“رحلة مرح” أحدث إصدار في مسرح الطفولة للكاتبة العراقية د. إيمان الكبيسي
عن دار السرد ببغداد، أصدر حديثا للباحثة والكاتبة العراقية د. إيمان الكبيسي كتابا يحمل عنوان: “رحلة مرح” يحتوي على مجموعة نصوص مسرحية موجهة للطفل، بعدد خمس نصوص هي: المصباح والمملكة وحكمة ومنورة وقلم الذهب وجورية.
كما احتوى الكتاب على مقدمة أنجزتها د. امل الغزالي، وجاء فيها الآتي:
” تثير دوافع الحركة المحببة للاطفال في ذواتهم الرغبة والأثارة لأكتشاف الأشياء بصورها الجميلة من خلال حضورها الأنيق والبسيط في النص المسرحي بمشاهدة العروض المسرحية ومتابعتها وفقا لعوامل الجذب النصي والاخراجي لمسرح الأطفال، مسرح متكامل يختص بفئة الأطفال من الجمهور، سواء من حيث الكتابة أو من حيث الإخراج؛ حيث يركز القائمون عليه إلى تحقيق عروض مسرحية تتفاعل مع الطفل، و تلبي حاجاته و أهوائه.
يمتاز هذا النوع من المسرحيات بأضفاء البهجة والسرور مجسدا الجانب الترويحي للطفل فضلا عن الجانب القيمي والتربوي الذي يتم غرسه في ذات الطفل، أن مسرح الطفل من أهم الفنون والسبل للوصول إلى عقل الطفل، ووجدانه، والمقصود أنه ذاك المسرح الذي يقوم الأطفال أنفسهم بالتمثيل فيه، و هو على درجة كبيرة من الأهمية، وذلك المجموعة من الأسباب منها؛ تنشئة الطفل على محبة التعامل مع الآخرين، و ترسيخ حب هذا الفن الراقي لدى الآخرين اذ وصلت النصوص المسرحية الى وجدان وعقل الطفل بتقديمها قيما تربوية كالامانة والبطولة والمحبة والشجاعة والصدق، بصورة متعمقة ومؤثرة وجاذبة للطفل، الامر الذي تطلب من المؤلفة جهدا ابداعيا كبيرا وادراكا لتأثيره في المتلقي / الطفل ودراسة لاستيعابه وقدرته على التركيز .
تحتوي نصوص مسرح الطفل على مجموعة من الوسائط التعبيرية التي تؤثر بصورة مباشرة وفاعلة في شخصية الطفل وتنمية خياله وزيادة سعة جوانبه الانفعالية والعقلية الامر الذي يعمل على بلورة شخصيته بصورة ايجابية، من هذه الوسائط التعبيرية التي ركزت عليها المؤلفة هي الحكاية التي تستند بقانون النص المسرحي الى وحدة الزمان والمكان والحدث الا ان المؤلفة هنا تجاوزت ذلك الى بالدقة في توزيع الاهتمام والتوازن بين المشاهد والاسراع نحو النهاية بحذف التفصيلات التي تتوه الطفل عن الهدف الخاص للنص المسرحي بحداثة واعية وخبرات عميقة.
اهتمت المؤلفة بالحركة والشكل الجمالي فضلا عن التعبيرات التي تأخذ الطفل في رحلة فنتازية مع شخوص تنكرية طرحت افكارا مختلفة امتازت بالنضج وتحقيق المتعة والفائدة بتقنيات استنتاجية تحرك الراكد في ذوات الاطفال من افكار ومعارف دون الأساءة للجانب التوعوي، ويبقى مسرح الطفل على اختلاف مفاهيمه بحسب آراء النقاد و الدارسين فنا دراميا موجها إلى الناشئة، لتكوينها تربويا، اجتماعيا، ثقافيا وسيكولوجيا، فضلا عن ابداع عالم فنتازي جاذب ومشوق بأساليب مسرحية ابداعية متنوعة “.د. امل الغزالي/ 2024