كتاب الخميس (الحلقة الثامنة والأربعون) / عرض و قراءة: عقيل هاشم

اسم الكتاب : ”قراءة اللذة -تمظهرات التأويل والتلقي النقدي العربي لنصوص الكاتب علي العبادي – (العبادي مسرحي متمرد نقل الواقع بلمسة شاعرية ودفء إنساني ) ”
الكاتب: حسام الدين مسعد
الناشر: ابصار ناشرون وموزعون -عمان-2024
     *****************************
قراءة اللذة اصدار جديد للكاتب حسام الدين مسعد والصادر عن ابصار ناشرون وموزعون -عمان-2024..الكتاب عبارة عن قراءة للمنجر المسرحي للكاتب علي العبادي.
يسعي مؤلف هذا الكتاب الي إنتاج فاعلية بين القارئ، والنص المسرحي الجيد الذي لا يستهلك قارئه، ومن خلال إعادة صياغة خطابه الإبداعي خارج الأطر الأيدلوجية التي تضيق الخناق علي القارئ، وربما تجعله يعطي انطباعات جاهزة بما يتوافق مع ايدلوجياته.
لذلك جاء اختيار نماذج من نصوص الكاتب العراقي العربي “علي العبادي” قد تم تناولها من قِبل القارئ الجيد المتمرس في الفعل القرائي محدثة تفاعلية معه تتأرجح بين (الفهم والتأويل والتلقي النقدي) لعدد من النقاد العرب والأكاديمين، ليقف قارئ هذا الكتاب علي تمظهرات أومظاهر المنهج والأسلوب والتيار والطريقة والمذهب والإتجاه الذي انتهجه هؤلاء النقاد في قراءة النصوص المسرحية، بقراءة عميقة للبنية الدلالية مرتكزة من خلال الإنعتاق والتجاوز لمخالفة القناعات الأيدلوجية، والجمالية في تأكيد لفعل “قراءة اللذة”.
اما عن محتويات الكتاب:
الفصل الاول :– من هو علي العبادي .
الفصل الثاني :-كيف نقرا النص المسرحي لعلي العبادي
الفصل الثالث: -التلقي النقدي العربي ما بين اللذة والمتعة.
الفصل الرابع :
         اولا -نوستالجيا المرحاض /
         ثانيا –فضاءات التفاعل بين انسنة الحركة والتشيؤ الحركي في المسرحي الايمائي –مسرحية انتروبيا
          ثالثا– بؤس الحياة في مسرحيات علي العبادي
          رابعا– الواقع المر –منطقة حرجة
          خامسا– النبي والفانتاستيك والاحتجاج في –مقبرة العراقي-
          سادسا– قراءة في مجموعة النصوص المسرحية –تفو-
          سابعا  العبادي ولعبة التيك تاك مسرحيا
          ثامنا- الواقع في فنجان علي العبادي –على طاولة مجموعة مسرحية تفو
         تاسعا – صنمية الانتظار في النص المسرحي –منطقة حرجة-
الخلاصة : توطئة : عزيزي القارئ ..
لا تتسرع في بناء توقعك الخاص عن هذا الكتاب من قراءة عنوانه الرئيس الذي يقيم في الذهن وجودا عن فعل القراءة المخالفة للقناعات الجمالية والايدلوجية بهدف استقرار عميق للبنية الدلالية لاي نص مكتوب. ولا تعتقد خطا حين تشرع في قراءة العنوان الفرعي لهذا الكتاب ان مؤلفه ينوي الترويج والمحاباة لنصوص كاتب عربي بعينه, بل عليك ان تثق في ان هذا الكتاب يستهدفك بغية الكشف عن الحقيقة النصية وتبصرك باليات قراءة النص المسرحي ..الخ) –
المؤلف
الكتاب ذو محتوى فكري معرفي، نفسي واجتماعي، يحمل مواقف وأفكار نقدية حيال التاريخ والواقع الذي يعيشه الإنسان، بصرف النظر عن جنسه ودينه ووطنه. هي دراسة في نصوص العبادي بوصفها مظهرا وجوديا يلح على تأكيد الحالة الشعورية الطاغية في سياق البنية الدرامية للرؤية الفكرية, والعبادي مسرحي متمرد نقل الواقع بلمسة شاعرية ودفء إنساني. وهو يحاول ان يعيد بناء الحكاية على نحو مغاير-جمالي ودلالي, ويظهر ذلك من المقدمة التي قدمها كاتب الكتاب (حسام الدين مسعد) من تداعيات اثرت في المشهد المسرحي -صراعاتٌ وحروب، حياة وموت حبّ وكراهية، حيث تتأسس البنية الدرامية في نصوص الكاتب على علاقة المقابلة بين الثنائيات، بينما تتشكل بؤرة دلالية تتجسد خلال هذه النصوص من حوار الذات والتي تستحضر فيها مروريات -دينية وأسطورية وتاريخية- من خلال استدعاء رموزها عبر هذا التداعي الشعوري المكثف.
