محمود دياب.. هلافيت المسرح تواجه شياطين السينما وتطالب بحقها فى الحياة / – د. حسن عطية

عن مجلة: الكواكب
 
لم تحركه الأيديولوجيا التي هيمنت على العقل  العربي في  مصر في ستينيات القرن الماضي، رغم تبنيه لهدفها الأساسي وهو العدل الاجتماعي وحق الإنسان البسيط في الحياة الكريمة، بقدر ما حركته روح القوانين التي درسها وعشقها وصار بها مستشارا بقضايا الدولة، خلال سنوات حياته العملية الأولى في الخمسينيات، ثم طوال مرحلته الإبداعية خلال الستينيات والسبعينيات، مما أدى لتوتر علاقته دوما مع الأنظمة المهيمنة، وحفر بأعماله الفنية والأدبية طريقا خاصا به أبعده عن الأضواء وأوصله للتصادم والقلق فالرحيل الهادئ عن دنيانا وهو بعد في الحادي والخمسين من عمره .
أنه “محمود دياب” (أغسطس 1932- أكتوبر 1983) المستشار الجليل والسارد البارع للرواية والقصة، والكاتب المسرحي المثير للجدل ببحثه الدءوب عن الهوية المصرية، وكاتب القصة والسيناريست الممتلك لحرفة الكتابة للدراما السينمائية والتليفزيونية والمعرف بعالم الروائي الروسي الكبير “ديستوفسكى” على الشاشة الفضية، والمثقف الذي ترك أروقة مجلس الدولة الرفيعة، ليتحرك عملا مع أبناء جهاز الثقافة الجماهيرية الوليد أواخر ستينيات القرن الماضي، وليعيش مغامراته في الأزقة والحواري ونجوع الوطن، ينتقل بين قصر ثقافة في الإسكندرية لإدارة الثقافة العامة ومكتباتها بالقاهرة، وجذبه الواقع في كفور الدلتا وبيوت ناسها للتعرف عن قرب على هموم المواطن البسيط والفلاح الباحث عن الخلاص من ظلمة التاريخ وحرقة الصبر، مما أنعكس بصورة واضحة على مسيرته الإبداعية.
هو ابن الإسماعيلية المدينة التي ولد بها وأحبها، وهو ربيب القاهرة المحروسة التي عاش فيها وتعبد في محرابها، وهو المخلص لوطنه الذي كرس حياته كلها من أجل رفعته والحفاظ على كرامته وتقدمه ، وهو المؤمن بالعروبة التي ازدهرت دعوتها في الستينيات، ورأى فيها أهم أبعاد الشخصية المصرية، فلم يتعلق بالبعد البحر متوسطي، ولم ينشغل بالبعد  الفرعوني، وظل يفتش في التربة المصرية وحكايات شعبها عن هذا البعد اللغوي والمعرفي الذي صبغ هذه الشخصية بصبغة خاصة، وراح بإبداعه الراقي يأمل أن يرتفع بوعيها لمصاف العدل والتقدم، مما فتح أبواب الإبداع أمام موهبته الفريدة، فكتب الرواية والقصة والمسرحية القصيرة والطويلة وأعد القصص السينمائية وشارك في كتابة السيناريو والحوار لقصصه وقصصه غيره .
** وحى الزمالك …
كان شاغله الأول في مسيرته الإبداعية هو التعبير عن الروح المصرية، فصاغ في الستينيات أعمالا روائية ومسرحية قدمت على مسارح الدولة، وشغلت الجمهور والحركة النقدية كثيرا، وتنقلت موضوعاتها بين أجواء المدينة وقضايا طبقتها المتوسطة وأجواء الريف وهموم أهله البسطاء، مقدما نفسه بنص (المعجزة) الذي لفت نظر بعض النقاد إليه بعد فوزه بجائزة مؤسسة المسرح والموسيقى عام 962 ، وتتداول  المعلومات عن تاريخ كتابته راجعه إلى عام 1959 وأن كنا نرى، كما أشرنا في مقال سابق هنا، إلى أنه من المرجح كتبه في نفس عام حصوله على الجائزة، لأنه يطرح قضية التأميم للمصانع الخاصة، وأحقية العاملين فيها لها، دعما لعملية التأميم التي قامت بها الدولة للمصانع بداية من يوليو 1961 وتمليكها لعمالها، وتتصل أفكاره بنفس ما طرحه في مسرحيته الطويلة التالية (البيت القديم) التي فازت بدورها بجائزة مجمع اللغة العربية 1963، مما يشي بكتابتها فيما بين عامي 62 و63 ، وأخرجها “على الغندور” لفرقة المسرح الحديث على مسرح (الهوسابير) في منتصف عام 1964 ، بعد أن قام “دياب” بتحويل حوارها للهجة العامية، وناقش فيها قضية العلاقة بين الأثرياء (سكان حي الزمالك نموذجا أثيرا زمنذاك) والفقراء (سكان حي بولاق)  اللذين لا يفصل بينهما جغرافيا سوى كوبري (أبو العلا)، بينما تفصل الفوارق الطبقية بينهما بصورة حادة، ومع ذلك لم يحظ عرض هذه المسرحية بحفاوة جماهيرية ونقدية ملحوظة، ربما لأن “دياب” صار في الطريق التقليدي لكتابة مسرحية تتحدث عن التفاوت الطبقي بين الناس “اللي تحت” والناس “اللي فوق” على طريقة “نعمان عاشور” مسرحيا و”صلاح أبو سيف” سينمائيا ومن هم أقل منهما موهبة وحرفة ممن ساروا على درب ثورة يوليو في الانحياز فنيا وأدبيا للفقراء وإدانة الأثرياء، ومتخذا موقفا إيديولوجيا حادا تجاه الطبقة الأرستقراطية ، فهي طبقة انتهازية وجاهلة، جميلة المظهر مُعوَّقة الوجود ، بينما الطبقة الشعبية البسيطة هي المتسلحة بالعلم والوعي بحقيقة الواقع، والمتعلق منها بأهداب الطبقات العليا خاسر لا محالة، وربما لأن إخراجها غرق في تقليدية عرضها، جنبا إلى جنب صوتها الدعائي العالي، والذي مثله شقيق البطل العامل الواقف بشدة ضد تعلق أسرته البولاقية بحي الزمالك، الذي أدانه من قبله لتهتكه “ابوسيف” في فيلمه (الأسطى حسن)، وأدانه فيما بعد “أحمد فؤاد نجم” في قصيدته (يعيش أهل بلدي) والقائل فيها “يعيش التنابلة في حي الزمالك / وحى الزمالك مسالك مسالك / تحاول تفكر تهوب هنالك / تودر حياتك بلاش المهالك” ، غير أن أهم ما طرحه “دياب” في مسرحيته هذه هو رفضه القاطع لتوجه في المجتمع لإنشاء مدنا للمهندسين والأطباء والمعلمين والعمال، حيث رأى أن هذا التوجه يزيد الفجوة بين طبقات المجتمع، ويحصر العمال في مدن معزولة عن بقية شرائح المجتمع، ولذلك راح يقسو بقوة على شخصياته المتطلعة للصعود الاجتماعي متخلية عن طبقتها، ملمحا إلى ما سيصبح أبرز ملامح مسرحه وهو ضرورة الحفاظ على القيم الراسخة في عمق الشخصية المصرية والمحافظة على وجودها المستمر في التاريخ .
** قرية ظالمة:
في نفس العام وفى نفس أجواء المدينة، كتب “دياب” مسرحيته القصيرة (البيانو) ومتوسطة الطول (الضيوف) 1965 ، وأن تأخر تقديمهما حتى عام 1968 ، حينما أخرجهما “أحمد عبد الحليم” في سهرة واحدة، وفى العام التالي أقتحم “دياب” عالم القرية بنص طويل أثار زوبعة في الوسط الفني، وحمل عنوان (الزوبعة)، وحاز به على جائزة منظمة اليونسكو لأحسن كاتب مسرحي عربي، وترجم لأكثر من لغة أجنبية، تنفتح فيه القرية على أفق الوطن، بعد أن تحولت لقرية ظالمة لأحد أبنائها، ظلمه أعيانها الأثرياء وأدخلوه السجن زورا، واستولوا على أرضه، وفتتوا عائلته التي تشكل بنية المجتمع الأساسية، وبدا العرض الذي أخرجه “عبد الرحيم الزرقاني” لفرقة المسرح الحديث وكأنه يساير هجمة النظام وقتذاك على بقايا الإقطاع الذي عاود الظهور والهيمنة في القرية المصرية، وشكلت لتصفيته تصفية كاملة لجنة باسم (اللجنة العليا لتصفية الإقطاع) برئاسة “عبد الحكيم عامر”
في مايو 1966، غير أن الدراما تتجاوز بمهارة ووعى كاتبها الوقائع اليومية، ليدين “دياب” الشرائح السلبية والجبانة في المجتمع، والتي تسمح بظلم الأعيان (رموز الإقطاع) لفلاحين القرية. ورغم عدم تقديم هذا النص مرة أخرى في مسارح العاصمة، حضر بقوة في المسرح الإقليمي والعربي معا، حيث أخرجه المخرج المصري ذو الجذور السودانية “عوض محمد عوض” في المسرح الجامعي بأم درمان، بعد أن قام بسودنتها الفنان “يوسف خليل”، وتردد صداها في العديد من مسارح الدول العربية .
في نفس العام كتب “دياب” نصه القصير (الغريب) وأخرجه د” نبيل منيب” في موسم 66/1967 ، وقدم في سهرة واحدة مع نصي (الدنس) للمخرج “عادل هاشم” و(ورق ورق) للمخرج “عبد الغفار عودة”، في تجربة لتقديم الوجوه الشابة تأليفا وإخراجا تحت مسمي (طليعة المسرح القومي)، كما طاف بمسارح الدول العربية، فأخرجها “عزيز عيد الصاحب” بعد تعريقها ، أي تحويلها للأجواء العراقية وباللهجة الدارجة عام 1967 ، كما أخرجها المخرج السوري “أسعد فضة” للمسرح القومي السوري 1970 .
في سياق بحثه عن سمات الشخصية المصرية وفنون الفرجة عندها، التفت أفكاره بأفكار “يوسف إدريس” التي أعلنها نهاية عام 1963 بمقالاته الداعية إلى (البحث عن مسرح مصري / عربي)، وبمسرحيته الفريدة (الفرافير) 64، وكذلك دعوة “توفيق الحكيم” المنادى بالكشف عن (قالبنا المسرحي) المصري، المتضمن الحكاواتي والمقلداتي والمداح، وكذلك دعوات الناقد د. على الراعي للعودة لجذور فنون الفرجة الشعبية، مما حفز “دياب” لكتابة أصفى وأقرب النصوص الدرامية المحققة لهذه الدعوات، فكتب (ليالي الحصاد) التي أخرجها له د. أحمد عبد الحليم” 1967 لفرقة المسرح الحديث، بعث فيها كاتبها ألاعيب التقليد الساخر من الصبية للكبار في حفلات السمر الريفية المصرية، مع استفادة من تقنية التمثيل داخل التمثيل الغربية، ملمسا في نصه على الفوارق الاجتماعية بين البسطاء والأعيان، ومستعيدا موقفة من المنسلخ عن جذوره، سواء بالهجرة من الحي الشعبي للحى الراقي (البيت القديم) أو من القرية إلى المدينة، كما هو الحال هنا مع بطل المسرحية “على الكتف“، وعلى يديه يتحول حفل السمر الريفي إلى مرثية تكشف عن حجم مأساة الفوارق الاجتماعية داخل القرية، وهو ما سيعاود طرحه بقوة في نصه  (الهلافيت) الذي أخرجه عام 1970 د. “أحمد عبد الهادي”
لفرقة كفر الشيخ المسرحية، وعرض لمدة ليلة واحدة في ساحة جرن كبير، ولم يقدم بالعاصمة، رغم تعدد تقديمه في المسرح الإقليمي، وقيمته الفكرية والجمالية التي قدمت مساحة جيدة للهلافيت للحضور والانتقال من السخرية اللفظية من شياطين القرية ومفسديها إلى التمرد وبزوغ شمس الثورة على من أذلوهم تاريخيا وواقعيا، لقد صار هؤلاء الهلافيت هم أبطال المسرحية، والمتمنين السيطرة على (قعدة) السمر، بأمل أكبر في السيطرة على نظام المجتمع.
** عودة رموز الأمس:
ينهى عام 1970 عقد الستينيات بتوقف حرب الاستنزاف، وموت الزعيم،
وانهيار الحلم القومي الناصري، وإعلان “الحكيم” (عودة الوعي) لشرائح النخبة الذي عليهم نبذ العدل الاجتماعي لصالح الديمقراطية وفقا لرؤية الغرب الليبرالية لها، فانتبه “دياب” لقضية العلاقة بين الزعيم الحاكم والمثقف الواعي، فكتب مسرحيته المعروفة (باب الفتوح) التي قام “سعد أردش” بإخراجها عام 71 ، وأوقفت الرقابة على المصنفات الفنية عرضها في البروفة النهائية (الجنرال)، وتأجل تقديمها حتى عام 76 ، وتحدثنا عنها في مقال سابق بالكواكب، بمناسبة عرضها الجديد، مما أحبط “دياب” ودفعه لكتابة ثلاثة نصوص قصيرة تبدو عبثية الصياغة، دون أن تبارح واقعها المجتمعي، وهى (الرجال لهم رؤؤس) و(اضبطوا الساعات) و(الغرباء لا يشربون القهوة)، حملت معا عنوانا عاما هو (رجل طيب في ثلاث حكايات) بنبرة ساخرة تكشف عن أن هذا الرجل الطيب سيبقى وحيدا ومقهورا وغريبا في وطنه بسبب غفلته المتشحة برداء الطيبة. وعقب معركة أكتوبر التحريرية عام 1973 وما صاحبها من متغيرات لم يكتب “دياب” للمسرح سوى نص قصير بعنوان (أهل الكهف 74) حذر فيه من عودة رموز الإقطاع القديم والتمهيد للثورة المضادة، ولم يتح له بالطبع العرض الجماهيري، وثلاثة نصوص طويلة هي (رسول من قرية تميرة للاستفهام عن مسألة الحرب والسلام) بتأثير مؤلم من مباحثات الكيلو 101 بين مصر وإسرائيل، والتي انتهت بانسحاب ضخم للقوات المصرية من الضفة الشرقية للقناة بعد عبورها الكاسح لها باسم السلام مع إسرائيل، ولم يعرض هذا النص إلا بعد رحيل “دياب” بعام في قصر ثقافة شبرا الخيمة من إخراج “أحمد إسماعيل”، و(قصر الشهبندر) الذي أخرجه “كرم مطاوع” على مسرح البالون بعنوان (دنيا البيانولا) 75 ، ثم نصه الأخير (أرض لا تنبت الزهور) 1979 ، منفلتا بموضوعه من اللحظة الراهنة لحضن التاريخ والأساطير المصاغة حول شخصياته، بعد أن أحبط في الواقع المصري والعربي معا، وتسلل التشاؤم لرؤيته للعالم، فأعلن استحالة السلام بين الأعداء والأشقاء معا، بعد أن روت دماء المعارك الأرض المحبة للسلام .
** مغامرات سينمائية:
شارك الواقع المحبط في السبعينيات، ومواقف الرقابة المتعنتة من مسرحياته، إلى خوض مغامرات إبداعية في عالم السينما، خاصة بعد أختار المخرج الفلسطيني الأصل “غالب شعث” روايته (الظلال على الجانب الآخر) ليكتب لها السيناريو والحوار ويخرجها في فيلم بذات الاسم، تحمس له (جماعة السينما الجديدة) المتمردة على الواقع السيمائي الراكد، وقدمت من قبل (أغنية على الممر) 72 للمخرج “على عبد الخالق”، ثم سعت بكل جهد لتقديم فيلمها (الظلال) 75 ليكون الثاني والأخير لها، في الوقت الذي لجأ فيه “حسام الدين مصطفى” لكاتبنا كي يعد له صياغة سينمائية لروايات “ديستوفسكى” التي يعرفها جيدا، فصاغ له قصة وسيناريو عن رواية (الأخوة كرامازوف)، بعد أن نقل أحداثها من موسكو إلى الفيوم، غير أن المخرج أدهل على كاتبنا السيناريست “رفيق الصبان” والمخرجة التسجيلية “نبيهة لطفى” فضلا عن تدخله
الشخصي، مما أغضب “دياب” في أول مغامرة له مع عالم السينما، والتي لا يستقل فيها السيناريو عن الفيلم مثلما هو الحال في استقلال النص الدرامي عن العرض المسرحي، فتنازل “دياب” عن كتابة أسمه على تترات الفيلم الذي عرض باسم (الأخوة الأعداء) 74 ، وحقق نجاحان جماهيريا ونقديا كبيرا.
دفع هذا النجاح للجوء “حسام مصطفي” مرة أخرى إلى “دياب” لإعداد روايات أخرى للكاتب الروسي، فاشترط عليه أن يتحمل وحده كتابة القصة السينمائية والسيناريو والحوار، فوافق المخرج، وبالفعل أنجز له فيلمه (سونيا والمجنون) الذي عرض في يناير 77 عن رواية (الجريمة والعقاب)، والتي اكتفى المخرج بذكر اسم “دياب” على التترات دون اسم الكاتب ولا اسم روايته، مما دفع بكاتبنا للإصرار على ذكر اسم الكاتب وروايته في فيلمه الثالث والأخير معه، وهو (الشياطين) عن رواية بذات الاسم للكاتب الروسي، وعرض في شهر أكتوبر من نفس العام 1977 ، وعالج من خلاله موضوع الجمعيات الوطنية التي تبرر الاغتيال الفردي وسيلة للتحرر الوطني، ويدين الفيلم بشدة هذا الاغتيال، الذي برره فيلم (في بيتنا رجل) لبركات 1961 ، فكاتبنا يؤمن بالكفاح الوطني، وبعدالة قضية البسطاء في المجتمع، لكنه لا يبرر أبدا الاغتيالات الفردية، التي قد تقضى على أبرياء دون أن تحقق أهدافها الحقيقية، فحركة الجماعة عنده هي الأصل في الكفاح على كافة الأصعدة.
بقى من مغامرات “دياب” السينمائية فيلمان، أولهما كتب له القصة والحوار، كما تشير تترات الفيلم، وأخرجها د. “سمير سيف” وعرض عام 77 باسم (إبليس في المدينة)، وذكر صديقنا المؤرخ والناقد الكبير “محمود قاسم” في موسوعته السينمائية أنه معد عن رواية (الأب الخالد) للكاتب الفرنسي”أنوريه دى بلزاك” والمعروفة باسمها الفرنسي (الأب جوريو)، وهى معلومة صحيحة، والقارئ للرواي سيكتشف بسهولة أنها مصدر القصة المصرية، والتي لا نعرف لماذا لم يصر “دياب” على أن يذكر المخرج في تترات فيلمه اسم الكاتب الأصلي.
أما الفيلم الثاني، والذي أنتجته سوريا في نقس عام رحيل كاتبنا، وكتب السيناريو له وأخرجه “محمد شاهين”،  عن مسرحية (البيت القديم)، داخلة به لمجموعة من الأفلام التليفزيونية المصرية التي أعدها الكاتب نفسه أو غيره لقصص ومسرحيات له، للأسف من الصعب العثور عليها اليوم.
أنتهز فرصة الكتابة عن “محمود دياب” في الكواكب، لأصحح معلومة جاءت بالخطأ في مقالي عن عرض مسرحيته (باب الفتوح)، ونبهني استأذنا الكبير د. كمال عيد إلى خطئها، وتتعلق بذكرى أوبريت (موال من مصر) من إنه من أعمال “دياب”، ووجهني  لقراءة كتابه (المعمل المسرحي) والذي ذكر فيه تجربته في المشاركة في إخراج هذا الأوبريت أو العرض المسرحيالموسيقى الغنائي الراقص كما ذكر طليمات في برنامج العرض، وانقل هنا بالنص ما ذكره أستاذنا في كتابه لتصحيح المعلومات التي وردت في مقالي، ووردت في العديد من المراجع المكتوبة والمنقولة على النت، لما فيها موقع الوكيبيديا، حيث يقول:”في فن الكتابة المسرحية والدرامية استعان المعلم (طليمات) بأسطورة إيزيس وأوزوريس تأليف سامي داود، وكتب جانبا كبيرا من النص سعد الدين وهبه، كما كتب الفصل الثالث محمود شعبان”، ولذا وجب الاعتذار للقارئ الكريم، ووضع المعلومة الصحيحة أمامه وأمام من يوثقون لمسرح محمود دياب وللمسرح المصري.
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت