نص مسرحي للأطفال: " باب الجـنة"/ تأليف: مـحمـد عبد الحافظ نـاصف
شخصيات المسرحية
عم صابر: مصاب عمليات فى حرب أكتوبر
أم السعد: جدة الشارع
عبد الحميد: بقال شارع المحبة
العم حنا : نجار الشارع
البرنس : عمدة شارع الأمل
رئيس الحي
أطفال شارع المحبة
هالة
رمضان
ماركو
أحمد
أطفال شارع الأمل
على الدجوي
طاطا
حبظلم
*** مشهـد 1 ***
(خشبة المسرح شارع شعبى بتفاصيله المعروفة للجميع من محلات و عربات، توجد لافتة مكتوب عليها شارع المحبة و دكان بقالة لصاحبه الحاج عبد الحميد يقف بجواره عم صابر بعربة يبيع فيها غزل البنات, يقترب منه أطفال الشارع أحمد وماركو ورمضان)
صابر: من الغد سيبدأ الصيام يا أصدقاء, كل عام و أنتم بخير , رمضان كريم
رمضان: إذن لن نشترى شعر البنات الذى نحبه أو حتى مصاصة أو حلبسة طوال النهار كعادتنا
ماركو: حسنا, و ماذا ستبيع لنا بعد الإفطار؟ أعتدنا أن نشترى منك بمصروفنا أى شيء تبيعه
صابر: من الموسم ستعرفون ماذا سأبيع لكم أقصد.. ما هى الأيام التى نكون فيها إذن؟
أحمد : شهر رمضان يا عم صابر !!
صابر: (يهز رأسه) أنتم نسيتم ماذا يباع فى شهر رمضان إذن
رمضان: ماذا نسينا يا عم صابر ؟
صابر: تمر هندى وعرقسوس صابر الذى يبلل الريقو يروى العطش فى الحر الشديد هذا الصيف
ماركو : لا يستطيع أحد أن يغلبك أبدا يا عم صابر
صابر: (يبتسم)لم أتعلم أن أكون مهزوما أبدا يا بنى
رمضان : (بإعجاب شديد) كل وقت عندك وله أذان يا عم صابر
صابر: أحسنت يا ماركو يا بنى , كل وقت و له السلعة التى تناسبه, تعلمت هذا فى جيشنا العظيم تعلمت أن أكون مستعدا لكل شيء, و أحدد هدفى بدقة متناهية وأضرب فى اللحظة المناسبة
رمضان: (بفخر) قناص ياعم صابر !!!
( يترك صابر العربة ويتحرك بعمق خشبة المسرح مستندا على عكازه الخشب, يلتف حوله الأطفال أحمد و ماركو و رمضان بمحبة شديدة, موسيقى تناسب اللحظة التاريخية لتذكره بحرب أكتوبر المجيدة)
صابر:لم يفلت منى رأس أى عدو إسرائيلي, كان يظهر على الضفة الأخرى لقناة السويس كانت مهمتى اصطياد الرؤوس التى تعربد على أرضنا المحتلة (بحزن) لم نكن نشعر بأى طعم للحياة و هم جاثمون على صدورنا هناك
و يخرجون ألسنتهم لنا صباح مساء
رمضان: (بحماس)يا ليتنى كنت كبيرا و معكم يا عم صابر
أحمد: (بلهفة) ثم ماذا يا عم صابر.. قل بسرعة
صابر: (بحماس)كنت انتظر ظهورهم انتظار الصائم للماء فى الحر الشديد
(يخرج عبد الحميد من دكانه و يقترب من صابر و الأطفال , يتوقف صابر عن الكلام و يلتفت الأطفال حولهم و ينظرون لعبد الحميد)
عبد الحميد: (بإهمال) ألن نتخلص من هذا الصداع اليومى؟ و الحكايات المكررة المعادة مثل ألف ليلة هذا الكلام نسمعه من أكثر من ثلاثين عاما أرجو أن تفسح الطريق للزبائن قليلا أنت واقف قدام الدكان يا صابر و تسد الطريق على من يود أن يأتى إلى للشراء
صابر: (بأدب) حاضر يا عم عبد الحميد, تحت أمرك سآخذ العربة و أذهب بعيدا فى الحال و لكن أعلم أنه لا حيلة فى الرزق
عبد الحميد: (بضيق) ولا شفاعة فى الموت يا صابر أعلم ذلك.. دعك من هذه الفلسفة
صابر: (بحزن) ليست فلسفة و لكنها الحقيقة المجردة
(يهز رأسه و يذهب بعربته بعيدا ويساعده الأولاد بهمة و هم ينظرون شذرا للعم عبد الحميد الذى يضايق صابر دائما)
رمضان: (يربت على ظهره)أرجو ألا تحزن يا عم صابر
صابر: ( يبتسم ساخرا ) دعك منه , هو دائما هكذا
أحمد: يهدم اللذات و يفرق الجماعات (يضحك ويضحكون)
صابر: (بحماس)ترى ما أخبار زينة رمضان هذا العام؟ لم أر لكم حماسا مثل كل عام هل قررتم ألا تفوزون هذا العام أيضا.
ماركو :السنة الماضية كنا الأحسن فى كل شيء ومع هذا فاز شارع العم البرنس بجائزة أجمل شارع فى الحي
أحمد: و أنت نفسك يا عم صابر رسمت له صور جميلة
صابر: (بتأكيد) أعتقد أننا اتفقنا يا أولاد من قبل إن الشارع الأحسن يأخذ الكأس و بدون حزن لابد أن نقدرهم و نشجعهم وأرسم صورهم بالزيت وأعلقها لهم أيضا لكى يراها الجميع وتثير حماس من لم يكسب
أحمد: هل تقصد أن تثيرنا وتحمسنا للعمل تمام يا عم صابر, وصلت الرسالة وفهمنا يا بطل شارعنا فى كتوبر!!
(يضحك) أتنصر شارع البرنس علينا ؟
صابر: بل أنصر الحق دوما يا صديقي ولابد أن يكون صوته دائما عاليا حتى لو أنخفض لحظة سيعلو مرة ثانية
الجميع: صح يا عم صابر, يا رسام شارعنا يا فنان يا بطل حرب أكتوبر !!!
( أغنيــــــة )
إظــــــــــــلام
*** مشهـد 2 ***
(يجتمع أطفال شارع الأمل حبظلم و طاطا وعلى ومعهم البرنس عمدة الشارع الطيب الذى يظهر عليه الجدية و الحماسة وهو واقف فى وسطهم يرسم لهم خطته للحصول على جائزة أجمل شارع فى الحي للعام الثانى على التوالى)
البرنس: (بحماس)لابد أن نأخذ الكأس هذا العام أيضا كى نأخذه للعام الثانى على التوالى مثل شارع المحبة الذى أخذه لعامين متتاليين
حبظلم: (بتكبر) مثل كل سنة يا عمى البرنس, عادى جدا و سنأخذه للعام الثالث مثل كأس افريقيا حسن شحاتة ليس أحسن منك يا عم البرنس
طاطا: (يضحكون جميعا)من يقدر علينا فى هذه الشوارع غير النظيفة هذا حقنا الطبيعى جدا يا شباب
على: طبعا نحن دائما نفوز بالكأس ونأخذ الأول على طول الخط
حبظلم: هذا تاريخنا المشرف يا على يا دجوى
على : كلامك صح يا طاطا طبعا لكننا نكسب بالعمل و ليس بالتاريخ الطويل
البرنس: كلمة فى محلها يا على ، بالعمل و ليس بالتاريخ
حبظلم: يبقى لازم نجهز أنفسنا جيدا من الآن نحضر الورق والنشا والغاب والسلوفان
الجميع: ( بحماس ) بسرعة .. بسرعة
إظــــــــــلام
*** مشهـد 3 ***
(يجتمع أطفال شارع المحبة مع العم صابر، يحضرون لزينة الشارع و هم سعداء, تمر عليهم أم السعد جدة الشارع و معها الفتاة هالة وهم يعملون بجد و حماس, تتوقف عندهم سعيدة. يراقب عبد الحميد ما يفعلون فى غيظ و ضيق, تصدر منه بعض حركات تلقائية تثير الضحك) .
أم السعد: (تضحك) ما أخباركم يا أولاد, هل ستصومون هذا العام أم لا؟ أعتقد أن رمضان ملك الحركات قد كبر وعقل تماما
هالة: و لن يختبئ فى المسجد حتى العشاء (بسخرية) كي يصوم أكثر مننا جميعا
أم السعد:لم يكن يعرف أن التبكير بالإفطار سنة
رمضان: كبرت وعقلت يا جدة أم السعد
أم السعد:أهلا يا صابر.. أين صورتى يا ولد؟ لماذا لا أراها معلقة .. ( بحماس ) لماذا؟
صابر:لأننى أصنع لها برواز جديد مطلى بماء الذهب لأن الشمس حامية, يا جدة يا أم الأبطال.
هالة: (بعتاب)و وعدنى أنه سيرسم لى صورة و لم يفعل بعد أن فزت بالمركز الأول على الإدارة و شرفت شارع المحبة كله يا جدتى
صابر: سأفعل يا هالة و أعطنى فرصة أخرى
أم السعد: عرفت كيف تغلبنا كالعادة يا صابر أحك للعيال عن حرب أكتوبر وماذا حدث فيها احك لهم عن صيد الدبابات مثل الفئران وعن أصحابك الأبطال فى أرض النار أحك لهم و لا تشغل بالك بعبد الحميد لو ضايقك سأكسر رأسه بالعكاز (ترفع عكازها فى الهواء .. يصفق الأطفال و يهللون فرحين بكلام الجدة أم السعد )
عبد الحميد: (بخضوع) تحت أمرك يا جدتنا, أنت تقويه دائما علينا و لا أحد يستطيع أن يتكلم معه بسببك لقد تكبر علينا وجعلنا سخرية الأطفال
أم السعد: (بسخرية) كنت نايم فى الظل مع أخواتك البنات و أمك هنومة كانت تزغطك مثل البط وهو هناك على خط النار يا ولد يدافع عنى وعنك و عن العالم العربى كله مع زملائه من كل بلد عربى
عبد الحميد: (مكسوفا)تحت أمرك يا جدة, براحتك جدا لن أستطيع أن أخذ منكم لا حق ولا باطل
أم السعد: (بحسم) يقبلون أيدى أمثالهم فى البلاد الأخرى و ينحتون لهم التماثيل هناك و يحترمونهم و ليسوا قاعدين على عربية شعر البنات فى الحر و المطر و البرد لأجل لقمة العيش من المفترض أن يأخذوا معاش مقاتل بعد الحرب أليس كذلك يا عبد الحميد؟
عبد الحميد: (يتراجع) لديك حق, يجب أن يأخذوا معاش مقاتل
أم السعد: فقد حاربوا و تعرضوا للموت مئات المرات وجنى غيرهم الثمر ولم يأخذوا شيئا أين جيل حرب أكتوبر الآن من تقدير الدولة ؟
عبد الحميد : أنا غلطان..غلطان !!! (يضحك الجميع..تخرج أم السعد )
أحمد: يا سلام لو تحكى لنا كل يوم حكاية تسلينا فى الصيام يا عم صابر
ماركو: و يا سلام لو تكون بعد العصر و الواحد عطشان
رمضان: نعم..الواحد يكون ساعتها بطنه زقزقت والجوع والعطش ينهشان فيها مثل الأسد
صابر: على شرط واحد يا أولاد
رمضان: أول مرة تفرض شروطك
أحمد: و فى الصيام يا عم صابر
صابر: طبعا حين أجدكم كسلانين عن تزيين الشارع و تهملون النظافة تماما و لا توجد أية همة ساعتها يجب أن أفرض شروطى
ماركو: لكننا نصنع الزينة كل عام و نحاول أن نجتهد فيها قدر المستطاع
رمضان: ومع هذا لم نفز العام السابق فى المسابقة أولاد شارع الأمل صنعوا مفاجأة لنا
أحمد: و أخذوها منا نحن أبناء شارع المحبة
صابر: يجب أن نعرف ماذا يصنعون؟ ونعمل أحسن منهم و ما يتفوقون فيه علينا و نتجاوزه
رمضان: لابد أن نعمل حاجة جديدة و مختلفة, حاجة تفرض وجودنا و تجعلنا نفوز
ماركو: حاجة تعطينا الجائزة من غير كلام
أحمد: إذن لابد أن نفكر !! لابد أن نفكر جيدا !!
إظـــــــــــــــــلام
*** مشهـد 4 ***
(يتحرك عم صابر تصاحبه بقعة ضوء فى مقدمة المسرح, تتحول خشبة المسرح إلى ميدان حرب. يحمل أربى جى رغم عكازه, أصوات طلقات رصاص و انفجار)
صوت: (بحماس) اسمع يا صابر, لا نمتلك حلا إلا هذا ندمر دبابة واحدة فتتعطل باقى الدبابات ونستطيع أن نتعامل مع الكل بسهولة
صابر: أنا معى صاروخ واحد فقط يا أفندم
صوت: صاروخ واحد ودبابة واحدة ونقدر أن نفك الحصار فورا لكن إياك أن تفلت منك الدبابة
صابر: (بحماس) لا تخف يا أفندم.. ربنا معانا !!
صوت : لو أخطأت التنشين, ستكشف الدبابة موقعك فورا وسنكون كلنا صيدا سهلا لمدفعها فالأرض مكشوفة يا عريف صابر
صابر: (برجاء) ربنا يسترها يا فندم .. ربنا يسترها
أصوات: ركز يا صابر.. ركز يا بطل !!!!
صابر: بسم الله..الله أكبر (يأخذ وضع إطلاق القاذف أر بي جي الصاروخى)
أصوات: الله أكبر.. الله أكبر
إظـــــــــــــــلام
*** مشهـد 5 ***
(يجتمع أطفال شارع المحبة حول العم صابر، يجلس عبد الحميد أمام المحل على كرسى يراقبهم الأطفال وهم فى حماسهم الكبير)
ماركو: (يلتفت حوله) ذهبت إلى شارع المنافسين يا عم صابروعرفت ماذا ينوى أن يفعل شارع الأمل و ماذا يفعلون الآن من زينة.
رمضان: (بلهفة) وماذا يفعلون يا ماركو الآن؟ … قل بسرعة
صابر: أحسنت يا ماركو, لابد أن نعرف كل حاجة عن المنافس و لو استطعت أن تدرسه سيكون رائعا
عبد الحميد: (يهز رأسه) لكن هذا نوع من التجسس يا جماعة
صابر: طبعا لا يا عم عبد الحميد
أحمد : لابد أن تعرف عدوك يا عم عبد الحميد
صابر: ليس عدوا و لكن منافسا يا أحمد
ماركو: (بإهمال) لا جديد؛ نفس الزينات, الورق و السلوفان الملون وفانوس كل عام الذى يصنعه حبيبهم
عم فراج النجار و مساعده رضوان الطيب
رمضان: (بضيق) نفس الأزمة كل سنة , دائما متفوقون علينا بالفانوس
صابر: لو كان الفانوس فقط, كانت حلت المشكلة استقرار وضع المنافس واعتقاده انه سيفوز بداية فوزك يا رمضان, معلومة جيدة جدا
رمضان: مثل وضعنا و وضع إسرائيل فى 73
صابر: فعلا يا رمضان, كلامك صح جدا إسرائيل اعتقدت أنها متفوقة بسلاحها المتطور وقتها و معنوياتها المرتفعة و وهم الجندى الخارق رغم أنه لم يدخل فى معركة حقيقية فى 67 لأن الطيران مهد له كل شيء و ضرب قواتنا على الأرض و صدرت أوامر غير مدروسة بالانسحاب فحدث هرج و مرج للقوات المصرية
أحمد: لكن العم البرنس ليس إسرائيل يا رمضان
صابر: طبعا, إسرائيل اعتقدت أنها لا تقهر وإنها تقدر أن تهزم مصر و العرب بسهولة وأن مصر انتهت و لن تحارب وهذه كانت بداية خطة الخداع الاستراتيجي
ماركو: هل تقصد أن نصنع خطة خداع لشارع الأمل
أحمد: لكى يعتقدوا أننا استسلمنا نهائيا و لن نستطيع أن نفوز بالكأس هذا العام أيضا
رمضان: فيستقروا على وضعهم كما هو (بفرح) و نقوم نحن بالتغيير ونفوز
عبد الحميد: (بسخرية)إذن يجب أن تخفوا ما تصنعون حتى يكون مفاجأة كبيرة للمنافس
صابر: صح يا عبد الحميد, كلامك فى مكانه أدعوك أن تنضم لنا, نريدك معنا الآن
عبد الحميد: (بتكبر) لا .. ليس لدى وقت للعب العيال
صابر: الله يسامحك يا عبد الحميد
ماركو: (بثقة) الجدة فقط هى التى تقدر عليه و يسمع كلامها دون نقاش أو جدال
أحمد: و يجب أن ندعهم يعرفون ما نريده فقط (بتأكيد) ما نريده فقط و ليس كل شيء
رمضان: تقصد الزينة العادية فقط يا أحمد دون أية إضافات تجعلهم يتحمسون فينشطوا و يخترعون شيئا أفضل منا
ماركو: نعم ونلعب معهم لعبة الخداع الاستراتيجي (بتعجب) و أيضا يرون ما نصنعه؟
صابر: مثلما كنا نرسل معلومات عن الصواريخ الهيكلية قبل أن تقوم الحرب فى يوم 6 أكتوبر فتدمرها إسرائيل معتقدة أنها دمرت كتائب الصواريخ فتفرح و تبدأ فىعمل دفاعاتها على معلومات خاطئة ثم نبنى غيرها فى مكان آخر دون أن يعرفون
ماركو: يعنى ذلك أننا سنحارب شارع البرنس
صابر: (بحسم)لا. سننافس كى يكون شارعنا أجمل شارع
ماركو: (معتذرا) أعتذر.. سننافس شارع البرنس
صابر: المهم أننا نفكر فى أشياء جديدة لم يصنعوها من قبل
رمضان: نعم, لابد أن نفكر ونسأل
صابر: نعم .. نسأل أخواتنا أيضا!!
إظـــــــــــــــــــــلام
*** مشهـد 6 ***
(شاشة عرض لمشهد من حرب أكتوبر, يدخل صابر خشبة المسرح التى تشابه أرض المعركة, يحمل على كتفه قاذف صاروخي, ينظر يمينا و يسارا فى ترقب) .
صوت: ماذا سنفعل أيها الرجال؟ لم يعد هنا نقطة مياه واحدة العدو يحاصر الموقع و المتبقى تنك واحد من المياه المالحة
صابر: نحن رماة الجبل و نرى كل شيء, والعدو واقف تحتنا منتظرا و متربصا ومحتاجين قليلا من الصبر لحين وصول المدد وسوف نهدمها على رؤوسهم من فوق ومن تحت.
صوت: وماذا نفعل حتى يأتى المدد؟
صابر: بخار الماء يافندم, نسخن الماء فى ماعون الأكل وماسورة يخرج منها البخار ثم يبرد ونشرب بعد ذلك مياه حلوة
صوت: (بلهفة) فكرة جميلة..نجربها فورا (أصوات طلقات رصاص و انفجار مدوي)
صابر: الحمد لله..الله أكبر بلل الماء القليل عروقنا لحين حتى وصول المدد وهجموا عليهم من تحت وهجمنا من فوق ثم هربوا مثل الفئران فى الجحور و حققنا تقدما هائلا أذهل قادتنا قبل الأعداء
إظــــــــــــــــــــــــلام
*** مشهـد 7 ***
(فى شارع البرنس يقف طاطا وعلى الدجوى وحبظلم أبناء شارع الأمل , يقترب منهم ماركو ورمضان من أبناء شارع المحبة يتأملون زينة الشارع بدقة و اهتمام كبيرين) .
طاطا :أهلا رمضان, أهلا ماركو, جئتما لتعرفان ماذا نصنع الآن
ماركو: بالطبع, و لكن أين نحن و أين أنتم يا شارع الأمل؟ لو أن العم فرج يصنع لنا فانوسا مثلكم
حبظلم : (بكبرياء) كل شارع يستخدم إمكانياته يا ماركو
رمضان: حظوظ .. مبروك عليكم الكأس يا حبظلم
على: (بفخر) بالطبع الكبير كبير يا رمضان والكأس من نصيبنا
ماركو: مبروك عليكم يا سيدى
حبظلم: (بسخرية)عقبى لكم, اجتهدوا قليلا مثلنا , فكروا ودبروا و اعملوا بجد
رمضان: السنة القادمة إن شاء الله سننافس و لن نترككم تفوزون بسهولة
حبظلم : (ساخرا) احتمال !!
ماركو: مبارك عليكم الكأس يا حبظلم لكن سنتركها لكم هذا العام فقط, والعام القادم له حديث آخر
إظــــــــــــــــلام
*** مشهـد 8 ***
(خشبة المسرح أرض معركة, يقف الجندى صابر مذهولا على اليمين, تحصن جندى إسرائيلي فى خندق لا يظهر منه إلا مقدمة سلاحه يسارا، أصوات طلقات رصاص بكثافة تهز أرجاء المسرح).
