الوجوه المكررة ../ أحمد الماجد
عن جريدة الرؤية الإمارارت ـ 06 مايو 2015
لم يعد حضور التظاهرات الثقافية والمهرجانات المسرحية أو المشاركة فيها، حكراً على الصفوة من أهل الخبرة والاختصاص، فما عليك سوى أن تمتلك بعض المواصفات القياسية لتكون ممن تنطبق عليهم الشروط والأحكام الواجب توفرها، بأن تكون مسؤولاً عن مهرجان ما مثلاً، أو مديراً لتحرير مجلة ما، أو مديراً لفرقة مسرحية ما، أو أن تربطك صداقة ما حتى ولو كانت عابرة بالمسؤول عن تلك التظاهرة، أو أن تكون نجماً تلفزيونياً مشهوراً يسهم اسمك في الترويج عن المهرجان، كي تنال بطاقة الانضمام إلى قائمة كبار الوجوه المتكررة في كل تظاهرة.
تلك الوجوه التي قالت في سابق المهرجانات ما لديها ولم تعد تملك جديداً تقدمه، ولا يتعدّى حضورها سوى واجهة أو جميل مطلوب رده في أقرب مهرجان يقام في منطقة الضيف المكرر ولأغراض ترفيهية واستجمامية ليس إلا، تلك الوجوه أضحت معولاً تحطمت بضرباته طموحات مشروعة أخرى من تلك التي يمني أصحابها النفس بفرصة الحضور في حدث ثقافي أو مسرحي للاستفادة وصقل الموهبة وتعميق التجربة.
ومع كل هذا التشاؤم، يوجد بصيص أمل سهل وأخير وفي متناول يد كل راغب في الوجود، بأن يكون بارّاً بوالديه ليحظى بدعوة نقية من أحدهما أو كليهما، فيستجيب لها الله، وينكسر الحصار المفروض على اسمه الذي لا يعيبه شيء، سوى تقصيره في عدم انضمامه لجهة ما تدعم حضوره، وتقاعسه في عدم السير على خطى أصحاب المنجز الكبير .. أصحاب الوجوه القديمة المكررة!
almajid@alroeya.com