عرض "واحد وحدو" لعماد جمعة…تجربة كوريغرافية فردية تحاكي معاني الوجود الذاتي/ وات
بعد مسيرة فنية انطلقت منذ سنة 1984، اختار الفنان عماد جمعة خوض تجربة فردية كوريغرافية تحاكي معاني الوجودية الذاتية في الوحدة والانعزال عن الآخر يكون فيها الفرد في حالة « واحد وحدو »، هذه الحالة هي عنوان العمل الذي قدمه مساء أمس الخميس بمسرح المبدعين الشبان بمدينة الثقافة.
ووسط جمهور غفير ضم عددا هاما من الراقصين الشبان الذين تابعوا باهتمام عرض « واحد وحدو »، جسد عماد جمعة بتعبيرات جسمانية مدروسة ومتناغمة مع اختيارات موسيقية وضوئية حوارا باطنيا تتعرى فيه النفس في عزلتها لتتألم وترتبك وتتأمل وتخلص لبلورة معنى لوجودها في الانعزال وترك مسافة عن الآخر بمختلف تجلياته.
فكرة عرض « واحد وحدو » جاءت بعد مسيرة طويلة من العطاء الفني في الإنتاج والتكوين الكوريغرافي، ليترجم هذا الفنان في خمسين دقيقة بلغة الرقص مفهوما متفردا لحالة ذاته وتفاعلها مع الواقع مستحضرة ماضيها لاستنباط رؤية أكثر عمقا لمواجهة الراهن وبلورة تصور جديد للتقدم وإعادة الانطلاق.
» واحد وحدو » هي قطعة فنية نادرة برؤية مستحدثة، سيطر فيها عماد جمعة على خشبة المسرح بطريقة عكست كل ما في مسيرته من ألم، فرحة واستنكار للواقع الذي يعيشه هذا الفنان. هي استحضار لأفكار الفنان الذي يواجه نفسه واستجواب لرحلة دامت أكثر من ثلاثين عامًا من الرقص في سياق حيويّ صادق.
وقد سبق وأن كشف عماد جمعة عن مشروعه في إعداد كتاب يروي مسيرته الفنية وتجربته الطويلة في مجال الفن الكوريغرافي الحافلة بمرور ثلاثة أجيال من الراقصين اللذين انطلق بعضهم من الفن الكوريغرافي نحو احتراف التمثيل على غرار لطفي العبدلي ودرة زروق وعفاف بن محمود.
ويذكر أن عماد جمعة كان قد قدم عرضه « واحد وحدو » (إنتاج 2017) ضمن فعاليات الدورة 54 لمهرجان قرطاج الدولي في إطار العروض الموازية المبرمجة في فضاء مدار قرطاج تكريما لروح فقيدة المسرح رجاء بن عمار.