صوت: (بغضب) استشهد منا عدد كبير من الجنود والنار قادمة بكثافة من هذا الاتجاه ماذا سنصنع يا أبطال؟ نريد أحد المقاتلين يتصدى لهم نريد فدائيا جسورا يصعد إليهم
صابر: (بحسم) أحد الجنود يؤمن طريقى حتى أصعد و أسد الفتحة حتى و لو بجسدى يا أفندم لا يوجد حل إلا هذا (بشوق) و احتمال الواحد يقابل ربه ما أروع الشهادة فى رمضان
صوت: (بتشجيع وحماس) ربنا معك يا صابر .. ربنا معك يا بطل
إظـــــــــــــــــــــلام
*** مشهـد 9 ***
(فى شارع المحبة يجتمع الأولاد حول العم صابر فى دائرة )
ماركو: تمام يا عم صابر, الموقف كما هو لم يتغير شيء عن العام السابق
رمضان: الزينة نفسها, الفانوس نفسه, الورق و السلوفان القديم لم يتغيرا
صابر:إذن نبدأ من هنا, لابد أن نصنع شيئا جديدا
أحمد : جاءت إلى فكرة يا عم صابر
صابر: (بحماس) قل بسرعة يا أحمد
أحمد: نجمع ونصنع فانوسا كبيرا ينير الشارع بالليل و كل واحد يدفع ما يقدر عليه
رمضان: (بحماس) ونكسر كل الحصالات فورا
ماركو: وسوف يصنعه العم حنا النجار, بالتأكيد سيجاملني يا جماعة بصراحة أنا أعمل معه كل أجازة كى أتعلم صنعة, بابا دائما يقول…
صوت الأب: صنعة فى اليد تغنى عن الذل
صابر: يا سلام على الأفكار يا ماركو, أعتقد أن هذا سيكون جديدا
أحمد: وممكن ندهن شارعنا بالجير ونرسم على الإسفلت أيضا وعلى الحيطان نعمل مسابقة
عم صابر: رائع … رائع
أم السعد: (تمر عليهم ومعها البنت هالة) ما هو الرائع يا صابر؟ أود أن أرى عملا, لا كلاما فقط
هالة: أنا لدى فكرة جيدة يا جدة
أم السعد: قولى بسرعة يا روح الجدة
هالة: يكون عندنا مكتبة فى الشارع أيضا مثل مكتبة جدى الصغيرة و تتحرك على عجل لسهولة تحريكها
عبد الحميد:و تكون فى المحل بالليل وجنب المحل بالنهار
أم السعد: ياه.. أخيرا ستشارك معانا يا عبد الحميد
صابر: (بسخرية) لكن هذا لعب عيال
عبد الحميد: (بسخرية)فرصة كى ألعب معكم قليلا و أعيش طفولتى التى لم أعشها
أم السعد: هيا بسرعة نريد عملا جيدا. كى نرفع رأسنا يا صابر إلى أعلى مثلما رفعتها فى حرب رمضان
صابر: سيحدث يا جدة أم السعد و لن تنزل هذه الرأس أبدا وعد منى ومن كل الأولاد فى الشارع أننا سنصنع المستحيل كى نأخذ الكأس
أم السعد: أعرف يا صابر حماسك و إصرارك! حين يعد الرجال يوفون وسيأتون بلبن العصفور و نور الفجر, و لن يأتى ذلك إلا بالعمل
صابر: من الآن يبدأ العمل الجاد يا جدة. و سوف ننفذ وعدنا و نفوز بالكأس
إظــــــــــــــــــلام
*** مشهـد 10 ***
(يجهز أولاد شارع المحبة الزينات و يقف معهم رجال الشارع صابر و عبد الحميد ويأتى نجار الشارع العم حنا حاملا معه عدة النجارة من منشار و فارة و شاكوش, يجلس بجوار محل العم عبد الحميد ويبدأ فى تصنيع فانوس المركب بحماس و يساعده ماركو ويبدأ الأولاد فى الرسم ودهان الحيطان فى سعادة كبيرة (موسيقى أو أغنية تناسب الموقف)
ماركو: أريد شيئا مبهرا يا عم حنا .. أرجوك أريد فانوسا يكون حكاية شارع المحبة هذا العام و الأعوام القادمة إن شاء الله
حنا : لن أخذلك أبدا يا ماركو يا بنى وسيرى شارعكم فانوسا لم يره أحد من قبل
ماركو: أنا متأكد من ذلك يا عم حنا وسوف ترفع رأسي عاليا
حنا : إن شاء الله سيكون حديث الجميع و السبب الأساسى فى فوز شارع المحبة
ماركو: (بحماس شديد) إن شاء الله
إظـــــــــــــــــــلام
*** مشهـد 11 ***
(يجلس البرنس أمام دكانه على كرسى, يقترب منه أطفال شارع الأمل طاطا و حبظلم و على الدجوى , يبدو عليه السعادة, يقتربون منه, يشير لهم أن يجلسوا على الكراسى, يجلسون بجواره فى راحة و استرخاء )
على: (بكبرياء) منافسو المحبة يعملون على قدم و ساق يحلمون أن يفعلون مثلنا، لكن هيهات
طاطا: (بسخرية)الذى سبق أكل النبق و فاز بالسباق شارع المحبة دائما متأخر فى قراراته
البرنس:لكن أرجو ألا تغترون بأنفسكم أكثر الغرور بداية الفشل يا أولاد .. أحذروا
حبظلم : (بصلف)لا تقلق يا عم البرنس, نحن الفائزون و لن يستطيعوا أن يفعلوا شيئا مختلفا و لن يقدموا أو يصنعوا جديدا عنا
البرنس:الثقة شىء جيد و لكن تابعوهم جيدا و إياكم و الغرور فهو بداية النهاية
حبظلم: (بغرور)أنا واثق .. لا شىء لديهم يقدمونه فلا تتعبوا أنفسكم يا أصدقاء نحن الأحسن والأفضل طوال عمرنا
البرنس:الحذر و الاحتياط واجبان يا أبنائي .
إظــــــــــــــــــــــــــلام
*** مشهـد 12 ***
(يعلق الأطفال زينات شارع المحبة بسعادة و هم يغنوون أغنية تناسب الموقف, ثم نشاهد الفانوس المركب يهبط معلقا من أعلى خشبة المسرح, يدخل رمضان و هالة و هما يدفعان المكتبة بهدوء و يضعونها بجوار دكان عبد الحميد البقال)
عبد الحميد: (بسعادة) كدا تمام !!كل شىء أكتمل !!
حنا: (بفخر) والفانوس منور زى القمر لم أكن أعرف انه سيكون كذلك
ماركو: أعتقد أن الكأس ستكون لنا يا أصدقائي و لن ينتزعه أحد منا أبدا
رمضان: إن شاء الله يا ماركو يا فنان
أحمد: متى سيمر رئيس الحي ولجنة التحكيم على الشوارع لكى يختاروا الفائز
صابر:سمعت أنهم سيأتون غدا
ماركو: (بخوف)إذا يجب أن نحرس شارعنا
رمضان:من أى شيء يا ماركو؟ من أى منافس لا يريد لنا نفوز
أحمد:أو من أى حاقد أو صاحب عقل صغير!! يريد أن يفسد ما صنعناه طوال الأيام السابقة
رمضان:كيف ؟ كل شيء علق فى مكانه ولن يستطيع أحد أن يصل إليه
صابر: أنت تعرف حركات العيال الأشقياء الطوب والنبل لكسر الزجاج و الفوانيس
ماركو: صح يا عم صابر..صح !!
صابر: أنا الذي سأحرس الزينات وسأسهر الليلة يا أولاد
أحمد: أحسن حارس يا عم صابر وأكرم عيون حرست بلدنا
صابر: أشكرك يا أحمد !
ماركو: أنا ممكن أقعد معك بالليل بعض الوقت
صابر: يا أهلا بك , تنور يا ماركو
ماركو: سأخبر أبى وسأحضر إليك يا عم صابر
صابر: سأنتظرك يا ماركو لنسهر نحرس الشارع ( يترك الأولاد و عبد الحميد العم صابر وحيدا )
إظـــــــــــــــــلام
*** مشهـد 13 ***
(أضواء خافتة تغمر خشبة المسرح, يتحرك العم صابر فى أقصى يسار الخشبة تتابعه بقعة ضوء, يتسلل طاطا و حبظلم و على من جهة يمين الخشبة, موسيقى تناسب اللحظة )
على: (بغيظ) كان كلام العم البرنس صحيحا كان يجب أن نتابعهم كما قال
طاطا : لقد جعلوا شارعهم أفضل من شارعنا والفانوس أفضل من فانوسنا
حبظلم :المكتبة ستكون فى صالحهم جدا فرئيس الحي من الشعراء المشهورين
على: و الحل يا أصدقاء ؟
طاطا :لن نستطيع الآن أن نصنع فانوسا
حبظلم:و لن نستطيع أن نجهز المكتبة و من أين نحضر الكتب المناسبة؟
على:إذن سيفوزون بكأس أجمل شارع و سيكونون حديث الحى طوال العام
طاطا :و الحل ؟
حبظلم: (يفكر, يتقافز بسعادة ) أن نعود للشقاوة مرة أخرى أن نغير الوضع بأيدينا
على: هل تقصد ما دار بذهنى يا حبظلم؟ ما كنا نفعله قديما بالليل كى لا يكون أحد أفضل منى؟
طاطا: (بحسم)أعتقد ذلك و هذا هو الحل الوحيد نحضر المعلاق و النبل و نكسر الفانوس ونفسد الزينة و نشوه الشارع تماما
على: وحين يأتى الشاعر رئيس المدينة سيجد بالطبع مالا يسره و يسعده
حبظلم:(بسعادة)سيجد خرابا, لا زينة ولا فانوسا
على: إذن نذهب الآن و نستعد للعمل نحضر المعلاق و الطوب و النبل
طاطا : و نتقابل بعد ساعة و بعد أن يهدأ الجو لنبدأ العملية الحربية فانوس
حبظلم: اسم جميل للعملية.. فكرة رائعة العملية فانوس..العملية فانوس
(يتسللون إلى خارج الخشبة )
إظــــــــــــــــــلام
*** مشهـد 14 ***
(تسلط بقعة ضوء على العم صابر الذى يتحرك فى هدوء على خشبة المسرح, ترتفع دقات العكاز مع موسيقى تناسب حالة الحذر و الترقب, ترتعش الإضاءة وتعلو أصوات انفجار تهز أرجاء المسرح كله)
صوت: (بخوف) أحذر يا صابر, أحذر, خلى بالك من نفسك .. أحذر
صابر: يجب أن أسد فتحة النار فورا, أسدها و لو بجسمي يا أفندم لا يوجد حل آخر يجب أن نحتل هذه الدشمة الآن
صوت: أحذر .. أحذر !!!
صابر: (يتقدم نحو مكان مرتفع, موسيقى متوترة, يقترب أكثر, يحاول أن يسد فتحة النار بجسده..بإصرار) يجب أن أسد فتحة النار فتحة النار على جنودنا باب جهنم لكنها باب الجنة بالنسبة لى طريق للشهادة .. هى فعلا باب الجنة يجب أن أتقدم كى أغلقها فورا و أدخل من باب الجنة بسرعة
صوت:(بخوف )أحذر يا صابر ..أحذر !!
صابر: (دوى انفجار) آه.. الله أكبر… الله أكبر !!
إظــــــــــــــــــــــلام
*** مشهـد 15 ***
(يجتمع طاطا و حبظلم وعلى الدجوي والبرنس فى شارع الأمل بجوار دكان البرنس , يجلسون حوله و يبدو عليهم الحزن و القلق)
طاطا : (بحزن) هل عرفت ماذا حدث يا عم البرنس؟
البرنس: (يطأطئ رأسه) نعم عرفت يا طاطا و لم تسمعوا كلامى شارع المحبة صار أجمل من شارعنا
حبظلم:لكننا سوف نكسب يا عم البرنس, سنكسب
البرنس: (بعصبية) ليس لدينا وقت كاف يا حبظلم و لكننا يجب نحاول أن نجمل شارعنا أكثر ونبذل أقصى طاقة عندنا حتى تأتى اللجنة
على: (بيأس)لم يعد لدينا وقت لهذا يا عم البرنس لن نكسب الجائزة بهذا الشكل لمن سنجمل شارعنا بعد انتهاء المسابقة
البرنس: (بحسم) لنا.. لشارعنا الذى نسير فيه ليل نهار و لنظافة حينا وهذا هو الهدف من المسابقة جمال شوارعنا المقصود و ليس الكأس
حبظلم: (بغيظ) لكن الوقت ليس كافيا و فات و كما يقول المثل الشعبى: الذى فات مات!!
البرنس: ليس ضروريا أن نكسب كل مرة، سنكسب من الاستفادة من الدرس، ونتعلم من الخسارة هذه المرة، ويجب علينا احترام المنافس، ولا نبك على اللبن المسكوب، وهذا كان خطأ المجموعة التي اشتغلت، وأرجو أن تبذلوا قصارى جهدكم، بصرف النظر عن الفوز بالكأس، لا تنسوا ذلك, فنظافة الشارع لنا جميعا (يقف)أنا مضطر أن أترككم الآن, لدى موعد مهم (يتركهم ويخرج)
على: (يقف ومعه طاطا و حبظلم) لكن الوقت لم يفت كما قلنا، العم البرنس ليس لديه حل مناسب
طاطا: فعلا.. ليس لديه حل مناسب
حبظلم: كما قلت ليس لدينا وقت لنفعل شيئا
على: (بسخرية) لكن لدينا وقت لنفسد كل شيء !!
طاطا: رأسك تفكر فيما تحدثنا فيه سابقا يا على ؟
على: (بحسم)كل واحد فينا يحضر عشر طوبات و معلاقا صغيرا لطيفا ونبلة أنيقة وكل شيء سيكون على الأرض فى ثوان
طاطا: (يهز رأسه) أفكار شيطانية رائعة لن يفرحوا بالفانوس و المكتبة بعد اليوم
إظـــــــــــــــــلام
*** مشهـد 16 ***
(يجلس صابر بجوار عربة العرقسوس ليلا يستند على عكازه, و بجواره ماركو, يستمع إلى صوت أغنية “رمضان جانا “, من بعيد يتسلل على وطاطا وحبظلم فى هدوء, يمسكون المعا ليق والطوب والنبل, يراهم لبرنس, يترك مكانه , يتحرك معه ماركو، يطلق على طوبة فى الفانوس, و يرمى طاطا بمعلاقه ويقذف حبظلم بالنبل, يتمزق سلوفان الفانوس وتطفئ أنواره, يجرى ماركو وراءهم فيهربون, يحاول صابر أن يجرى فلا يستطيع ، يعود ماركو إليه مرة أخرى) .
ماركو: (بغيظ) هربوا يا عم صابر من شارعنا و اختفوا فى بيوت شارع الأمل
صابر: (بحزن) ومن تعتقد أن يكونوا يا ماركو؟
ماركو: لم يكن النور كافيا كى أحدد من و لكنى أعتقد أنهم أشقياء هذا الشارع
صابر: (بدهشة) من هم ؟
ماركو: على و طاطا و حبظلم
صابر:عرفتكم يا أولاد شارع البرنس, صدقت يا ماركو , صدقت يا بنى (بحزن) الخوف الخوف من أيد حاقدة
(يهز رأسه) أو من رؤوس صغيرة وأحلام فقيرة يأتى أولاد شارع المحبة رمضان و أحمد إلى العم صابر و ماركو ومعهم عبد الحميد, يبدو عليهم الخوف و الحزن و الانزعاج مما حدث .
