المناظر المسرحية / د.كمال يونس

تعرض المقالة للنقاط التالية: المنظر المسرحي، مهام المناظر، مفهومه، وظيفته، مفرداته، التقنيات الحديثة

 

المنظر المسرحي

عرف د.مصطفى سلطان المنظر المسرحي بأنه :

الرؤية التشكيلية التى تعبر عن مضمون النص المسرحى الذي هو ترجمة لفكرة الكاتب فى صورة تشكيلية داخل فراغ ومتطلبات خشبة المسرح رغم اختلاف اشكالها سواء خشبة تقليدية أو غير ذلك.

نتاج فكر المصمم الفنان الذي يبدع منظرا معبرا واصفا مكان الحدث ويساهم فى تفسير مفهوم النص دراميا ويحدد جماليات التكوين والتشكيل على خشبة المسرح، التصميم مبنى على أسس تشكيلية ومفاهيم درامية بمقاييس خشبة المسرح الهندسية وتبعا  لإمكاناتها.

 –المنظر المسرحى هو أحد العناصر المرئية للجمهور بجانب تصميم الملابس وإلإضاءة المسرحية بما له له من علاقة بكل عناصر العرض المسرحى بداية من النص الدرامى حتى الجمهور المتلقى.

وترى  لويز مليكة  أن المنظر المسرحي  “…يجب ان يكون البيئة التي شكلت الحياة والأحداث عند الشخصيات ما يدعو إلى  إيجاد التناسق في جميع عناصر العرض المسرحي، وذلك بإيجاد علاقة بين الممثل المتحرك والأرضية الأفقية والمنظر العمودي فيوحد بينهما جميعا  بجعلها عناصر تكمل بعضها البعض، مقسما خشبة المسرح إلى مستويات ومنحدرات ومرتفعات لتساعد الممثل على ابتكار الحركة المناسبة” .

 ويعرف د.كمال يونس المنظر المسرحي على أنه  إطار إبداعي يساهم مع عناصر السينوغرافيا (فن تشكيل الصورة المسرحية، في خلق بيئة مناسبة متوافقة متطابقة لأحداث العرض.

ولما كان المسرح هو فن التفاعل الحي، وسر حيويته كامن في التفاعلات الداخلية لمكونات المسرحية بدءا من النص (الفكرة ـ المضمون ـ صياغة الحوار ـ الإرشادات الداخلية المرافقة للنص كما أراد له كاتبه)، والعرض على خشبة المسرح في صورته التي ارتضاها القائمون بالعمل بقيادة فنية للمخرج، يخفى بين طياته ـ ما بين النص والعرض ـ ذلك التفاعل الحي بين المؤلف (كاتب  النص الأدبي والذي يسميه مسرحية من أجل عرضه على الجمهور في المسرح) ، والمخرج (المنفذ للنص فنيا في صورة عرض مسرحي)، واضعين في الاعتبار تلك المساهمات الخلاقة الإبداعية للممثلين، ومصممي المناظر المسرحية “الديكور”، والإضاءة، والأزياء، والمؤثرات البصرية، والصوتية، والموسيقى التصويرية للعرض، وألحان أغانيه، وأشعار الأغاني، ومصممو الجرافيك، ومخرجو المشاهد السينمائية أو المصورة بتقنية الفيديو، ومساعدو الإخراج، وغيرهم من الفنيين المختفين وراء الكواليس من عمال الديكور والإضاءة وغيرهم، الذين يتضح أنهم كلهم عناصر فاعلة لا غنى عنها في التنفيذ الفعلي للعرض المسرحي، الذي هو نتاج عمل جماعي محكم لكل من أفراده قل أو صغر شأنهم، بدوا للجمهور أو احتجبوا عنه، وقد اتحد الجميع فنيا من أجل مخاطبة الجمهور، محاولين إقامة جسر بينهم وبينه، وسبيلهم في هذا صورة العرض، أو تصميم مشاهده وتجسيدها، حيث يختلط العنصر البشرى الحيوي الحي (الممثلون) مع الجماد من مرئيات ومسموعات، بذلا لأقصى جهد في استثارة المشاعر الداخلية للجمهور والاستحواذ على كامل وعيه وانتباهه على الأقل طوال مدة العرض، ليصدق اللعبة، ويعيش مدة العرض وكأنه داخل الحدث، ويتبقى في نفسه بعد ذلك ما يتبقى كل حسب استشعاره ما قدم في العرض، إذن يمكننا التوصل إلى معنى مصطلح السينوغرافيا حيث كانت تعنى قديما تزيين الخشبة المسرحية (منصة العرض)، وصولا إلى المعنى الكبير لها حيث يمتد ليشمل قاعة العرض بمنصته ، وأماكن جلوس الجمهور ، وحتى من أول بوابة المسرح.(كمال يونس 2010).

  مصمم المناظر المسرحية

بعد قراءة النص والاقتناع برسالته ومضمونه  عليه العمل بروح الفريق في تعاون وتكامل تام مع المخرج ومصممي الإضاءة والصوت ومصممي الاستعراضات والممثلين، مراعيا في تصميمه تحري الدقة الفنية لخلق البيئة النفسية المناسبة بطريق فنية سلسلة، وتسهيل المعلومات للجمهور في بساطة ومنطقية ودون تعقيد، الزمان الوقت المكان لأحداث العرض، والمستوى الاجتماعي للشخصيات، مع مراعاة التوازن والبعد عن المبالغة، وتنسيق الألوان والكتل، وممرات الأداء للممثلين، والتوظيف الكامل لعناصر المكونة للمناظر حتى يحقق رؤية مريحة عادلة للجمهور  يستحوز على حواس الجمهور بغية تفاعلهم الإيجابي ما ينعكس على أداء الممثلين المشاركين في العرض ويقوي الإيقاع.

يقدم المصمم لمخرج العرض عددا من التخطيطات (الاسكتشات) المرسومة الى المخرج للاطلاع عليها والموافقة اذا استهوته، تتضمن تخطيطا لأرضية المنصة (the ground plan) أي يوضح بالضبط كيفية وضع المنظر على المنصة، وكيفية توجيهه، ومواضع الفتحات والسلالم والمصاطب، وأماكن وضع الأثاث وكيف تحجب المناطق الواقعة خارج المنصة عن عيون المتفرجين . 4 *

ـ ومن أساسيات عمل المصمم ان يوضح في منظره فكرة المسرحية للجمهور منذ أول وهلة، لذلك فالمناظر المسرحية على تماس مباشر مع الجمهور منذ بداية العرض وحتى نهايته، ومن خلال هذا المنظر سيتعرف الجمهور على طبيعة العرض المسرحي، هل هو كوميدي او تراجيدي، وسيتعرف على مكان الاحداث، حيث أن جزءا من وظيفة المصمم (أن يقدم للمسرحية خلفية مناسبة وملائمة خلفية تعكس موضع الاحداث وأسلوبها وعصرها )

الينزويرث ، كارل ، الاخراج المسرحي ، ترجمة امين سلامة ، القاهرة : مكتبة الانجلو المصرية ، 1980 .

ويتمكن المصمم البارع بلمسات بسيطة على المنظر المسرحي أن ينقل المعلومات التي يريد توصيلها الى الجمهور، هذه اللمسات التي تغني عن الشرح والتفصيل معتمدا في تحقيق ذلك على ثقافته وموسوعيته. ويفترض أن تصل هذه التفاصيل بسرعة ويسر وسهولة إلى الجمهور، ومن مهام مصمم المناظر المسرحية الارتحال بالجمهور إلى عالم شخوص المسرحية حالما ترفع الستار، وعليه أن يضع في اعتباره أن أي خطا يرتكب في تصميم المناظر سيسيء الى الجمهور، ويحول بينه وبين متابعة الاحداث، وبالتالي يفقد التصميم دوره في تحفيز خيال الجمهور وتنميته، ولا تنحصر وظيفة المصمم في تصميم منظر يحفز خيال الجمهور فحسب بل عليه أن يحفز خيال الممثلين، وهنا يأتي دور الممثل في التعمق برؤية المصمم وتصورها بوضوح، بيد أنه في بعض الاحيان يعمل الممثل ولجهل منه بمضامين المنظر المسرحي على تحطيم ما أسسه المصمم من خيال للمتفرج، عندما يتعامل مع المنظر المسرحي على أساس أنه مجرد ألواح من الخشب وقطع قماش مدهونة، لذلك فإن التعامل بين المصمم والممثل يفترض أن يبنى على الانسجام (ويكفي أن ينعدم الانسجام بين ما يفعله الممثل وفنان الديكور حتى يهدم كل منهما ما أبدعه الاخر) .

