، وفي الليل شيلت شيلة البيت للواد مندوري من غير حس ولا خبر وما كنش فيه يومها صريخ ابن يومين، أنا حريص كل ما ألاقي حاجة تخدم الست هانم في البيت أحملها وأبعتها و….
المدير:(يسرع ويضع يده على فمه) إيه يا حبيبي ما أنا ما بحاسبكش في الرايحة والجاية.. ما شفهمش وهما بيسرقوا شافوهم وهما بيقسموا حط لسانك جوه خشمك … الحيطان ليها أودان
عبوده : أطمن يا باشا أنا رضيت أغلب الكبار، حتى وديع أفندي كان هيطير من الفرح وقلت له بالفم المليان معالي المدير قال اللي يأكل لوحده يزور ودي حاجات حتى مش تبع الحكومة.. وزي ما قالوا جحا أولى بلحم توره.. أحنا تلامذتك يا باشا.. الخوف الحقيقي من العيال دول.. أصلهم مش وش نعمة.. والعيال بدأت تفجر وتتكلم ولا كأن مراث اللي خلفوهم اللي يلعن أبو اللي خلفوهم
المدير: النعمة زادت وبانت …
عبودة : أنا وأنت في الأمان ديتها كام شهر وهنبقى في الأمان وطلعنا على المعاش الدور والباقي على اللي هيشيولوا الليلة بعدينا
المدير : المهم أنت مستف أوراقك كويس
عبوده : تستيفه ما تخرش الميه
المدير: من يومك ديب واعر يا صاحبي
عبوده : اللي تغلب به ألعب به …
المدير: جن مصور يا صاحبي
عبوده: شوف يا سيدي أنا ركبيا بتضرب في بعضها من اتنين عمال بس
المدير: مين …؟ أحنا فيه عندنا ولا عشرين عامل
عبوده: الواد مندوري التريله والوليه اللي ناسية روحها ومفكرة روحها لسه بت بنوت الداده إياها
المدير: حطهم تحت باطك … دأنت غول ولا إيه
(طرقات وتدخل الداده)
عبودة: يا ريتنا أفتكرنا حاجه حلوة
الداده : هي ههههه.. بس أنت اللي نضارتك مغبشة يا عنيك جالها الرمد يا (تتحرك بدلال وهي تتكلم متوجه بالحديث للمدير) في ذمتك يا معالي المدير … أنا فيه مني اتنين
المدير: يا بت أعقلي الأستاذ عبوده بيعزك واللي يحب واحد يلاغيه
الداده: ههههههه بس دا رجله والقبر
عبوده : فرصة … مرتبي ولا معاشي هيرم عضمك
الداده: دأنت غلبان قوي.. د اللي أنا بكسبه من ورا شغلي قد مرتبك مرة ونص.. غير وأنا رايحه وجايه الرجالة عينها بتبظ عليا.. رجاله قيمة وسيمة.. ومنهم اللي شنباته يقف عليها الصقر.. مش واحد بيسحب رجليه غصب عنه…
عبوده : أوعي تكوني فاكره روحك ناصحة قوي.. كلنا عارفين اللي بتعمليه من يوم ما تويتي الواد المبارك تحت باطك وقبلها الواد مندوري
الداده : تف من بقك
المدير: يا جماعه بلاش تفرشوا الملايات لبعض وخلي الطابق مستور
عبوده : ما سيادتك عارف عميلها السودة
الداده : أنا صاغ سليم … وأنكت صوابعي في عين التخين
المدير : الله أكبر … إيه ياداده … دأنت فجرتي يا وليه
الداده : ما أنت سامع وزي ما بيقولوا سكتنا له دخل بحماره
المدير : يا حلاوة … كلامك زين
الداده : ما سيادتك سامع كلامه اللي يوقع اللقمه م الحنك
المدير: (يدور حولها ويحاول أن يرفع ذيل العباية بعصاته، تنظر إليه بدلال وتدفع عصاته بهدوء وهي تبتسم) هو أنت لابسه كام عباية فوق بعض ؟
الداده : اتنين وغلاوتك
المدير: وتحتيهم فيه
الداده : هو أنت نفسك تتشاقى ولا بتفكر في الحلال، في الحلال نفكر أما في الشقاوة كان غيرك أشطر، ولا كان ولا هيكون
المدير: طيب ما بمزاجك تطلعي اللي في سيالتك الجوانيه ولا الجيوب السرية المليانة بالمصايب، أنا عنيا شايفه كل حاجة أوعي تفكريني نايم على وداني، السجاير على كل لون للأولاد والبنات وحتى الموظفين مش عتقاهم ، يا وليا اتق الله
مندوري : (يدخل مباشرة وهو مرتدي بدلة عمال شياكة وواضعا على ذراعه شريطين ومتحدثا) شوفلك حل مع الأستاذ مدكور اللي مش عايز يجيبها البر معايا مش عايز يشيلني من دماغه وأنا أقدر أصور مصيبة في المخروبة دي ويومها هطلعوا الحق عليا
