بعد ترجمتها إلى اللغة الفرنسية… مسرحية “برتقال” للمبدع العراقي باسم قهار باللغة الفنلندية / أحمد فرج
أصدرت جامعة تولوز بفرنسا طبعة فرنسية/ عربية لمسرحية”برتقال” لمؤلفها المخرج المسرحي والسينمائي العراقي باسم قهار، ترجمها إلى الفرنسية الأستاذ سعيد بن جلون، وقامت بتصميم غلافها الأنيق الفنانة زينة مصطفى سليم.
وقريبا جدا ستصدر طبعة تجارية بالفرنسية أيضا عن دار L’espace d’un instant من ترجمة السيدة مارغريت غافييت مطر.
المسرحية ذاتها (برتقال)، كانت قد فازت بجائزة أفضل نص في مسابقة الهيئة العربية للمسرح، فئة النصوص الموجهة للكبار عام 2021، لذلك ليس غريبا أن تواصل تحقيق نجاحاتها في تكسير حدود اللغة وحدود الثقافات باحثة لها عن متلق آخر..
وفي تجربة، ربما تكون الأولى من نوعها مع النصوص المسرحية العربية، تمت ترجمة مسرحية “برتقال” للنجم العربي باسم قهار إلى اللغة الفنلندية، وتتم حاليا الاستعدادات الأخيرة لعرضها على خشبة مسرح KANSALLISTEATTERI في هلنسكي مطلع شهر شتنبر المقبل، من أداء Meri Nenonen، Niko Saarela، وإخراج:JarnoKuosa
وعن مسرحية “برتقال”، يقول الناقد العراقي عواد علي الذي كتب تقديمه للترجمة الفرنسية لنصها: “إنها لاتشبه أي مسرحية أخرى مما قرأت من مسرحيات عربية ومترجمة، إنها شديدة الخصوصية، وتنطوي على شيء من الغموض والتعقيد في بناء شخصيتيها، وهما حسب تصوري أقرب إلى شخصيات المسرح الطليعي. جانيت مُغنية في منتصف الخمسين، ورباح شاعر أكبر سناً منها قليلاً، يعيشان في مكان واحد، ويبحثان عن أجوبة لما آل إليه مصيرهما بسبب عدم التفاهم مع الآخرين، والشعور بالغثيان بالنسبة إلى رباح، لأنهم دفعوه إلى المستشفى بتهم أوصلته إلى حافة الجنون، وهو يهرب من الماضي، ويعيش فقط مع الكتب والشعر والهذيان. أما جانيت فهي تعاني من التهميش والاستلاب بسبب الحرب التي منعتها من التقديم إلى لجنة الاختبار للحصول على رخصة مغنية..وتعيش مع ذكريات متواترة لأنها كل ما تملك، لذلك تظل متشبثة بذكرى التقاط صورة لها مع رباح في حديقة الحيوان بينما الشمس في عيونهما والأشجار والزرافات خلفهما، تكرر محاولة استعادتها مشهدياً مرات عديدة حتى تغدو ثيمةً أساسيةً في المسرحية إلى جانب الضوء البرتقالي، والبرتقالة التي أهداها لها رباح ولم تظهر في الصورة. والبرتقال هنا شيفرة ترتكز عليها البنية الدرامية للمسرحية، وتحيل على مدلولات شتى، لكني سأترك تأويلها للقارئ طبقاً لفهمه ما دام التأويل هو فن الفهم.”
وتجذر الإشارة إلى أن الفنان والمبدع والمخرج باسم قهار، من مواليد بغداد سنة 1963 ومقيم بين مصر وأستراليا والمغرب، ويعد من الفنانين العراقيين المميزين جدا لتنوع انشغالاته الفنية. حاصل على بكالوريوس في الإخراج المسرحي من كلية الفنون الجميلة في جامعة بغداد 1984 – 1990، وعمل أستاذاً للتمثيل في المعهد العالي للمسرح في سوريا، وبعدها العراق.. قدم عروضه في مسارح أستراليا، سوريا، والأردن، وأقام العديد من ورش العمل الفنية في عدد من البلدان العربية والأجنبية..
حيث عمق باسم قهار تجاربه الإخراجية، بعد مغادرته العراق، فقدم أكثر من عشرين مسرحية، أربع منها في أستراليا والبقية في سوريا ولبنان والأردن. ألف ثلاث مسرحيات متميزة، وهي “كهرب”، و”أرابيا”، و”برتقال” (مسرحيته الأخيرة). كما أنه كتب الكثير من المقالات والدراسات عن المسرح في مجلات وصحف عربية، وأخرج عروضاً مسرحية عدة باللغة العربية وأخرى باللغة الإنكليزية، فضلاً عن مشاركاته بوصفه نجما من نجوم السينما العربية في العديد من الأعمال الدرامية التلفزيونية والسينمائية العراقية والعربية.