صدور عدد جديد من مجلة “المسرح العربي” / بشرى عمور

صدر حديثاً العدد الجديد من مجلة “المسرح العربي” الشهريّة الصادرة عن الهيئة العربية للمسرح، متضمِّناً مجموعة من الدراسات والمتابعات للنصوص والعروض المسرحية  الجديدة التي شارك في كتابتها ثلة من المسرحيين العرب، إضافة إلى حوارات.

وافتتح العدد بكلمة رئيس التحرير (إسماعيل عبد الله) / الأمين العام، رئيس مجلس الأمناء، والتي جاء فيها:

لا يتوفر وصف.

المسرح ليس فعلاً حياديا بل فعل منحاز

المسرح شأنه شأن كل الفنون الإبداعية، مكون من مكونات المشهد العام، الذي تصوغه مفردات صناعية وتجارية واجتماعية وثقافية وغيرها، لكن المسرح كفعل ابداعي، يقع في دائرة تركيز الضوء أكثر من غيره من مفردات تكوين المشهد العام، لذلك نجده كمؤسسات رسمية أو أهلية وكأفراد من صناعه والمشتغلين فيه، نجده ونجدهم مطالبين دوماً لإبراز موقف واضح ومتميز، خاصة حين يواجه المشهد العام أزمة ما من الأزمات الطبيعية مثل الكوارث والجوائح، أو غير الطبيعية كالحروب والانتكاسات، عندما يواجه ذلك النوع من الأزمات الذي يقتضي أنينهض الجميع للمواجهة من خلال الفعل الإيجابي المؤثر في التصدي للمعضلات التي تفرزها الحالة تلك.

وعليه فإن اقتضى الأمر تصحيحاً لمسار أي من هذه المفردات المكونة للمشهد العام، فذلك يعني أن هذه المفردة لم تكن في تمام فعلها الإيجابي، والتصحيح أمر حيوي، أما في المسرح تحديداً وفي صنوف الإبداع عموماً، فإن ذلك إشارة إلى أن بوصلة الفعل كانت غير دقيقة، فالمسرح صنو الحياة ومؤشر صحتها، والمسرح لا يكون مسرحاً إن لم يكن منبراً للحق والجمال، إن لم يكن منبعاً للخير والعدالة وسداً في وجه الشرور من مغالاة وتطرف وامتهان لإنسانية الإنسان، من هنا علينا كمسرحيين أن نكون دوماً في مسالك الحق والجمال والخير والعدل، أن نكون مبشرين بكرامة الإنسان دوماً، وأن نكون بناة لحصن الإنسانية بكل ما تقتضيه من انحياز لها، نعم المسرح منحاز للقيم العليا الإنسانية، المسرح ليس فعلاً حيادياً ولا يجوز أن يكون كذلك، لأنه قام ومنذ ظواهره الأولى على إعلاء المفاهيم والنماذج الإنسانية، وعلى فضح وكشف كل ما يمس الإنسان بسوء، وبلغ من التحدي في مسيرته البطولية ما بلغ، فحملت تراجيدياته تلك المصائر الساحقة التي أصابت أبطاله في سبيل مُثُلِ الحق، وحملت كوميدياته تعرية جريئة لمعايب الإنسان والنظم الاجتماعية المختلفة، تلك المعايب التي أودت بحياة محبي الحياة، ولنتبصر بِعدد لا يحصى من المسرحيين حول العالم الذين بذلوا كل طاقتهم لتجسيد تلك المُثل، والذين ضحوا بحيواتهم في سبيل المسرح الذي يريدونه طليعيا، وهكذا فالمسرح ليس مجرد مساحة يتحرك عليها اللاعبون، المسرح منبر وسارية وفنار لا يغيب نوره في نهار البشرية أو ليلها، إنه صنو الحياة ولا يخونها.

وإنني هنا لأستذكر قولاً سطره المبدع العربي يعقوب شدراوي في أول رسالة من رسائل اليوم العربي للمسرح عام 2008، حيث حملت خلاصة روح المسرح  “المطلوب بداية العمل على اعادة تشكيل حياة البشر الروحية سعياً إلى حضارة تليق بشعب كامل لكي يبني ثقافة قادرة على الغاء التعفن والترهل”.

 

لا يتوفر وصف.

وشمل العدد 34  في باب “دراسات” عن ثلاثة مواد، وهي:

*  «تفعيل التربية الجمالية من خلال المحترف المسرحي» للدكتور عبد المجيد شكير / المغرب.

*  «نظريات .الأداء المسرحي الجسدي الميلودرامي في المسرح المصري» الدكتورة أسماء بسام / مصر

*  « المسرح الشعري في لبنان.. موت سريري أم أزمة عابرة» لحسام محيي الدين / لبنان

وتفتح نافذة ” المسرح والثقافة” على أربعة مواضيع وهي:

*  «أتمتة فضاء العرض المسرحي» لهايل علي المدابي / اليمن.

*  «هوية النص المسرحي في زمن التكنولوجيا» لنور الدين الخديري/ المغرب.

*  «الوسائطية وحضورها في المسرح المغربي المعاصر» لبشار عليوي / العراق.

*  «رؤى جمالية في تناسج الثقافات المسرحية المعاصرة» لعبد العليم البناء / العراق.

بينما نطلع في خانة “متابعات النصوص المسرحية” على موضوع ” جدلية الحياة والموت” في مسرحية ” القبر” للدكتور أكرم شلغين من إنجاز مصطفى سليمان من سوريا.

وتتضمن فقرة “متابعات العروض المسرحية” على أربعة تجارب كالآتي:

* «عندما تتحول الحياة إلى كوابيس فلا يأس للأمل (قراءة في مسرحية “أمل” لجواد الأسدي» لمروة وهدان / مصر

* « إثنوغرافيا أداء الجسد في عرض (طلقة الرحمة)» ليوسف السياف / العراق.

* «الفزاعة “تشظي العنوان داخل النص ـ النص: الفزاعة “مونودراما» للدكتورة أمينة حاج داود / الجزائر.

* «جداريات محمد الحر المسرحية.. أبيض على بياض” لنجيب غلال / المغرب.

أمّا في باب “النصوص” فنقرأ  نص مسرحي: “دكة غسل الموتى” للكاتب العراقي علي العبادي. ونص مسرحي آخر بعنوان: ” نبوءة ” للكاتب المصري هاني قدري.

وحول الانفتاح على تجارب مسرحية، أجريت مقابلة مع المخرج التونسي (حاتم دربال) أنجزتها الاردنية نجوى قندقجي.

كما اهتم العدد بفعاليات مهرجان بنغازي للفنون المسرحية من خلال تقرير قام بنور الدين عمران من ليبيا.

وحتى لا ننساهم، خصصت خانة “ذاكرة”  في هذا العدد ” للذكرى الخامسة لرحيله…يحيي الحاج.. 3 محطات تشكلت منها تجربته المسرحية” أنجزها العراقي أحمد الماجد.

ليقفل العدد دفته على فقرة “تجارب مسرحية” سلطت الضوء على قراءة في مجموعة مسرحيات جون فوسيه قام بها المسرحي العراقي ضياء حجازي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت