القاهرة أعطت "زخما استثنائيا" لمهرجان المسرح العربي/ همت مصطفى
في مؤتمر صحفي حول حصاد الدورة الحادية عشرة
>> د.يوسف عيدابي: عروض كثيرة تجاوزت التقليدي وقدمت مغامرات جمالية ..وعلي النقد أ يطور خطابه
>> غنام غنام: المهرجان قدم الكثير من المتعة وتحول إلى مؤسسة مسرحية ..وقضية اللغة العربية ستظل مطروحة لوقت كبير
قال د. يوسف عيدابي مستشار الهيئة العربية للمسرح إن ما قدم في هذه الدورة من المهرجان العربي للمسرح جعله يفكر في ضرورة توثيق التجارب المسرحية في كل الأقطار العربية تباعا، لما بينها من همزة وصل تصلها ببعضها البعض، مشيرا إلى أن هناك وشائج عميقة ومؤكدة بين التجارب العربية المختلفة .
ولفت د. عيدابي في المؤتمر الصحفي الذي أقيم صباح اليوم الأربعاء 16 يناير للحديث عما تم إنجازه خلال هذه الدورة من المهرجان إلى أن المسرح في أكثر من بلد عربي كان له دوره المشهود في تحقيق الاستنارة و دعم الكفاح ضد المستعمر، واستطرد: وكان لبعض التجارب المسرحية في مصر والشام تأثيرها الكبير في التجربة المسرحية السودانية، ومساعدتها فيما يتصل باليقظة الوطنية والنضال ضد الاستعمار .
وأشار د. يوسف عيدابي إلى أن هناك صلة حقيقية بين المسرح العربي في الماضي ومانشهده في المهرجان الآن، على مستوى التآلف والانسجام والتفاعل، متمنيا أن تشارك النقابات الفنية بأدوار أكبر كمؤسسات مجتمع مدني في النهوض بالمسرح في بلادها وأن تضع يدها في يد الهيئة العربية للمسرح ، من أجل إقامة المزيد من التفاعل، مؤكدا أن الهيئة العربية للمسرح مؤسسة مدنية وإنها لا تستطيع أن تعمل وحدها مالم تجد دعما وتفاعلا من الجمعيات والنقابات المسرحية العربية .
أضاف مستشار الهيئة العربية للمسرح : إننا في حاجة إلى تجانس عربي من حيث التنسيق فيما بيينا وتحديد الأولويات، فنحن حتي الآن لانمتلك ببلوجرافيا مسرحيةعربية، ولابد من السعي لإنجازها.
وعن الفعاليات التي شهدها المهرجان قال د. عيدابي إنه استمع الى كثير من النقد التقليدي، وتمنى لو تجاوز بعض نقادنا تلك التقليدية ، من أجل تأسيس خطاب نقدي مسرحي جديد ومتجدد ،لا فتا إلى أن الكثير من العروض تجاوز ما هو تقليدي وقدم مغامرات جمالية نختلف ونتفق حولها . مؤكدا على ضرورة أن نقدم خطابنا النقدي الخاص بنا دون التقيد بركام الماضي .
وتابع : لابد أن يذهب المسرح لكل الناس ، لأنه كالأديان . ورفض عيدابي ما يصر بعض الأكاديمين على التأكيد عليه من أن المسرح منتج غربي، مؤكدا على أن أن الهجنة تتطلب أن أكون أنا موجودا أيضا مع وجود الآخر ، مضيفا : العالم صغير ولكن وجدان شعوب العالم مختلف ، ولا بد من أن نعبر عن هويتنا وشخصيتنا من خلال المسرح الخاص بنا.
فيما أشاد غنام غنام مسؤول الإعلام بالهيئة العربية للمسرح، والكاتب والمخرج المسرحي بما تم إنجازه إعلاميا طول أيام المهرجان ، مشيرا إلى ان المهرجان نجح في الوصول إلى الشارع المصري والعربي ،من خلال كتيبة الإعلاميين الذين واصلوا الليل بالنهار حتى يصلوا بفعاليات المهرجان إلى الجميع ، أضاف غنام :فعاليات المهرجان تم تغطيتها من خلال 60 صحيفة وموقع إليكتروني ، و 15 و تليفزيونية ، فضلا عن متابعة إخبارية قدمها مئات الصحفيين،
وأكد مسئول الإعلام بالهيئة إن كل ما تم إعداده من فعاليات في برنامج المهرجان قد تم إنجازه بدقة وحرفية شديدة، وفي موعده تماما، وإن الفعاليات قدمت على التوازي في أكثر من مكان، وسط حضور جماهيري وإعلامي مميز.
ولفت غنام إلى أن المهرجان شهد العديد من الفعاليات المهمة، من ندوات المحور الفكري و المؤتمرات الصحفية، والورش التدريبية، وحفلات تكريم الفائزين في جوائز الهيئة العربية للمسرح للنصوص الموجهة للكبار والصغار، وجائز ة البحث العلمي،
وأشار إلى أن المهرجان شهد تقديم 8 عروض تنافست على جائزة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة لأفضل عرض، فضلا عن 9 عروض شملها المسار الأول، وعشرة عروض شملها المسار الثالث،
وقدم الكاتب والمخرج غنام غنام التحية للقائمين على المسارح المصرية لما قدموه من دعم لكل العروض دون شكوى، مشيرا إلى انهم بذلوا جهدا كبيرا حتى تخرج العروض بالمستوى اللائق بالمهرجان.
كما قدم التحية لأكاديمية الفنون والمعهد العالي للفنون المسرحية لاستضافة العرض الكويتي الذي تعرض لإشكاليات خاصة به فتم ترحيله من مكان وزمان عرضه ليقدم على مسرح المعهد الذي هيأ له ظروف عرض جيدة، لا تقل عما قدم للعروض الأخرى .
وتابع :” شعرت بأن المهرجان كان مصريا أيضا، بما قدمه المصريون من دعم ومحبة، كما كان عربيا بما قدمه الأخوة والأصدقاء من المبدعين العرب، ولم يكن هناك فرق بين مسرحي وآخر إلا بالإبداع” .
وختم غنام كلمته بالقول:” إن المهرجان قدم وجبة كبيرة من المتعة تجعلنا نعاود الحنين إلى إقامة هذا المحفل الكبير في مصر مرة أخرى، و تجاوز بما قدمه في هذه الدورة كونه مهرجانا مفردا، ليصبح تظاهرة ومؤسسة مسرحية كبرى”.
وعن سؤال : هل تم إقرار الدولة المضيفة للمهرجان في الدورة القادمة أجاب مسؤول الإعلام في الهيئة العربية للمسرح بأن هناك خمسة دول تقدمت لاستضافة دورة العام القادم، وإن اعلان اسم المضيف سيتم في حفل الختام .
و حول ما إذا كان ممكنا أن يتم تصعيد العروض الفائزة في مهرجاناتها الوطنية تجنبا لتفاوت جودة العروض المشاركة عن طريق اللجان رد غنام : “لازال امامنا وقت طويل حتى يمكن الاعتماد على هذه الآلية، حيث تتفاوت حظوظ الدول من هذه المهرجانات، من حيث المستوى والتاريخ”.
وأشارإلى أن هناك 14 دولة لا يوجد بها مهرجانات وطنية وأن الهيئة العربية تسعى لاستكمال إقامة هذه المهرجانات، وأكد غنام أنه يمكن اللجوء لهذه الآلية إذا كانت المقدمات متساوية ومتكافئة وتؤدي إلى مخرجات جيدة وهو ما يحتاج إلى وقت .
وعن سؤال حول مشكلة التواصل مع بعض العروض العربية بسبب اختلاف اللغة أجاب د. يوسف عيدابي أن استمارة المشاركة تنص على أن الأفضلية للنصوص المكتوبة بالعربية الفصحى، ولكن حين يكون هناك تفاوت في المستوى الفني بين عرض مقدم بالعربية وآخر باللهجات المحلية.