مسرحية: “في إنتظار فلاديمير” / كريم شنيار الفجر

تأليف : مثال غازي

إخراج : سجاد حسين

تمثيل : جماعة الناصرية للتمثيل قدمت يوم الاثنين والثلاثاء 27،26 يونيو  2023 على قاعة النشاط المدرسي /الناصرية

 

1/ المقدمة:

أن تتمرد، معناه أن تستعيد ذاكرتك، تلبسها ثوب الثقة، لا للتترفع عن الواقع، وإنما أن تكون مصاحبآ فعليآ، وتترك الوهم السائد في الإنسان على إن التغيير-تمرد لاأكثر-. مسرحية (في إنتظار فلاديمير) هي نسق عبثي، ظفر جدائلها شاب سومري وتوجها بالحداثة بمشاكسات خطابيه، الهدف منها هو التغيير، الخروج من المأزق، وعلينا أن نكمل الدرب بخطى جديده مغايره للواقع، تعيد لنا الثقه بأنفسنا أولآ.

2/ مسرح العبث :

هو ليس تمرد على الواقع ولا مشاكسه، بل هو تتويج للواقع (بفلسفة طريق مغايره) وبها نتجاوز محنة الواقع المرير بحيث نفتح لها أبواب ونوافذ جديدة مغايره، هدفها ( إصلاح مفاهيم الإنسان في التعايش السلمي من خلال خلق السلام الداخلي أولآ.

3/ حكاية العرض :

مسرحية “في إنتظار فلاديمير” ، مبنيه على انقاض ثيمه أخرى ألا وهي مسرحية “في إنتظار كودو” وكما نوهه عنها مخرج المسرحية. مسرحية “في إنتظار كودو ” لكاتب الايرلندي (صوموئيل بكت) كتبت في عام 1952 باللغه الفرنسيه، وهي من مسرح (العبث) وتدور أحداثها بين رجلين أحدهما يدعى:- (فلاديمير – بوزو) والثاني يدعى (إستراغون _ لاكي الصبي) وهما شخصيتين معدمتين، شخصية فلاديمير (المتشرد الفلسفي) و شخصية إستراغون ( المتشرد المتعاجز) من كل شئ حتى أنه يتعاجز من نزع حذاءه. ينتظران شخصآ يدعى (كودو) ولا يصل أبدآ ينتظرانه لمدة يومين كاملين، أملآ ان يخلصهما من حالة البؤس والفقر واليأس التي يعيشانها، لكن فلاديمير واستراكون عرفا بأن (غودو) لن يأتي، لأنهم لا يعرفان (أين ومتى) سيلتقيان به، ولا عرفانه أصلآ، حتى إن فلاديمير يقول: ” لانعرف جيدآ، ولكن نوعآ ما” .

ولكن مسرحية (في إنتظار فلاديمير) كتبت في نهج مغاير لثيمة مسرحية في إنتظار كودو، ربما تكون هي ( تمرد آخر أو مشاكسه إخرى تدعو إلى الخلاص). تذهب مسرحية في إنتظار فلاديمير لمنحى درامي آخر ألا وهو – محاكمة المؤلف (صموئيل بكت) لانه زرع في أنفسنا فكرة (عجز الإنسان) وهذا ما يدعيه مؤلف العمل المسرحي الكاتب المبدع (مثال غازي) وهي محاكمة لما جرى من أحداث الانتظار لشخصية (كودو) – المخلص المنقذ –

المتهم : يدعى صوموئيل بكت.

القاضي : يدعى إستراغون.

وهنا المفارقه؟ كيف الشخصيه معدمه، رثة الثياب، متشردة، مثل شخصية إستراغون، هي التي تدير إستنطاق المتهم مثل شخصية صوموئيل بكت؟ وتحاكمه بسيل من الاتهامات (الافتراضيه) وعلى شكل أسئلة سريعه فيها إتهامات (لبكت) لما فعل بهم، من خلال – تعزيز فكرة العجز في نفوسهم وجعلهم يتخبطون في حياتهم دون جدوى. أقترح أن يكون عنوان المسرحية “في إنتظار إستراغون” بدل من العنوان “في إنتظار فلاديمير” وأعيد العناوين والمناصب :

 المتهم : – صوموئيل بكت.

القاضي : – فلاديمير.

َلانه شخصية فلاديمير، هي شخصية فلسفيه قادرة على إدارة الحوار وإستنطاق المتهم، بعكس شخصية إستراغون المعدمة العاجزة دومآ وليس لها أي تأثير على شخصية مثل (صمويل بكت) وغير قادرة على إدارة الحوار، لأنه ( متعاجز). مسرحية “في إنتظار فلاديمير”، محاولة جادة من قبل المؤلف الشاب المبدع (مثال غازي) في تدوير ثيمة العرض، واعطاها بريقآ ملفت للنظر، وأقول وبأعتزاز، إن الكاتب المبدع (مثال غازي) أعطى أبجديه جديده لكتابة الخطاب المسرحي، حيث جعل المتلقي ( يفكر، ويسأل)، وهذه هي قيمة المسرح، وتأثيره الوجداني.

