مسرح آيل للسقوط… (جزء 3 والأخير) / طلال هادي

ربما يعتقد القارئ للجزئين الماضيين اني اقود حملة ضد( التجديد _الحداثة _المعاصرة) وربما ناقم على الرقمية ومابعد الدراما..والاساليب والاشكال التي تحيط بنا الان!!…على العكس تماما فأول تجاربي الاخراجية كانت مع ( المسرح الاسود _ رجل رهن نفسه لمهدي السماوي 86) ثم ( الواقعية الرمزية _ غصن الزنبق لروبرتوبراكو 87). ثم ( اللامعقول _ الليلة العلمية لوليد اخلاصي 88)….واطروحة التخرج( مكبث _ شكسبير _ منهج بنوي ومسرح الصورة)…الخ

اؤمن ان الزمن يتغير والبقاء عند نقطة ثابتة ضرب من الكسل والتقوقع وربما التخلف…ولكن ما ارمي اليه هو المحافظة على جوهر ثقافتنا وروح مجتمعنا واحتضان الجديد وتوظيفه لخدمة دائرة تراكماتنا المعرفية والحضارية وليس العكس!! …ليس تغير البنية الثقافية لمجتمعنا وصهرها مع المتغير الحاصل بحيث تكون النتيجة اقتلاع جذورنا وطمس ملامح هويتنا…..اذن…مالمطلوب الان؟

قد يبدوا للبعض ان الامثلة التي ساسوقها..( بسيطة ..او..سطحية ) …لابأس…المهم ان اوصل الفكرة للجميع وبابسط صورة ممكنه والهدف الاول والاخير ..الوصول الى مسرح يخدم الناس ويتفاعل مع المجتمع….

1/ ماذا لوقدمنا عمل ( محلي_ شعبي_ ) فيه استخدام للكيروغراف والاضاءة الرقمية والصور البصرية التي تغني عن الثرثرة الحوارية؟ شريطة احالة المضمون لابعاد اشمل واكثر عمقا؟ لماذا تبقى شخصياتنا الموضوعة على خشبة المسرح رهينة الشكل الواقعي الضعيف ..ونبقي الفلاح والعامل اسير لغة ركيكة فجة انطلاقا من طبيعة حياته البسيطة!! ( الا يمكن خلق نجار او حداد يتسائل اسئلة كونية تنسجم وانسانيته؟) لماذا تكون الاسئلة العظيمة حكرا على النبلاء والعلماء والفلاسفه والمثقفين عموما؟؟؟ ( بالمناسبة…..مسرحنا في الستينات والسبعينات كان يقدم هذه النماذج ولكن التقنيات المعاصرة لم تكن موجوده…)…وهذه الدعوة تخص مسرحنا الان…الان………

2/ الغاء حالة التشظي التي يواجهها مسرحنا من خلال وضع ستراتيجية تؤطر ما يقدم الان من فوضى يعتقدها البعض انها ( فوضى خلاقة!!) والتأطير لايعني القيود…بل رسم خارطة طريق لما نحتاجه الان ..بعد دراسة جديدة لواقعنا الحالي والافكار الطارئة التي تسعى لخرابه وسبل ايجاد المضامين والاشكال التي تسهم بالبناء لا الهدم…والانتصار لا الانهزام….اي تقديم كل ماهو يدعوا ..وليس الموت والاحباط

3/ المجتمع برمته يمر بظروف عصيبة ..ونحن امام عدة خيارات..احلاها مر…فاما ان تعمل مشرط الجراح وتعالج الاورام الخبيثة وقد تتهم بالقسوة …!! او تكون بلسم للجراح العميقة وتعالجها بهدوء ولطف ينسجم مع رقة المهنة..!! او تكون فاضحا..تعري حقيقة مايجري دون خوف او مجاملة ..وهذه الطريقة تنتج الاعداء من كل صوب….وربما… ……!!! _ _ _ ماادعوا اليه بالنهاية الى مسرح يجتمع فيه الكل.. ويحتضن الجميع وليس( النخبة فقط) ..مسرح ينتمي لحركة الحياة…والواقع….باطار اكاديمي وجمالي…يرتفع…بكل مستويات الناس

نهايـــــــــــــــــــــه

طلال هادي (بغداد/ اب 2022)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت