مهرجان عشيات طقوس المسرحية الدولي…سيبقى الحلم قائماً / رجاء فرج (بغداد)
اعلنت إدارة مهرجان عشيات طقوس المسرحية الدولي عن فعاليات دورة المهرجان السابعة عشر التي اقيمت في الفترة من 28 أيار الماضي لغاية الأول من حزيران الجاري على مسارح المركز الثقافي الملكي والشمس وأسامه المشيني في عمان.
وأوضحت إدارة المهرجان أن هذه الدوره تضم 3 مسارات هي؛ الرئيس “عشيات طقوس” السابع عشر، وعشيات “المونودراما والديودراما” الأول، وعشيات “للمسرح الشبابي الأول”.
وعلى مدار 5 أيام شاركت في مختلف مسارات المهرجان العروض المسرحية التالية؛ من الأردن “يا طالع الجبل” و”النقيض” و”زلزال” و”انثى الثور” و”الزمن” “وجثة على الرصيف” إ و”نبأ عاجل” و”في انتظار غودو” . وقد شارك من العراق “سيكيزوفرانيا” ، و”سلمى” (إقليم كردستان العراق)، ومن السعودية “القيد” ومن مصر “آه كارميلا” ومن سلطنة عُمان “أنصاف”، و”العزف على النوى” ومن البحرين “التيه” ، ومن تونس “فولارة” ، ومن الجزائر “لست وحدي”، ومن المغرب “نزيف الزنزانة 7″، ومن ليبيا “ومن الشعر ما بتر”، و”الجنرال” ، ومن السودان “المحارب الاخير”.
كما اشتمل المهرجان على ندوة فكرية بعنوان “جماليات العرض المسرحي الطقسي” وندوات تعقيبية للعروض، وورش مسرحية خاصة بالتمثيل والاخراج في المسرح الطقسي.
المونودراما تعني ان يؤدي الممثل مجموعة شخصيات متداخلة ،صوت الشخصية وصوت الشخصيات الأخرى هو اتقان الممثل لعملية التحويل بدون تعقيد ويكون مقنعا لدى الجمهور .
كما و يذكر الدكتور جبار خماط حسن في مقالته المنشورة على صفحته في الفيس بوك … .(المونودراما – بوصفها نمطا ادائيا عالي الجودة – الصوت الداخلي للممثل ، طاقة للتعبير تتطلب من الممثل المراقبة والمتابعة. لخطوط الداخل والخارج ، الداخل العاطفي والمشاعري ، والخارج البيئي ، بينهما افكار تتحرك على نحو نسيج حي في متن النص ، الذي كلما أتقن المؤلف كتابته في ثنائية الحاضر والغائب ، في بنية الشخصية ، كلما صار التوتر عاليا في الهنا والان على خشبة المسرح لدى الممثل ، فالاداء المونودرامي يتطلب صناعة متقنة التعبير ، لأنه يعتمد رجع الصدى الناتج عن الكلمة وتردداتها السمعية والبصرية والحركية ، في وحدة عضوية تجتمع على رسائل التأليف والاخراج والتمثيل والتقنيات ، التي لا نجد لها فصلا أو إبعادا في تكوينها ضمن المونودراما ، بل تظهر تلك الرسائل مجتمعة في حضور الممثل وأدائه المونودرامي ، بوصفه العلامة الكبرى التي تهيمن على بنية العرض المسرحي ، ولهذا لا يكون أو يتحقق فضاء المونودراما الا بممثل ، يلتقط شفرة الايقاع المنضبط ، بهدف ضمانية التأثير والامتاع لدى المتلقي . لذا ينبغي اكتمال أدوات التعبير لدى الممثل في المونودراما ، لأنه صانع للدهشة بحضوره الخاص وجودا ، وصداه العام تأثيرا في المتلقي . )
ومن العروض المميزة في هذا المهرجان العرض الأردني الذي سلك مسار الديو دراما مسرحية (الحلم) عن رواية (سجون من زجاج )للروائي منصورعمايره فرقة طقوس المسرحيةعلى مسرح أسامة المشيني وهي من اعداد وإخراج الأستاذ عيسى الجراح وسينوغرافيا تيسير البربيج وتمثيل رانيا سالم وعبدالله رابعه ..
ان الانتقال من البنية السردية الروائية الى البنية النصية التي تقوم على الفعل وهنا استطاع المعد والمخرج من جمع مفاتيح المعالجه الاخراجية والادائية للمثل ونجح فيها اذ نجد ان الشخصية المؤداة (المرأة الصامدة) من الممثلة(رانيا) كانت تجسد الصراع الداخلي وتحويلة الى فرح تارة والى حزن وغضب تارة أخرى هذا الانتقال من الذات الى العلن بحركات واصوات تتغير حسب الشخصية التي تجسدها يدل على قدرتها الادائية كونها تتقن تغير نبرة الصوت وتغير الشخصية بشكل مفاجئ وسريع مما أدى الى تناغم وتفاعل شعوري مع الجمهور المتلقي ..وقوة الصوت وحتى الضحك والبكاء هي انفعالات و تحدي للواقع الحياة الذي يضطهد المرأة بشكل عام والمرأة العربية بشكل خاص وجعلها المخرج شخصية ثائرة وصامدة وصابرة على ما الم بها من ظلم وسلب لحريتها…اما الشخصية الثانية وهي الشخصية الصامته التي يؤديها الممثل (عبد الله) تبدو شخصية مكمله للعرض المسرحي وكانت رغم صمتها الا انها شخصية اضافت للعرض الكثير كانت تظهر وتختفي وطول فترة العرض كان الجمهور ينتظر ان ينطق ولو بكلمة ولكن بقى الصمت ملازما للهذه الشخصية التي اثارت التساؤلات عن سبب تواجدها هل هو للضرورة العلاجية للنص او العرض المسرحي ام لتحويل سير العرض من المونودراما الى الديو دراما الذي يمثله شخصين ولكنه شخصية صامته ..المخرج والمعد كان ذكياً حيث اثار التساؤلات وترك الإجابات حسب رؤية كل متلقي للمشهد المسرحي .. واختلفت الإجابة سواء كانت اكاديمية او فنية او ثقافية.
انا اجدها حسب رؤيتي انها شخصية مضادة للشخصية (المرأة الثائرة) اجدها تعبير عن الصمت فهو كان موجود بالحدث المسرحي بقرب الشخصية ويشاهد ويشارك ما أصاب المرأة من ظلم وقهر وقيد وسلب الحريات وقتل للطفولة الا انه بقى صامتا انه تجسيد لواقعنا المؤلم حيث يشاهد كبار القوم والمتسلطين الظلم والاضطهاد وسلب الحريات وقتل الأطفال والنساء وخاصة اليوم ما يحدث للأطفال ونساء فلسطين امام اعين الجميع يشاهدون ولكنهم صامتون امام بشاعة المجازر وجثث الأطفال المقطعه وتهجير العوائل من بيوتهم الكل موجود الكل يشاهد والكل صامت وفي النهاية يخبرنا المخرج بان الحلم سيبقى رغم الألم والدمار …