4/ فلسفة العرض :

يعتبر الفن المسرحي – هو أحد أشكال الوعي الاجتماعي، وهو حاله جماليه لا تجد نفسها الا داخل فلسفة المسرح، بحيث تقدم أفكارها على المسرح بأعتباره – منظومة فكرية ثقافية أعدت للمواجهه. المسرح ( هو تفكير في تفكير)، إي الفكره تطرح وتناقش بين الممثل والمتلقي حيث يكون التأمل ثالثهما للوصول إلى الأمل المنشود.

مسرحية “في إنتظار فلاديمير” هي إنعطافة جديدة في وجه المتلقي، عندما كتبها المؤلف وفسرها المخرج بموعالجات دلاليه تلفت النظر. في انتظار فلاديمير هو حصار لذات الإنسان المعذب، وتزداد شدته كلما عبرنا حقبة زمنيه ، وإذا أذعنا لهذا الحصار ولم نحرك ساكن معناه – ازداده الوجع وكثر الهم بكثرة السجون وإزدياد الوباء وأصبحنا كالحيه الوجوه والصفره تعلو جباهنا بأضافة إلى الخوف والقلق من قادم الايام.

وفي النهايه نخسر إنسانيتنا وهي الأهم الاعظم، وقد يكون التمرد أو المشاكسه (لائقه أو غير لائقه) وفي النهايه لابد من حسم جميع الأمور لكثير من مشاكلنا العالقه والتي نوهت لها مسرحية في إنتظار فلاديمير، ملاحظتي للعرض هناك نوع من القسوه على الشخصيات التي فرضها المؤلف أو استحدثها المخرج من خلال المعالجة الاخراجيه، وقد تكون ناتجه من (سادية) القدر. وكمابين ( آرتو) حول ماتعنيه القسوة، ( الجهد قسوه، التواجد إلى الجهد قسوه، الانتظار قسوه، وما يطرأ من أحداث في الانتظار، هو قسوه مركزه.) ولو فكرنا نحن ( المشاهدين) بدعوات المخرج (سجاد حسين) بأن لا نجثو على ركبنا، أو لا نختلق سجونآ بلا نوافذ، ودعانآ أيضآ ان نفكر بالخلاص، والخلاص هو مشروع الابدي للأنسان.

5/ الأيقاع : 

كل عرض مسرحي يعاني من هبوط الإيقاع، لأنه الإيقاع هو الضابطة الداخلية المركزيه للعرض المسرحي، وخاصه في مسرحيات (المونودراما)، أو المسرحيات المسهبه في الخطاب ، وكثير من المخرجين والممثليين يعانون من هبوط الإيقاع، الإيقاع هو الدبوس الذي يمسك الاوراق وكما بين (سينيكا). الإيقاع هو الحافز الداخلي الحسي، ويعتبر هو المفتاح لكل حركه أو إيمائه إو دلاله. واذا أردنا ان ندقق في الإيقاع :

أ – الجمل التي تكتب من قبل المؤلف تكون ضمن نطاق الإيقاع.

ب – المكان والزمان يدخلان في نطاق الإيقاع.

ج – الديكور، الاكسسوارات، الموسيقى، الاضاءه، والمناظر المسرحيه. كلها تسعى لتحقيق الإيقاع.

ويرى ( الإسكندردين) – بأن ايقاعات العرض المسرحي يجب أن تتماشى مع الإيقاعات الداخليه الحسيه. الإيقاع يحقق المسافه الاجماليه، بين الممثل والمتلقي. لذا يجب مراعات الإيقاع، لكونه الضابطه المركزيه للعرض المسرحي.

الخاتمة :

المسرح يحتضر في مدينة الناصريه عباره تكلم بها الدكتور ياسر البراك معلم جماعة الناصرية للتمثيل وعرابها الكبير نحن بحاجه الى اسعافات مسرحيه تنعش مدينتنا الجميله، الناصريه في كل فتره، أو بين حين وآخر، لتكون هناك ديمومه مستدامه لفن المسرح شكرآ لجماعة الناصريه للتمثيل – مؤلفين، ومخرجين وممثليين وفنيين، وشكر موصول إلى الأخ العزيز الدكتور ياسر البراك الأب الروحي والمعلم الكبير لجماعة الناصريه للتمثيل. تمنياتي للجميع بالموفقيه والنجاح الدائم

 

**كريم شنيار الفجر العراق (الناصريه / سوق الشيوخ)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت