نص مسرحي للأطفال “سعدان ونعسان” / تأليف: الدكتور حيدر علي الاسدي

الشخصيات :
سعدان: (طفل ذكي وشاطر)
نعسان : (طفل بليد ومشاكس)

المشهد الاول

((في حديقة المنزل))
نعسان : الجو جميل …الطقس بديع …الجو جميل..والطقس ربيع….والجو جميل والطقس ربيع …ربيع ربيع “يشدد” (في الاثناء يمسك مقص ويقطع الاوراق ويرميها بالحديقة…فيأتي له سعدان ويبدو غاضباً)
سعدان : هي انت نعسان ما الذي تفعله، انك تعبث في حديقة المنزل، لو خرجت الان والدتنا ستعاقبك أيها المشاكس…
نعسان : انا أفضل منك انا صاحي منذ الصباح انا نشط نشط انا (بطريقة بليدة)
سعدان : ولكنك ترمي الاوساخ على الارض منذ الصباح بدلا من تنظيف الحديقة وانعاش البيئة.
نعسان: (بتعجب) انعاش البيئة! وهل اصاب البيئة الاختناق! يا ويلي ياويلي!
سعدان : اكيد ستصاب بالاختناق اذا استمريت برمي النفايات وبقايا والاوساخ على الحدائق الخضراء ….ان هذه الحديثة هي متنفسنا الوحيد فلماذا تخنقنا بإهمالك…
نعسان : اوووو عاد لنفس القوانة، طيب انا أحب ان اتناول الحلوى في الصباح وسلة النفايات بعيدة عني، فاين تريدني ان أحفظ أغلفة الحلويات في جيبي او حقيبتي المدرسية …طبعاً أرميها على الارض وبعدها ستأتي أمي لتنظف المكان كالعادة…كالعادة يا سعدان…(يضحك ضحكة مشاكسة وهو يفتح قطعة حلوى جديدة) .

-المشهد الثاني-

((نعسان في الحديقة ….يشرب العصير ويرمي زجاجة العصير بالشارع من أعلى باب المنزل بعد ان فرغ من تناولها))
نعسان :سأرمي هذه الزجاجة من اعلى الباب …ما دام لا احد في المنزل سواي …..وما دام سعدان منشغلاً بالدراسة …يريد ان يصبح دكتور (يضحك بمشاكسة وبطريقة تمثيلية الية) عيادة دكتور سعدان….ترحب بكم …عند الدكتور سعدان لن تمرض بعد الان …(يضحك)
((في الاثناء يدخل سعدان على نعسان))
سعدان : لماذا لا تدرس …غدا امتحانك ولم يتبق الوقت الكثير حتى تراجع دروسك…
نعسان: (بضجر) سأنجح لا تخف…
سعدان : كيف تنجح وانت لم تدرس حتى الأن؟
نعسان : بسيطة …أغش!
سعدان : تغش….أياك ان تعيد هذه الكلمة المشينة مرة اخرى! والله لو سمع والدينا هذه الكلمة من لسانك فانهما سيعاقبانك اشد عقوبة ايها المشاكس المهمل…
نعسان : انا تعب تعب جدا..لا مزاج لي للدراسة …ثم  قل لي ما فائدة الدراسة انها فقط تجلب المتاعب وصداع الرأس…
سعدان : لأنك تشغل نفسك بأمور مملة وغير مفيدة حتماً ستكون بلا مزاج…
نعسان : اوكي اذن سأشغل نفسي بتقطيع اوراق حديقتنا …
سعدان : عدت مرة اخرى لنفس تصرفاتك ايها المشاكس نعسان…بدلاً من قطع الاوراق اسقي الحديقة …ازرع ورود جديدة، اشغل نفسك بالقراءة وتعلم اشياء جديدة حتماً سيتحسن مزاجك…الدراسة هي وحدها من ستقودك الى العلم والنجاح والسعادة في حياتك يا نعسان صدقني….من دون علم ستكون مجرد رقماً في هذا المجتمع لا احد يكترث لوجودك او غيابك!
نعسان : طيب طيب …شكرا للنصيحة
((بينما يغادر سعدان …نعسان يهمهم مع نفسه))
-نصيحة نصيحة…وكأنه الوحيد الذكي في هذا المنزل….سعدان رجل معقد لا يعرف سوى الدراسة والاعتناء بالحديقة…بينما انا اعشق اللعب…أحب اللعب سأخرج الى الشارع للعب والمرح …ولكن حذائي بعيد عني كيف اجلبه …هي هي انت سعدان هي سعدان اجلب حذائي لي رجاء فانا تعب تعب جداً…اوه سعدان المعقد لا يسمعنا اكيد عاد للدراسة…سأخرج حافيا ما الحاجة للحذاء فالجو جميل!…

المشهد الثالث

((وسط الشارع))
نعسان: (يغني الجو جميل …الطقس بديع …الجو جميل..والطقس ربيع….والجو جميل والطقس ربيع …ربيع ربيع “يشدد”) (يكرر مرتين ثم يصرخ صرخة عالية) قدمي قدمي….زجاجة اخترقت قدمي ….اخ رجلي…دم دم..دم…
(يأتي له سعدان )
سعدان : الم اقل لك لا تخرج حافياً يا نعسان….قلتها الف مرة لك …لماذا لا تسمع الكلام..
نعسان : انها نفس الزجاجة ..نفس الزجاجة يا سعدان.
سعدان : اية زجاجة ؟
نعسان : (وهو يبكي بطريقة كوميدية) التي التي التي رم…رم…رم….رميتها انا بعد ان شربت العصير…ياويلي ..(يستمر بالبكاء)
سعدان : هذا ما جنتيه يداك يا نعسان…هيا لنذهب للطبيب لكي يعالجك..
نعسان : الطبيب. كل شيء الا الطبيب.. سأكون طفلاً مهذباً اقسم لكم …ولكن لا تأخذوني الى الطبيب….يا ويلي…..لا أريد الطبيب ….سأكون مهذباً…سأكون مهذباً…..لن أرمي شيئاً بعد الأن على الأرض…أقسم لكم ….(مع صياح)

 

المشهد الرابع :

(سعداء يوجه الكلام الى نعسان الراقد بفراش المرض))

سعداء: هل تعلم ان الهواء الملوث يسبب العديد من الامراض، وانت الان تحتاج الى نقاهة وتحتاج الى أجواء صحية وهواء نقي، هل تعلم يا نعسان ان العلم الحديث اثبت ان النباتات والمساحات الخضراء تحسن المزاج والصحة وتساعدك على الاسترخاء والسعادة…

نعسان: هل نقلوا حصة العلوم الى غرفتي (باستياء)….

سعدان : ثم قل لي يا نعسان من الاجمل برأيك ابواق السيارات والضوضاء واصوات الماكينات الصاخبة، ام أصوات البلابل والعصافير وهي تشدو لك اجمل الالحان في الصباح.  أصوات بلابل وعصافير وتسبقها أصوات ضوضاء مزعجة.

((يكمل سعدان….))

سعدان :ارأيت يا اخي…

نعسان: انا نعسان ارجوك يا اخي هل لك ان تحكي لي حكاية علني انام بهدوء لأنسى المي…

سعدان :ساحكي لك حكاية مفيدة يا نعسان….

((ينطلق سعدان بسرد الحكاية / محاولة تمثيل شخصيات الحكاية)

نعسان: كان يا مكان في قديم الزمان، كان هناك طفلاً اسمه ادم وله اخت اسمها صفاء ادم كان يحب الطبيعة والبيئة النظيفة، جلس آدم ذات يوم حزينا ينظر إلى الدنيا التي كانت تملأها الأشجار الخضراء يومًا والأزهار الملونة فلم يجد سوى الفضاء الواسع ملأه الدخان الخانق.

وقال في نفسه : من قبل كنت أستمتع بكل حركة ولون في هذا الكون .

وأخذ يتساءل: ماذا حدث؟ أين اختفيت أيتها الأشجار الخضراء ؟

كنت تلوحين بأغصانك وأوراقك اليانعة، تمدين بيديك إلى السماء مسبّحة لله .

فابتسم ماتبقى من الأشجار أسفا : لقد قطعني الإنسان ليجعل مني حطباً يستدفأ بناره في برد الشتاء، وآخرون بنوا بيوتا جميلة من خشبي هناك. ونسوا أن يزرعوا شتلاً آخر؛ ليكبر فيعود ويلوح لينقي الجو .

أدار آدم ظهره متجها إلى البحر. وقف بعض الدقائق متأملاً متألماً وقال للبحر:” أتذكر يومًا عندما جلسنا وتحدثنا معا شكوت لي صمتك وشكوت لك صمتي “. ماذا أصاب صفاؤك أيها البحر فلم أعد أستطيع أن أرى سوى ماءً متسخاً، وغدوت بائساً يائساً.

صمت البحر قليلا ثمّ انفجر قائلاً: ألا تعلم يا آدم أن الإنسان قد مدّ يده بالأذى فهناك مد شبكة المجاري إلى مائي .

وهناك تلك المصانع متعددة الإنتاج ألقت بنفاياها إلي؟ أكنت سأحمل كل هذا؟

انظر إلى سرب النورس، لم يطب له أن يستنشق هواءً ملوثاَ فوق بحر ملوث، ففر وتركني هاربًا.

نظر أدم إلى الهواء الذي أستنشقه نقيا في الماضي متسائلاً : وأنت يا عزيزي الهواء ما سبب تلوثك؟

نطق الهواء بغضب : إنه استهتار الإنسان السبب يا آدم فقد تلوثت بسبب دخان السيارات ودخان المصانع و الحرائق و السجائر و الحروب.. وغيرها.

صمت آدم متنهداً قائلا التلوث عم ولحق بكل شيء ، فهزت رأسها أخته صفاء متسائلة

صفاء : وما هو التلوث ياآدم؟

آدم: هو كون الشيء غير نظيف، بإضافة مكونات جديدة ضارة له، وهو الذي ينجم عنه بعد ذلك أضرار ومشاكل صحية للإنسان و الكائنات الحية.
هنا بادره الهواء: أتعرف شيئاَ عن التلوث البصري؟
آدم : هو النظر لأي شيء تشوه منظره ولم يعد النظر إليه مريحا مبهجًا وفيه انعدام الجمال ؟

الهواء: أختي التربة شكت لي، لقد أصابها ما أصاب البحر فهي التي توفر للإنسان الغذاء، إن المبيدات وتراكم النفايات أتعبها.( أتعبها جدااااااا/ بتشدد)

آدم : دلّني ياهواء وساعدني ماذا أفعل؟
حاول الهواء أن يكون لينا قائلا : التلوث يعني الإبادة البطيئة للحياة فمن واجبك كإنسان الحفاظ على البيئة وحمايتها من التلوث.

عاد آدم مع أخته إلى الحي بعد أن قررا أن يبدأ بنفسه وبأخته فيجمعا القمامة من الشوارع والمدارس، وبدأوا في تشجير الشوارع، والتحق به أصدقاؤه ومن ثمّ أهل الحي ليصبح المكان نظيفا مليئًا بالأشجار المثمرة والمزهرة. وعلقوا لافتة في مدخل الحي

أهلا وسهلا بكم أحبوا الجمال، واستنشقوا هواء بلادي الشافي .

لاتلق بالنفايات في الشارع

لاتلوث الماء أو الهواء ولاتمد يدك بالأذى للتربة

لاتقطع الأشجار فهي صديقة هوائك النقي وصديقة البيئة .

وعاشوا في اجمل حال .

سعدان: ها ما رأيك يا نعسان…..

نعسان : هل يمكننا ان نفعل ذلك يا اخي سعدان ….لأني اريد ان أكون صديقاً للبيئة لأنها التي تجلب لنا السعادة وتوفر لنا مساحات امنة وصحية للعب.

سعدان: بالتأكيد يمكننا ذلك يا اخي.

نعسان: اذن منذ الان (لا لا …. الان انا مريض ويكمل) منذ ان أتشافى سأغرس شجرة كلما سنحت لي الفرصة وسأبدأ اولاً بحديقة مدرستي ومنزلي ، وسأروي النباتات بانتظام واستخدام اكياس قماش عند التسوق بدلا من البلاستيك ولن ارمي النفايات في الشارع او في نهر مدينتي بل في اماكنها المخصصة.

سعدان : هاك انظر يا نعسان.

نعسان :ماذا ؟

سعدان : ان أطفال الحي المقابل لمدينتنا اطلقوا مبادرة تطوعية للحفاظ على البيئة وسيبدؤون أعمالهم في العطلة الصيفية ….

نعسان: اذن لننضم لهم ….

سعدان : وهو كذلك، سنفعل ذلك لأنه يتعلق ببلدنا ومدينتنا..

 

(المشهد الخامس)

((يبدو المسرح نظيف ومرتب ومملوء بالنباتات والأشجار الخضراء واصوات الطبيعة الجميلة والكل مرتاح وسعيد ويبتسم وبعضهم يحاول تنظيف المكان وترتيب الاشجار// مع اغنية لدعم الطبيعة والحفاظ على البيئة))

(النهاية)

 

 

 

لمن يرغب بإخراج المسرحية التواصل مع المؤلف على :

الايميل: hedar_alasde87@yahoo.com

واتساب: 07716475023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت