ثقافة الإخراج المسرحيّ/ أحمد الماجد

عن جريدة الرؤية – الإمارات 26 أغسطس 2015
 
أن تكون مخرجاً مسرحياً.. ذلك يعني أن زلزالاً قوياً ضرب طبقات الروح فانشقّت عنه لحظة لم يتساوَ ما قبلها بما بعدها، أن تجنح نحو الإخراج.. يعني أنك تؤكد إمتلاكك مقومات استقبال ذلك التغيير الداخلي والتعامل معه، وأهم المقومات أن تمتلك الهمّ المسرحي.
غير أن فهماً خاطئاً تكوّن لدى البعض عن هذا المفهوم، إذ أنه لا يعني تقمص شخصية مخرجٍ عملت معه أو تأثرت به، إنه لا يعني حني الرقبة أو التشويح باليدين أثناء الحديث، أو ارتداء قبّعة فوق وجه عبوس ولحية كثّة، أو ترديد كلمات لمسرحيين وشعراء عالميين.. الهمّ المسرحي يتشكل بالوعي برسالة المسرح وبالتخطيط والبحث والإشتغال الدائم على قضية إنسانية يدافع عنها عبر الخشبة وهو يعبّر عن وجهة نظره الخاصة من العالم.
أن تكون مخرجاً ذلك يعني أنك مستعد للدفاع عن مشروعك حتى الرمق الأخير، لا أن ترفع كل ما لديك من رايات مع أول مواجهة، أن تكون مخرجاً يعني أنك تمتلك ثقافة الإخراج التي تتشكل بالاستفادة من القراءة والمشاهدة واحترام تجارب الآخرين وعدم التعالي عليها، وبالاستعداد الفكري والنفسي للتصدي لهذا المشروع، هي لا تعني تحريك الممثلين واختيار الموسيقى وتلوين الخشبة.
الإخراج المسرحي أيضاً ليس وسيلة للجذب أو الشهرة.. ليس سلّماً وظيفياً تتدرج فيه بعد سنوات من الخدمة قضيتها في سلك التمثيل، إنه ببساطة أنت حيثما تكون مهيئاً للقيام بفعل شيء مختلف ومميز، يُخرجك من عنق السذاجة إلى أعمق تفاصيل الخشبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت