“مسرح الشارع، هنا والآن” اصدار جديد للباحث والناقد والمخرج (حسام الدين مسعد) / علي العبادي
صدر مؤخرا عن مهرجان كركوك الدولي لمسرح الشارع بدورته السادسة في العراق للمخرج والباحث والناقد المسرحي (حسام الدين مسعد) كتابه الموسوم “مسرح الشارع، هنا والآن”، والذي يقع بـ(164) صفحة من القطع المتوسط، وبذلك يواصل (مسعد) مشروعه المعرفي نقداً وبحثاً في الاشتغال على مسرح الشارع، بعد إن قدم كتابه السابق “الخلط الشائع في مسرح الشارع”.
مؤكداً على أنه انطلق من فرضية (هنا، الآن) باحثاً عن الوجود الحقيقي لعروض مسرح الشارع، ووعي صناعها بالمكان والزمان المنتخبين للعرض، وكيفية خلق علاقة بين الفعل الموضوع، والمتلقي المستقبل له، والقدرة التي تعين هذا التجمع على نقد الواقع وتحديه من أجل استكشاف ماهو جديد، وممكن نحو إدراك المتلقي بالدلالات والاختلافات الثقافية، بغية أن يتحول ذلك الانصهار إلى مصدر للاحتكاك الإبداعي، الذي يفسر لنا كيف نعيش بالفن؟ أو على الأقل يساعدنا حين نخوض غمار تجربة انتاج عرض شارعي أن نرسل للكافة رسالة مفادها “نحن ندرك كل شيء”.
يأتي ذلك بعد ان اشتغل (مسعد) في كتابه الاول على “الخلط الشائع في مسرح الشارع”، ليؤكد على أن العرض المسرحي الشارعي أصبح في حدود التظاهرات المسرحية، ولأسباب عدة وفي مقدمتها، عدم تفهم الحكومات العربية لفاعلية هذا اللون من المسرح، ولما له من تأثير اجتماعي وثقافي، مما حدا بها إلى خنق هذه الممارسة الفنية، عبر بيروقراطية مقيتة في استحصال الموافقات الامنية في تقديم عرض مسرحي خارج أطر التظاهرات المسرحية، وبذلك جاء الكتاب ليقف عند هذه الخصوصية، فضلاً عن تناوله للعديد من المحاور أهمها فاعلية مسرح الشارع في التظاهرات المسرحية ومدى حضوره في المشغل النقدي والبحث الاكاديمي.
الكتاب يقع في خمسة فصول، حيث حمل الفصول الأول عنوان (هنا، والآن) والذي تناول فيه المؤلف فاعلية مسرح الشارع في الفضاء الطارئ وليس المسرح في الشارع، فيما جاء الفصل الثاني (بدايات مسرح الشارع) مؤثثاً فيه فرشة معرفية لنشأة هذا اللون المسرحي تاريخياً منذ الاغريق الى للعصر الحديث، أما الفصل الثالث (اسئلة الفضاء العمومي، وإجابات التلقي النقدي العربي) في هذا الفصل يقف المؤلف عند اللبس الحاصل في الاشتغال على فضاء مسرح الشارع، مابين (الفضاء العمومي) و(الفضاء الطارئ)، فيما جاء الفصل الرابع تحت عنوان (نحن ندرك كل شيء) والذي تم تطرق فيه للتشاركية عبر فاعلية الاداء التمثيلي مع الجمهور، وفي حين جاء الفصل الخامس (مسرح الشارع، والبحث العلمي) متناولاً مجموعة من البحوث التي تناولت خطاب مسرح الشارع، فضلاً عن مقابلات بحثية اجريتها الباحثة التونسية (سهيلة سليمان) مع العديد من المشتغلين في حقل مسرح الشارع ومن ضمنهم مؤلف الكتاب، أما الفصل السادس (مسرح الشارع، والمهرجانات العربية) قد تطرق فيه المؤلف لبعض الاشكاليات التي لا تزال قائمة في الاشتغال على هذا الفن، وفي جانب آخر متسائلاً عن غيابه في بعض المهرجانات المسرحية المهمة مثل (مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي).