نص مسرحية:" عزرائيل"/ تأليف: مثال غازي

 المشهد الاخير من مسرحية موت ممثلة

 
(غرفة في مستشفى ، الغرفة مظلمة الا من سرير واحد وعليه احدى المريضات نسمع صرخات وتأوهات المريضة من الالم ، نجد قربها الطبيب واحدى الممرضات ، ينظران اليها ثم يحقنانها بإبرة مهدئة).
الممرضة : مسكينة … انها تتألم وبقوة ، سيدي هل ثمة امل
الطبيب : لا امل بالمرة.. ان الموت يزحف على جسدها شيئاً فشيئاً .. مسكينة.. لن تعيش طويلاً لتشهد فجر يوم اخر .
الممرضة : وهل ستموت
الطبيب : لا محاله … لقد انتهى أمرها
الممرضة : هل من وسيلة لإنقاذها
الطبيب : ليس سوى ان ندعها وشأنها تواجه مصيرها بسلام (يغادر لتنظر اليها الممرضة نظرة اخيرة ثم تمضي)
                                       ( اظــــــــــــــــــــــــلام )
(نسمع صوت ضربات قلب وصوت جهاز قياس النبضات ، فجأة يتوقف كل شيء بعدها معلناً عن موت المريضة. بعدها نسمع صوت دقات المسرح الثلاث وكأنها تعلن عن بداية المسرح بعد فترة نسمع صوت باب حديدية ضخمة وصدأه تصدر صوتاً مخيفاً ومقززاً ومرعباً وهي تفتح ، حيث تبدو البوابة وكأنها اكبر من باب غرفة في مستشفى ليتسلل من خلال فتح البوابة دخان ابيض كثيف ليكشف عن وجود رجل ضخم وكبير ومن خلفه مجموعة من الكائنات المرعبة وهم يرتدون مسوح الرهبنه ، حيث لا تبدو من ملامحهم شيئاً ، لنسمع بعدها صوتاً هائلاً مخيفاً من الرجل الضخم الذي يغلفه الدخان وهو ينطق بحروف بطيئة).
 الرجل : لقد ان الاوان ………………
(فجأة تنقض المخلوقات المرعبة ليهجموا على المريضة الميتة بعنف وكأنهم مجموعة من الذئاب تنهش جسدها قطعة اثر قطعة لينتزعوا روحها من جسدها، حيث نسمع صوت انتزاع الاعصاب من الجسد ثم الاوردة والشرايين، ثم انتزاع الروح من الجسد حيث تبدو الاصوات وكأنها تقتلع شيئاً لزجاً من سطحاً خشناً، كما نرى المريضة وهي تصرخ وتتألم بعنف بالغ ، حتى لتفزع المريضة هاربة من سريرها وهي تصرخ).
المرأة : ما الذي يحدث هنا… من انتم.. هيا ابتعدوا عني.. هيا ابتعدوا.. ما الذي تريدونه مني
الرجل : (يشير الى المخلوقات بالابتعاد عنها حيث تجلس المريضة خائفة ومرتعبة في  احدى زوايا الغرفة).. اهدأي.. لقد آن الاوان فحسب، لقد انتهى بطبيعة الحال كل شيء.
المرأة : (غير مصدقة) لا يمكن … لا يمكن ان اصدق ما يحدث لي .. لا بد اني في كابوس.. واعرف انه لطالما سيزول.. ولا بد ان ينتهي.. لا بد. لا بد (تلاحظ المرأة وجود رجل ضخم يتوسط المكان لتسأله)ترى من انت.. وما الذي تفعله هنا وفي هذا الوقت المتأخر من الليل.. ومن سمح لك بالدخول الى غرفتي ,. الم تخبرك ادارة المستشفى ان لا احد يستبيح غرفتي بحضوره بهذا الشكل المفاجئ (تهدده) يجب ان تنتبه ايها الغريب بأنك ستلقى جزاؤك عاجلاً ام آجلاً .. كما اني آمرك بالخروج من هنا وفي الحال والا … ومع ذلك سوف اكون متسامحة معك لأمنحك دقائق قليلة كي تتركني انام بسلام (تنتظر شيء من الوقت)حسناً اظن ان الوقت الذي كنت سوف اسامحك فيه قد انتهى (تصرخ) ايها الطبيب.. ايتها الممرضة. اين انتم.. اين ادارة المستشفى.. اللعنة عليكم جميعاً .. هل من احد هنا .. على احدكم ان يحضر في الحال الى هنا.. هل تسمعون
الرجل : (بهدوء)لا احد يسمعك الليلة
المرأة : وانت
الرجل : ربما انا الوحيد في هذا العالم علي سماع هذا الصراخ كل ليلة دون انقطاع
المرأة : إذن .. انت تسمعني جيداً .. وربما عليك ان تخرج وينتهي الامر
الرجل : لا استطيع
المرأة : إذن انا من عليه ان يخرج لطلب المساعدة ، كي تخرج من هنا وفي الحال (تحاول الخروج)
الرجل : وهذا ايضاً لا تستطيعينه
المرأة : ربما علي ان اسألك مرة اخرى لماذا انت هنا
الرجل : لقد جئت من اجلك
المرأة : وهل انت احد الاطباء في هذه المستشفى
الرجل : كلا
المرأة : ممرض
الرجل : كلا
المرأة : مدير مستشفى
الرجل : كلا
المرأة : إذن من تكون
الرجل : مجرد زائر
المرأة : ولكن لا وقت للزيارة الان … فأنا حتى لا اعرفك ، ولم أرك من قبل.
الرجل : ليس المهم ان تعرفينني.. المهم ان اعرفك انا.. فأنا احضر مرة واحدة في عمر الانسان.. وبعدها ينتهي كل شيء
المرأة : ولكن الوقت ليس ملائماً لأتعرف عليك او حتى ان تتعرف علي.. أرجوك ربما عليك ان تغادر في الحال وكفى .
الرجل :حسناً سأغادر وفي الحال هذا ما سيكونه في آخر المطاف، ولكن ربما علينا ان نغادر معاً.. وفي الحال
المرأة : (مستغربة) ولما علي ان اغادر معك
الرجل : هذا ما سوف يكون عليه الليلة .. ان نغادر معاً دون ان تسألي الى اين
المرأة : (مستغربة)انك تسخر .. انا حتى لا اعرفك فكيف علي ان اغادر مع رجل غريب مثلك
الرجل : يجب ان تذعني للأمر فحسب
المرأة : لم افهم ؟
الرجل : هذا افضل ، فأنا غير معني في الدخول معك في جدل ، ومناقشات وتبريرات لا حدود لها.
المرأة :وهل من الافضل ان تدخل غرفتي هكذا خلسة دون استئذان تأتي وقتما تشاء وتذهب وقتما تشاء، الا تشعر بالخجل من تصرفك هذا ، ترى من تكون؟
الرجل: عليكِ فقط ان تتجهزي للرحيل، فالمسافة طويلة وستجدين ساعتها ثمة امور عليك ان تهتمي بها اكثر من الرغبة في معرفة من اكون، فواجبي يحتم علي قبضك الليلة
المرأة : انا لا افهم ما تقول وما تعنيه، ربما حدث خطأ ما.. او لبس او سوء فهم  وربما قد اخطأت في رقم الغرفة ، ربما انا لست من تقصد.. فأنت حتى لا تعرفني من  اكون.
الرجل : اعرفك فلا داعي لأن تعرفي نفسك امامي
المرأة : ماذا لو سألتك من اكون
الرجل : شيء انتهى وقته
المرأة : (باستغراب)وقت … عن اي وقت تتحدث
الرجل : وقتك في الحياة
المرأة : إذن انت ترى بأن وقتي في الحياة قد انتهى
الرجل : وهذا يعني ان وقتك في الممات قد بدأ
المرأة : وهل هذا يعني بأني … (تسخر)
الرجل : ميته
المرأة : (تضحك)ميته.. انا ميته.. شيئاً فشيئاً ستقول انك ملك الموت وجئت لتقتادني الى احدى حفرك التي تخبأ فيها كل من تحضر الى زيارتهم ليلاً.
الرجل : ماذا لو اخبرتك بأني هو
المرأة : عندها ستكتمل اركان النكته (تضحك)
الرجل : (يقتادها بعنف ليسير بها نحو البوابة الضخمة)أنت تضحكين .. اضحكي ما شئت فلطالما سيلف الحزن روحك وجسدك بغير حساب ، ربما علينا المغادرة في الحال، فالوقت يمر وانت لا تدركين معنى ان يمر الوقت سريعاً ونحن هنا فالكل على حافة القبر ينتظرك لتدخلي اليه بسرعه كي تنتهي حجم آلام واحزان من ينتظرونك هناك بفقدك..
المرأة :(تفلت من قبضته)ارجوك اترك يدي انك تشعرني بالألم، اي كابوس لعين هذا علي ان اعيشه الليلة، هل من احد يحاول ايقاظي(تصرخ)ايها الطبيب.. ايتها الممرضة، هل من احد هنا يوقظني كي يحررني من هذا الكابوس الذي اعيشه اللحظة.
الرجل : لقد اخبرتك قبلاً ان الجميع بانتظارك، وليس من اللائق ان تدعيهم ينتظرونك طويلاً من ما يزيد الامر سوءاً ، فقط دعينا ان نغادر في التو والساعة دون تأخير ، يجب ان نصل اليهم قبل ان تجف دموعهم الا تفهين (يأخذها بقوة فتفلت مرة           اخرى)
المرأة : عن اي دموع تتحدث ، ومن هم الذين ينتظرونني هناك والى ماذا تقودني اليه.. من انت بالله عليك.. ومن اعطاك الحق في افزاعي وادخال الرعب الى قلبي بهذا الشكل المخيف .. اسألك بالله ان تتركني فحسب.
