خشبةٌ وبوحٌ يفيضُ بالإنسان / جبّار ونّاس
أنتَ – فنانَ المسرحِ – ذكراً كنتَ أم أُنثى ماالذي يحدو بكَ لأنْ تَنالَ من التعبِ والخساراتِ الباهظةِ إزاءَ متعةٍ تساعدُ في بثها بمقدارٍ لايتجاوزُ الساعةَ من الوقتِ؟.
وبالطبع هي ساعةٌ تفوحُ أحشاؤها بأشياءَ كثيرةٍ ومختلفةٍ ومصادرُها كثيرةٌ أيضاً قد تنتجُ من تضامنِ الكلمةِ مع اللونِ، الموسيقى، الجسدِ، الديكورِ، المخيلةِ حين يُقَيَّظُ لها لأنْ تتصيَّرَ بتجلٍ جديد ستنزعُ فيه من ركامِ ما تلبسُ فتبدو في نياشينَ جديدٍ تُنبئ عن حيازاتٍ جديدٍةٍ في التبصرِ والتأملِ والتثبتِ الحصيفِ حين التداخلُ مع ما يتراكمُ في حضنِ الحياةِ وما يدلنا إليه رسولُها ونعني به واقعَ دقائقَ ما نعيشُ من لحظاتٍ في الخيبةِ وفي الفرحِ وفي الهزيمة وفي الإنتصار، الجمهورِ فله أنْ يثلمَ من أحشاء تلك الساعة أو يجعلَها في تمامِ التبرجِ والحضور المضيء.
ضربٌ من الجنون هو أم حبٌّ يتواتر فيغدو شغفاً لا يبارحُ القلوبَ والوجدانَ؟ وقد يتبطرُ عليكَ أحدُهم وهم من الكثرةِ ليُدلي عليك بالسؤال المرِّ :مالكَ وهذا الشغفُ الذي تدعي وهذا الذي يذهبُ سدىً من لحظاتك وما يتبددُ من آمالِكَ وطموحاتِكَ وهي كثيرةٌ وليس لها ما يحدها؟
هو سؤالٌ مرٌّ صدقوني – أيُّها الأحبةُ في المسرح – ولكنَّ مرارَتَه تؤرِّقُ فيَّ مكامنَ الشغفِ التي أتوكأُ عليها وأنا أسيرُ في رسم خطواتي القادماتِ تمثيلاً، إخراجاً، تأملاً، تبصراً، قراءةً، مشاهدةً، بحثاً، مشاركةً، نقداً يترصدُ عن قربٍ مفاتيحَ نصٍ مسرحي أو تفكيكَ مكوناتِ عرضٍ مسرحي يُعلنُ القائمون على تَصَيُّرِه عن مدى إيمانهم العظيم بما تفوحُ به خواصرُ تلك الخشبةِ(خشبة المسرح) وأنا من جانبي سأعلنُ أمامهم عن هذا الفيضِ العارمِ الذي يعتريني فأناديه :
“أنتَ رايتي التي أُلوِّحُ بها بين الآفاقِ الواسعةِ وأنتَ أنتَ – أيُّها الشغفُ اللذيذُ واللذيذُ جداً) ومبارك عليكم عيدُكم – أيُّها الأحبةُ على خشباتِ المسارح)