المتابع لتجربة المخرج والكاتب علي العبادي يتوجب عليه مع صدور كل نص مسرحي جديد أن يهيئ نفسه لخوض تجربة قراءة جديدة من جهة، محكومة بوعيها الفكري والجمالي الخاص، ما منحها خصوصية الوعي واللغة والرؤية إلى الذات والأشياء والعالم باعتبارها سؤالا دائم التجدد مع كل محاولة جديدة للكتابة. لقد استطاعت هذه التجربة المسكونة بقلق الذات، والمحكومة بمغامرة الكشف والخيال أن تظل مشغولة بعملية خلق جديدة للغة تكون قادرة على استحضار عمق التجربة وتجسيد أبعادها الدلالية والجمالية المختلفة.
وفي هذا الكتاب الجديد (قراءة اللذة) ثمة ملمح جديد ابتداء من العنوان والذي يظهر على مستوى العلاقة مع الذات واللغة والمكان، يتجلى في مستوى الانزياح اللغوي والبلاغي من جهة، ومن جهة أخرى في بلاغة حضور الذاكرة المغايرة بأبعادها الرمزية والحسية بصورة مكبرة لاسيما في هذه التجربة.
اقول العنوان الرئيس يشكل مفتاح التجربة لا عمال الكاتب العبادي من خلال علاقة الإحالة المتبادلة بين العنوان والنص فإن بنية العنوان اللغوية والدلالية تختزل هذه العلاقة في بعدها اللذة-الجمالية والرمزية مع قراءة البعد الدرامي.
تشكل الجاله الوجودية والفلسفية –للذة- بؤرة النصوص وفضاءها التخييلي، وقد تداخلت فيها الأزمنة والأمكنة والأصوات والأقنعة واللغات بشكل درامي موح يعكس تلك الرؤية المركبة من خلال شاعرية اللغة وبنية القراءة الحسية، وهي تحفر عميقا في طبقات المعنى، حيث تتداخل كينونة الذات مع كينونة الأشياء، وشبكة علاقاتها الدلالية والتركيبة، وهي تعمل بدينامية على تشكيل الوحدة الجمالية للنصوص، الأمر الذي يشكل مدخلا أساسيا لاستكناه روح التجربة ودلالاتها على المستويين الجمالي والوجودي الذاتي والعام.
إن مهمة القراءة بوصفها اللذة هي جزءا من الوظيفة الكلية لمدخل الكتاب، يتجاوز كونه عنوانا يظهر من خلال الإحالات الجمالية في صيغ الخطاب وفي إحالاته الدلالية وشبكة علاقاته الرمزية والجمالية في داخل البنية الكلية للتجربة ذات الكثافة الحسية الظاهرة. وهكذا فإن البعد الرمزي لعنونة الكتاب يكتسب سمات جديدة يخلق من خلالها شبكة من العلاقات الرمزية ترتبط برؤيا الكاتب من جهة، وبالدلالة الكلية للتجربة في سياقاتها الذاتية والعامة، أو التاريخية والمكانية.
اما يميز لغة الكتاب والتي تتجلى وظيفته في تجسيد المعنى وجعل التجربة الكتابية بصورة خاصة واقعا ماديا محسوسا، من خلال الكثافة الحسية في الصورة المشهدية التي تتخذ سمات وصفية، أو سردية، أو حوارية موحية، حيث يتم استبدال الخطاب اللغوي بالخطاب البصري المتسم بالحركة والإيحاء والدال على زمن التجربة التي تتداخل فيها الصور والأخيلة والأزمنة. يظهر التوتر والعنصر الدرامي في هذه الصور، من خلال غناها الداخلي بالحركة والدال على الحركة والآنية، ما يسهم في نمو النص على المستويين المكاني والزماني معا. إن ما تنطوي عليه تجربة الكاتب من كثافة حسية في هذا البناء المشهدي المؤلف من صور موحية يستخدم فيها الكاتب أسلوب التجسيد والتجسيم، ما يجعل المكان يسهم بصورة فعالة في إنتاج الدلالة وتعميق الشعور بها، في حين تبرز البنية الدرامية في هذا الخطاب البصري من خلال علاقات التقابل بين الثنائيات الماضي والحاضر الذات والعالم،
يعمل الكاتب (حسام الدين مسعد) ومن خلال هذا الكتاب على تأكيد حضور الذات للعبادي ونفيها في آن معا في سياق البنية الدرامية للنصوص. كذلك يستخدم الرمز وتقنية التقنع، والتناص والذي يحاول فيه العبادي من امتصاص الحكاية الدينية أو الأسطورية، من خلال إعادة بنائها وتأويلها عبر محو حدودها لكي تعبر عن تجربته، الأمر الذي يلغي الحدود بين الأزمنة والأمكنة والشخصيات ويجعل العلاقة ذات بعد حواري نقدي ما يثري البنية التكوينية والجمالية للنصوص.
يتسم بناء الصورة المشهدية في نصوص العبادي بالتجسيم والتجسيد من جهة، وبالطابع الحركي من جهة أخرى، إضافة إلى البعد الرمزي والدلالي، حيث تشكل عناصر المكان جزءا أصيلا في بنيتها التركيبية، وفي تكوين شبكة علاقاتها الإيحائية، في حين تسهم علاقة المقابلة الثنائية في خلق البعد الدرامي المتصاعد للنص وما يحيل إليها من ظواهر مكملة من ألوان تشكل عنصرا أساسيا دالا في البنية الاستعارية للصورة البصرية أو السمعية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت