“صباح الخير علاوي الحلة" اسهامة جديدة في كتابة السيناريو
صدر للكاتب والمخرج السينمائي حسين السلمان كتاب بعنوان (صباح الخير علاوي الحلة ) 2019عن دار أوراق البغدادية .وهو مجموعة سيناريوهات روائية بين قصيرة وطويلة ، وهو ثالث كتاب له في نشر السيناريو حيث صدر كتاب (تحت ظلال الزقورة) 2008و (ليلة حب ) بجزئين 2013.
قدم للكتاب ابرز الشخصيات السينمائية العراقية .فقد كتب مقدمه من قبل الفنان القدير السيناريست عبد الوهاب الدايني وكذلك الناقد والمؤرخ السينمائي مهدي عباس والكاتب والاعلامي ناصر طه .
يعد الكاتب السلمان اول كاتب عراقي يصدر كتب خاصة بالسيناريو وهو اول من نشره في الصحف المحلية اسهامة منه في نشر الثقافة السينمائية وخاصة السيناريو الذي يعاني من قلة كتابه .
يحتوي الكتاب على11 سيناريو تنوعت مواضيعها وكذلك طرق كتابتها .فالكاتب لم يتوقف عند حالة واحدة بل هو يتعدى ذلك متجها نحو شمولية الافكار والمواضيع .كما ان الكاتب تنوع في اساليب الكتابة ، فهو يكتب ضمن المفاهيم الواقعية بما يتناسب مع احداث الفكرة وطريقة المعالجة واسلوب التقديم ، ونراه في سيناريوهات اخرى يأخذنا الى اساليب اخرى مثل الواقعية السحرية والتعبيرية والانطباعية ، وهو هنا يعمل على تلاقح الافكار والاراء مع الاسلوب الذي ينتهجه لهذا السيناريو او ذاك .
جاء في مقدمة الفنان القدير السيناريست عبد الوهاب الدايني : »في سيناريو ( صباح الخير علاوي الحلة ) فان كاتب السيناريو عالج موضوعته بشكل آخر ..صبيان انقطعت بهم السبل للعيش الكريم ، فاتجهوا الى مهنة التسول أو نشل جيوب ركاب الباصات في منطقة كراج علاوي الحلة دون أن يكون لهم رئيسا يدير اعمالهم ويأخذ منهم ما نشلوه او تسولوه من الناس ..اذن يمتهنون الكدية على حسابهم الخاص. وحتى يصنع دراما سينمائية وليس تصويرا فوتغرافيا عمد الى وضع صبية واحدة وهي (وحيدة )بعمر الثانية عشر ، قوية الشخصية , تصارع من اجل العيش ومن اجل ان لا تسمح لاحد بالتحرش بها جنسيا ويضع لهذه الدراما ، كما هي العادة الشرير والطيب وبينهم وحيدة ..الاثنان يحبانها وهي لا تحب أحدا. وانها تميل الى عامر المتسول الوديع وتكره سجاد العنيف .. هذا الصنف من الصبيان لم يأت من كوكب آخر او بلد آخر ..انهم بشر يسيرون ويأكلون وينامون امام الكراج جاؤوا من طبقة مسحوقة ، لم يجدوا مدارس تعلمهم ولا عائلة تأويهم ، فاتجهوا الى كراج العلاوي ليستجدوا الناس كما قلت أو بعض البعض منهم أتجه الى السرقة .)
وكتب الناقد مهدي عباس : (الفنان والصديق العزيز حسين السلمان فنان متعدد المواهب فهو اكاديمي درس لسنوات مادة السينما لاجيال متعددة من الطلاب وهو مخرج له العديد من الافلام وهو ممثل موهوب وهو ناقد سينمائي محنك له اسلوبه الخاص في قراءة الافلام وهو كاتب سيناريو محترف .في كتابه الجديد( صباح الخير علاوي الحلة ) مجموعه من السيناريوهات البالغة حوالي 11 سيناريو بين طويل وقصير. يتضمن الكتاب سيناريوهات ( صباح الخير علاوي الحلة – حلم افتراضي – نافذة – اجازة – العكاز الاخير – انها هي الحرب – تراتيل – الكوخ – حيتان الارض – اضحك مع الاعتزاز – عاشق ) الحقيقة استمتعت بقراءتها ووجدت فيها سيناريوهات مكتوبة بحرفية عالية ومحبوكة بشكل جيد وتتناول مواضيع اجتماعية مهمه جدا وحساسة تحتاجها السينما العراقية فعلا هذه الايام .)
ومن جانب أخر يكتب الناقد مهدي عباس Lاتمنى على السينما العراقية وصناع السينما الالتفات الى هذه السيناريوهات وتجسيدها في افلام وخصوصا الافلام الطويلة التي اصبحت نادرة جدا هذه الايام ,, ان سيناريو حيتان الارض وصباح الخير علاوي الحلة مثلا ممكن ان يخرج منهما فلمان طويلان جميلان تفخر بهما السينما العراقية اذا ما صنعا بحب وباتقان شديد.
هذا الكتاب يضع امام مخرجينا وامام الجهات المنتجة والمهتمه بالسينما وخصوصا دائرة السينما والمسرح مجموعه سيناريوهات جاهزة بمواضيع مختلفة تحتاجها السينما العراقية نتمنى ان تاخذ طريقها للتنفيذ خاصة واننا نعاني من قلة كتاب السيناريو في العراق لذا يضطر اغلب المخرجين الى كتابة سيناريوهات افلامهم)
وتفيما لمنجز الكاتب السلمان يقول عبد الوهاب الدايني : (كان تسلسل المشاهد منطقية ومتصاعدة ومبهرة ، تشدك اليها ولا تتركك الا وانت قد أنجزت قراءتها الى النهاية .أنها صور حية تلمسها بعينيك وعقلك ، صاغها فنان اصيل يعرف مهنته بشكل ابداعي ، والاهم من كل ذلك هو انك لا تستطيع أن تخمن ما سيحصل في هذا المشهد او الذي يليه، كذلك لا تستطيع مهما أوتيت من حصافة ان تتوقع لها نهاية كما وصفها كاتب السيناريو .)
ويختم الناقد مهدي عباس مقدمته بهذه الكلمات : (اخيرا أشد على يدي الفنان كاتب السيناريو حسين السلمان لأنه أتحفني بعمله هذا وأفرحني ان عندنا كتاب بهذا المستوى الجاد ، بعيدا عن المفهوم التجاري السمج.