كتاب الخميس (الحلقة الثالثة والأربعون)/ عرض و قراءة: هشام حكام
المسرح في محك التفكير النقدي
قراءة في كتاب”هوامش دراسات الفرجة” للدكتور خالد أمين
منذ ما يزيد عن عشرين سنة من البحث والتأمل في مسار الممارسة المسرحية المغربية في كتابات خالد أمين المنشغلة بقلق السؤال، والمتراوحة بين مساءلة الذات في مقابل الآخر، والتي شهد عليها التساؤل الفلسفي العميق حول ماهية الفن المسرحي وأسطورة الأصل، من خلال تفكيك المغالطات التاريخية التي روجتها المركزية الغربية في حيازتها للفن المسرحي دون غيرها من الثقافات الأخرى، استطاع خالد أمين تكسير هذا الوهم الماهوي بنسبة الفن المسرحي للثقافة الغربية وحدها، مبرزا للسياق الثقافي العربي والمغربي على وجه الخصوص، أن هناك ثقافات وشعوب مارست الفن الدرامي بصيغ مختلفة استفاد منها المسرح الغربي نفسه.
ولعل المتأمل في كتابات خالد أمين سيلحظ أنها تشتغل بعقل مفاهيمي تستقى مادتها من مرجعيات مختلفة من قبيل فلسفة التفكيك، والدراسات الثقافية، والنقد المزدوج، وإن كان التصور المعرفي والفلسفي يختلف على مستوى المقاربة والتحليل في هذه المرجعيات، فإن الباحث خالد أمين تمكن من التوفيق بينها ضمن خيط ناظم يخدم أهدافه ومراميه النقدية في مقاربة الظاهرة المسرحية دوليا وعربيا ومحليا، سواء في كتابه الرائد الفن المسرحي وأسطورة الأصل (مساحات الصمت)، والمسرح ودراسات الفرجة، والمسرح والهويات الهاربة، ومن مسرح المثاقفة إلى تناسج ثقافات الفرجة (كتاب مترجم)، وهي كلها كتب تسير في أفق واحد نسج خيوطها عبر تفكيك الثنائيات الضدية بين المسرح الغربي المتفوق والمسرح العربي المتأخر، وهو ما دفع خالد أمين إلى تحليل الخطاب المسرحي الغربي في علاقته بالآخر مبينا في الآن نفسه الفهم المغلوط الذي شاب مفهوم مقاربة الفرجة في الخطاب المسرحي العربي على وجه التحديد، فسخر لذلك مشروعا فكريا رائدا في استيعاب خصوصية الفرجة بكونها وعاء شاملا لمختلف فنون الأداء، وفي هذا السياق يندرج المنجز النقدي الجديد للباحث الدكتور خالد أمين الموسوم بـ” هوامش دراسات الفرجة”، وهو مؤلف يعيد تلك التصورات التي شغلت الباحث في مسار مشروعه النقدي، مستحضرا مفهوم الهجنة، والتناسج، والتفكير العابر للحدود، ما ينم أن مشروع الباحث يتسم بالخصوبة والثراء المعرفيين في التفكير في هوامش دراسة الفرجة.
بعد التقديم الشاعري الجميل للفنان والمبدع المسرحي الكبير وصانع الفرجة بامتياز محمد قاوتي لكتاب خالد أمين، والذي بدا فيه متوجسا في تقديمه لهذا المؤلف، غير أنه توجس محمل بتأويلات تبين الفهم العميق للكتاب ولصاحبه، فالمقدم مبدع مسرحي، وناقد متميز في الساحة المسرحية المغربية، بل رائد من روادها، بينما صاحب الكتاب، فهو عقل يفكر في المسرح والفرجة لإنتاج المعرفة المسرحية العالمة، والمنفتحة على فضاءات أرحب وأوسع تجعل من الإبداع والفكر عالمين سحريين لخلق الجمال.
صدر كتاب “هوامش دراسات الفرجة” عن دار فاصلة للنشر بطنجة آواخر سنة 2023، ويقع في 243 صفحة، وهو من الحجم المتوسط، يضم محاور ذات عناوين متعددة ترتبط بالعمق الفكري للمسرح، منها ما يرتبط بالعلاقة الجدلية بين المسرح الغربي والعربي في أفق التفكير العابر للحدود، ومنها ما يرتبط بمجالات الفرجة في الأماكن الأخرى كالملاعب الرياضية، ومنها ما يرتبط أيضا بطروحات الفرنسية فلورانس ديبون ومواقفها النقدية تجاه الشعرية الأرسطية في “فن الشعر”، ثم إشكالية عبور شكسبير إلى العالم العربي سواء بواسطة الترجمة والاقتباس والاستنبات، هذه الإشكالية نتج عنها ما اصطلح عليه بالمثاقفة القسرية، حيث فرض النص الشكسبيري بوصفه نموذجا للكتابة الخالصة، غير أنها مفعمة بنفحة كولونيالية تتمثل في سلطة النص الشكسبيري باعتباره حضورا، استوجب تبنيه بكونه كتابة كونية، إلى جانب ذلك تحضر قضايا أخرى ذات أهمية بالغة ترتبط بهوامش الإخراج المسرحي من خلال تجارب مسرحية عربية رائدة.
تتمثل أولى قضايا هذا الكتاب في إبراز فلسفة الاختلاف بوصفها آلية لتذويب الثنائيات الضدية التي وسمت العلاقة المشوبة بين المسرح الغربي والعربي، نتج عنها مأزق ماهوي يروم ترسيخ فكرة مقاومة النموذج الغربي بالاغتراب في الماضي لمجابهة الآخر، وهو موقف إيديولوجي يرفض الاختلاف، أدى في نظر خالد أمين إلى “بروز ثقافة المطابقة، عوض ثقافة الاختلاف” وهو ما يعني أن التعلق بالماضي أو الاغتراب فيه، سينتج عنه كما عبر عنه عبد الكبير الخطيبي بالاختلاف الوحشي الرامي إلى الرفض المطلق لكل احتكاك مع الآخر، ومن ثم يرى الباحث خالد أمين أن المسرح العربي لا يمكن أن يتطور وفق هذا التوجه الإيديولوجي المنغلق، ما لم يكن هناك احتكاك مع الآخر، أي ضرورة التفاعل معه (المسرح الغربي)، كون المسرح العربي في نظر الباحث ليس معزولا أو منفصلا عن التحولات والتفاعلات التي يعرفها المسرح في العالم سواء في الغرب أو الشرق أو الجنوب، فمهما كانت أشكال التثاقف بينهما لا ينبغي للمسرح العربي أن يتخندق في زاوية التراث (الماضي) لمجابهة الآخر، وبمعنى أوضح أن استحضار مفهوم المطابقة أو المماثلة ليستا سبيلين لمضارعة الآخر، بل الاختلاف الخلاق القائم على النقد المزدوج هو الذي سيمنح للذات المسرحية العربية أفقا أرحبا في التفاعل مع التجارب المسرحية الغربية بدل مقاومتها أو اعتناقها اعتناقا وثنيا، مثلما تجسد مع التيار الذي اختار النموذج المسرحي الغربي باعتباره القالب الفني الخالص للدراما المسرحية، وأن تلك الأشكال الفرجوية التي يختزنها التراث، ليست بظواهر مسرحية.
وقد مثل المسار الأول – كما بينه خالد أمين- محمد يوسف نجم من خلال كتابه المسرحية في الأدب العربي الحديث الذي دعا من خلاله الانتصار للنموذج المسرحي الغربي بوصفه القالب الذي ينبغي اتباعه، بينما المسار الثاني فقد تجسد عند مجموعة من المسرحيين العرب الذين انتصروا للتراث الفرجوي بكونه شبيها أو مطابقا للفرجة المسرحية (علي الراعي، عبد الكريم برشيد، يوسف إدريس، وغيرهم كثير).
وفي ظل هذه التدافعات التي وسمت الممارسة المسرحية العربية، والمتأرجحة بين تيارين متناقضين: تأصيلي وتغريبي، أدت في نظر الباحث خالد أمين إلى التأمل في الفضاء الثالث (فضاء الهجنة) باعتباره لحظة فارقة “استشرفته الممارسة المسرحية العربية من خلال تناسج ثقافات الأنا والآخر” (ص: 57)، حيث تذوب الثنائيات، ذلك أن مفهوم التناسج عند خالد أمين ليس مفهوما إبداليا لمفهوم المثاقفة المسرحية التي زادت من تكريس النموذج المسرحي الغربي، بل إن تناسج ثقافات الفرجة كما طرحه الباحث ينبني على إبراز الأنساق المضمرة في رحلة المثاقفة التي قادها المسرحيون التجريبون للشرق أو إفريقيا.
ومن جو التفكير العابر للحدود، وحرب المثاقفة، ومفاهيم الهجنة والتناسج، والنقد المزدوج، يقودنا خالد أمين بكل انسيابية إلى عالم فرجة الأماكن الأخرى، حيث يقف بالدرس والتحليل عند خصوصيات فرجة الملاعب الرياضية من خلال نموذج فرجة الألتراس بالمغرب، وما تقدمه من أناشيد وأهازيج تتغنى بالفريق أو الكيان الرياضي الذي تمثله هذه الألتراس.
تتميز فرجة الألتراس في نظر خالد أمين بإثارة الدهشة والبهجة عبر المزج بين الفرجوي والأدائي من خلال دفع المتلقي (الجمهور) إلى المشاركة في صناعة الفرجة عبر أماكن محددة في الملاعب الرياضية، وتتحدد هذه الأمكنة لدى عشاق الكرة المستديرة فيما يطلق عليه بالكورفا (الشمالية والجنوبية) حيث ترفع التيفوهات بشتى تلاوينها ومدلولاتها الرياضية والسياسية والاجتماعية، كما هو الحال مع التراس الرجاء (GREEN BOYS) والوداد (WINNERS)، والكاك (HALLALA BOYS)، واتحاد طنجة (هيروكليس)، وغيرها كثير من التراس الفرق المغربية.
إن وقوف خالد أمين عند هذا النوع من الفرجات الخارجة عن السياق المسرحي، راجع بالأساس إلى التأكيد على أن الفرجة شيء أكثر من الأداء، كونها وعاء شاملا لكل فنون الأداء سواء كانت من جنس المسرح أو غيره، وعماد هذه الفرجة، هو الفرجوي الذي يتجلى في مظاهر متعددة، سواء في السياسة/الفن/الرياضة/الطقوس/الاحتفالات، حيث يجد طبيعته في صناعة الفرجة لا قوانين تحكمه أو تقيده، بخلاف التمسرح الذي يحدد السنن المسرحي ومواضعاته، وبالتالي فالفرجة في الأماكن الأخرى التي عالجها خالد أمين في كتابه هذا من خلال نموذج الألتراس، يعد الفرجوي أحد سماتها المميزة، وهو الضامن لاستمراريتها في كل حقبة زمانية.
ومن أبرز القضايا التي عالجها كتاب “هوامش دراسات الفرجة” تتعلق بالمواقف النقدية للفرنسية “فلورانس ديبون” تجاه الشعرية الأرسطية، المتمثلة في كتاب “فن الشعر”، الذي أبرز من خلاله أرسطو نظرته حول الدراما الإغريقية والتي أجملها في النص الدرامي، مهمشا بذلك العرض المسرحي، ويعزو السبب في انتصار أرسطو للنص الدرامي على حساب العرض المسرحي – في نظر الباحث خالد أمين- إلى ميولاته الأدبية التي استخلصها من النصوص المسرحية الرائدة التي قرأها لكل من يوربيديس وأسخيلوس وسوفوكليس، وبهذا يكون أرسطو جعل من النص الدرامي الجوهر الحقيقي للمسرح، ومهمشا في الآن نفسه التجسيد الأدائي له (العرض المسرحي)، وفي هذا يقول خالد أمين : “وبتفضيله النص الدرامي على حساب اللعب المتجسد في الأداء/العرض المسرحي فقد قتل أرسطو روح المسرح. هذا هو جوهر مرافعة فلورانس ديبون ضد أرسطو وشراحه على مدى العصور، إذ أبرزت بأن تركيزه كان موجها نحو تحقيق أمثل للميثوس (الحقيقة في قالب أسطوري) من خلال بنينة المحاكاة (mimesis)، مما أدى تجريد المسرح من أبعاده الأدائية” (ص: 112).
وفي سياق آخر يرى خالد أمين أن الباحثة الفرنسية فلورانس ديبون لم تجانب الصواب حينما اعتبرت بعض رواد مسرح ما بعد الدراما لم يتمكنوا من التخلص من الشعرية الأرسطية، وهو موقف يتسم بالغموض وعدم الوضوح، كون أن مسرحي ما بعد الدراما لم يكن هاجسهم الأساس النص الدرامي، بل كانت غايتهم الصناعة الجمالية للفرجة المرتكزة على خاصية التجريب بكونها الآلية التي تتم من خلالها تفجير الخشبة مثل ما كان مع أنطونان أرطو في مسرح القسوة، وجيرزي غروتفسكي في المسرح الفقير، وتادوز كانتور في توظيف التماثيل، وباربا في تفجير لغة الجسد، كما يعد هانس ليمان صاحب كتاب “مسرح ما بعد الدراما” من أبرز المسرحيين المعاصرين الذين استشكلوا “القضايا النظرية المرتبطة بجماليات المسرح” ص: 131.
وفي موضع أخر من كتاب “هوامش دراسات الفرجة” يبرز خالد أمين إشكالية عبور شكسبير إلى العالم العربي سواء عن طريق الترجمة أو الاقتباس أو الاستنبات كون شكسبير كاتبا عالميا صالحا لكل الأزمنة التاريخية يعاد كتابته باستمرار قصد تبني خطه الدرامي في نصوصه المسرحية، وبالرغم من الهالة التي أنيطت بنصوص شكسبير، والتي بلغت إلى حد الأسطرة، فإن خالد أمين يكشف للقارئ الأنساق المضمرة التي تدثرت بها نصوص شكسبير التي كانت تنتصر للأمبراطورية البريطانية إبان الحكم الإليزابيثي، بحيث تم تمثيل شخصيات غير أوربية بتمثيلات يغيب فيها البعد الإنساني للإنسان كما هو الحال في مسرحية العاصفة بين الأمير بروسبيرو وكاليبان، ومسرحية عطيل التي مثلت الموريين القادمين من شمال إفريقيا، بصور تحط من كرامتهم وتشوه ثقافتهم كونهم: آخرين خسيسين، بربر، همج وغيرها من الأوصاف الدنيئة التي تحط من كرامة الإنسان، بدعوى أنهم يهددون عرش أوربا.
كما تناول خالد أمين هوامش الإخراج المسرحي واقفا عند مفهوم الرؤية الإخراجية ووظيفتها، معتبرا الرؤية الإخراجية تأملا فنيا حول كيفية انتقال النص المسرحي باعتباره نصا أدبيا مكتوبا من إبداع المؤلف، إلى صورة مشهدية تجسد في العرض المسرحي بغية تحقيق الأثر المسرحي. لذلك فإن الرؤية الإخراجية من منظور خالد أمين يسهم فيها العديد من المتدخلين الذين يمنحون المخرج الصورة الجمالية للعرض المسرحي بدء من المؤلف، والسينوغراف، والدراماتورج، والممثل، فهؤلاء يساعدون المخرج على تحقيق الفعل المسرحي المنشود، وإذا وقع خلل بين هذه المنظومة الساعية إلى صناعة الفرجة جماليا وفكريا، فإن الرؤية الإخراجية لن تتمكن من إيصال رسالتها الفنية وسيشوبها الغموض والإبهام مما سينتج عنه فشل العمل الإخراجي برمته. كما وقف خالد أمين عند أهمية التحليل الدراماتورجي الذي يساعد المخرج على فهم بنية النص وحدثه وأفضيته وطبائع شخوصه نفسيا واجتماعيا، لذلك فالتحليل الدراماتورجي محطة أساسية يقف عندها المخرج قبل وضع تصوره الإخراجي للنص المسرحي وتجسيده على الركح.
ويختم خالد أمين كتابه بالوقوف عند بعض التجارب المسرحية المتمثلة في كل من التجربة الدرامية للكاتب المسرحي كريم الفحل الشرقاوي من خلال نصه المعروف “في حضرة الشيخ القوقل”، ثم تجربة الشاعر والفنان المسرحي السعودي من خلال عرضه المسرحي الموسوم بـ “ملحمة صهيل” التي يستعرض فيها تراث وتاريخ المملكة العربية السعودية في أجواء احتفالية تراثية، إلى جانب ذلك يعرف خالد أمين بتجربة المسرحي المغربي الكبير رضوان احدادو والمتمثلة في البحث النوعي المتميز في تأريخ الذاكرة المسرحية بمنطقة شمال المغرب، مؤكدا على الدور الهام الذي قام به رضوان احدادو في توثيق وأرشفة ذاكرة المسرح المغربي كونه “أيقونة لامعة في المشهد المسرحي المغربي تأريخا وإبداعا” ص: 213، ومن بين القضايا التي اختتم بها هذا المؤلف، قضية المسرح في زمن كورونا، حيث أصبح المسرح معزولا ومنفيا عن معانقة الجماهير، بسبب الوباء اللعين الذي أبعد المسرحيين عن معانقة جماهيرهم بشكل حي، فهما كانت أشكال الفرجة في زمن كورونا التي هيمنت عليها الوسائط الاجتماعية أو فرجة المواقع، فإن خالد أمين يشدد على أنه لا شيء يمكن أن يعوض التوجه إلى المسرح حيث اللقاء المباشر والحي بين جسد الممثل والجمهور.
عموما، يعد كتاب “هوامش دراسات الفرجة”، محكا نقديا يسائل قضايا مسرحية راهنية وسمت الممارسة المسرحية العربية والمغربية، بدء من مساءلة علاقة المسرح العربي بقرينه المسرح الغربي ووضعه في محك التفكير العابر للحدود، وصولا إلى طروحات فلورانس ديبون تجاه الشعرية الأرسطية، وصيغ عبور شكسبير إلى العالم العربي وتمظهراته في النصوص المسرحية العربية سواء عن طريق الترجمة أو الاقتباس أو الاستنبات أو إعادة الكتابة، ناهيك عن مساءلة الفرجة في الأماكن الأخرى، ومفهوم الرؤية الإخراجية في المسرح، إن كتاب “هوامش دراسات الفرجة” يعد ثمرة من ثمرات المشروع النقدي الهام الذي رسمه خالد أمين لمساءلة المسرح بمفاهيم فكرية تستقي من مشارب مختلفة (الفلسفة، التفكيك، النقد المزدوج، النقد الكولونيالي..) تصب في اتجاه واحد تمنح للخطاب المسرحي العربي والمغربي على وجه التحديد رؤية واضحة المعالم.
د . هشام حكام باحث في النقد المسرحي