نص مسرحي: " لن أغادر"/ تأليف: بيان أحمد الزوري
نص مسرحي قصيرة جداً
(ترفع الستارة .. ظلام .. صوت رجل يصفر .. وقع أقدامه وهو يمشي .. تنير إنارة على قدمه وهو يمشي .. ثم يقف، صوت رجل آخر يغني أغنية تدل على الأمل .. ثم يصل لحيث يقف فتضيء الإنارة عليهما).
الرجل الأول : قلت لك منذ البداية ، يجب أن لا تذهب (وهو يبتسم بخيبة )
الرجل الثاني : (يضحك بسخرية) يا صديقي ما هكذا تحل المسائل المعقدة، يجب أن نتحلى بالصبر .
الرجل الأول : كلهم ذاهبون، لماذا علي أن اكترث، اضيق هماً واتسع حُزناً.
الرجل الثاني: هون عليك يا رفيقي، قل لي ماذا حدث مثلاً. هل انتهى العالم؟ وأن انتهى فنحن مخلدون ننتقل من عالم لعالم.. هل انقطه نفساً وانقطعت حياة وأمل.. لا، إذا فنحن بخير نستطيع أن نكمل ونقطع خيباتنا الفانية وانا اقصدها الفانية أجل
الرجل الأول : لكنني قررت أن اخرج من هذا المكان لآخر فتحرك القطار، كيف الحق به وآنا لا املك تذكرة حتى، كيف الحق به وأنا فائض الأمتعة، هي أمور معقدة، متشابكة، منزوية،يااااااااا أنا كفاااااااااك لقد تعبت (يجلس على الأرض يستقبل الأرض بكفيه)
(إظلام ..إنارة حول الكائن الأول .. موسيقى ممزوجة بصوت عصافير مهاجرة )
الكائن الثاني: مصفد
(يضيء المسرح لمشهد تمثيلي جديد ..انارة مقتصرة على الممثلين)
الرجل الثاني: (يأتي يجر حقيبته السفر، ضخمة، عتيقة) مصفد (يفتحها ويبدأ برمي محتوياتها) .
الرجل الأول : (يلتفت له) ولكن ماذا تفعل فأنت تفرغ ماضيي، ذكرياتي ، أمتعتي ستختفي معالمي ماذا أفعل بسعادة مزيفة
الرجل الثاني : بل ستفعل ستنتهي المعاناة ، انت تحتل مملكتي ويجب أن تغادر .
الرجل الأول : لكن احزاني هي من رمتني هنا (يمسك بكرسي أسود، مستقبلاً بجسده ظهر الكرسي.. يأخذ شهيقاً ويخرجه زفير)
الرجل الثاني :ومالذي تريده ؟
الرجل الأول :سزغادر لكن دعني افكر بطريقة
الرجل الثاني : ان تحمل كل شيء مثلاً، لا يسمح لك لا يمكن، ان تحمل أمتعة عشرة أشخاص بتذكرة راكب واحد .
الرجل الأول : سأنتظر بين مدينتي ومدينتك في محطة القطار .
الرجل الثاني :هاااا، ماذا ماذا قلت أعد على مسامعي لقد قلت مدينتي يعني لا يمكنك ان تنتظر
الرجل الأول : تخص المسافرين وأنا مسافر ،ستسعني أنا الغريب أيضاً .
الرجل الثاني : يجب أن تختار والآن إما آن تصبح مواطن من الدرجة الأولى أو تترك ذكرياتك وتغادر المكان بدون تردد والآن .. يختفي صوته تدريجياً ويتجمد مكانه (صوت تجميد ) .
الرجل الأول: (يتقدم صوت وقع أقدام وهو يبتسم صوت قطار..كرسي طويل للانتظار..حقيبة سفر كبيرة قديمة) لن اغادر
انتهـــــــــــت
** بيان أحمد الزوري (المملكة العربية السعودية)
albayn_company098@yahoo.com