الإعداد لمشروع يحفظ الذاكرة المسرحية في المهدية منذ ثلاثينات القرن الماضي/ وات
كشف مدير مركز الفنون الدرامية والركحية حسام الغريبي في لقاء مع “وات” عن مشروع جديد يجري الإعداد له ويرمي إلى حفظ الذاكرة المسرحية التونسية. ويتمثل هذا المشروع في إعداد كتاب يدوّن الحركة المسرحية في المهدية من ثلاثينات القرن العشرين إلى غاية تأسيس مركز الفنون الدرامية والركحية بالمهدية في 11 فيفري 2018 فضلا عن إنجاز شريط وثائقي حول تاريخ المسرح في المهدية.
وسيوثق الكتاب كلّ ما يتعلق بتاريخ المسرح في الجهة مثل مساهمة المسرحيين في المهدية في الحركة الوطنية، وتاريخ المسرح الهاوي وكذلك حيثيات تأسيس الفرقة المسرحية القارة بالمهدية ولمحة عن أبرز محطاتها، وكل المديرين والممثلين والإدارات التي تعاقبت عليها، ثم بعث مركز الفنون الدرامية والركحية بالمهدية.
وأوضح حسام الغريبي أن إنجاز هذا الإصدار سيتم بمساهمة ثلة من الأساتذة الذين يدرسون تاريخ المسرح وعدد من المختصين في التوثيق والأرشفة نظرا للمخزون الثري المتوفر بمركز الفنون الدرامية والركحية والذي ينبغي المحافظة عليه. وأضاف في هذا الصدد : “سنقدم نسخة من هذا الأرشيف الكبير لمؤسسة الأرشيف الوطني ونترك نسخة في الحفظ بمركز الفنون الدرامية والركحية بالمهدية، ونستغل جزءا من هذا الأرشيف لإثراء مضمون الكتاب الذي من المنتظر أن يصدر في 27 مارس 2019 بمناسبة اليوم العالمي للمسرح”. وسيكون هذا الإصدار الجديد متاحا، للقراء والمهتمين بالمسرح، في المعرض الدولي للكتاب بقصر المعارض بالكرم في شهر أفريل المقبل.
كما سيسعى القائمون على المشروع إلى الحصول على دعم من صندوق التشجيع على الإبداع الأدبي والفني، بحسب مدير مركز الفنون الدرامية والركحية بالمهدية الذي أعلن في لقاء مع “وات” على هامش مشاركته في ندوة حول المسرح التونسي واللامركزية” ضمن فعاليات الدورة 20 لأيام قرطاج المسرحية، أن المركز سيعمل على أن يتولى المخرج حمادي عرافة الاشراف على الإدارة الفنية لمشروع إنجاز هذا الوثائقي باعتبار التجربة المماثلة والناجحة التي كان قام بها مع مركز الفنون الدرامية والركحية بالقيروان وفق تعبيره.
وانطلقت عملية تجميع شهادات من خلال عقد لقاءات مع رواد المسرح التونسي لتضمينها في هذا الكتاب ومنهم الأكاديمي والفنان المسرحي كمال العلاوي والمخرج حسن المؤذن، والممثل المسرحي جمال العروي، وكذلك أحمد الفقيه سعد الذي عايش البشير عطية مؤسس جمعية مكارم المهدية التي يعرفها اليوم الجمهور كجمعية رياضية، في حين أنها كانت في البداية جمعية ثقافية تعنى بالموسيقى والمسرح والسينما.
وفي هذا السياق، كشف حسام الغريبي عن وجود عدة شهادات، في أرشيف مركز الفنون الدرامية والركحية بالمهدية، تؤكد كيف كان المسرحيون المنتمون لهذه الجمعية، يساعدون المناضلين السياسيين زمن الاستعمار وينقلون السلاح للمقاومين وسط ديكور المسرحيات “وهذا أمر موثق سيطلع عليه القراء بأكثر تفاصيل في الكتاب المذكور” بحسب تأكيده. وسيساهم في إعداد هذا الكتاب كل من الأكاديمي المختص في المسرح الدكتور عز الدين العباسي والصحفي نور الدين بالطيب حيث سيتوليان جمع كل المعطيات والشهادات والوثائق المتوفرة لتحقيق هذا المشروع حتى يكون جاهزا في اليوم العالمي للمسرح، ويساهم في حفظ الذاكرة الوطنية من خلال التوثيق لجزء كبير من تاريخ المسرح التونسي.