حين يكون الشاعر مرجعا مسرحيا..قراءة في كتاب “جمهورية الجواهري ومسرحيات اخرى” للدكتور عقيل مهدي / محمد محسن السيد

كتاب “جمهورية الجواهري ومسرحيات اخرى” للدكتور عقيل مهدي والصادرببغداد ، 2011 . حيث نهض الكتاب بمقدمة مبينا فيها القاسم المشترك الذي يجمع هذه النصوص، عبر موضوعة حوار الحضارات و(الآنا والاخر). ضمت المجموعة المسرحية هذه (11) نصا مسرحيا وباب خصص للدراسات النقدية، للوهلة الاولى نجد لنا عتبة العنوان الرئيسي الى الكتاب المعروف والشهير (جمهورية افلاطون).

استهلت مسرحية (الحسين الآن) هذه المجموعة بموضوعها الاثير وشخوصها المكثفة (الامام الحسين، الخليفة يزيد بن معاوية، هند بنت عبد الله بن عامر زوجة يزيد). وتوزعت على (11) مشهدا. كتبت بلغة شعرية عالية لنقرا هذه الحوار :

هند: انبئك حسينا قد مدّ عنكبوت الشر ،يزيد، شبكة عذره من المدينة الى الكوفة وحتى البصرة، ولا يزيد لاحد ان يعلق بالمصيدة.. او المكيدة، التمسك الا تذهب الى الكوفة. ونرى روعة هذا الحوار وجماله:

الحسين: فينا تشبثت عروق الكلام. وعلينا تهدّلت غصونه ، وهنا ، موضع قولي،الذي يناسبك!

وبعودة اخرى لهند نقرا:

هند: للثعالب اوجرة، وللطيور اعشاش، لكن ليس لابن الانسان موضع يسند عليه راسه ويرتاح.

ولنسمع روعة هذا الحوار:

يزيد: ستطبق سيوفي عليك (يقصد الحسين) مثل انطباق حجر الرحى على حبة القمح .

وما اروع قول هند هنا:

هند: مثل شمس ياحسين ، تبيضّ وجوه من قام معك وتسودّ وجوه من قاومك .

وهكذا اتصاغ بقية هذه المسرحية بلغة عالية في كل مشاهدها المتبقية والجديد بالذكر ان طرفي الصراع هنا هو يرتسم في جبهتين هما:

الحسين + هند (الجبهة الاولى) – (الجبهة الثانية يزيد).

وهنا نصل الى مسرحية (البدوي المشرق) ويتبلور صراعها في التصادم او التثاقفبين (البدوي) نموذجا للفكر الحر،باقنعة تراثية سياسية وفقهية متفتحة، مع (الامير) عزيمه المستبد، المالك للجسد والمال والسلطة (المتشرق جونز) الكولنيالي، بخلاف (ماثيو). اضافة الىشخصيات اخرى امثال: الفتى، فاطمة، الجارية، الشيخ، زوجة البدوي، الشاب، متصوفة.

توزعت على (31) مشهدا قصيرا.  ونلمس فيها انها كتبتبلغة شعرية لاتقل عن سابقتها في شيء، مما يجعل القارئ يتمتع بقراءتها دون ملك او ضجر مأخوذا بجمالية ما يقرا .

وهنا لنتاءمل موضع الحكمة على لسانه ما جاءت به الشخصيات:

  • على سبيل المثال لا الحصد:

البدوي: قد ينحسر النور في، بمثل ما يورث عند غيري، انه نور الانسان في عقله وعمله .

البدوي: الغلبة لا تصنع سيدا .

الامير: الشتائم نفسها تدلني، لو كانوا من الثقاة لما شتموا .

فاطمة: فالازياء التي يرتديها البشر هي من ابتكار اجيال واجيال متعاقبة، انها تركة الاسلاف .

البدوي: قد تتفوق الاثواب على حاملها فتذري به ، وقد ينسينا جوهر الانسان مظهره المذري .

الجارية: اعلم ان الموت قائم في الحياة كالجبن !.

الشيخ: ليس التأمر من دروب السالكين !.

الفتى: .. اين ساعثر على عمي وسط سنابك خيولتتحبط بغباوة التفوق وقهر رقاب الرعية .

والعلاقة الفارقة لهذا النص هو بعده الانساني الذي يخيم على جميع جنياته، عبر خطاب مسرحي يرتقي سلم القيم الاصيلة والنبيلة من خلال تعلقه بالثقافة الاسلامية، معززا ذلك بروح حضارتنا التاريخية وتقدمتنا الفذة التي تتم على الاخرين احترامنا كمجموعة انسانية، كل ذلك عبر صراع تجلت ثيمته بين ما هو انساني يتمثل في الحق والخير والجمال وبين من يمثل نزعة التفوق والسيطرة على الاخرين .

او مسرحية (المقامة الواسطية) عن مقامات الحريري وهي من اعداد:  الدكتور زهير كاظم، فواضح جدا استنادها الى التراث والاعتراف من معينه الذي ينضب، من خلال عتبة العنوان الرئيسي ومن خلال شخوص ابطالها العديدين واهمهم، الحريري، الواسطي، الحارث بن همام، ابو زيد السروجي، الخطيب ، الحاكم. والتي توزعت على (6) لوحات، حيث عرفت اللوحة الاولى بشخصياتها المحورية كل يعرف بنفسه (المغني، الحريري، الواسطي) توشحت المسرحية ببعض الابيات الشعرية الجميلة، والتي اضفت على النص حلية ورونقا .

ففي اللوحة الثانية نجد ان الشخصيات المحورية بعد التعريف بنفسها تقوم بتغيير مظهرها وترتدي ملابس شخصيات اخرى مغايرة، لتدخلنا في جو اللعبة التراثية والمسلية، ولتدفع بالحدث قدما الى الامام. وفي اللوحة السادسة والاخيرة نجد شخصية ابو زيد وهو يختم المسرحية قائلا:

ابو زيد: (اما انتم يا اهل واسط المحروسة، فانكم خير الناس، واكثرهم ملحة وطيبة، واما انا فاحدثكم عن نفسي، انا ابو زيد السروجي صاحب الخدع والاكاذيب والضلالات والخرافات، كم من المنكر شربت ومن الكبائر ارتكبت، ومن المعاصي اتيت، لكنني الان اشهدكم، اني استغفر الله من ذنوبي، واتوب اليه من معصيتي، وبرحمته استجير وعلى حبه وحب رسوله اعيش، فادعوا الله ان يقبل توبتي ، ويغفر ذنوبي).

وبهذه العظة والموعظة والنصيحة يدل الستار عن هذه المسرحية التي غاصت بنا في صفحات التاريخ لتكشف عن درره وجماله.

وهنا نصل الى مسرحية (حقي الشبلي او مسرح ايام زمان) وهي من نوع مسرح السيرة وهو احد الوان الكتابة المسرحية التي برع بها الدكتور عقيل مهدي، وفيها يسلط الضوء على رائد المسرح العراقي الفنان القدير الراحل حقي الشبلي وجهوده الريادية في مجال المسرح العراقي. جاءت المسرحية بفصلين اساسيين ضم الاول منهما (11) مشهدا والثاني ضم (13) مشهدا. ومن شخصياتها:( حقي، عدنان ، الافندي، عبدالله ، الملقن، حسن خان، وحيدة،المدير، الوزير، رئيس الوزراء ، مديحة، المجموع، سامي ، الزهاوي ، حسن، بدري ، يوسف ، ممثل1 ، ممثل 2 ، جعفر ، ابو عدنان ، والد عدنان).

وقد امتازت كما هو واضح. بكثرة شخصياتها التي تزيد على الـ(20) شخصية. اما بالنسبة الى حوادث الفصل الثاني من هذه المسرحية فقد جاء مرتبا على الشكل الاتي: حقي يستذكر دراسته في باريس، العودة للوطن وتاسيس قسم الفنون المسرحية في معهد الفنون الجميلة، طلاب المعهد، او مثقفوا المسرح وصراعاتهم السياسية والفنية.

اما مسرحية (جواد سليم يرتقي برج بابل) وهي ايضا من نوع مسرح السيرة يمحو رحول شخصية الفنان المعروف جواد سليم وتجربته الابداعية والحياتية. مثبتا اهداءها الىجبرا ابراهيم جبرا، وشخصياتها ):جواد سليم، لورنا(زوجته)، الحانق(فنان تشكيلي رسام)، المراة (مشتقة من لوحات جواد) الصبي ، شيوخ ثلاثة ، عازفة بيانو، المجموعة) .

وهنا يصل بنا المطاف الى مسرحية (السياب) وهي من نوع السيرة ايضا. -وواضح- التوكيد على هذا النوع من المسرح في هذه المجموعة، وفيها يتعرض الكاتب لتجربة الشاعر الرائد. السياب عبر محطاته الابداعية والحياتية. وشخصياتها:( السياب، المخبر، ابليس، الانكليزي، الجني ، الصديق ، الممرضة ، الام ، وفيقة ، سيرجميس ، الخادم ، المومس العمياء ، مع مجموعة في الجحيم والصلب والقبعات). توزعت على (21)مشهدا . واللافت للانتباه هو توظيف الكاتب للكثير من اشعار السياب وتوظيفها باتقان كبير كحوارات للشخصية .

والامر الثاني المميز في هذا النص هو ندرة الصفحات التي تخلو من ابيات شعرية مسترسلة وكانها قصيدة متكاملة . لينهي الخاتمة بهذه الابيات للسياب:

(لقد كتبوا اساميهم في الماء

ولست براغب بخط اسمي على الماء

وداعا يا اصحابي

يا أحبائي ، إذا ماشئتموا ان تذكروني

فاذكروني ذات قمراء

والا فهو مخص اسم تبدد في السماء

وداعا يا أحبائي !.).

ويستقر المطاف بنا هنا في مسرحية (جمهورية الجواهري) التي بها تسمت المجموعة المسرحية، وهي ايضامن مسرح السيرة المعروف، والتي تسلط الضوء على شخصية شاعر العرب الاكبر الجواهري، والملاحظة المهمة جدا هنا هي ان الكاتب وعبر –ماكتبه في مسرح السيرة. يؤكد على استعارة الشخصيات بصفتها مراكز للاشتغال ضمن نظام الخطاب المسرحي، بشقيه: الطابع الفلسفي المتمثل في الرؤية الشمولية ذات الطابع الفلسفي والقار في ثناياالخطاب النظري، والطابع الدرامي في تمثلاته عبر الاستعارة الدرامية للشخصيات المسرحية من امثال: شخصية (السياب) في المسرحية التي حملت ذات العنوان، وشخصية الكاتب علي الوردي في مسرحية:(علي الوردي وغريمه)، فضلا عن شخصية الجواهري في مسرحية:(جمهورية الجواهري) التي نحن الان بصددها. والمسرحية ضمت (11) مشهدا. وشخصياتها: (الجواهري، طه حسين ، المراة، نوري السعيد ، عبد الكريم قاسم ، السجين ، المخبر) ومما يثير الانتباه هنا ان الكاتب وعبر مختبره المسرحي المتمكن من ادواته قد استعان بشخصيات ذات طابع سياسي شهير جدا واخرى ذات طابع ثقافي رصين جدا ليجعل منها وجبة فنية وفكرية متفردة، والامر الاخر هنا هو توظيفة للكثير من النتاج الشعري للشاعر في ثنايا النص لتشكل جمالية خاصة للنص وكلنا يعلم لغة الجواهري الافاذة والمميزة، وفي المشهد الاخير (13) يبلغ الصراع ذروته بين المخبر والجواهري عبر الحوار الاتي:

المخبر: سادمرك !.

الجواهري: انا من يحقق لك الزهو ، لانك اتخذتني مقياسا لعتوك وتجبرك، انا بامتلاء ذاتي، وانت بطغيانك الثقيل، تريدني الا اعترف باثمي حتى يبقى لتعذيبك لي، معنى في لعبة الموازنة، انا حتفكم اعزي الوليد بشتمكم والحاجيا).

ليؤكد الشاعر انهيار كل قوى الظلام بكل الوانها وعن جهياتها قبال صوت المبدع الذي قال عنه تشيحوف (ان المواهب الكبيرة لا تموت ولا تدركها الشيخوخة .

اما عن مسرحية (علي الوردي وغريمه) فهي الاخرى من مسرح السيرة وشخصياتها:( علي الوردي: مفكر عراقي في حقل التلو) الاجتماعية . عليوي (يمثل شخصية ارهابية عصابية، وسلبية إنشطارية في الذات المريضة). وعليه فهو من النوع الديتودراما، ويشاهدها تسع، واول ما يلفت نظرنا هو فيما يخص الشخصيات هو وجود التضاد في الجانب النفسي والتفكيري والحياتي بصورة عامة لكل من الشخصيتين المتصارعتين والتي تتنافر فيما بينها تنافرا حادا عبر تفكيرهما او رؤاهما. ولكي نقدم نموذجا تطبيقا لكل هذا فلنقرا:

عليوي: اوغاد .. بلا كرامة .. ولا اصل .. اين الثرى من الثريا .. اين شجرة الاحساب !.

الوردي: ارهمهم .. اغفر لهم ما يفعلون! جاؤوا الى عالم يتامى بلا اصل، مات عائلهم حمالا، او كناسا، او حارسا ، او جنديا ضائعا .

عليوي: سحقالهم .. اللعنة على كل اشعث اغبر ذي طمرين لا يؤبه له .

الوردي: الذين اذا استاذنوا على الامراء لم يؤذن لهم، واذا خطبوا النساء طردوا، واذا تظاهروا سجنوا، او احرقوا، فمن ينصت لقولهم؟!. ولصراخ اطفالهم، ولجوعهم ، واصراخهم .

عليوي: مأواهم جهنم .

الوردي: مشردون، بيوتهم علب الصفيح ، يرمونهم موتا بالرصاص ، يتكورون جماعات في الساحات والحفر والخنادق .

عليوي: يدافعون عن مجد الوطن.

الوردي: عن مجد الجلاوزة امثالك .. انت نفسك ضحية هذه القيم الجنائزية .

وهذه الحوارات تعطينا فكرة واضحة عن كل من الشخصيتين المحوريتين وبناءها النفسي والعقائدي الذي يؤمن به، ويوضح بشكل جلي ابعاد الشخصية في بعدهاالاجتماعي والنفسي على وجه التحديد، وهنا نقفز الى الذهن مقولة ان (الاشياء تعرف باضدادها!). وتستمر الشخصيتين في حوارهما ليتوكد لنا بجلاء واضح ما قلناه في اعلاه:

عليوي: اتسعدك المصائب !.

عليوي: في مصيبتك، غبطتي ولذتي الكبرى، جماعتي تشاطرني الان بهجة الاحتفال الجهنمي .

الوردي: عيوب .. لا تليق بالورعين الثقات .

عليوي: اصلك، معتقداتك، شكلك كلها تستفزني وتجعلني ارتجف.

الوردي: دافع الجريمة القهري، هذا ما اسميه لمرضك الشنيع .

عليوي: ساقبض روحك .

الوردي: لذة بائسة !.

وهنا نصل الى نهاية هذا الصراع بين قوى الخير والنور ضد قوى الشر والظلام ، وان الحق والنور لابد ان لا ينتصرا مهما تمادت وسيطرت قوى الظلام والشر، وهذا ما عمل علّيه الكاتب التزاما منه بمسؤوليته الاخلاقية والانسانية التي هاجسه الذي لا مفر منه .

اما مسرحية (الجهاز) فشخصياتها: (السجين، الخياط ، الحارس ، شرطي الامن ، الفتاة ، محامية). توزعت على (21) مشهدا . وهناك مسرحية(الاسكلفي) وشخصياتها: (الشيخ عمار: رجل دين عراقي ، نغوم جو مسكي : عالم لغوي امريكي ، جورج كينيت: رجل مخابرات امريكي، الاسكافي: رجل ميليشيا عراقي). ومشاهدها (16) مشهدا. ففي هذه المسرحية يختلط ماهو سياسي بما هو ديني، وثقافي واجتماعي في تركيبة فنية وجمالية متناغمة. ولتسليط الضوء على  اشتغالات هذه الشخصيات نختار نموذجا على سبيل المثال لا الحصر ، شخصية الشيخ عمار وهو شخصية محورية.

كينيت: هل يفكر العرب مثلك، ام لانك في موقف صعيب وستفقد حياتك الان؟

الشيخ عمار: إنك ياسيد لا تعرف عن العرب سوى انهم قوم ملتحون يرتدون العباءات ويتعصبون لدينهم ! او كانهم صعاليك متخلفون، معاذ الله !.

وفي موقف اخر كي يتبين لنا نوايا وافعال الشخصيات نقرا:

الاسكافي: قد يكون وجودي، غير شرعي، لكنه وجود فعلي وحقيقي قائم على نهر الفرات من منبعه حتى مصبه ! … اتمرد على نفسي وعلى المركز حتى ان تلاطم زورقي بانهار من دم، الدولار وحده هو منقذي، بالرغم سيد الحلول؟!.

الشيخ عمار: تمتع ايها اللص القاتل، ودع الشعب يتلمظ السراب، الجأ الى الطائفية، الى التهجير، الى التضجير، الى العمالة والا كيف يمكن ان تصبح الخيانة مرادفة للوطنية ؟!.

وفي موقف اخر يبين بوضوح جلي الاختلاف الاخلاقي والعقائدي والفكري بين الشيخ عمار وجومسكي لنقرا:

الشيخ عمار: (مقلها تلامه لجو مسكي): اعجب منك، فانت تكاد تكون مثلنا لا تبحث عن مجد ارضي، لكنك لا تفكر بالحنة الموعودة؟!.

فاصنعت الدنيا والاخرة، اما نحن فعل الاقل كسبنا الاخرة .

جومسكي: انا منزه عن الغرض النفعي اذن !.

الشيخ عمار: وهل تراني ابحثعن النفع؟ بل ارى ان شرف الله هو الكلمة، كلمة مثل قواعدك المولدة، تنتج جمل الحياة برمتها، فتفتح لنا ابواب السماوات.

جومسكي: (يشرب قدحا من الويسكي) ايضا يقل احتسائي للشراب؟

الشيخ عمار: حدودي لا تجيز لي شرب الخمر، لكنها حدودك انت .

وهنا نكتفي بهذا القدر من تسليط الضوء على اهم شخصيتين في هذه المسرحية ومعرفة خلفياتهما الفكرية والاخلاقية من خلال مامر .

وهنا نصل اخر مسرحية في هذا الكتاب وهي مسرحية (الميدان) وهي اضغر المسرحيات مساحة وعدد صفحاتها (12) صفحة تقريبا. وشخصياتها: (احمد: شخصية سياسية ، المجندة: عملية مزدوجة). وهي على هذا. تصنف من نوع الديودراما. ومشاهدها (11) مشهدا .

وفي المشهد الاخير نلتمس موقف كل من الشخصيتين وما يحملنا من افكار ومعتقدات تؤسس لفكر واخلاقية كل منهما . لنقرا:

المجندة: وطن ينتج الموت والجوع .

احمد: العالم ينتج اصوليات ايضا، ويتبدع الارهاب ويشيع الجوع والايدز، والامراض الجرثومية.

المجندة: اقتد باجدادك العظام إذن؟.

احمد: لن استجدي توازني واخلق لنفسي عالما اسطوريا متهافتا، ما زال الغرب يتماهى مع الاسطورة ايضا بمثل تماهينا مع الاصوليات، يا له من عالم مرتبك ، خائر ، يتنكر من لروح الانسان .

المجندة: ذهب الوطن مع اهله .

احمد: مثل شمس جديدة .. سيعود .

المجندة: ستموت .

احمد: اتملكين الدليل .

المجندة: احسبني املكه .

احمد: لنرى . (ستار).

وبهذا نختتم ما جاء حول المسرحيات. لنتحول الى باب الدراسات وهو الباب الاخير في هذا الكتاب وقد ضم الدراسات الاتية:

1- حركية المرجع التراثي في القراءة المسرحية المعاصرة: البدوي والمستشرق انموذجا . للدكتور رياض موسى سكران .

2- الوردي وغريمه (قراءة نقدية).

3- مسرحية (الاسكافي) – قراءة نقدية .

4- مونادا تعدد الخطابات على وفق الاشتغال النقدي الحديث:

(عقيل مهدي انموذجا) للدكتور حارث حمزة الخفاجي .

وهنا نرى ان لاضرورة لتناول هذه الدراسات بالتعريف كونها تؤكد على بنية العرض المسرحي لنص مسرحيات الكتاب والتي قدمها الكاتب والمخرج عقيل مهدي ضمن تجربته الابداعية الخاصة .

 

* محمد محسن السيد / مدير المركز العراقي للمونودراما

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت