المسرح الأكاديمي. ..كرنفالية التأصيل والمثاقفة/ أ.د . يوسف رشيد
اذا كانت التجربه المسرحيه العراقيه الراسخة في تاريخها قد امتدت تجذرا إلى تلك المحاولات التي بدأت باصولها من المسرح المدرسي، فإننا اليوم أحوج ما نكون إلى اعاده النظر في مقاييس المثاقفه المسرحيه التي تتجلى عوالمها في أهداف هذا المنجز الكبير (المهرجان الاكاديمي) بأهدافه ومراميه. إذ يحمل معه رهاناته في تأصيل القراءة المنهجية في التجربه المسرحيه العراقيه عبر إعادة إنتاجها وتقويمها على وفق مقاييس تناسج الثقافات والتصدي اكاديميا لقراءات التنميط المختلفه التي صارت تبتعد الى حد ما عن الارضيه الاكاديميه في المشروع الثقافي المسرحي مغربة صوب الابحار الجمالي الشكلي احيانا والذي قد يظهر باتجاها صائب، واحيانا اخرى يجنح صوب الاستعراض، الذي وضع المنجز المسرحي وهذه الحاله في ضرب من ضروب المابينيه ..
ولعل نظره متفائله الى ماتدعو اليه هذه التظاهره المسرحيه يضعنا امام خارطة طريق يمكن ان يرسمها هكذا مهرجان لتحقيق الاثر في مستقبل المنجز المسرحي العراقي خصوصا اذا ما اخذنا بالاعتبار ان تشكلات المنجز المسرحي الحديث في عروضه المسرحيه ماهو الا نتاج لهذ المؤسسه الاكاديميه ومخرجاتها في صياغة شكل المنجز الابداعي عموما وفضاءاته على مستوى النوعي للمنجز وكذلك على مستوى الاسماء التي ترفدها سنويا هذه المؤسسه الاكاديميه لحركة المسرح العراقي …
من هنا يكون لهذا المهرجان فضل المساهمه في التأصيل لرسم صورة جديده لمستقبل المسرح العراقي وكذلك فهو خطوه رائده تحتسب سبقا يحققه هذا القسم العريق بعناصره ..قسم الفنون المسرحيه /في كلية الفنون الجميله (بابل) تمنيات ومباركة كل الجهود الخيره من اجل مسرح اكاديمي خلاق.
** .أ. د . يوسف رشيد (ناقد مسرحي/كلية الفنون الجميله ـ بغداد)