دراماتورجيا العرض في أصل مسيرة مخرج/ طالب الشوكه

ويعد ومن ابرز الاصدارات الذي أخذت صدا واسعا من قبل النقاد والمتابعين في النسخة التاسعة والعشرين لمهرجان القاهرة الدولي.

كان له حضور مهم كتاب (دروماتورجيا العرض في اصل مسيرة مخرج) للمخرج جينيو باربا وهو شخصية معروفة في عالم المسرح وله فضاءه المفاهيمي الذي امتد لاكثر من سته عقود، هذه النسخة تعد من الكتب التقنية وقائم اساسا على المخرج والممثل وحركة الجسد والنص (الحوار)  وهذا يعني ان الكتاب يلعب دورا محوريا واساسيا في عالم تقنيات المسرح واضافة مكملة لما يعرض في المهرجان من عروض مسرحية تسهم بنشر الثقافة والفكر. فالاخير يسهم بنشر الافكار والرؤى, باعث للثقافة في الذاكره الجمعية.

لا يتوفر وصف.

الكتاب تناول العروض المسرحية والدراما واستعرض دراما تورجا العرض واشتغالاتها في الاعمال والعروض المسرحية بشكل فني وومتقن وتطرق الى عناصر العروض المسرحية وكيفية تنظيمها وجذب الجمهور من خلال التقنيات المختلفة في المسرح وتأثيراتها على المتلقي. الكتاب يتكون من مقدمه وخمس عنوانات واربعة فصول نقلها الينا المخرج العراقي الدكتور قاسم البياتلي الذي له تجربة غنية بمفاهيم الشغل المسرحي المعاصر اضافة الى تجربتة التي امتدة عقود في اوربا وايطاليا

ضمن مفردات الكتاب تحدث عن تأثير العروض المسرحية وكيفية بناء قصص شيقة ومثيرة وفيها رسائل انسانية وفنية وكيفية نجاح العروض المسرحية وماهي عوامل النجاح والتوازن بين عناصر الانتاج في عرض مسرحي ناجح ومؤثر . اكد الكاتب على اهمية المخرج من خلال رؤيته لدراما تورجيا العرض وكيف يؤثر في حركة العرض المسرحي واظهار جوانبه الفنية بشكل حسن. كما قدم نصائح للمخرج كيف يطور من مهارته الفنية في انتاج العروض وادراتها ببراعة وحرفية .

باربا من خلال تجربته الطولية والتي امتدة من ستينيات القرن الماضي وكانت تجربة غنية ومتراكمه وانتج اعمال مسرحية متميزة يصاحبها نضج فني ومعرفي اوحت له بان يكون مستقلا بذاته ومن خلال مسرح الاوان 1964

وكان لتجربته الفنية مع البولندي غروتوسكي في كتابه الاول البحث عن المسرح الضائع مقترح حول الطليعة البولندية تناول من خلالها تجربة في مسرح المختبر الذي اصدر في عام 1965 وهي تجربة اضافة له خزين معرفي جديد, كما ان لاصدارات باربا اغنت المكتبة العالمية والمكتبة العربية  من خلال انتاج اعمال مسرحية متميزة من خلال العراقي الدكتور المخرج البياتلي

وكيف اجرى تعديلا على العنوان مع المؤلف  ليكون (دراماتورجيا العرض في أصل مسيرة مخرج )(وعنوانًا فرعيًا – حرق البيت)…وجاء الاتفاق وفق تفاصيل عن مسيرة المخرج باربا الفنية والحياتية وطرح بعض النصائح من تجربة الطويلة وان يوفي ماعليه من التزامات اخلاقية لاساتذته في المسرح ويضع تجربته الفنية محفزا له والعاملين معه وان تكون خلاصة فكرة المستمدة منهم (اساتذته الذين تعلم منهم ابجديات المسرح)

عناوين شعرية

تميزت كتب باربا بالجانب التطبيقي كونه مخرج والممثل ورؤيته الفنية (والعمل البيداغوجي يقصد تحقيق اهداف التعلم وتطوير المعرفة والمهارات لدى الممثل) ومبادى أنثروبولوجيا المسرح التي وضع أسسها (أنثروبولوجية المسرح تهتم بدراسة الأداء المسرحي في سياقات مختلفة حول العالم، بما في ذلك المسرح التقليدي والشعوبي والمسرح المعاصر. تسعى لفهم كيفية استخدام الأشكال المسرحية والأداء المسرحي لتعبير عن الهوية الثقافية والقضايا الاجتماعية والسياسية والدينية) ان تجربة باربا تجربة شخصية تعتمد سرد الحكايات وامثله من التاريخ المسرح الاوربي ويقاربها بالمسرح الشرقي والاكلاسيكي ويطعمها بصور شعرية والتلميح والاستعاره. ويسمى مسارح المجاميع. كما تمتاز عناوناته بصيغها الشعرية والعلمية وهذا مانجده في كتابه الاول البحث عن المسرح الضائع مقترح حول الطليعة البولندية تناول من خلالها تجربة غروتوفسكي في مسرح المختبر 1965

كما صدرت عدة مؤلفات باللغة الايطالية منها “زرق ورق”، “ما وراء الجزيرة العائمة”، “أنثروبولجية المسرح”، “الحرفة والعزلة”، “الانتفاضة”، “مسيرة المعاكسين” ،”أنثروبولجية المسرح”، “أسرار فن الممثل”، “معجم أنثروبولوجية المسرح”. وكتاب بعنوان “القارات الخمس للمسرح – وقائع وطقوس وحكايات الثقافة المادية للمسرح” (2017). وقد اشترك معه في التأليف نيكولا سافاريسي.

المؤلف يتحدث عن ارهاصاته واضطراباته النفسية وعائلته وعمله وهو السيرة الذاتية لباربا، ويتحدث عن سفرة وحله وترحاله في بلاد مختلفه وكيفية قبوله في معهد مسرح وارشو وتحدث عن تجربته بمسرح المختبر و مفاهيم المسرح في ستينات القرن الماضي وتجربته مع غروتوفسكي، ثم تحدث عن تجربته المضنية في تأسيس مسرح الاون في النروج وبعدها الى الدنمارك (1966) مع ثلاث من زملائه الممثلين الذين شاركوه المسيرة الفنية لمدة نصف قرن ولايزال البعض يعمل معه وكان لهم ان يتحدثوا عن عملهم كممثلين وعن رؤيته كمخرج في كتابه. وبقى باربا مهاجر وفي رحلة البحث عن الذات المسرحي والتفكير .كما اسس المدرسة الدولية لانثروبولوجية المسرح ايستا عام 1980

باربا اعد نفسه ذاتيا من خلال الاعداد الذاتي وطرحة اسئلة محفزه لعمل المسرحيين الاوربين وطريقة تفكيرهم واستنطاق اشكاليات المسرح وتطرق عن تسمية المسرح الثالث في مؤتمر بلغراد 1976 لمناقشة واقع المسارح المهمشه في اوربا واميركا اللاتنية التي استطاعت تجاوز المعاير المسارح الاكاديمية والمسارح التقليدية سالكتا طريق ثالث واقتربت تطبيقاتها من انتربولوجيا المسرح التي شخص باربا مبادئها الاساسية .

كما تنوعت هذه المسارح  لثقافات وبئيات مختلفه وتعددت طرق اعداد الممثل داخل كل مجموعة على انفراد كما ان عروضها المسرحية اعتمدت في انتاجها على التموين الذاتي

 

مفهوم الدراماتورجيا

ابيا استخدم الدراماتورجية مصطلح يشكل المتن ويوضح معناه التقليدي بكتابة النص الدرامي، فتناوله مع ممثلي (مسرح الاوان) بشكل حصري بناء على طريقة عمله كمُخرج ومعتمدا على معناه الايتمولجي (مصطلح “الإيتمولوجيا” ليس مألوفًا باللغة اللاتينية. يمكننا الإشارة إلى مصطلح “إيتيمولوجيا” في اللغة العربية والإنجليزية، الذي يشير إلى دراسة أصل الكلمات وتطورها وتاريخها بالنسبة للدراماتورجيا، فإنها لا تعتمد بشكل مباشر على الإيتمولوجيا في اللغة اللاتينية. ومع ذلك، تتأثر الدراماتورجيا بشكل عام بتطور اللغة وأصول الكلمات في اللغات المختلفة على مر العصور)

اما الإيتمولوجي في اللغة اللاتينية: فهو الافعال في نسيج حبكة النص المكتوب او المنطوق او النص المسرحي او الدرامي او الروائي  المنطوق بكل مكوناته .باربا شخص ساق الظرف السردي بطرق عديدة في العرض المسرحي الذي كتب لهذا الغرض بدل النص الدرامي كقيمة اساسية في العرض بتوظيف المخرج للممثلين والموسيقى وتنظيم الفضاء المسرحي من اجل اظهار القيم الفنية والجمالية  لاظهار حبك وانشاء عرض مسرحي على مستوىات ثلاث:

الدراما تورجيا العضوية : كشف ايقاعات الممثلين البدنية والصوتية. باربا اكد على ان الدراماتورجيا العضوية او الدينامكية عصب العرض المسرحي و تعتمد على افعال الممثلين في العرض مما يجعل تفاعل مع المتلقي، يتفاعل مع العرض بانسجام وانسيابية ويكون جزء من العرض الذي يجعلة يرقص في مكانه وان اداء الممثلين يمكن ان يحيا دون دراماتورج سردية ولا يمكن ان تتخلى عن السردية عن العضوية في انتاج العرض.

اما دراماتورجا العرض، فيوكد باربا اهمية مشاركة المتلقي في العرض وكيف يمكن للمخرج ان يقوم باجراءات لتمهيد الطريق للمتلقي ان يتفاعل  مع العرض ويكون له دراما تورجيته الخاصة في تجربيته واختياراته

الدراما تورجيا السردية: حبكة الاحداث لااظهار المعاني المختلفة للعرض وايصال المعنى للمتفرجين

الدراما تورجيا الاستدعائية : وهو عمل المخرج لتفاعل الجمهور مع العرض

غروتوفسكي يعد باربا ان المخرج هو المتفرج الاول فهو عيون المتفرج ويتفهم باحاسيس المبدع للعرض وعلى المتلقي ان يكون له القدرة الخاصة  ان يتفاعل يكون جزءا من العملية الابداعية للعرض والممثلين.

العروض الاولى والنصوص الدرامية التي قدمها هي عبارة عن حكاية واحدة وان المتلقي لن يتفاعل مع ما يقدمه الممثلون وكانت خلال الفترة الواقعة بين 1965-1970، فكان لابد من ايجاد طريقة مختلفة تساعد ان يكون المتلقي جزء من العرض وان يقدم اعمالا اكثر اثارة وجذب واخذ يفكر بايجاد طرق وينابيع مختلفة لتكوين الدراما توجيات المتعددة. وكانت انتفاضة على عروض القصة الواحدة وحدث هذا في عام 1972

تطرق باربا في الكتاب الى الممثل في مسرح الاوان يعتمد على الارتجال. والارتجال في لغة وهو العمل الذي ينتجة الممثل على الخشبة، كما اشار لبعض المبادئ الاساسية لانثروبولوجيا المسرح والتي تشكل المنطلق لعمل الممثل كوسائل لتطوير القدرات الجسدية والذهنية للممثل لخلق المشاهد المسرحية التي تدخل في بنية العرض المسرحي.

كما اشار الى مصطلح الديناميكية وتعني الاندفاع وحيوية الفعل وكيف تتم مراقبة الاحداث، وان يكون التوقع ظاهريا ولايمكن توقع مسارها ونهايتها

الديناميكية في المسرح وهي العناصر المتغيرة والمتحركة التي تحدث في العرض المسرحي. لإيجاد توازن وتوتر وحركة في العروض المسرحية لتجعلها أكثر حيوية وجاذبية للجمهور. هناك عدة عناصر تساهم في خلق الديناميكية في المسرح

الحركة الجسدية: يستخدم الممثلون حركات جسدية مختلفة للتواصل مع الجمهور وتجسيد شخصياتهم. يمكن أن تكون الحركات سريعة أو بطيئة، خفيفة أو ثقيلة، وتعكس المشاعر والحالات النفسية للشخصية

استخدام المساحة المسرحية: يتم استخدام المساحة المتاحة على المسرح بشكل ديناميكي لخلق حركة وتفاعل بين الممثلين والعناصر المسرحية الأخرى. يمكن استخدام المساحة بشكل مختلف لتوجيه انتباه الجمهور وتوليد تأثيرات بصرية مثيرة.

استخدام الصوت والموسيقى: يمكن استخدام الصوت والموسيقى بشكل ديناميكي لخلق تأثيرات عاطفية وتوجيه الجمهور. يمكن استخدام التغييرات في الصوت والموسيقى لتحقيق توتر أو تسلية أو أي تأثير آخر يتوافق مع رؤية المسرحية

التواصل والتفاعل بين الممثلين: يتواصل الممثلون مع بعضهم البعض بشكل ديناميكي على المسرح، ويتفاعلون مع بعضهم البعض من خلال الحوار والحركة والانفعالات. يمكن أن يؤدي هذا التواصل والتفاعل المتغير إلى إثارة الاهتمام وتوتر الأحداث في المسرحية

تلك العناصر تعمل معًا لخلق ديناميكية في المسرح وتحقيق تأثيرات متنوعة على الجمهور. يعتمد نجاح الديناميكية في المسرح على تناغم وتوازن هذه العناصر واستخدامها بشكل فني ومبدع لتحقيق رؤية المسرحية وإثارة اهتمام الجمهور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت