"النشاط المسرحي المدرسي بين التربوي والفني" ندوة على هامش الدورة 20 لأيام قرطاج المسرحية/ الفرجة
ضمن سلسلت الندوات الفكريّة التي تطرحها الدورة ال20 لأيّام قرطاج المسرحيّة، انعقدت صباح الأمس السبت 15 ديسمبر 2018 ندوة فكرية بالمعهد العالي للفنّ المسرحي بعنوان “النشاط المسرحي المدرسي بين التربوي والفني” أدارها الدكتور محمود الماجري بحضور عدد من المسرحيّين والباحثين والأكاديميّين منهم محمد الكشو ومعزّ التركي ومدير ديوان وزير التربية محمد علي الوسلاتي ومستشار الوزير لسعد شوشان.
وافتتح مدير ديوان وزير التربية الندوة وأشار إلى أهميّة المسرح المدرسي الذي “لا يمكن الحديث عن المسرح دون الحديث عنه، وأبرز في ذات السياق إنّ الصراع في المسرح المدرسي حقيقي بين ماهو تربوي وماهو فنّي مشيرا إلى أنّ التوجهات تختلف بين من يرى وجوب أن يقوم المسرح المدرسي على اللعب الدرامي دون الوصول بالتلميذ إلى تقديم أعمال ذاب بعد فنّي وآخر يرى أنّ المدرسة لا بدّ أن تكون في إطار التنشئة الفنيّة في حين أنّ الوزارة تطمح للمزج بين الرؤية الأولى والثانية.
وتناول السيّد فتحي اللبان (متفقد تربية مسرحيّة) في مداخلة بعنوان “نوادي التربية المسرحية، فضاءات لدعم مكتسبات التّلميذ وسبيله لتلمّس الإبداع” الأهداف المرجو تحقيقها من التّربية المسرحيّة على غرار تطوير الذكاء وتنمية الحسّ الجمالي لدى التّلاميذ كما يهدف إلى تسليح التّلاميذ بالمعارف التي تمكنّهم من تحليل مكونات العرض المسرحي وممارسة الفكر النقدي. وقد أشار كذلك إلى ضرورة ارتباط التّربية المسرحيّة بالمنهاج التّربوي (2017) وذلك من خلال ربط هذه المادة ببقية المواد المدرّسة في المؤسسات التربويّة حيث تهدف إلى التمكن من التعلم بواسطة التّعليم الدرامي.
وفي مداخلة أخرى بعنوان “الملتقيات الجهوية والوطنية للمسرح بالوسط المدرسي حضانة الإبداع بين الإهتمام الرسمي وشكاوى الأساتذة” للسيد أحمد مصباح (متفقد تربية مسرحيّة) قدّم شهادة لما عايشه صلب هذه المهرجانات التي اعتبرها حاضنة للإبداع في الوسط المدرسي عبر التاريخ. فهي فرصة لتبادل الخبرات بين المؤطرين والتّلاميذ من مختلف ولايات الجمهورية. كما اعتبرها فضاء لاكتشاف الذات وفهم المنافسة وقبول الإختلاف.
غير أن “مصباح” وصف واقع هذه الملتقيات اليوم بالمرير. مستندا في ذلك إلى عدة أسباب مثل عدم توفر لجان التحكيم على كفاءات مسرحية لتقييم العروض وقد يكونون في بعض الإداريين. وذكر بعض الممارسات التي قد تمسّ من معنويات التلاميذ مثل إجبارهم على العرض دون جمهور وعدم وجود تغطية إعلامية على أهمية دور هذه الملتقيات في السلم الإجتماعي بالإضافة إلى ضعف الموارد المخصصة لها وغياب الرؤية الاستراتيجية. كما أشار إلى تراجع عدة شراكات كانت تربط وزارة التربية بمؤسسات لها علاقة بالشأن المسرحي.
وتدخل السيّد لسعد شوشان (مستشار لدى وزير التربية) داعيا إلى لقاءات بين الجامعة التونسية والمدرسية التونسية لتقريب وجهات النظر في ما يخص تكوين من يدرسون مادة التربية المسرحية وذلك على أسس علمية.
كما استمع الحضور إلى شهادة السيدين معز التركي ومحمد الكشو حول خصوصيات تجربة معهد الفنون بالعمران. تعرض التركي إلى تاريخ هذا المعهد ومسار تأسيسه في حين استعرض التركي تجربة مسرحية TRIO التي أنجزها تلاميذ المعهد سنة 2013. وتتمثل خصوصية هذا العمل في أنه من كتابة وإخراج التلاميذ وانتاجهم دون تدخل الأستاذ. كما عرضت هذه المسرحية في عدة مهرجانات كأيام قرطاج المسرحية ومهرجان بوقرنين.
وفي ختام اللقاء فتح المجال للحضور للنقاش الذين تنوعت مشاربهم من مسرحيين محترفين وهواة وأساتذة وضيوف مهرجان أيام قرطاج المسرحية الدورة عشرين.