أيام الشارقة المسرحية 29 تلاقح وتلاقي الأيام.. حراك وجدال وارتقاء/ منى أبوبكر العمور
شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في 19 مارس 2019 وبحضور سمو الشيخ عبدالله بن سالم القاسمي نائب حاكم الشارقة، افتتاح فعاليت أيام الشارقة المسرحية في دورتها ال29 التي تنظمها دائرة الثقافة في قصر الثقافة وتستمر عروض أيام الشارقة المسرحية يوميا حتى حفل الختام في 27 مارس الجاري، وتم تكريم الفنان الكويتي محمد المنصور بمناسبة فوزه بجائزة الشارقة للابداع المسرحي العربي والفنان الإماراتي حبيب غلوم بجائزة الشخصية المحلية المكرمة.
كما تم عرض مسرحية “الطوق والأسورة” يوم الافتتاح في “بيت النابودة” لفرقة مسرح الطليعة، التي أنجز رؤيتها الدرامية سامح مهران، وأخرجها ناصر عبد المنعم بطولة: فاطمة محمد علي والمسرحية مقتبسة عن رواية للكاتب الراحل يحيى الطاهر عبدالله، وكانت المسرحية قد فازت بجائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عمل مسرحي عربي لعام 2019، ولكون أحداث ووقائع العرض تتطلب بيئة شعبية، وقع الاختيار على بيت النابودة لكونه يضفي بطابعه الكلاسيكي المعماري مسحة تاريخية على العرض ويتناسب مع أجواء الأحداث.
وعلى صعيد “ملتقى الشارقة الثامن لأوائل المسرح العربي” استقبل أحمد أبو رحيمة مدير “الأيام” المشاركين في الملتقى وألقى الضوء على المهرجان وأكد على دعم الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وأشار بورحيمة إلى مقولات أساسية يجب اتباعها وهي “إذا هبت رياحك فاغتنمها…. كل فنان يبدأ بالافتتان وينتهي بالتمرد” وهذه توصية بوجوب رؤية إبداعات الآخرين ومن ثم تقديم تجربتك وإبداعك الخاص.
وشهد ثاني أيام المهرجان انطلاق فعاليات الملتقى الفكري المصاحب ل “أيام الشارقة المسرحية تحت شعار “الإخراج والسينوغرافيا .. حدود العلاقة وتحدياتها” وأدار الجلسة المخرج فراس الريموني في فندق هيلتون الشارقة الذي أشار إلى حاجة المسرحيين إلى مثل هذه اللقاءات والحوارات حول هذه الإشكالية لما لها من أهمية، وفي أولى المداخلات جاءت ورقة الباحث المغربي يونس لوليدي تحت عنوان ” العلاقة بين المخرج والسينوغرافي في المسرح المعاصر من الصراع الوجودي إلى التواطؤ الإبداعي”، وتحدثت الباحثة المسرحية المصرية عايدة علام حول: علاقة متوترة أم تفاعل مثمر، أما الباحث العراقي فاضل الجاف عبر ورقة بعنوان “العلاقة الإبداعية بين المخرج والسينوغراف”، أما الورقة الأخيرة في الجلسة الأولى قدمها الباحث المصري خالد رسلان بعنوان “آليات تشكيل الخطاب بين المخرج والسينوغراف، جدلية العلاقة بين الجمالي والمعنى في المسرح المعاصر”
جاء عرض «أحمد بنت سليمان» الذي قدمته جمعية كلباء للفنون الشعبية والمسرح ثاني أيام المهرجان، ضمن «أيام الشارقة المسرحية»، إخراج أحمد الأنصاري وتأليف ناجي الحاي، باقتباس من رواية «طفل الرمال» للطاهر بن جلون، ومثل أدوار العرض: فاطمة الحوسني، عبد الله مسعود، عبد الرحمن الملا، أشجان، صوغة، وعادل سبيت محملاً بتفاصيل اجتماعية مأساوية، تحكي عن قصة سليمان، يعيش في مجتمع ذكوري حبيس مقولة هي: «الرجل الذي لا ينجب ذكورا ليس برجل».
وسبق العرض تكريم الممثل الكويتي محمد المنصور، الحاصل على جائزة الشارقة للإبداع المسرحي العربي، بحضور عدد من المسرحيين العرب، الذين أشادوا بتجربته المسرحية، والدرامية، وعطائه الممتد، فيما استعرض المنصور جوانب من سيرته مع التمثيل والخشبة
وفي الندوة التطبيقية للعرض، تباينت آراء النقاد في الموقف منه، وذكر جمال صقر «البحرين»، أن العمل جاء ممتعاً واحتشد بالجماليات. وأوضح فراس الريموني «الأردن»، أن المخرج أكثر من حالة الحزن، وكان من الممكن أن يقدم هذا النص بشكل جمالي، ويدين الفكرة في ذات الوقت..