الهيئة العربية للمسرح تصدر عددا جديدا من مجلتها “المسرح العربي”/ بشرى عمور
صدر حديثا عن الهيئة العربية للمسرح العدد 32 من مجلتها “المسرح العربي” الذي سلط الضوء على مشاركة الهيئة في مؤتمر التربية والتعليم العرب 13 الذي استضافت المملكة المغربية بمدينة الرباط (29 ـ 31 مايو 2023) عبر تقرير شامل لأهم المحطات والمراحل والتوصيات التي نوقشت وقررت لترى النور قريبا.
وقد افتتح هذا العدد بكلمة السيد الأمين العام، رئيس مجلس الأمناء الهيىة العربية للمسرح ورئيس التحرير ( إسماعيل عبد الله) جاءت كالتالي:
“
رِنْ رِنْ يا جرس
نعم هذا أوان أن يًرِنً جرسُ المدرسة لينطلق التلاميذ إلى الفضاء الأرحب، إلى النشاط، إلى المعرفة، إلى الإدراك، إلى تنمية القدرات الحسية والجسدية، إلى تنمية المهارات، إذن إلى المسرح.
حضرت الهيئة العربية للمسرح متحدثاً رئيسياً في المؤتمر الثالث عشر لوزراء التربية والتعليم العربـ الذي عقد في العاصمة المغربية، الرباط، وذلك بتنسيق مع الشريك الاستراتيجي في مشاريع التنمية المسرحية المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الكسو) وباستضافة من وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالمملكة المغربية، ولم تكن هذه الدعوة من قبيل الصدفة، بل هي نتاج للعمل الدؤوب في مشروع الهيئة (استراتيجية تنمية وتطوير المسرح المدرسي في الوطن العربي) التي أطلقتها الهيئة عام 2015، بعد توجيه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي للهيئة للعمل مع المسرحيين العرب لإيجاد خطط عمل لتنمية المسرح المدرسي كأساس للتنمية المسرحية الشاملة.
وإذا كانت الاستراتيجية قد تضمنت خطة عشرية للعمل، فإن اجتماعنا في الرباط كان يصادف السنة الثامنة من تنفيذ هذه المشاريع، والتي نعتز بأننا قطعنا شوطاً مهماً في بعضها، مثل تدريب وتأهيل الفرق المحورية العربية، وقطعنا شوطاً أبعد في بعضها الآخر، مثل وضع منهاج المسرح للطالب في كافة صفوف المدرسة الإماراتية، ولا بد من تأكيد أن آثاراً عديدة لهذه الجهود بدأت بالبروز والظهور وستتجسد في خطوات تتخذها عدة دول عربية بهذا الشأن، إذن فالمسرح المدرسي بعد (الاستراتيجية) في حالة نهوض، إذ أن المتغيرات الموضوعية التي يعيشها العالم عامة والوطن العربي خاصة جعلت عودة الفنون لحياة الطالب مسألة أساسية، بعد أن تم تغييبها بشكل شبه كامل عن حياة الطالب، مما سهل إفراز أجيال تعاني الانعزال والتطرف وأحادية النظرة، ولا تمتلك القدرة على الحوار وتبادل الإفكار إلا من خلال نسق فكري، كاد يودي بإنسانية الإنسان العربي.
إذن هي مرحلة لليقظة والتنوير، لحظة لإدراك أن الفنون عامة والمسرح خاصة ليست ترفاً ومضيعة للوقت وليست إتلافاً للأخلاق، بل هي على العكس من ذلك، هي تعلم الجدية، وكيفية الحفاظ على الوقت من خلال التوظيف السليم له، وهي الحاملة لأرقى مفردات الأخلاق وأرفعها، وهي الطاردة للانغلاق، ولقد تجلى ذلك بالنسبة لنا في خطوتين مهمتين تم تحقيقهما في المؤتمر الثاني عشر عام 2021 حيث تم اعتماد “استراتيجية تنمية وتطوير المسرح العربي” كإطار عربي مشترك لتنمية المسرح المدرسي، وفي المؤتمر الثالث عشر تم اعتماد توصية (توظيف المسرح في تطوير العملية التعليمية وتحولاتها) وهو مؤشر لتطور الإيمان بدور المسرح الكبير في تطوير العملية التعليمية برمتها، وقدرته على الاستجابة لتحولاتها.
من هنا فإننا ندعو الجميع في قطاعات التربية والتعليم أن افتحوا الأبواب لشمس المسرح كي تطرد العتمة، ولنسائم المسرح كي تنعش الأرواح التي كانت تعاني من الاختناق، ولنهتف مع التلاميذ (رِنْ رِنْ يا جرس).“
و يضم العدد أيضا ثلاث دراسات: ” نجيب سرور..علامة الغضب في المسرح المصري” للأستاذ أحمد خميس من مصر، و:”صورة الزمن في النص المسرحي المعاصر” لتقي المرسي من مصر، ومن تونس كتبت إكرام الزقلي دراستها ” جدلية الكتابة الدرامية والأداء التمثيلي في المسرح التونسي”.
و في زاوية (المنظور) المهتمة بالتجارب المسرحية، كانت للدكتورة فوزية البيض من المغرب قراءة حول ” المخرج محمود الشاهدي وتنوع الأشكال الدرامية”. بينما تطرق السوري عبد الفتاح رواس قاعه حي إلى “الشعري والخطاب المختلف في مسرحية (رحل النهار) لإسماعيل عبد الله”. أما العراقي أحمد الماجد اهتم ب”العامري والشراكة مع الجمهور”.
وفي مجال النصوص المسرحية، احتفى العدد بنص:”طريق نحو الذات” المتكون من ثمانية مشاهد للكاتب التونسي حامد محضوي.
وارتكنت خانة (مطالعات الكتب) على ما تطرق إليه كل من: الباحث العراقي أحمد شرجي في “تمثيلات الاحترافية في اشتغالات جبار جودي التنظيرية” و الباحث المصري محمد عطية حول “جماليات المكان..سيمياء المعنى والمبنى في العرض المسرحي المعاصر.
كما احتفى العدد ب(ذاكرة) من خلال قراءة المغربي الزبير مهداد ” النخبة المغربية وتلقي المسرح خلال الرحلات”
لتكون خانة (الوثاىق) مسك الختام، التي ساهم بها السوداني د. اليسع حسن أحمد حول “الكتاب في المسرح السوداني..غزارة التأليف ووهن العروض”
دعوة للكتابة في المجلة