المدير:(مبتسما) قرب قرب وتعالالي هن … إيه الجمال ده ياولا ؟
مندوري: (مبتسما ودائرا حول نفسه) أنا عارف إنه غيران مني
عبوده: عايز الجد ولا ابن عمه ياواد يا مندوري.. هو ليه حق يغير منك.. دأنت البدله هتاكل منك حته …
مندوري : تلات بدل.. اتنين بغير فيهم.. ودي مخليها للمناسبات..أصل الأولاد قالوا أن الست الدكتورة هتيجي النهارده رحت لابسها وكبيت على روحي نص قزازة رييحه … شموا براحتكم
المدير: روح دلوقتي يا مندوري
مندوري : يعني أنا حقي ديما ضايع … بعد كل اللي بأعمله
الداده: روح يا مندوري دلوقتي
مندوري : طب وأنت إيه دخلك ؟
الداده : أوعى تنسى نفسك معايا … أجيب لك من تحت رجليك وأحط فوق رأسك
مندوري : يا سعادة البيه المدير أنا روحي بقت في مناخيري.. والست دي من يوم ما حطت رأسها في رأس المبارك.. دي مفكره روحه المديرة … والله أنا
المدير: بس يا زفت يا مندوري
مندوري : أنا عارف أصل أنا مقطوع من شجرة.. بس شوف أنا والله لولاك أنت.. أنا ما أقدرش أنسى خيرك عليا..أرد عليهم وأخليهم يشيلوا التراب ويلعنوا أبو اليوم اللي أتولدوا فيه
عبوده : قلبي معاك يا مندوري يا ابني
مندوري: شفت بعنيك ياعم عبوده
الداده : (متجه بحديثها لعبوده ) أنا بحذرك أنت راجل كباره.. أحسن لك د أنا اللي بييجي عليا عمره ما بيكسب ( لمندوري ) أنا اللي شيفاك في الرايحه والجايه.. ما أنت خلاص عيارك فلت وبتشرب سجاير أجنبية كمان
مندوري : ما كله بيشرب.. وأنت فاتحه كشك سجاير وحاجات تانيه.. يعني أقول ونفضح بعض ….
المدير: (غامزا لعبوده وهمسا) الجماعه وقعوا في بعض وهيفضحوا بعض (متجها بالحديث لمندوري والداده ) الله يخرب بيتكم … بتقولوا إيه ؟
مندوري: الكبار والعمال وبتوع الورش والأولاد بيشتروا على النوته.. وهيه طالعه نازله زي المنشار … وفي الآخر ترمي عليا علبه من الدخان التعبان بتاع بلدنا
المدير: أيه الكلام ده ؟ وأنت ازاى ترضى ؟
مندوري : وراس جنابك كان في الأول دلوقتي كل يوم واحده أمريكاني من اللي يحبه قلبك ، ما أنت نايم على ودانك يا باشا
عبوده : أخرص يا كلب … حد يقول كده للمدير
مندوري : أف عليك يا حنكي ياللي طلعت العيبة على سيدي وتاج رأسي (باكيا ) دأنا جاي أشكيلك يا سيدي.. الأفندي بتاع الألعاب لامم زماياله والعيال التانيه اللي بيخدموا عليه وبيوزع في مراث اللي خلفوه.. أنا واقف أبص ومستني يقول خد لك بدلة من بتوع الرياضه.. ولا بص في كلحتي وكأني مش موجود هو إيه ده ؟ د بيعمل حاجات توقع اللقمة م الحنك.. أنا ممكن لساني يزلف وأقول.. د في كل سرقة العيال بيجبوها بيقسم معاهم حتى السلاح اللي معاهم هو بيجيبه بطريقته من تحت لتحت.. تعرفوا البتاعة البندقيه أم روح واحده ولا الفرد الروسي الخرطوش اللي الواحد يشتريه بمية حنيه بيبيعه لهم بخمسمية .. ولا
المدير: بس يخرب بيت اللي خلفوك.. هو أنا فين من كل ده؟ أنا لازم أعمل حاجة قبل ما تخرب فوق رأسنا كلنا
الدادة: (لمندوري) حلو اللي عملته في الراجل الكبارة ده
مندوري : صلاة النبي عليك يا أختي، ما أنتم نازلين هبر والراجل مش داري ومديكم الآمان وأنتم ما تستحقوش غير الضرب بالنار
المدير : (لمندوري والدادة ) ممكن تخرسوا وتقفوا إنتباه وكل واحد منكم يجاوب على قد السؤال بس (يجلس على المكتب ويدعو الأستاذ جوده للجلوس على حافة المكتب ومتجها بالحديث لجوده) فتح محضر وسجل كل كلام الولية دي
( يدخل وديع وهو يلطم خديه )
وديع: مجموعة من العيال هجموا على محل دهب في عز الظهر وسرقوه وكمان قتلوا بني آدم
جوده : (يلقي القلم من أمامه) مين اللي قال لك ؟
وديع: ما أنت عارف ابن أخويا مخبر هو اللي أتصل بيا وقلي
المدير : متأكد يا وديع
درديري : ما أنا قلت لم العيال بقوا متسلحين … بقوا عصابات … والسلاح يذل وأنا قلت
( تهم الدادة بمغادرة القاعة )
المدير: رايحه فين يا وش المصايب.. فهميني في الأول إيه اللي بيحصل ودور الواد المبارك في العمليه.. أنا لازم أعرف الحكاية من أولها من لسانك اللي يستحق قطعه … انطقي
الدادة : هلا هالله على الجد والجد هلا هالله عليه.. أنا عبد المأمور.. أنا تحت أمر الست الدكتورة.. وأنت بعضمة لسانك قلت ليا أنا أن طلبات الست الدكتورة أوامر.. أنا كنت بنفذ تعليماتها. تقول شرق يبقى شرق والواد المبارك بقى زي الخاتم في صباعها … يعني من الآخر هي الكل في الكل
المدير: (للدرديري) من تحت طقاطيق الأرض هات ليا الدكتورة
( تدخل الدكتورة ومدكور مدرس التربية الرياضية )
درديري : إسأله ليه أنا مليش نصيب في بدل الكورة
وديع : أسكت يخرب بيت أبوك … حط لسانك في خشمك وما تنطقش
درديري : ما أنا عارف كلكو عليا
المدير : (للدكتورة ) أنت ساعدتي العيال لغاية ما بقوا
مدكور: هنقعد نلت ونعجن وقوات الأمن محاصرة المكان وبيقولوا فيه خلايا إرهابية جوه المكان
درديري: ما أنت كنت بتبيع لهم حتة البندقية ولا الفرد اللي ما يسويش تلات قروش بميت جنيه
مدكور: أخرص يا كلب … الست الدكتورة قالت ساعدوهم بالباع والدراع
الدكتورة : كنت عايزاهم يحسوا بأنهم بني آدميين
المدير : وواخده الواد المبارك معاك في الرايحة والجاية.. وهما بيمشوا وراه وبينفذوا اللي بيقوله بالحرف.. وكمان الدادة وكونتوا عصابة جوه المؤسسة … قوات الأمن محاصره المكان !!!
الدكتورة : لازم تساعدوا الأولاد
وديع : نعم يا أختي.. أزاي… الساعة دي كل واحد يدور على خلاصه.. دا زي يوم القيامة.. واللي على رأسه بطحه على رأسه يحسس عليها
جودة : هو ده عين العقل
الدكتورة: وأنا بطالبكم تساعد الأولاد وتطلعوهم من الورطة دي
مدكور : هو أحنا كنا دفعناهم يعملوا كده
الدكتورة : هما ما عملوش غلط.. الغلط منكم أنتم.. أنتم ما اتعملتوش معاهم إنهم بني آدميين.. كل أنواع الأذية شافوها منكم.. ودلوقتي كل واحد هيحط رأسه في الرمله … فوقوا كلكم جناة
المدير : الله الله يا ست الدكتورة …. أنا مش عارف دماغك رايحه فين
وديع : كنا كافيين خيرنا شرنا وماشيين زي الفل لغاية ما جيتي وحطيتي رجلك جوه المخروبة دي والدنيا اتقلب حالها.. مش عارفين رأسنا من رجلينا أيه الفوضى اللي احنا عايشيين فيها دي. هتتكلموا ولا هتسلموا
الدكتورة : أنا بقولكم شيلوا شيلتكم وساعدوا العيال … وإلا هقلبها فوق رأسكم
صوت : (من خلال مكبر صوت) المكان محاصر.. سلموا نفسكم.. دا الإنذار الأول … هنقتحم المكان
درديري: (وهو يخلع ملابسه) يا حلاوة .. أن كنت جندي أمن مركزي.. أنا إن شالله يقطعوكوا حتت … ( يخرج )
جودة: (للدكتورة) شوفي يا هانم . لازم نطلع من المصيبة دي زي الشعرة م العجين وده مش ممكن إلا بالاتفاق
الدكتورة : أنا خدت موقفي.. أنا جبت لكم كل حاجة.. بملايين الدولارات وديتوها فين.. العيال دي ذنبها في رقبتكم
جودة : شوفي يا بت الناس.. أنا راجل عجوز وأسناني وقعت وأنا في الشغلانة دي.. مفيش إثبات واحد يقول إن أحنا أستلمنا حاجة وفيه دفاتر بنسجل فيها كل حاجة تدخل وكل حاجة تطلع.. والدفاتر صاغ سليم كلها .. وكل الحاجات كانت معونات مجهولة المصدر وفيه منها كتير جوه المخازن
وديع : إلهي يعمر بيتك يا جودة باشا يا كبير يا واعي
المدير: (يجلس على المكتب ويرفع الورقة التي كتبها). أهه أنا أول واحد مستقيل من الشغلانه الهباب دي مدكور : كده صح الصح.. نستقيل استقالة جماعية.. بلا فوضى وكلام فاضي هأعلن استسلامنا لقوات الأمن من ميكرفون الإذاعة
” ستار ”