عبد الحميد: (منزعجا) سمعتك يا صابر وأنت تصرخ ماذا حدث, هل حدث لك مكروه؟
رمضان: شاهدتك يا عم صابر وأنت تجرى
ماركو :أولاد شارع الأمل أرادوا أن يفسدوا زينة شارعنا
رمضان: (بغضب) لابد أن نفعل فى شارعهم مثلما فعلوا فى شارعنا
أحمد: طبعا, العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم
صابر: (برفض) لا طبعا, لدينا وقت كى نصلح الشارع ونفوز بالكأس يا أولاد دون أن نفسد شيئا شارعهم هو شارعنا يا رجل يا طيب
رمضان: وحقنا يا عم صابر، أيضيع هكذا؟
صابر: لما نفوز بالكأس سيكون هذا أجمل حق لنا
ماركو: فعلا . .. إذن يجب أن نتحرك الآن ؟
صابر: نصلح ما كسر وهذا ليس كثيرا الحمد لله فقد منعناهم قبل تدمير كل شيء
عبد الحميد: ساعة واحدة وكل شيء سيكون تماما
صابر: و يجب أن نستعد لهم، فقد يكرروا المحاولة
رمضان: لن يستطيعوا يا عم صابر , سنسهر معك
أحمد: هذا هو الحل المناسب يا رمضان
ماركو: فعلا و نستعد مثلهم كى نمنعهم من دخول شارعنا
عبد الحميد: و سحور اليوم على و سنأكله فى الشارع
الجميع: ( يضحكون )
رمضان: ستكون غرامة كبيرة يا عم عبد الحميد
عبد الحميد :من يحب الأطفال و يلعب معهم يغرم دائما
ماركو:غرامة تفوت و لا أحد يموت
(تقترب الجدة أم السعد و معها هالة من الجميع, تنظر للزينة بحسرة و حزن, تهز رأسها آسفا )
الجدة: (بحزن)الحمد لله, لم يفسدوا كل شيء العصا التى لا تميت تقوى يا صابر فاكر يا ولدى ماذا كان الحال قبل أكتوبر؟
صابر: (بحزن)ضربة قوية لمصر و العالم العربى كله، كانت عصا لم تمت العرب
الجدة: لم تمت الوطن بل قوته على النصر الجديد فاكر يا صابر .. فاكر؟
صابر: فاكر يا جدة العصا التى لا تميت تقوى تمام
رمضان : و نحن فهمنا أيضا يا جدة
ماركو: خلال ساعة سيعود الأمر كما كان وأحسن و سنزيد من جمال الشارع و تنسيقه
أحمد: حاجات بسيطة ويعود الشارع أجمل .
هالة: سأذهب لأحضر النشا والورق الملون حالا
رمضان :(بحزن) لكن أنا فى قلبى نار و لن أترك حقنا
صابر: لا يا رمضان لو عدو لا تترك حقك لكن هؤلاء أخواتك على أى حال و جيران صحيح فيهم حاقد وحاسد و رأس صغيرة لكن هم أخوة لنا على أيه حال
الجدة: (بحكمة) يا أولادى …الأخوة لا يتصارعون يتنافسون بجد, لا يتقاتلون وإن اختلفوا فى يوم يقولون الحق
و ا يخفون لو صار هذا فى يوم كلامنا سنعود كما كنا رجالا بصدق لا يهزمون
صابر: فعلا يا جدة وللحى مسئول كبير أكيد سيأخذ حقنا من هؤلاء الأولاد وسيخبر أولياء أمورهم لتأديبهم
الجدة: (بثقة) أنا متأكدة أن ذلك سوف يحدث، فرئيس الحي رجل شريف وعادل وشاعر محترم و مشهور جدا
كان قائدا لابني الشهيد في حرب أكتوبر لواء محترم يعرف الحق ويقدر أن يأخذه حتى من الشيطان .
إظــــــــــــــــلام
*** المشهــد الأخيـــــر ***
( خشبة المسرح منصة حيث يجلس رئيس الحى وحوله اللجنة, ليعلن الفائز بجائزة أجمل شارع, يقف الجميع من أبناء الشارعين فى انتظار النتيجة خاصة من الأطفال, يبدو القلق و التوتر على وجوه أطفال شارع الأمل طاطا و حبظلم و على بينما يبدو الارتياح على وجوه رمضان و ماركو و أحمد و هالة, يجلس البرنس بجوار عم صابر و عبد الحميد و الجدة أم السعد ).
رئيس الحى: (بحماس و سعادة) بعد مشاهدة اللجنة لكل شوارع الحى وإعداد تقرير عن أجملها وأفضلها أعلن فوز شارع المحبة بجائزة أجمل شارع فى الحى و درع الأخلاق والصداقة والنظافة وعقاب شارع الأمل وحرمانه من المسابقة جزاء لما فعله بعض أطفاله الأشقياء من محاولة تكسير الفانوس و إفساد الزينات مع تجميل الشارع لمدة عامين مثل كل الشوارع دون الاشتراك فى المسابقة الرمضانية
(يهرب طاطا و حبظلم وعلى من القاعة)
رمضان: الله أكبر … الله أكبر أبناء شارع المحبة: الله أكبر .. الله أكبر
الجدة: (للبرنس) يجب أن يعاقب هؤلاء الأولاد يا برنس وتبلغ آباءهم بما فعلوا
البرنس: (يقف حزينا) رغم أنني حذرتهم عشرات المرات أفهمتهم أن نظافة أى شارع لنا جميعا لكنهم تصرفوا كعيال أشقياء فقط
البرنس: أرجو أن تتقبلوا اعتذارنا يا جدة وسوف نكفر عن هذا الذنب بأن ننظف شارعكم معكم طوال شهر رمضان
عبد الحميد: أحسنت يا برنس.. أنت دائما تحب الحق
صابر: البرنس زميل دفعه فى حرب أكتوبر و جيل أكتوبر فى أى مكان من العالم العربي رجاله
رئيس الحى: نريد أحد أبناء شارع المحبة لاستلام الكأس
الجميع: العم صابر .. العم صابر بطل شارع المحبة .. بطل شارع المحبة
(استعراض وأغنية الختام )
ستـــــــــــــــــــــار