تطبيقا على مسرحيتي ( ماكبث المصنع) وحش قاتل أم شريك طيب / محمد الروبي
هنا أصدقائي من فناني المسرح العربي مجرد محاولة لطرح قضية سببت لي طوال أيام طويلة سابقة قلقا لم أستطع معه حسم رفض الأمر بكليته أو قبوله؟ وأقصد الاستعانة بما يعرف بـ( الذكاء الإصطناعي ). ولعلكم لاحظتم أنني وصفت ماكبث المصنع بـ( مسرحيتي) وسأقول لكم لاحقا لماذا؟
بداية لابد من الإقرار أن القدر منعني للأسف من مشاهدة مسرحية ( ماكبث المصنع ) التي قدمها فريق كلية طب أسنان جامعة القاهرة وحصلت على المركز الأول في مسابقة الجامعة مما أهلها للمشاركة في المهرجان القومي وحصولها على المركز الأول فيه. ثم مشاركتها ممثلة لمصر في مهرجاننا الدولي للتجريب في المسرح.
ورغم عدم مشاهدتي للعرض في مراته الثلاث، إلا أنني قرأت وسمعت ما يمكن وصفه بالإنبهار بالعرض. وهو ما أسعدني كثيرا، خاصة وأنه لمخرج شاب يخطو خطواته الأولى في عالم الإخراج المسرحي وبفريق جامعي. لكنني أيضا سمعت أن المخرج الشاب صرح بأنه استعان ببرنامج ( ذكاء اصطناعي ) في كتابة النص وإخراجه. وهنا بدأت تلح على ذهني أفكار تخص ذلك الوحش الجديد ( الذكاء الإصطناعي ) وتمنيت لو أنني استطعت سؤال المخرج الشاب ” إلى أي حد استعنت بهذا الإصطناعي؟”، لكن أيضا لم تتح لي الفرصة. فقررت أن أخوض المغامرة بنفسي. نعم سأطلب من الذكاء الإصطناعي أن يساعدني في كتابة نص مسرحي ذلك هو عنوانه ” ماكبث المصنع “.
دخلت – مترددا في البداية – على أحد البرامج الإصطناعية وسألته بحذر ” هل لك أن تساعدني في كتابة نص مسرحي يستلهم ماكبث شكسبير لكنه يدور في العصر الحديث وتحديدا داخل مصنع؟ “.
كتبت السؤال وأنا أنتظر سؤالا منه حول تفاصيل أريدها وبدأت أجهز نفسي للإجابات. لكن البرنامج الطيب لم يمهلني أقل من فيمتو ثانية ليعطيني إجابة مسبوقة بكلمات مرحبة مفادها ( نعم ، على الرحب والسعة ) ثم بدأ يكتب رسالته بسرعة مدهشة التي هي عبارة عن تصور دقيق للنص وأجوائه بل وديكوره وملابس شخصياته و.. و.. و.. وكنت أنا أطالع مذهولا ما يكتبه بسرعة فائقة.
هنا تشجعت أكثر وبدأت أسأله عن تفاصيل دقيقة في العرض وصلت إلى حد درجات ألوان الإضاءة وحركات بل لفتات الممثلين في المشاهد المختلفة. ومع توالي الأسئلة وحصولي على الإجابات ( مرة أخرى بسرعة مدهشة ) تجرأت أكثر وطلبت منه أن يكتب لي اقتراحا بالحوار بين الشخصيات في كل مشهد. وقد كان وأنا يزداد إندهاشي وخوفي على القادم من الأيام. وأخيرا صار لدي مشروع متكامل لنص بل لعرض عنوانه ” ماكبث المصنع “. وربما الأن فهمتم أصدقائي سر العنوان الذي اخترته لهذا البوح وهو ( تطبيقا على مسرحيتي” .. والأن هل هي حقا مسرحيتي؟ للإجابة عن هذا السؤال سأعرض عليكم أجزاء من المشروع الذي كتبته مستعينا بهذا البرنامج المذهل.( هل قلت كتبته ومستعينا؟ ).. عفوا أظنني أكذب، فكل ما فعلته أنني سألت فجائتني الإجابة شافية تماما، لم أضف إليها حرفا. ومع ذلك سأظل مبقيا على وصف العمل بـ ” مسرحيتي ” حتى تقولوا لي أنتم شيئا مغايرا.
والأن إليكم جزء من إجابة صديقي الـ ( ChatGPT ):
” لتصميم ديكور مسرحية **”ماكبث المصنع”**، يجب أن يعكس الجو الصناعي الحديث الذي يحمل في طياته رمزية الصراع على السلطة والتدهور النفسي. هنا تصور عام للديكور:
### 1. *المسرح الأساسي:*
– *موقع العمل الصناعي:*
يتمحور الديكور حول مصنع كبير، قد يكون عبارة عن خط إنتاج طويل يمتد عبر المسرح. تتراكم آلات ثقيلة على جانبي المسرح، مثل مكابس كبيرة، وأدوات حدادة، وآلات خراطة، مع إضاءة خافتة متجهة نحو الأرض لتخلق ظلالًا ضخمة تعكس شعور الضغط والقوة.
– *الحائط الخلفي:*
يظهر حائط خلفي عليه أنابيب معدنية وأسلاك كهربائية متشابكة، مما يعطي إحساسًا بالفوضى المنظمة. يمكن أن يحتوي الحائط على بوابة كبيرة، ربما تمثل مدخل غرفة المدير التنفيذي (دنكان)، حيث تدور أحداث مؤثرة في القصة.
### 2. *التفاصيل الدقيقة:*
– *ألوان وإضاءة:*
يتميز الديكور بألوان باردة مثل الرمادي، الأزرق الداكن، والمعدني، مع استخدام إضاءة حمراء خافتة للإشارة إلى لحظات التوتر أو العنف. يمكن استخدام الأضواء المتحركة لتخلق تأثيرات ضوئية مثل ومضات الآلات أو احتراق المعادن، مما يضيف إلى الجو المرهق.
– *العناصر الميكانيكية:*
بعض الأجزاء من الديكور تكون متحركة، مثل سير ناقل يمكن أن يتحرك أثناء المشاهد المهمة، أو مصاعد صغيرة تنقل الأدوات بين المستويات. هذه التفاصيل تضيف حيوية للمشهد وتجعل المصنع يبدو وكأنه حي ومرعب في آنٍ واحد.
### 3. *الغرف الخاصة:*
– *غرفة ماكبث:*
مكتب ماكبث يكون في إحدى زوايا المسرح، مزود بمكتب خشبي قديم تعلوه مستندات، وكرسي جلدي يظهر كأنه مركز السلطة. الإضاءة في هذه الزاوية تكون خافتة، مع مصباح مكتبي صغير يلقي بظلال قاسية على وجه ماكبث.
– *غرفة الاجتماعات:*
غرفة الاجتماعات في المصنع تكون بسيطة، مع طاولة مستطيلة طويلة وكراسٍ معدنية. تحتوي الجدران على لوحات إرشادية وإعلانات داخلية، مما يضفي شعورًا بالبيروقراطية والروتين. هذه الغرفة هي المكان الذي تتم فيه اللقاءات السرية والمؤامرات.
### 4. *الساحة الخارجية:*
– *الفناء الخلفي للمصنع:*
يظهر الفناء الخلفي للمصنع كموقع مهجور إلى حد ما، مع كومة من المواد القديمة والمهملة، مثل براميل صدئة وأدوات معطلة. يمكن استخدام هذا الجزء من المسرح لإظهار لحظات التأمل أو المواجهة بين الشخصيات.
### 5. *التفاعل مع الديكور:*
– *دمج الممثلين مع الآلات:*
يمكن أن يكون هناك مشهد يستخدم فيه الممثلون الآلات بشكل رمزي، مثل مشهد ماكبث وهو يتفحص خط الإنتاج أو يستخدم إحدى الآلات الثقيلة، مما يعزز ارتباطه القوي بالمصنع وقدرته على السيطرة عليه.
هذا التصور يخلق بيئة صناعية واقعية مع لمسة درامية تعكس جوهر مسرحية “ماكبث” الأصلية ولكن ضمن سياق معاصر. هل ترغب في إضافة أي تفاصيل أخرى؟”
مع سؤال الكريم الإصطناعي تجرأت وسألته عن الحوار ، وأهداني إياه كاملا ، لكنني سأعطيكم فقط نموذجاعن وسأحتفظ لنفسي بالباقي خشية أن يسرق أحدكم مسرحيتي ( ماكبث المصنع ). هل قلت ( مسرحيتي) مرة أخرى؟ .. نعم هي مسرحيتي حتى تقولوا لي أنتم شيئا أخر. فإن قلتم فعليكم أيضا مراجعة ما شاهدتم من قبل أقصد العمل الذي يتشابه مع مسرحيتي.
والأن إليكم جزء من الحوار :
” *مشهد: داخل المصنع ليلاً. ضجيج الآلات هدأ قليلاً، وما زالت الأضواء الخافتة تلقي بظلالها على وجوه العمال المرهقين. يظهر ماكبث، بزي العمل المتسخ، بينما ليدي ماكبث، مرتدية زي مشرف العمال، تدخل المكان وتتجه نحوه. التعب والغضب يسيطران على تعابيرها.*
*ليدي ماكبث (بنبرة حادة وهي تقترب من ماكبث):*
“إلى متى ستبقى مترددًا، يا ماكبث؟ كل هذا المصنع، كل هذه الآلات، كل هؤلاء العمال… وكل شيء جاهز بين يديك. ما الذي تنتظره؟”
*ماكبث (بصوت مضطرب وهو ينظر نحو الآلات العملاقة):*
“كيف لي أن أفعلها؟ أن أزيح رئيس العمال؟ هو من أعطاني فرصة هنا. أن أطعن من وثق بي؟ أستبدل مكانه، وكأنه لم يكن؟”
*ليدي ماكبث (تقترب منه، تضع يدها على كتفه):*
“الثقة لا تعني شيئًا إن لم تُحقق طموحك. هو يقف بينك وبين القمة. إذا بقيت هكذا، ستظل مجرد عامل، مجرد ترس في هذه الآلة الكبيرة. أما أنا… فأرى فيك القوة. أترى تلك الآلة؟ إنها تعمل بلا توقف، بلا شفقة. وكذلك يجب أن تكون.”
*ماكبث (يبدو مضطربًا):*
“لكن، ما العمل إن فشلنا؟ إن عرف العمال؟ إن علمت الإدارة؟ العواقب ستكون كارثية.”
*ليدي ماكبث (تبتسم بتحدٍ):*
“فشلنا؟ لا، نحن لن نفشل. أنت ذكي بما يكفي لتدير هذا المصنع أفضل من أي شخص آخر. فقط تخلص منه، وسنجد طريقة لتحميل المسؤولية على الآخرين. الخدم، العمال، أي شخص. الجميع هنا مجرد أجزاء قابلة للتبديل.”
*ماكبث (ينظر إليها، مترددًا):*
“ولكن… إنه ليس مجرد قرار. الدماء… الإدانة… هل أستطيع حقًا أن أتحمل هذا العبء؟”
*ليدي ماكبث (تقترب منه أكثر، تهمس في أذنه):*
“الدماء؟ إنها جزء من اللعبة. إنها الثمن الذي تدفعه للوصول إلى القمة. انظر حولك. كل هذه الآلات… كل تروسها… من يحركها؟ ليس الرحمة، بل الطموح.”
*ماكبث (يحدق في الآلات، وكأنه يراها لأول مرة):*
“نعم… الطموح… لكن الثمن؟”
*ليدي ماكبث (تضع يدها على قلبه، وتهمس بنبرة حادة):*
“الثمن لا يهم، المهم هو السلطة. كن الرجل الذي ولدت لتكونه. افعلها… وستكون سيد هذا المصنع.”
يتردد ماكبث لبرهة، ثم تسيطر عليه الفكرة. العزم يرتسم على وجهه، ويبدأ في التحرك نحو خطته، بينما تظل ليدي ماكبث تراقبه بابتسامة باردة.”
والأن .. أظن أنني أطلت عليكم أصدقائي بأكثر مما يجب . لكن سامحوني فالأمر جد خطير. وكما قلت لكم من قبل فإن السؤال ما يزال مطروحا : هل ما قرأتم من تفاصيل تتشابه – وإلى أي حد – مع ما شاهدتموه ؟ أما السؤال الأهم : هل ما قرأتم من شذرات هنا تعطيني الحق في أن أدعي أنها مسرحيتي؟ شخصيا سأظل أدعي أنها مسرحيتي حتى تواجهونني بالعكس، تواجهونني وتواجهون غيري. وحتى ذلك الحين سأظل أصرخ: ( أناعاطف الأشموني مؤلف ماكبث البائسة).
عن: ” مسرحنا” عدد:889 بتاريخ: الاثنين 09 سبتمبر 2024