"الممثل والرُّكح في المسرح ما بعد الدرامي، روح التّخطّي أو حاجة إلى الهُجنة؟"/ الفرجة

تقرير ختامي الندوة الفكرية الثانية أيام قرطاج المسرحية 2018

 

امتدت أشغال الندوة الفكرية التي أدارها محمد المديوني في إطار الدورة 20 لأيّام قرطاج المسرحية والموسومة بـِ ” الممثل والرُّكح في المسرح ما بعد الدرمي، روح التّخطّي أو حاجة إلى الهُجنة؟” على مدى يومين كاملين (11 و12 ديسمبر 2018) . و لقد استطاعت المداخلات التي اتّسمت بالجدة و الجودة و الرصانة الفكرية والعلمية أن تستجيب لمقترحات الورقة العِلمية للندوة فانصبت على الجوانب التقنية في المسرح ما بعد الدرامي و على علائق الدراما بأجناس التعابير الفنّيّة الأخرى، كما ركّزت على وضع الممثّل والمؤدّي والمُتلقّي في المسرح ما بعد الدرامي إلى جانب الوقوف على المقاربات الإخراجية في هذا المسرح، وعلى عديد من النماذج الأدائيّة المخصوصة. وتناولت بعض المداخلات، إلى جانب ذلك، بالتحليل عددا من المكونات الدرامية شأن السرد وبناء الشخصية والتيمات المتواتِرة.
ولقد راوحت المداخلات بين التناول النظري التحليلي، وبين المقاربة الاجرائية الميدانية التي هي مجال تحقق الأسس و القواعد النظرية، فوقف عدد منها على نماذج و تجارب من أقطار عربية كالأردن و العراق و تونس و الجزائر و المغرب وتجارب أخرى إفريقية شأن التجربة النايجيرية والإفوارية.
ومن إيجابيات المنجز الفكري و المعرفي لهذه الندوة أنّها استطاعت و من ايجابيات في هذه الندوة ،انها استطاعت أن تنفتح على فنون معاصرة أخرى لها موقِع مركزيّ في المسرح ما بعد الدرامي، بل وتُعتَبَر من مكوناته الجوهرية، بل هي لحمته وعصبه، مثل أنواع الرقص وتجلّياتها الجسدية وضروب الفنون التشكيلية القائمة. و يمكن القول بأن هذا المحور جاء غسهاما نوعيا وقيمة مضافة لأشغال الندوة، معززا بالسندات السمعية البصرية وبتقنيات الفيديو، وقد تحقق ذلك ايضا لعدد من المداخلات التي اقتضت نوعيتها و طبيعتها هذا النوع من السند.
واستطاعت الندوة، إلى جانب هذا، أن تجمع بين النظري التقعيدي والتحليلي الإجرائي في سعيها إلى الوقوف على المنجزات الميدانية من خلال النظر في التجارب و النماذج التطبيقية والانفتاح على جملة من الفنون المعاصرة. فأنها لم تقتصر على تجارب مسرح مابعد الدراما في البلدان العربية والإفريقة فحسب، بل نظرت في التجارب الغربية التأسيسية شأن كانتور وروبرت و لسون والجهود التنظيرية المرجعية شأن ليمان والمتفاعلين مع مقارباته.
وعود على بدء ،فقد بقيت ندوتنا مخلصة لمنطلقاتها الأولى فلم تغرق في تداعيات التنظير، ولم تغيبها تماما، كما انها لم تتخذ مواقف قبلية من المسرح ما بعد الدرامي و لم تصدر إزاءه أحكامَ قيمة مسبقة … و نستطيع القول باعتزاز في نهاية ندوتنا ، إنها استطاعت أن تُحَقِّق جزءا هامًّا من أهدافها التى وضعها لها منظموها والقائمون عليها الذين يؤمنون بان فن المسرح فكر وتفكيرٌ …أيضًا. والصعوبات التي اعترضت عمل المنظّمين لا بدّ أن ينشأ عنها – شأن كلّ جهد بشريّ – بعض النواقص التي اعترت السير العادي لأشغال الندوة.
لقد عالجت الندوة موضوعًا جديدًا ومحدثًا ووافدا على مسرحنا العربي، هو محَلُّ سجالٍ وخلافٍ ومطارحة حتى في منشئه الأصلي ذاته ومنجز هذه الندوة منْجَزٌ إيجابي يجعل ما تحقق فيها إسهاما مهما جدا ينضاف الى إسهامات قليلة أخرى أُنجِزت في ساحة المسرح العربي .
اخيرا ،شكرا للقائمين على هذه الندوة ،وعميق الشكر والامتنان لكل المشاركات والمشاركين في أعمالها، وشكرًا للحضور الكرام الذين واكبوا جلساتها و شاركوا فيها و تفاعلوا معها .والشكر الجزيل في الأوّل والأخير يُوَجّه إلى : أيام قرطاج المسرحية …
حرّرت هذا التقرير لجنة مُكوّنة من:
– د .عبد الواحد ابن ياسر (المغرب)
– د.بسمة فرشيشي، مقرّرة الندوة (تونس)
– د. دومنيك كلونيمبان طراوري (الكوت دي فوار) TRAORÉ Klognimban Dominique
بشرى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت