بالشفاء العاجل للممثلة القديرة مليكة العماري/ أحمد سيجلماسي
علمنا من السيناريست والناقد السينمائي الصديق خالد الخضري أن الممثلة القديرة السيدة مليكة العماري ، زوجة الكوميدي الراحل أحمد العماري (1931 – 2006) ، قد أجرت مؤخرا عملية جراحية على إحدى عينيها بمصحة رباطية كللت بالنجاح .
نتمنى لها ، باسم عشاق فنها ، أن تخرج من هذه الوعكة الصحية بسلام لنستمر في التمتع بأدائها الفني المتميز في المسرح والسينما والتلفزيون .
يذكر أن هذه الممثلة الهادئة والمتمكنة من مواليد مراكش سنة 1944 ، وإسمها الحقيقي مليكة العماري بلامين العلوي ، شاركت في الأنشطة المسرحية منذ كانت تلميذة في المدرسة الفرنسية بمراكش ، وذلك لتجاوز خجلها ، كما شكلت سنة 1959 لحظة حاسمة في حياتها لأنها اكتشفت أنها خلقت للمسرح وليس لمهنة أخرى ، ومما ساعدها في امتهان فن التشخيص الفنان المراكشي الراحل أحمد العماري (الذي أصبح زوجها فيما بعد) .
سافرت مليكة العماري سنة 1960 إلى الرباط شأنها في ذلك شأن العديد من الشبان والشابات المراكشيين المهووسين بالمسرح ، أمثال عبد الله العمراني وعزيز موهوب ومحمد حسن الجندي والراحلين أحمد العماري وفاطمة بنمزيان ، والتحقت مثلهم ب ” المركز المغربي للفن الدرامي ” حيث تلقت تكوينا في هذا المركز لمدة ثلاث سنوات (1960 – 1963) شاركت خلالها في مسرحيات من إنجاز الراحل أحمد الطيب لعلج الذي كان أستاذا بهذا المركز من بينها ” حادة ” و ” بلغة مسحورة ” ، وكان ذلك مناسبة لصقل موهبتها بالإنفتاح على أعمال من تأليف موليير وشيكسبير وتوفيق الحكيم ومبدعين مغاربة . وبعد تخرجها بدبلوم من هذا المركز التحقت بفرقة ” المعمورة ” وظلت بها إلى سنة 1974 حيث شاركت معها في العديد من العروض المسرحية داخل الوطن وخارجه (بطولتها لمسرحية ” ولي الله ” المقتبسة من ” طارتوف ” لموليير سنة 1966 نموذجا) ، كما شاركت بعد ذلك في مسرحيات محمد الجم انطلاقا من ” وجوه الخير ” سنة 1990 إلى أعماله الأخيرة .
ارتبطت مليكة العماري إذن بكبار المسرحيين كالصديقي والعلج والجم … ، وظلت حاضرة في أعمال هذا الأخير الناجحة جماهيريا واستفادت من شهرته الواسعة ، كما شاركت كذلك بصوتها في دبلجة العديد من الأفلام الهندية مع الرائد إبراهيم السايح ، وفي تشخيص أدوار مختلفة في العديد من الأعمال التلفزيونية والسينمائية المغربية والأجنبية نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر العناوين التالية : ” وداعا المغرب ” (2013) لندير موكنيش و ” ليلى الطاهرة ” (2002) لغابريال أكسيل و ” البايرة ” لمحمد عبد الرحمان التازي ” و ” مصير امرأة ” لحكيم نوري و ” أصدقاء الأمس ” لحسن بنجلون و ” المقاوم المجهول ” للعربي بناني و ” ظل فرعون ” لسهيل بنبركة و ” نساء ونساء ” لسعد الشرايبي و ” حجاب الحب ” لعزيز السالمي و ” عودة الإبن ” لأحمد بولان و ” ياقوت ” لجمال بلمجدوب و ” قصة وردة ” لمجيد الرشيش و ” عباس أو جحا لم يمت ” و ” لالة شافية ” لمحمد التازي بن عبد الواحد و ” مسيح الناصرة ” (1978) لفرانكو زيفيريللي و ” مسكن الرجال ” (1964) للعربي بناني … وسلسلة ” لا باس والو باس ” وبعض أفلام التلفزيون …
تجدر الإشارة في الأخير إلى أن مليكة العماري والناقد السينمائي الرصين محمد كلاوي قد حظيا بتكريم يليق بقيمتهما الفنية والفكرية في الدورة الأخيرة لمهرجاننا الوطني للفيلم بطنجة (فبراير 2015) .