بوبوف ، الكسي ، التكامل الفني في العرض المسرحي ، ترجمة شريف شاكر ، دمشق-منشورات وزارة الثقافة والارشاد القومي ، 1979 .

وهناك مستلزمات معينة يضعها المصمم بعين الاعتبار عندما يشرع المصمم في وضع تصميمه، منها كيفية وضع وتوزيع قطع الأثاث على خشبة المسرح، بحيث تخلق افضل مناطق تمثيل ممكنة، من اجل خلق التنوع في الحركة، وخلق نوع من العلاقة التي تربط بين قطع الأثاث نفسها، وتحقيق الاستقرار، حيث أن هناك قاعدة تنص على (وضع بعض قطع الأثاث او وحدة من وحدات المنظر أسفل يمين وأسفل شمال المسرح. مما يجعل الصورة مستقرة. وتجنبنا فقدان منطقتين مفيدتين للتمثيل) لويز مليكة ، الديكور المسرحي ،ط2 ، القاهرة : الهيئة المصرية العامة للكتاب ، 1981.

وهذا يعني أنه عند صنع المنظر، يجب أن يراعي المصمم دائمًا طريقة تركيب المناظر، واستعمالها، وإضاءتها. كما ينبغي أن تراعى تكاليف كل قطعة، وسهولة أو صعوبة صنعها، بالنسبة للتأثير الذي يأمل في خلقه. وقلَّما يلم الهواة بهذه المعلومات، وعلى ذلك يجب أن يكون المصمم دائم الاتصال بالمخرج ومدير التنفيذ.

كما يحرص المصمم على أن لا يسمح للجمهور الجالس في القاعة أن يشاهد ما خلف الكواليس ، أي أن عليه ان يحجب ما وراء الفتحات الموجودة في المنظر والتي لا يحتاجها المخرج في الحركة ، على المصمم ايضا ان يهتم بتوازن خشبة المسرح حتى في حالة خلوها من الممثلين ،واحتواء المنظر على قيم جمالية تسر الناظر وتشده إليه  مراعيا الخطوط البصرية في ذلك ، ومن الضروري أيضا أن يضع نصب عينيه عند التصميم أن يمكن كل الجمهور الحاضر من مشاهدة  ما يعرض على خشبة المسرح ، وبالتالي يهتم بالخطوط البصرية الأفقية منها والرأسية .

 لويز مليكة،  الديكور المسرحي ،ط2 ، القاهرة : الهيئة المصرية العامة للكتاب ، 1981.

 

مكونات المناظر

الحوائط المنحرفة

الحائط الضيق

المناطق كل مشهد في المنطقة المخصصة له

الأثاث

الفتحات

الأبواب

النوافذ

المدفأة

درجات السلم

المصاطب

مصاطب الخروج

مناظر المصاطب

التنوع ومصادره

 

الحوائط المنحرفة

يراعى عند وضع أحد المناظر على التوازي أن تكون الحوائط الجانبية منحرفة قليلا، فهذا يعطي رونقا للمنظر من ناحيتي الصالة، ولا يتنافي وقاعدة التزام المحاور في التصميم، لأن الحوائط المنحرفة توحي بنظرية التلاشي، فتبدو الحوائط على المحاور، ويبدو المنظر أعمق مما هو عليه، وذلك لثلاث ميزات:

1/  أكثر إيحاءً بالواقعية،

2/ أكثر حركة ،

3/ تبسط عملية التشكيلات والحركة وتجعلها أعظم تأثيرًا.

وهذه المميزات ذات فائدة بالغة في معظم المسرحيات، وعلى ذلك ينبغي أن تكون مناظرك منحرفة، ولا تلجأ إلى نظام التوازي إلا لغرض معين. والمناظر المقامة على التوازي تكون لثلاثة أغراض:

1/ التنوع: يجب إقامة بعض مناظر المسرحيات العديدة المناظر، على التوازي؛ لئلا تكون كلها على وتيرة واحدة. وكذلك الحال في تنظيم المواسم حيث يكون من الأوفق وضع منظر هام واحد على الأقل، موازيًا للمحاور الأصلية.

2/ الأسلوب: تفسد المناظر المنحرفة أية مسرحية تنتمي إلى حقبة معينة ذات أسلوب خاص كالميلودراما العتيقة وكوميديات موليير.

3/ الروح: بما أن للمنظر المنحرف صفة الحركة، فهو يخرج بعض المسرحيات عن خطتها. وهذه تشمل المسرحيات القوية العواطف، كأغلب التراجيديات الإغريقية حيث تكون المناظر الموازية للمحاور الأصلية أكثر ملاءمة لروح النص.

 

 الحائط الضيق     

كثيرًا ما يكون للمناظر المنحرفة حائط ضيق:

1/ ويمكن حذفه كليةً ، وعندئذٍ يبدو المنظر كما لو كان جزءًا من حجرة واسعة.

2/ يمكن وضع الحائط على محور المناظر فهذا يوحي بالواقعية، ويمدنا بركن نستطيع أن تضع فيه قطعة أثاث ضرورية يصعب تنسيقها، وفي هذه الحال، لا يصح أن يكون بالحائط باب؛ لأنه يكون غير ظاهر لبعض المتفرجين.

3/ يمكن وضع الحائط على المحور الرأسي، فمثل هذا الحائط يستطيع جميع النظارة رؤيته مهما كان الغرض العملي المستعمل فيه. وإذا كان بهذا الحائط باب فقد لا يتمكن بعض المتفرجين من رؤيته، ولكنهم يرون أشخاص المسرحية وهم يدخلون منه ويخرجون، فيسلمون بوجوده. ويكون الحائط الموضوع بهذه الطريقة بمثابة عنصر وسط بين محاور المناظر ومحاور المسرح.

 

 المناطق(areas )

يجب تنسيق مفردات المناظر بحيث يقع كل مشهد هام في المنطقة المناسبة له لمناطق

( الأثاث)

وينبغي مراعاة التشكيلات اللازمة للمشاهد الهامة عند تنسيق الأثاث، بحيث تكون بعيدة عن مداخل ومخارج أو فتحات المنظر، خفيفة سهلة النقل والتبديل .

الفتحات 

لفتحات المنظر الأبواب والنوافذ  تأثير عظيم على التشكيلات والحركة،

الأبواب لابد أن يكون عددها متناسبا  كي لايعقد المنظر ويربك المتفرجين وقد  تشغل الأبواب متسعًا من الحوائط له قيمته ويحتاج إليه عادةً في أمور أخرى،ويمكن الإقلال من عدد الأبواب بعمل رواق يؤدي إلى مكان على اليسار (الباب الخارجي مثلًا)، وآخر على اليمين (كمطبخ مثلًا). ومن الممكن وضع درج (كأنه يؤدي إلى غرف النوم في الطوابق العليا)، وباب في الحائط الخلفي للرواق (يؤدي إلى دهليز).

بعد ذلك أعد قائمة بعدد مرات الدخول والخروج الهامة من كل باب، وحيث إن الدخول الدرامي يكتسب تأثيرًا أوقع إذا تم أعلى المسرح، لذلك تُعد الأبواب اللازمة لهذا الغرض في الحائط الخلفي ما أمكن، غير أنه من الصعب إنجاز الخروج الدرامي أعلى المسرح؛ ولذا يجب أن تعد له أبواب في حائط جانبي، ويفضل ما كان قريبًا من الدروع، وإذا كان أكثر مرات الدخول والخروج الهامة من باب واحد، لزم أن يكون في حائط جانبي؛ لأن الدخول الدرامي من الجانبين أسهل من الخروج الدرامي من المؤخرة.

والأبواب التي سيرى النظارة من خلالها شيئًا ما، ينبغي أن تكون في الحائط الخلفي، وهذا يتناسب مع وجود رواق كالسابق ذكره، ومن الممكن وجود هذا الرواق خلف حائط جانبي منحرف إذا كان معنى الفعل لا يتوقف على أماكن معينة.

وعند تحديد أماكن الأبواب، يجب مراعاة أنها تكون بمثابة دوافع لكثير من الحركات، وهذا يعني أنه إذا احتوى المنظر على بابين فقط، فمن الخطأ وضعهما متجاورين، أو وضعهما معًا في أعلى المسرح، أو أسفله.

وتُفتح أبواب المسرح عادةً إلى الخارج، وهذا النوع أسهل تركيبًا وأقل التصاقًا في الأوقات الحرجة، ويساعد على سهولة سير التمثيل؛ لأن الممثلين قد تعودوه أكثر من غيره. ولقد أصبحت هذه الأبواب شائعة الاستعمال في المسرح حتى مع العلم بأنها غير واقعية. ومع أنها عكس اتجاه الأبواب في الواقع فلقد اعترها الجمهور عادية فأبواب الدخول العادية، سواء أكانت للمنازل أم للشقق، تُفتح دائمًا إلى الداخل، ولكن أبواب المسرح، بالرغم من هذا، تُفتح عادةً إلى الخارج. ولم يحدث أن سمعت متفرجًا ينتقد هذا النظام أو حتى يذكر أنه لاحظه، أما الأبواب التي تُفتح إلى داخل المسرح فتكون لثلاثة أسباب:

1/ إذا اقتضت المسرحية درجة كبيرة من الواقعية.

2/ إذا كان هناك غرض خاص، كأن يختبئ ممثل وراء باب، أو إذا كان حاجبان «سيفتحان مصراعَي الباب» لدخول شخصية عظيمة، فلو دفعا الباب إلى الخارج لتعارض مع عظمة هذه الشخصية، ولقاوما دخولها بطريقة نفسانية بدلًا من الترحيب بها.

3/ في المسرحيات البوليسية حيث يُفتح الباب إلى الداخل ومفصلاته في أسفل المسرح، لكن يظن المتفرجون عندما يرون الباب يُفتح أن أمرًا خطيرًا وشيكُ الحدوث.

والأبواب التي تُفتح إلى الخارج تكون مفصلاتها أعلى المسرح لكي تحجب من تلقاء نفسها ما وراء المسرح ولا تجعل حركة الباب نفسه لافتة للأنظار، ويمكن وضع مفصلات الباب المنخفض أسفل المسرح إذا كان هذا الوضع أسهل من الوجهة الآلية، وفي حالة انحراف الحائط الخلفي، تكون مفصلات أبوابه أعلى المسرح، ولكن سهولة تدفق الحركة قد تقتضي جعل المفصلات أسفل المسرح. تأمل الباب الموجود في أعلى يمين الوسط بشكل ،ولاحظ أن الدخول أو الخروج السريع خلاله يكون أسهل إذا كانت المفصلات على الجانب الآخر، ولا سيما إذا كان سيمر منه عدة أشخاص في وقت واحد، وتتحكم ليونة الحركة في طريقة وضع مفصلات الأبواب الموجودة بالحائط الخلفي الموازي لخط الدروع.

 النوافذ 

إذا كان على الجمهور أن يروا بعض التمثيل من خلال نافذة، وجب أن تكون النافذة في حائط خلفي. ولكن إذا كان التمثيل بالخيالات، أمكن وضع النافذة في حائط جانبي.

وإذا كان على أحد الممثلين أن يرى شيئًا خلال النافذة ويصفه، لزم أن تكون النافذة في حائط جانبي، وإلا اضطُر الممثل إلى اتخاذ إجراءات حرفية معقدة ليتجنب الإلقاء بعبارات هامة وظهره نحو المتفرجين .

عند خروج شخص من نافذة فإنه يختفي بظهره. وهذا يجعل الخروج من نوافذ أعلى المسرح مقبولًا. وعلى ذلك يمكن وضع نافذة لتُستعمل في الخروج والدخول، في الحائط الخلفي أو في حائط جانبي، تبعًا لما يتناسب مع المشهد.

المدفأة 

المدافئ ورفوفها مصدر قيم لدوافع العبور والتشكيلات إذا كانت في حوائط جانبية أسفل المسرح. أما إذا وُضعت المدفأة في الحائط الخلفي فلن تزيد على كونها زخرفة؛ لأن الممثل الذي يذهب إليها لا بد أن يدير ظهره للمتفرجين.

درجات السلم والمصاطب (البراتيكابلات) steps and platforms

يتوقف وضع سلم داخل منظر على طول السلم وعرض درجاته، ووجود سور أو عدم وجوده، كما يتوقف على انحراف المنظر. وطبيعة الإخراج ذات أهمية عظيمة في هذا الشأن؛ إذ تعقد الأمور تعقيدًا بالغًا لدرجة أنه يتعذر أن نضع أكثر من بعض ملاحظات عامة:

1/لا قيمة تُذكر لسلم يتألف من درجة واحدة. أما السلم المكوَّن من ثلاث أو أربع درجات فيمكن وضعه في أي مكان تقريبًا؛ إذ يستطيع الممثلون الجلوس أو الوقوف عليه للحصول على تشكيلات قيمة.

2/ السلم المكوَّن من عدة درجات ضيقة ملائم جدًّا إذا وُضع بطول الحائط الخلفي. أما إذا وُضع بطول حائط جانبي وبدايته أسفل المسرح، اضطُر الممثلون إلى إدارة ظهورهم للمتفرجين عند صعوده. وإذا كانت بدايته أعلى المسرح حجبت درجاته الممثلين عن عيون النظارة.

3/ترتفع درجات السلم العريضة نحو الحائط الخلفي عادةً، فإذا كان المنظر منحرفًا وصعد الممثل السلم بزاوية أمكنه أن يتحاشى الاتجاه بظهره إلى المتفرجين.

4/يساعد عدم انتظام السلم، ودورانه، ومصاطبه، وغير ذلك على روعة السُّلم نفسه، كما يفيد التشكيلات وحركة الممثلين.

5/كثيرًا ما تحتاج المسرحيات الواقعية إلى السور، ولكنه غير مرغوب فيه من حيث وجهة نظر المخرج؛ إذ يحدد التشكيلات التي يمكن تنسيقها على درجات السُّلم.

 

السُّلم ومصاطب الخروج getaway platforms and steps

إذا أدت درجات السلم إلى فتحةٍ وجب أن يكون في خارج المسرح مصطبة حتى يسير الممثل إلى الفضاء،  حالة نجد فيها درجة السلم ممتدة إلى مسافة تجعل المصطبة غير ضرورية، وفي بعض الأحيان يبقى الممثل واقفًا على المصطبة خارج الباب وينتظر إشارة دخوله. وكثيرًا ما يكون هناك سلم نجار يؤدي إلى هذه المصطبة أو درجات سلم عادي.

 

مناظر المصاطب platform sets

يمكن للمصمم الحصول على نتائج باهرة بأن يكون منظره من عدة مصاطب . ويوصف تصميم مثل هذا المنظر بأنه «تحديد مكان وقوف الممثلين ثم بناء المصاطب أسفلهم»، أو بمعنًى آخر اتفقْ على المناطق التي تحتاج إلى تأكيد، وارفع مستوياتها بالمصاطب، كذلك يجب مراعاة أنماط الحركة؛ إذ إنه ينبغي أن تعمل درجات السلم على تسهيل الحركة في الاتجاهات المطلوبة. وغالبًا ما تجعل الحركة في الاتجاهات غير المطلوبة عسيرة أو مستحيلة، لتوفير الدوافع الواضحة للشخصيات بعدم السير فيها.

تُستخدم المصاطب ودرجات السلم في المناظر التي من هذا النوع، عادةً، كأثاث للمسرح حيث تنسق التشكيلات الجالسة فوقها. ومن الأفضل تصميم عدد من هذه التشكيلات مقدمًا ليعمل حسابها عند تصميم المنظر.

يراعى عند وضع بعض المصاطب نظام المحاور المتعامدة، ويراعى في بعضها الآخر نظام المحاور المائلة. فإذا روعي فيها جميعًا نظام واحد من المحاور، كان المنظر على وتيرة واحدة، وإذا روعي فيها أكثر من زوجين من المحاور، كان أقرب إلى الفوضى وأصبح عديم المعنى.

ويجب أن تطابق الخطوط المحددة لحافات المصاطب الخطوط المحددة لما يحيط بها من حوائط. ولهذا السبب توضح أماكن المصاطب برسم أقطارها ، وهذا بطبيعة الحال أمرٌ تقليدي؛ إذ لا تظهر الأقطار في المنظر نفسه.

 

المناظر المسرحية والتقنيات الحديثة

التقنيات الحديثة المستخدمة في تصميم مناظر العروض الاستعراضية المعاصرة دراسة منشورة في مجلة العمارة والفنون والعلوم الإسلامية خلصت إلى أنه قد أحدثت التقنيات الحديثة الشاملة التقنيات السمعية والبصرية مع التطورات التي شهدها القرن العشرين وتدخل التکنولوجيا في تصميم المنظر المسرحي تطوراً في تصميم مناظر العروض الاستعراضية حيث استحدثت أساليب وتيارات ومذاهب ونظريات في فن المسرح أثرت بشکل کبير في تطوير أساليب العروض الاستعراضية، فکان من ضمن التقنيات

تقنية السواتر حيث کانت تستخدم في الکثير من الأحيان للايحاء بالمنظور والبعد الثالث، حيث کانت تستخدم المناظر المرسومة وبخاصة في الخلف وعلى الجوانب لتکون مکملة للمنظر المسرحي بعناصره من أثاث واکسسوارات وعمارة.

ولقد تعدد استخدام الکمبيوتر في العديد من المجالات المختصة بفن المسرح فقد تدخل في التحکم في الخلفيات والإضاءة،  أيضاً في الأزياء وحرکة خشبة المسرح،

حيث من أهم التقنيات الحديثة في مناظر العروض الاستعراضية والتي انتشرت أخيراً تقنية الليزر حيث تعددت استخداماته في المسرح خاصة في الاحتفالات والمهرجانات وعروض الأوبرا، کما يستخد في الفضاءات الخارجية مما يعطي تأثيرات مختلفة، أيضاً

تقنية الهولوجرام  التي تعمل على خلق بيئة افتراضية من خلال الصورة ثلاثية الأبعاد أي أنه يمکن خلق مسرح افتراضي بخلفية وممثلين افتراضيين بعيداً عن الواقع،

ومن ضمن التقنيات الحديثة تقنية الشاشات وهي من التقنيات المشهورة و الدارجة حيث المصمم المسرحي يرى أنه من خلال الشاشة يمکن تحقيق خلفية مسرحية تخدم العرض المسرحي الذي يُقدم فمن الممکن معايشة المکان و الزمان في العرض المسرحي من خلال الشاشة التي خلفه،

وبالنسبة لقنية الواقع الافتراضي (VR)  فهو نظام يعتمد على خلق بيئات ثلاثية الأبعاد باستخدام رسومات الحاسب الآلي و أجهزة خاصة بحيث تهيئ للفرد القدرة على إستشعارها بحواسه المختلفة و التفاعل معها و تغيير معطياتها مما يعززإحساسه بالاندماج في تلک البيئة.

وخلصت  دراسة قام بها محمد سعيد التهامي نشرت عنها جريدة  مسرحنا 829 يوليو 2023 بعنوان  «الأساليب المبتكرة في تصميم المسرحيات متعددة المناظر»«دراسة تحليلية تطبيقية على المسرح المصري» في الفترة من 2006 حتى 2016. إلى أن التقنيات التكنولوجية تساهم في ثراء الصورة البصرية، مما يضيف ويحقق جماليات المناظر المسرحية.

ـ تساهم الوسائط الحديثة في سرعة تنفيذ وتغيير المناظر المسرحية من منظر إلى آخر بسهولة ويسر.
ـ استخدام التقنيات الحديثة ما زال بها العديد من الإسهامات التشكيلية في المنظر المسرحي.
ـ لا غنى عن زيادة توفير وتأسيس مسارحنا بأفضل الوسائل الحديثة لتحقيق مزيد من النجاح.

 

…………………………………

المراجع

 1- مصطفى سلطان . المناظر المسرحية. (ج1). مصر: دارالقاهرة للنشر.2010

2- مصطفى سلطان المناظر المسرحية. (ج2). مصر: دارالقاهرة للنشر .2012

3 ـ هينتج نيلمز، الإخراج المسرحي ترجمة أمين سلامة، مراجعة كامل، 1961 دار هنداوي للطباعة والنشر

4- عطية، أحمد سلمان. دور مصمم المناظر المسرحية في نجاح عمل المخرج المسرحي.الناشر: جامعة بابل كلية الفنون الجميلة.2015

5- كمال يونس  ،إطلالة على المسرح المصري الهيئة المصرية للكتاب  القاهرة 2010

6 كمال يونس،  نظرات مسرحية دار دان للنشر القاهرة 2024

7– الينزويرث ، كارل ، الاخراج المسرحي ، ترجمة امين سلامة ، القاهرة : مكتبة الانجلو المصرية ، 1980 .

8– بوبوف ، الكسي ، التكامل الفني في العرض المسرحي ، ترجمة شريف شاكر ، دمشق-منشورات وزارة الثقافة والارشاد القومي ، 1979 .

9لويز  مليكة ، الديكور المسرحي ،ط2 ، القاهرة : الهيئة المصرية العامة للكتاب ، 1981.

10-مجلة العمارة والفنون والعلوم الإنسانية

Article 3, Volume 3, العدد 12 (1), October 2018, Page 39-58  XMLPDF (906.46 K أحمد شحاتة أبو المجد ،أکمل حامد عبد الرحمن، منى عمر عبد العزيز.

11-مسرحنا 829 يوليو 2023https://www.gocp.gov.eg/masr7na/articles.aspx?ArticleID=55662

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت