هيئة الدورة 20 لأيام قرطاج المسرحية تنظم ندوة حول الممثل والركح في المسرح ما بعد الدرامي/ وات
خصّصت هيئة الدورة 20 لأيام قرطاج المسرحية ندوة علمية تطرق فيها مجموعة من المحاضرين الأكاديميين والمهنيين إلى « الممثل والركح في المسرح ما بعد الدرامي: روح التخطي أو حاجة للهجنة.
وأوضح مدير الندوة الدكتور محمد المديوني أن المسرح ما بعد الدرامي أصبح ممارسة سائدة في العالم وما انفك يتزايد عدد البحوث الجامعية المهتمة بهذا المشغل.
ولفت إلى أن المسرح في المفهوم الآرسطي شديد الارتباط بـ « الميثوس » (حكاية لها بداية ووسط ونهاية)، وقد أثّرت هذه المقولة في كلّ ما جاء لاحقًا على مستوى الرواية والقصّة والأدب عموما والنقد وغيرها.
وأضاف قائلا: « حتى وإن حصلت ثورة على هذا المفهوم، فإنها دائما ما تحيل عليه »، مشيرا في هذا السياق إلى أن « بريشت » تحدّث عن اللاآرسطي وبالتالي فهو يعرّف نفسه بالنسبة إلى آرسطو، أو دون معزل عنه.
ومن هذا المنطلق، سعى البعض إلى كسر مفهوم « الميثوس » وكثُر التساؤل عن تاريخ تأسيس المسرح: إذ يرى البعض أن آرسطو قام بنوع من الانتقاء وسكت عن أنواع من المسرح مثل المسرح الشعبي.
تستمدّ الندوة عنوانها (بحثا عن الهجنة) من وجود تداخل بين الفنون وظهور مقاربات كسرت الأسس التي قام عليها المسرح الآرسطي.
وثمّن المديوني النقاشات والمقاربات والحوارات التي قدّمها مختصّون في هذا المجال على مدى يوميْن، مشدّدا على أن أيام قرطاج المسرحية يجب أن يكون فيها المسرح فكر وتفكير، ومن مهام هذه الأيام أن توفّر منصات لطرح القضايا الكبرى التي تهمّ المسرح والمسرحيين.
ونفى المتدخّلون في هذه الندوة أن يكون الحديث عن المسرح ما بعد الدرامي يتضمن دعوة لمقاطعة المسرح الدرامي كنقيض له، بل هي فرصة لتحديد المفاهيم والحدّ من سوء التفاهم أو التمويه المعرفي على حدّ قول المديوني.
وشدّد المسرحيّون والأكاديميّون التونسيّون والأفارقة والعرب المشاركون في الندوة على التنافذ بين مختلف الفنون من فن تشكيليّ وكوريغرافيا وفن معاصر وغيرها من الفنون التي سبقت المسرح في بلوغ مرحلة ما بعد المعاصرة أو الدرامي من خلال تعدّد الأشكال الصانعة للفرجة والاهتمام بعناصر بصريّة مقابل تجاوز النص والتخلّي عن الشخوص.