نص مسرحي: “كان حتى كان” / تأليف: خديجة الصبار
مونودراما جد قصيرة.
عن قصيدة “الشجعان“ للنيرية. وذاكرة الأم“خاصة الأسماء والأمثال الواردة في النص
في إطار ورشة كتابة المسرحية القصيرة . برنامج التوطين لفرقة الأوركيد. نونبر/دجنبر 2023.
تاطير: عبد اللطيف فردوس. تنسيق نبيل البوساتي.
( يرتفع مؤثر صوتي لأجواء موسم، مع طلقات البارود لحركة التبوريدة مرفوقة بزغردات، تتقدم راوية بلباس تقليدي).
الراوية: فاقت النيرية في الصباح نهار لخميس على صوت البارود ديال موسم سيدي احمد بن قاسم وهي فرحانة… ناضت… ولبست احسن ما عتدها من لقفاطن (تستعرض أنواع من القفطان بالاسم ونوعية الثوب الذي صنع منه، ونوعية العقد المزينة له. تلبس كل واحد وتتحرك فوق الخشبة كعارضة أزياء على إيقاع أغنية تراثية عن القفطان. في نهاية عرض زي القفطان ، تتابع الحكاية) لبسات النيرية اللويز، وخواتمها ، والسرتلة اللي عندها، ولمدجة ولقلادة وطوانكها ديال الفروج، تحزمات بالمضمة ورمات عليها الريحية والملحف ولقتيب. (تتحرك مسرعة في الخشبة على إيقاع أغنية الغيوان ” من باب كناوة جايين”) وصلات الموسم لقاتو ولا حركة. ( تغني مقطعا من قصيدة الشجعان) فِـــيـنْ عــَـْركـــَـابـِـيـنْ الـﱠنـْوضَــاتْ ؟
فِــــينْ صــَـهْــصَــالِـيـنْ الْـعَـلْـفــَـاتْ ؟
آشْ كَــــالْ العتـابي لَــخُــوتـُــو ؟
وردغ‚ مسك موسى سرغان اعمير،
كــــَـانْ مـَــوْسـَـمْ َولَــى حَــْركَــة
تْــحَــْزمُــوا كُــونُــوا ُرجًــــالاَ
يَــــاْوِّدي كـُـونُـــوا عَـــَّوانِــيــنْ
راهْ الـجْــَمــاعَـة طَـلْـعَـتْ لَـلـِّديـرْ
راهْ الْـمـَـحَـلَّــة حَــطَــتْ لَـرْحَـالْ
حَـــسْ الْـــبْــكَـــا فِـي تاونـزة. ( تتابع الحكاية) النيرية سمعات اصوات وابدات تسول اش هاد الشي (يرتفع مؤثر صوتي لاجواء موسم، مع طلقات البارود لحركة التبوريدة، من الكواليس تقذف اكسسوارات كاحدية، قطع ثوب، اواني لتحيل على ما تخلفه الحروب، الراوية تجري فوق الخشبة وتسال ناس مفترضين ) اش هاد الشي؟ اش واقع؟ مال لبلاد؟ مال لعباد؟ مال النساء والاولاد؟ (تكرر السؤال وهي تجري الى ان تسقط ارضا وهي تلهث. بعد استرجاع انفاسها تغني مقطعا اخر من اغنية الشجعان، تتجول فوق الخشبة وهي تحمل الاكسسوارات الملقاة فوق الخشبة كأنها مخلفات حرب)
فـــيـــن أيــــامـــــك آلـــقــصــيــبــــــــــــة
كـــــان مـــــوســـــــم ولا ســـيـــبـــــة
فــيــن أيـــامــــــك الآربـــــــــــعـــــــــــــــــا
كـــــان مـــــوســـــــم ولــــــى حــركـــــــــــة
لا خـــــزانــــــة لا عـــــــــود بـــــــقـــــــــــــــى
فـــــــيــــن ســـــدرات الـــــكــــيـــــافــــــــــــــــة
يــــــــــاك خــضــــــــرات و مــــــذبــــــــــــــالات
فــــيـــن امـــحــمـــد خــــو لــهـبــالات
مـــــات بـــهــــالــــي فــــي الـــقــصيـة
فـــيـــن أيــــامــــك يــــــــــــــا وادزم
راه الـــــزنــــاقــــي تـــجــــــري بــالــدم
بـــوعـــويـــدة يـــكــمــش لـــكـــلــــوب
وحـــتـــى الخـــروب ولــــى مـــطــلوب
وحــتــــى الــكـــروش عــــاد اوراقـــــي
آش درنــــــــا وآش عـــمــلـــنـــــــــــــا ؟
واش مــــن خــــاطــــر خــــســــرنـــا ؟
آش درنــــــــا وآش عـــمــلـــنـــــــــــــا ؟
واش كــــلــــنــــا لــــحـــــد اعــــطــيـنــا ؟
مــلـــي لــحــكــنــا لــواد الــــعــرعـــــار
راه الــــشــلــحـــة تــرمـــي فـــالـــعــــــار
( تحمل آخر أكسسوار ملقى على الخشبة، وهو عبارة عن خلخال امرأة أو “شمار” تلبسه) هذا خلخال ” شمار” اعويشة ( تغني مقطعا من قصيدة الشجعان)
كـــالـــت لـــيـــكـــم بـــنــت الـــمــعــطـــي
مـــضــركـــة بـــالـــحــيـــوط و تــبــكـــــي
راه ســــاكـــونـــا ســـــاكــــــونـــــــــــــــا
راه ســـــاكـــونــــا ســـالـــيــكـــــــــــــــان
راه ســــــاكــــونــــــا كـــــــي لـــــعـــجــول
فـــالــزنــاقــــي نـــاض الــريــتـــــــــــــول
فــيـــن الـــدراري اولاد حــــلــــيمة
خــســروا طـــريـــــــك الــــمشـــينـــة.
(يرتفع مؤثر صوتي لصراخ رجال خونة هاربين في خوف). لاش لهروب الخونة، لاش الخوف (تغني مقطعا من قصيدة الشجعان).
تْــحَــْزمُــوا كُــونُــوا ُرجًــــالاَ
يَــــاْوِّدي كـُـونُـــوا عَـــَّوانِــيــنْ
راهْ الـجْــَمــاعَـة طَـلْـعَـتْ لَـلـِّديـرْ
راهْ الْـمـَـحَـلَّــة حَــطَــتْ لَـرْحَـالْ
حَـــسْ الْـــبْــكَـــا فِـي تاونـزة
َواشْ الْـــبْــكـَـا يْــبَــَّرْد الَــكْــلُـــوبْ ؟
َواشْ الْـــبْــكـَـا يْــبَـــَّرْد شِـــي نَــــارْ؟
احْــرَا رَتْ الــًشــعْــبَــة بـِـالــُّدخـَـانْ
حـَــــــسْ الْـــمُــخْ تــَايْــتْـــشَـــَوطْ
شـْـكُــونْ عَـــَّزكْ آلْــقْــصِــيــبَــة ؟
آيـْـــتْ عَـــطَّــا َوآيْـــتْ بـُـوِزيــــدْ
حَـــــدْ ســَالــِكــَانْ الــَّزيـــــْتـــُونْ
فِـــي الــْزنَـــاقِـــي نَــاضْ الــَّريْـتُـولْ
عْــــَلاشْ قَــْونَــسْـــتُــوا لَــعْـــرَايَــا ؟
عـَـــا الْــكُــْلــفَــة َو ْرفُـــودْ الـَّزْربْ.
مْـــحَــْر كَــنُّـــوشْ جَــــا مَــعْ الَـكْـنُـوسْ
تـْـخَــْلــطُــــو طْــــُيــــوْر َو طَـــيَّــارَاتْ
مشات السوكة لبويخلافن
رَاهْ الْـــمَـــْوتَــى كِـــي لِـــْبــهَـــايْـــمْ
مَــــِّلـــي لْـــحَــكْــنَــا لْــبُــــومَــــدَا
رَاهْ ابْــنَــادْمْ ْرجَــــعْ كُـــــْرضَــة. ( الراوية تتابع الحكاية) النيرية ما ابقاتش مكتفة ليدين قدام الخونة ( تاخذ مهرازا خشبيا وتبدا في الدق مكونة ايقاعا جميلا لاغنية تراثية للحناء، بعد الاغنية تتابع الحكاية) اشرات الحنة من عند العطار، وفوق السطاح نشراتها وشمشاتها، وبغربال شططو غربلاتها وبالما دافي والحامض خوضاتها. هزات مرود اغليض وكبير وابدات تتدور على ديور الخونة وتلطخ، تلطخ كل من خان بلادو وتخلى واهرب. كل من خان وللعدوتقرب وتملق. ( تغني مقطعا من قصيدة الشجعان) كـــــــــالــــت لـــيـــكـــم الـــنــيــريــــة
ولله آخـــــــــــــــــــويـــــــــــــــــــــــــــا
خـــرجــــونــي نــــشــوف بــعــيـنـي
الــلــــــي بـــغـــا الــلامــة يــتــعـامــى
الــلــــــي بـــغـــا اولادو يــتــســوخــر
و الــلــــــي بـــغـــا الــجــنــة يــدنــى
والــلــــــي تــفــر مــا يــبــقـــى تــمــة
والــلــــــي تـــــرصـــص هــا عــبــونــي
و الــلــــــي تـــحـــفــــى هـــا شــــربــيــلي
(في نهاية المقطع تجلس كما كانت تجلس الجدات، تخرج دميات صغيرة تمثل اطفال تحيطهم بها على شكل حلقة) مشات حكايتي مع الواد الواد حتى وصلات ليكم الجواد. ما تخليو الماء يسوقها للبحر. حكيوها لاولادكم واولادكم يحكيوها لاولادهم. يالله احفايدي خليت لكم الخير.
(ترتفع أغنية الشجعان بشكل عصري وهي تغادر)
وتستمر الحكاية