الفنانة والكاتبة ميديا الصالحي ومسرحية " ارادة وطن " / مبعوث مجلة الفرجة صادق مرزوق (العراق)
ضمن المهرجان الذي أقامه معهد الفنون الجميلة للبنات في محافظة الديوانية قدمت الكاتبة والمخرجة ( ميديا الصالحي ) عرضا مسرحيا صامتا بعنوان “ارادة وطن” شاركت فيه مجموعة من طالبات المعهد ليجسدن شخصيات المسرحية وهن كل من : روان حبيب، بنين قاسم ,شيماء ليث ,طفوف نشأت .. وكانت الأزياء لرويدة علي, الديكور و المكياج نور الهدى عبد الناصر.. موسيقى عمر سمير نجم و محمد سلمان..
اعتمد عرض المسرحية على الايماءة الجسدية والتشكيل الصوري ضمن اشتغالات المسرح الصامت , حيث ركزت المؤلفة و المخرجة ميديا الصالحي من خلال مسرحية “ارادة وطن” على اللون ودلالاته التعبيرية في الصراع بين مجموعة ارادات . وكان للتشكلات الصورية والدلالات اللونية وما يرافقها من موسيقى إحالات تعبيرية أغنت إيقاعية العرض المسرحي بالإضافة لما احتوته تلك البني المشهدية من قدرات تعبيرية ساهمت في انجاح العرض المسرحي الذي تفاعل معه الحضور لما يشكله هذا العرض من أبعاد فنية ووطنية في ذات الوقت.
عمدت المخرجة إلى تفكيك ألوان العلم العراقي في إشارة منها إلى التعددية الثقافية لمجتمع انهكته الحروب بسبب التدخلات الخارجية التي ساهمت إلى حد بعيد في فك الارتباط بين أطياف الشعب الواحد..
مسرحية “ إرادة وطن ” هي محاولة لتجسيد رؤى الفنان ومحاولته في التأسيس للجمال وللقيم الانسانية من خلال نبذ الحرب الطائفية التي أذكاها مشعلوا الحرائق ومحاولاتهم الخبيثة لتحفيز الصراع بين الهويات الفرعية الضيقة وأضعاف الانتماء للهوية الاكبر (الوطن/ الانسان) , المسرحية هي محاولات جمالية وقيمية تناغمت لتؤسس لعرض يحاول خلق مقاربة بين المرسل والمتلقي من خلال اعتماد المخرجة ومنذ انطلاقة العرض لأن تبث ألوانها من بين الجمهور لتعيد تشكيل تلك الألوان على الخشبة في إشارة إلى أن المسرح هو المنبر الجمالي والانساني الذي يساهم في التقريب بين تلك الألوان التي تمثل مجموعة أطياف الشعب العراقي. ففي الوقت الذي تحاول فيه المخرجة ميديا الصالحي إظهار القدرة على بناء مشهد صوري يعتمد اللون والتشكيل البصري, فإنها لا تغفل الدور الرسالي والانقاذي للفنان في محاولته لأن يكون صاحب المبادرة وأن يساهم في بث معاني الجمال والانسانية لتكون بديلا عن الحرب التي ساهمت في قتل الانسان وقتل الجمال.