الرجل :(ينهار غاضباً)ربما عليك ان تصدقي بأنني هو
المرأة : وهل علي ان اصدق بأنك عزرائيل
الرجل : (يصرخ) عليك ان تصدقي بأنني هو
المرأة : وانا من اكون بالنسبة لك
الرجل : مجرد ميته
المرأة : (غير مصدقه)إذن … انا
الرجل :  
المرأة :(تمسك قلبها لتتأكد ، ثم تذهب لجهاز القلب حيت تجد ان النبض عندها قد توقف، تتجه نحو سريرها لترفع غطاء السرير فتتفاجأ بوجود امرأة ميته..تسأله)هذه انا .. اليس كذلك ميته (تنهار)مستحيل .. مستحيل (تبكي)
الرجل: (يحاول قيادها بقوة)ربما علينا الرحيل.. وفي الحال. ثمة آخرين.. وآخرين يا امرأة بانتظار ان اقبضهم الليلة
المرأة : (تقاوم) ارجوك.. ماذا لو امهلتني بعضاً من الوقت كي اصدق بأنني ميته، إذ لا يمكن ان انتزع هكذا فجأة من الحياة دون مقدمات.
الرجل : ولكنك كنت مريضه
المرأة : على أمل ان اشفى
الرجل : وهل كنتِ لتعيشي ابداً
المرأة : ما كنت لأحلم بيوم كهذا ، فكل احلامي تتعلق بالحياة
الرجل : وماذا عن الموت
المرأة : صدقني لم افكر به يوماً ولا اريد كحال كل الملايين الان من البشر على الارض فكل يوم تشرق فيه الشمس كان لي بمثابة الحلم.. عن اي يوم تتحدث ارجوك، الوقت كل الوقت هنا للحياة ولا مكان للموت حين تفكر بالحياة.
الرجل:-(ينظر الى الساعة) انتِ تضيعين الوقت يا امرأة ، ويجب ان تغادري معي وفي الحال…كفاكِ عناداً وجدلاً ونقاشاً ، لقد تكلمت معك اكثر من ما ينبغي.. فأنا غير معني بسماع ما تودي ان تكوني عليه.. لقد اضعتي من الوقت ما لم اتحسبه.. انهم ينتظرونك هناك وانا الوحيد الموكل بإحضارك اليهم لمواراتكِ.
المرأة : (بعصبيه)مواراتي.. ماذا لو انتظروني قليلاً اولئك الذين يستعجلون مواراتي تحت اقدامهم .. فقط كي تنتهي آلامهم .. فقط كي تنتهي احزانهم، فقط ليعودوا سريعاً الى سعادتهم كي يشربوا.. ويأكلوا .. ويفرحوا .. ويعيشوا طويلاً بعدي. وماذا عني انا.. من ذا يفكر بي.. لا احد.. يفكر بي ساعتها سيتركونني وحيدةً وسط عالم لا اعرفه، وحيدةً وسط الظلام.. وحيدةً تضيق بي جدران القبر ..وحيدةً تعبث بي ديدان الارض..سيستعجلون طمري اولئك الذي ينتظرونني فقط  كي لا تزكم انوفهم رائحتي .. فقط كي لا ازعج ابصارهم بتفسخي طويلاً  (تسمع اصوات الحفر ) انهم يحفرون كثيراً ..يحفرون ويحفرون…كل هذا من اجلي، وكأنني بعض سوءاتهم كي  يستعجلوا الخلاص منها (تصرخ)كفى .. كفى حفراً (تتوسل) ارجوك ان تطلب منهم  ان يتوقفوا عن الحفر
الرجل : ليس لدي السلطة على ايقافهم
المرأة : ماذا لو منحتني بعضاً من الوقت كي اصدق بأنني ميته على الاقل
الرجل : ولكنني لم اؤمر بمنحك الوقت الذي تريدين والا ما جئت اليك لأقبضك الساعة
المرأة : ماذا لو توسلت
الرجل : لا استطيع
المرأة : ماذا لو صليت لله ان يمنحني هذا الوقت
الرجل : هذا شأنك … فقد عشت حياتك كما ينبغي فما نفع ما تطلبينه
المرأة : ماذا لو تحدثنا قليلاً
الرجل : غير مسموح بالمرة
المرأة : (تنتفض)ولماذا غير مسموح بالمرة ، ا لأنك عزرائيل بعينه
الرجل : بل لأني الموت بعينه
المرأة : اليس من يحكموا عليهم بالموت ان يسمح لهم بالتحدث ولو قليلاً
الرجل : ولكنك تحدثت بما فيه الكفاية
المرأة : ولكني لم اصدق حتى هذه اللحظة ما فيه الكفاية بأنني ميته
الرجل : (يصرخ)لا بد ان تصدقي ذلك (يهدأ)هو أمر وكل الي ان اقبض ارواح الناس التي استودعها الله في اجسادهم.. ملوك.. امراء. وزراء.. فقراء..انبياء.. اولياء.. صالحين.كان لا بد ان احضر ساعتهم الاخيرة.. وكنت ارى في عيونهم ذات السؤال وذات المطلب وذات التوسل في ان اهبهم ما لا املك ان امنحهم اياه.
المرأة : فما كنت لتسمعهم
الرجل :-(يصرخ)وما كنت لأذعن لرغباتهم
المرأة : وماذا عن الخوف والرعب الذي ادخلته في قلوبهم.. ماذا ابقيت من الضوء المتدفق من حدقات عيونهم.. ماذا تركت لهم في آخر اللحظات غير بضع رغبات بسيطة لم تأبه لسماعها.. اي قسوة تملك حال ان تحضر اليهم (تسأله)ابهذا التجهم ابهذا التوعد.. ابهذا الخوف كنت تحضر اليهم.. هيا .. هيا انظر الي جيداً وتمعن في (تنظر اليه)
الرجل : الى ما تنظرين
المرأة : الى خوف الملايين الذي تختزنه عيناك .. انظر الى توسلهم وتذللهم وهم يقفون امامك صاغرين.. خائفين.. خانعين ارجوك.. فأنا لا اريد ان اغادر معك.. وانا خائفة.. ارجوك ان لا تنزل كل هذا الرعب في قلبي. رحماك ارجوك (تسأله) هل ثمة وسيلة اخرى لزياراتي بغير ما تأتي اليه للناس
الرجل : وكيف لي ان تريدينني ان احضر اليك.. هل علي ان املأ الغرفة بهجةً وسروراً لاصطحبك معي(يصرخ)فأنا ملك الموت يا امرأة .. انا عزرائيل بكل جبروته وسطوته فلا بد ان تخافي وترتعبي وتنزعجي لحضوري.. فأنا هنا ما
المرأة : ومن اخبرك اني عشتها اصلاً كي تنزعها مني … ترى هل تعرف شيئاً عن الحياة التي عشتها
الرجل : لاتعنيني حياتك في شى …فانا موكل فقط في قبض روحك  الليله حال ان تذعني في المجئ معي
المرأة : بل تعنيك.. نعم تعنيك.. كان يجب ان تعنيك حياتي.. فانا اعمل ممثله, لقد عملت  كل الادوار, فقيره كنت ام اميره، حزينه كنت ام فرحه. اديت كل بؤس الحياة وبهجتها على المسرح, بكيت, غضبت, رقصت ,قفزت على الخشبه. كان يطلقون علي لقب ارتست ,هل تعرف معنى ان تكون ارتست ,فانا في نظر المجتمع  امراه متهتكه لاقيمة لها ,امارس الحياة كيفما اشاء دون ضوابط او قيود (تضحك)هل جربت يوما ان تكون ارتست .اترى اي تعاسة اعيش ,ان يخذلك اقرب الناس اليك الا  لكونك ارتست, ان يهجرك الحبيب الا لكونك ارتست. هل جربت ان يتخذ قرار اعدامك مره في الحياة ولاتسعفك الف حياة على الخشبه على انقاذك (تساله)حسنا ماذا لو عقدنا انا واياك اتفاقا .
الرجل : (متعجباً)اتفاق
المرأة : نعم ماذا لو قايضت رحيلي معك بابتسامة تجودها من وجهك
الرجل : لا بد انكِ مجنونة
المرأة : ماذا لو ابتسمت قليلاً
الرجل : لا استطيع
المرأة : ماذا لو حاولت .. شيء بسيط جداً (تحرك بيدها)فقط ارفع قوس الفم الى  الاعلى كي يبدو فمك كقارب وسط البحر في ليلة هادئة جميلة.
الرجل : انتِ تهذين .. لابد ان رهبة الموت افقدك شيئاً من عقلك
المرأة : ترى .. هل علي ان اطلق نكته او طرفة كي تضحك .. يبدو ان الامر يصعب عليك(تفكر)لدي فكرة .. ماذا لو قلدت لك شارلي شابلن وهو يروض بعوضة في سيرك (تحاول تقليده)
الرجل : انتِ تضيعين الوقت يا امرأة .
المرأة : بل انت من يصعب الامر علي.. هي فقط ابتسامة قبل الرحيل.. ابتسم.. ابتسم .. ارجوك.. ابتسم بحق الضحايا الذي تلتهمهم كل يوم نيران المدافع والسواتر   والمفخخات والقتل ظلماً. ابتسم بحق الاطفال الذين تلتهمهم نيران الطائفية         والتوحش والتباغض والتنافر.. ابتسم بحق من يموتون من ابناء بلدي ولا شيء في آخر نظراتهم غير طعم الدهشة وعدم التصديق لما يحدث لهم..ابتسم بحق هذا البلد الذي يحترق كل يوم دون وازع من ضمير.. ابتسم بحق اعمارنا التي (فجأة تنفجر بالبكاء)
الرجل : (يقترب منها محاولاً لمسها..يتردد واخيراً يرفع رأسها اليه)انتِ تبكين..وتطلبين مني ان اطلق ابتسامة المقايضة مقابل الرحيل، الا ترين انه انتِ من يصعب الامر علي.. انتِ تكذبين فما الابتسامة التي تصطنعينها ، وتوهمين       الناس بها .. ليست حقيقةً بل هي صورة من صور الحزن المتغلغل في اعماق روحكِ.لقد تحدى الله في آدم كل مخلوقاته فوهبه جناته ومنحه محبته وسلامه فأسكنه جنته واهداه بما يؤنس وحدته .. فما كان الا ان اخطأ.
المرأة : (تسخر)فأكل تفاحة لا تساوي شيئاً
الرجل :(ينتفض)هي ليست مجرد تفاحة كما تحسبين.. هي بذرة من الشر انبتت حروباً وقتلاً ودماراً ووحشيةً وقسوة ليس لها اول من آخر.
المرأة : فكان ان طرده الله شر طرده من سماءه
الرجل : بل ما اراد الله ان تكون لسمائه ساحات قتال.. ما اراد الله ان تكون لسمائه سجوناً ومطامير ومشانق.. بل ما اراد الله ان تكون سماءه سوداء فاحمه ملبدة بغيوم سود تنبعث من رؤوس لا يملؤها سوى الشر.. لقد اراد الله لسمائه زرقةً يستأنس بها حين يلتفت الى ذنوب البشر على الارض.. لقد خلق الله كل شيء الا الشر .. فللشر طغيانه وجبروته فيكم .. فلآدم منفاه حين سولت نفسه خيانة الوطن .. فلآدم منفاه حين سولت لأبنائه قتل احدهم الاخر .. لآدم منفاه حين اباح لنفسه ظلم الانسان لأخيه الانسان
المرأة : إذن ما نعيشه هو عقاب على تلك الخيانات
الرجل : اعرفت لما انا هنا … انا من يهب الامان والاطمئنان والعيش بسلام فأذعني لما جئت لأجله .. فدعينا نذهب يا امرأة
المرأة : وكيف لي ان اترك المحرقة لأهجر فيها امانيي وأحلامي وسعاداتي فكل يوم هنا على الارض حلم قد اعجز عن وصفه لجماله (تسأله)ماذا لو تركتني اعود لحياتي ليوم واحد على الاقل (يحاول قيادها الى البوابة)
الرجل :لا يمكن
المرأة : بضع ساعات
الرجل : لا يجوز
المرأة : ماذا لو كانت لمجرد دقائق
الرجل : لا فائدة من ما تطلبين يا امرأة فالوقت يمر بسرعة
المرأة : ارجوك … اني اتوسل اليك
الرجل : بل انا الذي ارجوك .. فالوقت يمر وربما ستغلق ال .. ال(ينظر الرجل الى ساعته)فالوقت يمر ارجوك يجب ان تكفي عن تضييع الوقت (نسمع فجاه صوت دقات الساعه وهي تشير بدقاتها الى الساعه الثانيه عشر من منتصف          الليل.. يقودها بعنف نحو البوابه قبل ان تغلق) هيا قبل ان تغلق البوابه (فجأة تغلق البوابة الضخمة اثناء عملية اقتيادها اليها ..يغضب)لقد افسدت  علي الامر يا امرأة .. ما كان علي ان اصغي لهذيانتك وثرثرتك.. ما كان علي .. لم يحدث لي هذا يوماً .. لقد تأخرت .. تأخرت.. ما كان علي ان اسمعك.. يالك من امرأة مخادعة.. اللعنة عليك.. اللعنة عليك يا امرأة
المرأة : ربما عليك ان تهدأ فحسب
الرجل : (ينهار على كرسي قريب)لقد افسدت علي الامر.. ربما علي ان اقضي ليلتي معكِ مرغماً .. يا الهي .. ما كان علي فعل ذلك في ان اتأخر كل هذا الوقت
المرأة : (تقترب منه اكثر) اهدأ ارجوك
الرجل : اتركيني.. ابتعدي عني.. اياك ان تقتربي مني بهذا الشكل فأنا.. انا عزرائيل يا امرأة .. انا عزرائيل بشحمه ولحمه .. انا عزرائيل بكل تاريخ الخوف والرعب الذي يملك.. لم يفعلها انسان معي قبلاً اي عار سيلحق بي.. لولاكِ لما تأخرت .. ماذا علي ان اقول لسيدي ومالك امري وامرك .. ارجوك يا الهي ان تغفر لي.. رحمتك ربي .. رحمتك (يحاول ان يهدأ)
المرأة : هذا افضل
الرجل : (يصرخ في وجهها)ولكنكِ .. أنتِ … من
المرأة 🙁تحاول تهدئته)أش ش ش .. ربما عليك ان تهدأ فأنت هنا مرغم على البقاء.. قد يكون المكان غريب بالنسبة لك ولكنك مرغماً على البقاء دون ارادتك
الرجل : وما الذي تريدينه مني حين اكون هنا مرغماً على البقاء
المرأة : ان تهدأ فحسب. اخذ راحتك.. شبيك.. استرخي.. خذ نفساً عميقاً ثم تخلص منه كما تتخلص من كل همومك ومشاكلك انت هنا بإرادته وستخرج من هنا بإرادته .. انها حكمته فيما يريد
الرجل : تقصدين بقائي هنا
المرأة : بل اقصد تأخرك كل هذا الوقت معي ، علها حكمة يعلمها سبحانه
الرجل : (ينتفض)ولكن تأكدي لطالما ستفتح هذه الابواب لأجرك معي جراً دون تردد ولن اسمح لك ساعتها ان تتفوهي معي بكلمة واحدة
المرأة : (تبتسم)سيكون لك ما تريد .. فقط اهدأ
الرجل : يا لك من ماكرة ومخادعة.. لقد استدرجتني بالحديث حتى تورطت معك في البقاء هنا .. ربما توهمتني آدم كي تسحبيه الى الاعيبك ومكرك.
المرأة : (تضحك)
الرجل : وهل في كلامي ما يضحك ايتها المرأة
المرأة : يجب ان تفرح لأنك بدأت تطلق كلمات تثير الضحك في نفسي
الرجل : عن ماذا تتحدثي .. فأنا في قمة استيائي وغضبي عليك ، إذ لم يحدث هذا من قبل  معي
المرأة : هكذا هو الرجل دائماً عندما يخطئ او يقع في حبائل مشاكله فلا بد ان يبحث عن اي امرأة ليحملها مسؤولية ما يحدث
الرجل : او ليس هذا ما يحدث معي الآن
المرأة : (تسأله)هل تشرب شيئاً
الرجل : (ينظر اليها بصمت دون ان يجيب)
المرأة : ماذا لو اعددت لك ما يؤكل
الرجل : (مستغرباً)
المرأة : اعتذر.. لقد نسيت ان امثالك من الملائكة لا يشربون ولا يأكلون (بتهكم) ولا يشعرون
الرجل : يجب ان تنتبهي الى كلامك جيداً بعد الان
المرأة : لقد فشلت في استدراجي الى الموت ، انه شعور يزعجك اليس كذلك.
الرجل : كما انك نجحتِ في استدراجي .. الى … الى .. الى
المرأة : الى الحياة
الرجل : كلمة لا اعرف معناها
المرأة :ربما علي ان اهبك اياها للوقت المتبقي بيني وبينك هنا
الرجل :  ماذا لو رفضت
المرأة : لا تستطيع هذا لأنك تعيشها الان ، فأنت الان مع امرأة وهذه هي الحياة التي تأبى تصديقها
الرجل : وهل عندما يجتمع الرجل بالمرأة تدب الحياة تحت اقدامهما
المرأة : ولعل هذا ما يحدث الان (تسأله)هل جربت يوماً ان تجلس مع امرأة .. هو احساس لم تعرفه من قبل
الرجل : ولا اريده …. الشيء الوحيد الذي لا اريد ان انساه في انني ملك الموت .. ملك ما  لا تريدونه وتكرهونه ملك ما ترفضون تصديقه.. ملك ما تتصاغرون امامه حيث تشعرونه .. انا لا اريد ان انسى كما لا اريدك ان تنسي في انني عزرائيل
المرأة : وانا مجرد ميته ، قد علمنا ذلك ولكن هذا كان فيما مضى اما فيما سيأتي من الوقت ربما عليك ان تعيشه كرجل … وحين تكون رجلاً قبلها عليك ان تملك قلباً
الرجل : ولماذا على الرجل ان يملك قلباً
المرأة : هذا لأن المرأة لا تعيش بدون قلب الرجل فهو مكانها الحقيقي حيث يجمعهما معاً
الرجل : وكيف يكون ذلك
المرأة : هات يدك
الرجل : ماذا لتمنحيني قلباً
المرأة : فقط مد يدك ولا تخف
الرجل :وهل علي ذلك
المرأة : نعم لا بد (حالما تلمس يده يسمع ضربات قلب وسط المكان)
الرجل : (يبحث في المكان)ما هذا الصوت .. من اين يأتي هذا الصوت .. انه صوت غريب لم أألفه من قبل (يبحث)هل هو هنا .. هل هو هناك (يشير الى صدرها) هل هو هنا
المرأة :(تشير الى صدره)بل هو هنا ينبض فيك
الرجل : وماذا يفعل هذا الصوت بداخلي
المرأة :انه ينعش صدرك ويغذيك ليمنحك روحاً لما تبقى من الوقت
الرجل : وهل هذا يعني بأنكِ من وهبني قلباً وحياة
المرأة : وسعادة لا تعرفها
الرجل: (فجأة يشعر بحميمية الجدل والنقاش بمحبة مع المرأة)هل تعرفين .. لطالما كنت اسمعك وانتِ تتمنين الموت احياناً فلماذا ترفضينه الان حين يأتي اليكِ
المرأة: هذا فقط حين اشعر بالضيق ، فلا وسيلة لنا نحن البشر حين نكون عاجزين ويائسين ومحبطين غير ان نتمنى الموت، فلا وسيلة اسهل من ان تتمنى الموت هرباً من مواجهة المشاكل
الرجل : ولكنك لطالما نطقت بها وانت تقولين (يحاول ان يقلدها بصوته)يا رب شوكت تموتنا حتى نخلص.. يا رب اخذني حتى ارتاح او تقولين شوكت الله ياخذ امانته
المرأة : (تضحك)واكيد ما تصدك.. كي تستعد في كل مرة انطق بها لتحقيق هذه لامنية
الرجل : وهذا ما يحدث في كل مرة تنطقين بها ، احاول الانقضاض عليك لسلب روحك.. ولكن كان هناك من يحضرني ليمعن في اخباري في انها مجرد امانٍ كاذبة يطلبونها البشر احياناً حتى تضيق بهم سبل الحياة .. فأتوقف واعود بعدها من ما        عزمت عليه
المرأة :(تضحك)وانت شعندك شغله غير تاخذ ارواحنا.. ولكن الا تملك خيارات اخرى غير ذلك .. اقصد هل ثمة خيارات اخرى غير الموت لديك
الرجل : مثل ماذا
المرأة : مثل ان اموت سعادةً .. او اموت عشقاً ، ربما انا بحاجة الى الف عامٍ كي اعثر على السعادة التي اريد على هذه الارض فسنواتي التي عشتها لا تكفي كي اعثر على ما ابحث من السعادة
الرجل : وهل عرفتِ الموت قبلاً
المرأة : ربما عرفته اكثر من ما تعرف.. فحين يموت الضمير تجد امامك ابشع انواع الموت.. وحين تموت المشاعر والاحاسيس ترى في الموت اقبح ما تجد..و حين يموت الاحبة تجد ان لا فرصة لك في الحياة في فراقهم سوى ان تتمنى  الموت بعدهم
الرجل : إذن ما الذي يمنعك من مصاحبتي
المرأة :احلامي … امانيي هي اجمل من ان افارقها وأمضي بعيداً عنها
الرجل : ألم تعيشي لتحقيقها
المرأة : لم يكفي بما عشت لتحقيقها… هذا لأننا في بلد لا تسع سنواته لتحقيق ما نطمح من السعادات
الرجل : وهل علي ان انتظر طويلاً لتحقيقها
المرأة : ماذا لو سألتك اخيراً
الرجل : هو وقتك لا وقتي فخذي ما تشائين ، ربما علي ان اذعن لرغباتك لهذه الليلة فقط
المرأة :ماذا تعرف عن الموت
الرجل : (يتردد) الموت … يعني .. الموت
المرأة : (تستغرب)معقولة.. انت تتردد في تعريف الموت وانت ملكه المتوج عليه.. اي ملك انت واي تاج تحمله على رأسك يا ملك الموت ، لا اكاد اصدق في انك تجهل معرفة ما تقوم به وتفعل
الرجل : لست ملكاً كما تظنين فأنا مجرد ملكً موكل بإحضار ارواح الناس وحملهم على الرحيل من مكان الى آخر.. من مكان يعرفونه الى مكان يجهلونه حد كراهيتهم له، فليس من المنطق ان يكره البشر ما لا يعرفونه لذلك انا موكل باستقدام ارواحاً تأبى ترك ما اعتادوا عليه.فما وسيلتي غير ان احملهم على الخوف لأقتادهم خاضعين خائفين والا ما استطعت اقتيادهم بغير هذه الطريقة.
المرأة: وما الذي تعرفه عن اولئك الذين تسلبهم حياتهم.. اقصد ماذا لو كان العكس تماماً في ان تحل محل الضحية حين يواتيك الموت
الرجل : هو شعور لا يعنيني وغير موكل بمعرفته
المرأة : ماذا لو عناك
الرجل : لا اعرف
المرأة : (تهزه)ماذا … لو عناك
الرجل : لا اعرف .. لا اعرف .. لا اعرف اقسم لك لا اعرف
المرأة : بل عليك ان تعرف … انت لا تعرف معنى الحياة حتى تعرف معنى الموت
الرجل : واين تكمن الحياة في نظرك
المرأة : انها هناك في الخارج .. ستجد كل شيء خارجاً .. ستجد الحياة في الساحات في الشوارع في البياناتفي المدن ستجد كل ما تحتاجه هناك كي تفهم معنى الحياة  السعاة والشقاء .. التعاسة والفرح .. الحب والكراهية .. ستجد الامل .. ستجد العمل .. ستجد كل اللحظات التي تحتاجها ..ستجد كل هذا الخليط داخل الحياة ممزوجاً بالعسل داخل فنجان قهوة ترتشفها كل صباح .. ستجد  الاطفال حين يفرحون .. ستجد العشاق كيف يشعرون بالحب .. ستجد الامهات ستجد الكثير       من الحكايا التي لا تنتهي … ربما علينا ان نخرج معاً لما تبقى من الوقت هذا فقط لتكون شاهداً عليها
الرجل : (يمانع)هذا مستحيل
المرأة : لا مستحيل
الرجل : هذا لا يجوز
المرأة : بل يجوز .. ماذا لو اقتدك مرغماً اليها (تحاول سحبه الى الخارج)
الرجل : (يفلت)لا استطيع .. لقد اخبرتك قبلاً لا استطيع .. يجب ان تتركيني وشأني لما تبقى من الوقت . فأنا عزرائيل .. عزرائيل يا امرأة
المرأة : وهل تخاف الحياة
الرجل :انا لا اعرفها حتى اخافها .. وهذا عكس ما تشعرون به من ابناء جنسك .. دائماً  تخافون ما لا تعرفونه
المرأة : ماذا لو عرفتها .. ماذا لو فتحت نافذة لتطل عليها .. فقط كي تعي معنى ان يحرص البشر على عدم تركها
الرجل : ولكنك لطالما تحدثتي عن الموت في الخارج ، عن ظلم الانسان لأخيه الانسان عن قرارات الموت المفاجأة التي تتخذونها لأتفه الاسباب.. انت الان .. انت من يتحدث عن روعة الحياة وجمالها وشاعريتها اي تشوش وارتباك تعيشين يا         امرأة  .. أليست هذه صور من الحياة التي تعرفينها.
المرأة : ولكننا رغم ذلك مصرون على عشقها ، فالحياة اجمل من ان نفكر في مغادرتها فلا احد يفكر هنا في مغادرتها طوعاً او اختياراً ، فكل الذين يحبونها ليسوا مستعدين لمقايضتها بأثمنما يكون ، فكل الذين يغادرونها عيونهم معلقة عليها دون ان ينفكوا في النظر اليها عن بعد (تتوسله) ارجوك ان الوقت يمر .. وهذه الدقائق ربما لن تتكرر امامك مرة اخرى
الرجل : وهل علي فعل ذلك
المرأة :نعم … هيا تقدم .. لترى ما تعنيه الحياة .. الحياة .. الحياة .. ان تثق بامرأة عمرها ما اخطأت في حق آدم .. او حتى في حق الله.. لقد ارادت حواء ان تهب آدم حياةً حقيقية .. يحزن فيها ويسر …. يخطأ فيها ويصيب .. يتعلم منها كيف يكون الاسود اسوداً كي يعرف معنى البياض الذي يتشكل بداخله ليصنع  منه حياةً جميلة.
الرجل : إذن هذه هي الحياة التي علينا قضمها كي يكون في افواهنا طعم حلاوتها
المرأة :هي كذلك … صدقني
الرجل : (يطلق ضحكة طويلة)
المرأة : (غير مصدقة)انت تضحك أليس كذلك ؟
الرجل : (يستمر بالضحك)نعم .. تصوري ذلك
المرأة : (تضحك معه)لا اكاد اصدق .. هذا شيء مستحيل .. عزرائيل يضحك
الرجل : تصوري قد جئت الى هنا لأسلب روحكِ .. وها انتِ الان تسلبين روحي (فجأة تفتح بوابة السماء الضخمة كي ينجز عزرائيل امره.. يتبادل الاثنان طويلاً نظرات العطف فيمسك يدها ليجلسا قبل الرحيل) ربما لم يتح الوقت للتعرف على الحياة خارجاً ، ولكني يكفي اني عرفتها من خلالك
المرأة : (تخفض رأسها خجلاً)
الرجل :(يرفع رأسها بيديه)اخشى ان كل ما تفعلينه معي كان مجرد دور صغير في مسرحية تتقنين لغتها
المرأة : انه ليس كما تعرف ، انه الاحلى والاجمل ، انه مشهدي الاخير الذي ربما على كل من يراه ان يصفق له طويلاً
الرجل : هذا ما سيكون ربما بعدما تنتهي مهمتي
المرأة : هل حان الوقت
الرجل : هل من طلب اخير تودينه
المرأة : ان لا تنسى شرطي.. ان ترفع قوس الفم الى الاعلى حين تقبض ارواحنا..على  الاقل كي تقلل من حجم خساراتنا ونحن نترك حياةً كنا نعشقها
الرجل : ربما هذا ما سوف يكونه بعد الان
المرأة : إذن
الرجل : إذن
المرأة : إذن فالنمضي الى ما جئت لأجله
الرجل : (ينهضان ليمد يده اليها لاقتيادها)هل تسمحين
المرأة : (تمد يدها اليه ليمضيا نحو البوابة الضخمة ليخرجا من الدنيا)
 (إظـــــــــــــــــــــــــــــلام ) 
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت